إعلانات المنتدى


طرائف النحويين

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

muslima

عضو كالشعلة
8 أكتوبر 2008
318
3
18


من طرائف النحويين ..
النحوي هو الذي يتكلم العربية الفصحى ، لكنه يتقعر في كلامه فترى الناس من حوله صرعى ، لا يعلم أن العبرة ليست بالكلمات المنمقة ، أو المعقدة ، لا يفهم أولها من آخرها ، ولا مبتدأها من خبرها ، فبعض النحاة إذا بدأ المحاضرة ، قال الحاضرون يا ليتها كانت القاضية .
حتى انشد ابن دريد ، يتندر نفطويه ببيتين من القصيد :
أف من النحو وأصحابه *** وصار من أصحابه نفطويه
احرقه الله بنصف اسمه *** وصير الباقي نواحاً عليه

واليكم بعضاً من مواقف النحويين ، التي تدوخ الرأس وتزيغ العينين ، ولكنها ظريفة ، خفيفة لطيفة .
دخل أحد النحويين السوق ليشتري حماراً ، فقال للبائع قولاً عجيباً ، فظن البائع انه يريد أن يشتري قاضياً ، إذ قال أريد حماراً لا بالصغير المحتقر ، ولا بالكبير المشتهر ، إن أقللت طعامه صبر ، وان أكثرت طعامه شكر ، لا يدخل تحت البواري ، ولا يزاحم بي السواري ، إذا كان وحده في الطريق أسرع ، وإذا كثر الزحام أبطأ ، فشعر البائع باستغراب من ذلك ، وقال دعني فإذا مسخ الله القاضي حماراً بعته لك
.

**ودعنا ننتقل بالكلام من سوق الحيوانات ، إلى الفلاة ، وفي حفرة ، سقط نحوي سقطة ، فأنسته الكلمة والجملة ، ومن حسن حظه ، وطول صبره ، أتاه الفرج ، وباب الخلاص انفرج ، فإذا يمر بقرب الحفرة كنّاس ، فاخرج النحوي من رأسه وسواس الشيطان الخناس ، وقال قل أعوذ برب الناس ، يا كناس .. يا كناس .. اطلب لي حبلا دقيقاً ، وشدني شداً وثيقاً ، واجذبني جذباً رفيقاً ، فقال له الكناس ، ثكلتني أمي إن أخرجتك من البئر ، يا نحوي يا وسواس .
**ويروى أن عيسى ابن عمر سقط عن حماره ، فغشي عليه ، فلما أفاق ، رأى الناس حوله وقد سدوا الآفاق ، قال : ما لكم تكأكأتم عليّ تكأكؤكم على ذي جنة افرنقعوا عني .
**وكان لابن علقمة النحوي غلام ، فأشقاه سيده بالمستغرب من الكلام ، وكل صباح ، تسمع ابن علقمة وقد صاح ، أصَقَعَتِ العَتَارِيف ؟ فيخلط الغلام الشتاء بالصيف ، لأنه لا يدري ما يريد سيده ، ولا بأية لغة يخاطبه ، إذا كانت بالإنكليزية فلا يفهمها ولا يعرفها ، وإذا كانت بلغة أهل الصين ، فيعرف أن فيها جن وجين ، فانزعج الغلام وفكر ، وفي طريقة دبر ، وقرر إذا ناداه سيده وتكلم ، أن يقول له زقفيلم ، وكعادة ابن علقمة النحوي ، وقبل ظهور ضوء الشمس البهي ، نادى غلامه : أن يا غلام أصَقَعَتِ العَتَارِيف ؟ فأجابه الغلام : زقفيلم ، فلم يفهم ابن علقمة الكلمة ، ونظر يمنة ويسرة ، أعوذ بالله من الوسواس الخناس ، وضرب الأخماس بأسداس ، وحرث في عقله بالمتراس ، لعله يجد للكلمة معنى ، تفسيراً أو تأويلاً ، لكنه ما وجد شيئاً ، فقال : ما قصدت بهذه الكلمة ، فقال الغلام : وأنت ماذا قصدت بالكلمة ؟ قال : قصدت أصاحت الديكة ، فأجابه الغلام بسرعة بديهة ، وأنا قصدت لم تصح بعد .
***ويحكي الأصمعي ، الأديب الألمعي ، أنه مر بالسوق فإذا بنحوي ، يتقعر في لغته ، كأنه في سفرة أو نزهة ، فاقترب من احد الباعة ، باعة الفاكهة ، فقال النحوي للفاكهي : بكم تانك البطيختان ، اللتان بجنبهما السفرجلتان ، ومن دونهما الرمانتان ؟ فأجابه الفاكهي : بضربتان وصفعتان ولكمتان ، فبإيّ الآء ربكما تكذبان .
ونحوي مرض ، فعاده البعض ، فسألوه ، ما الذي تشكوه ؟ فأجابهم جواباً ، فسقط المعافى منهم مريضاً ، من وصفه لمرضه ، ومن تهويله لأمره ، فهو حمى جاسية ، نارها حامية ، منها الأعضاء واهية ، والعظام بالية ، فدعا احدهم عليه بدعوة ، عسى أن تكون لتقريب اجله خطوة ، فقال : لا شافاك الله بعافية ، يا ليتها كانت القاضية .
***ويُروى أن رجلاً دُعي إلى حضور درس في النحو ، فلما حضره فإذا الدرس كالغيم في الصحو ، يضيق الأنفاس ، ويجلب الغم والباس ، فقد لاحظ أن النحويين يقولون ، وفي أمثلتهم يوردون : جاء زيدٌ ، ضرب زيدٌ عمرًا ، حدَّث زيدٌ عمرًا حديثًا ، وأشباه من هذه الجمل كثيرة ، منها ذات تأثير ومنها الثقيلة ، لكنه على أية حال شعر بضيق من ذلك ، وأنشأ يقول على سبيل الدعابة في ذلك :
لا إلى النَّحو جئتكم لا ولا فيه أرغبْ
دعُوا زيْدًا وشَأنه أينما شَاء يذهبْ
أنا مَالي وما لامريء أبدَ الدَّهر يُضْربْ

***وفي نصيحة نحوي لمحتضر ، قد جاءه الموت وحضر ، يا فلان قل‏ لا إله إلا الله ، وإن شئت فقل‏‏ لا إلهًا إلا الله ، والأولى أحب إلى سيبويه ، وأنا لا ادري أيهما أحب إلى نفطويه .
***وقيل لبعضهم ما فعل أبوك بحمارهِ ؟ قال باعهِ ، فقيل له لم قلت باعهِ ؟ قال فلم قلت أنت بحمارهِ ، فقال الرجل أنا بالباء جررته ، فرد عليه وأجابه ، فلم باؤك تجر ، وبائي لا تجر ؟
وقال رجل لسماك في البصرة ، بكم هذه السمكة ؟ فقال السّماك بدرهمان ، فضحك الرجل لقوله بدرهمان ، لان الباء يجر ولا يرفع ، ويا ليتنا رفعنا أمر هذا الدين ولم نخنع ولم نخضع ، فقال له السّماك أنت أحمق ، سمعت سيبويه يقول ثمنها درهمان ، فلا تضحك ولا تنعق .
قال رجل لرجل ، قد عرفت النحو الذي يدني بالأجل ، إلا أني لا اعرف هذا الذي يقولون : أبو فلان وأبا فلان وأبي فلان ؟ فأجابه الرجل ، بلا تردد أو وجل ، هذا في النحو أسهل الأشياء ، ليس مثل تسلق الجبال أو قطع الصحراء ، فيقولون : أبا فلان لمن عظم قدره ، وأبو فلان لمن توسط قدره ، وأبي فلان لمن رذل قدره ‏.‏
ورأى احد النحاة ، الذي عنده النحو هو الحياة ، رأى رجلاً ضريرًا ، يسأل الناس قائلاً : ضعيفًا مسكينًا فقيرًا ضريرًا ، فقال له : يا هذا ، علام نصبت ضعيفًا مسكينًا فقيرًا ضريرًا ؟ فقال الرجل : بإضمار إرحموا ، فأخرج النحوي كل النقود الذي معه ، فأعطاه للرجل الضرير لحسن ما سمعه .:0132::0132::0132::0132:
هذا وبالمقابل ، هناك من لا يفرق بين النار والوابل ، فتراه يدرس في كلية اللغة العربية ، وإذا سألته عن الجملة الاسمية ، لقال لك جاء جمال ، وإذا سألته عن الأفعال ، لقال لك إمراة ، حماة أم زوجة ، ولكن إمراة اسم ، فيقول لكن فعلها كالسم ، وهذا ليس رأيي ، وإنما هو رأي هذا النحوي ، ويُعربون على فعلاً ، وذهب حرفاً ، والمبتدأ مفعولاً ، منصوباً تارة ومجروراً تارة أخرى ، فأية عربية هذه التي يدرسونها ، ويصرفون عليها أموالاً وعقولاً وجهوداً ؟..

</B></I>
 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: طرائف النحويين

شكرًا لكِ أختي مسلمة على هذه الطرائف النحوية الظريفة
جزاكِ ربي خيرًا وأجزل لكِ العطاء غاليتي :zhr:
 

الطيّبة

مزمار داوُدي
7 مارس 2006
5,489
17
0
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
رد: طرائف النحويين

أحسنتم
الأسلوب شيّق والطرائف ممتعة

وأزيدكم من الشعر بيتاً :

* روي أنّ رجلاً قصد سيبويه لينافسه في النّحو فخرجت له جارية سبيويه فسألها قائلا : أين سيّدك يا جارية ؟
فأجابته بقولها : فاء إلى الفيء فإن فاء الفيء فاء .
فقال : والله إن كانت هذه الجارية فماذا يكون سيّدها ، ورجع.

* قال رجل لسعيد بن عبد الملك الكاتب : تأمر بشيئًا ؟
قال : نعم بتقوى الله وإسقاط ألف شيء!!

*وعن أبي القاسم الحسن قال‏:‏ كتب بعض النّاس (كتبت من طيس) يريد (طوس) ، فقيل له في ذلك فقال ‏:‏ إنّ (من) تخفض ما بعدها فقيل ‏:‏ إنمّا تخفض حرفًا واحدًا لا بلدًا له خمسمائة قرية.

*قال ابن الجوزي: لقي نحويّ رجلاً وأراد الرجل أن يسأله عن أخيه وخاف أن يلحن ، فقال أخاك أخوك أخيك ها هنا ؟ ، فقال النحوي : لا لو لي ما حضر.

* جاء رجل إلى أحد النحويين فسأله : «الظبي معرفة أو نكرة ؟» ، فقال : إذا كان مشويّاً على المائدة فهو معرفة! وإن كان يسرح في الصحراء ، فهو نكرة، فقال له الرجل: { أحسنت ما في الدنيا أعرف منك بالنحو!}

 

muslima

عضو كالشعلة
8 أكتوبر 2008
318
3
18
رد: طرائف النحويين

شكرا على مروركم بارك الله فيكم وفي اناملكم
 

أحمد النبوي

مراقب الأركان العلمية
مراقب عام
19 يناير 2009
2,950
662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
رد: طرائف النحويين

بورك فيكم.
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع