- 7 يوليو 2008
- 3,779
- 28
- 48
- الجنس
- أنثى

(جَرَحَ و اجْتَرحَ ) فعلان قرآنيان متفقان في الجذر اللغوي: (جَرَحَ)،
كثيرٌ من المفسرين فسر كلا الفعلين بمعنى: الكسب
يقول ابن الجوزي -على سبيل المثال لا الحصر-: " وجرحتم بمعنى كسبتم "
ويقول: " واجترحوا بمعنى : اكتسبوا "
وإلى ذلك ذهب كثير من أصحاب المعاجم.
كثيرٌ من المفسرين فسر كلا الفعلين بمعنى: الكسب
يقول ابن الجوزي -على سبيل المثال لا الحصر-: " وجرحتم بمعنى كسبتم "
ويقول: " واجترحوا بمعنى : اكتسبوا "
وإلى ذلك ذهب كثير من أصحاب المعاجم.

جولة مع مادة (جَرَحَ) وتصريفاتها في القرآن الكريم
ورد هذا الجذر (ج ر ح) في القرآن بأربعة تصريفات هي: جَرَحَ، اجْتَرحَ، جُرُوحَ، جَوَارِحِ.
أولاً (جُرُوح): وردت مرة واحدة في القرآن الكريم في قوله تعالى :" وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنْفَ بِالأَنْفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ"المائدة: 45
أولاً (جُرُوح): وردت مرة واحدة في القرآن الكريم في قوله تعالى :" وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنْفَ بِالأَنْفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ"المائدة: 45
ثانياً (جَوَارِحِ): وردت مرة واحدة في القرآن الكريم في قوله تعالى : " يَسْأَلونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ " المائدة: 4
فالْجَوَارِح في الآية جمع جَارِحَة ~ وهي تطلق على ذواتِ الصيد من الطير والسباع ذكرا كان أم أنثى. وأطلق عليها هذا الاسم لأنها: تجرح الصيد وتشُقّ جِلْدَه لتأكله. وقيل ليُمسكه الصائد، وقيل لأَنها تَجْرَحُ لأَهلها أَي: تَكْسِبُ لهم .
فالْجَوَارِح في الآية جمع جَارِحَة ~ وهي تطلق على ذواتِ الصيد من الطير والسباع ذكرا كان أم أنثى. وأطلق عليها هذا الاسم لأنها: تجرح الصيد وتشُقّ جِلْدَه لتأكله. وقيل ليُمسكه الصائد، وقيل لأَنها تَجْرَحُ لأَهلها أَي: تَكْسِبُ لهم .

أولاً : جَـرَحَ
~(كَسَبَ خيراً أو شراً باستخدام جارحة له)~
"جَرَحَ" وهو الفعل الماضي الثلاثي، فريدة من فرائد التعبير القرآني؛ كونها لم ترد بالصيغة الفعلية إلا مرة واحدة، وكان ورودها في سورة الأنعام، قال تعالى : " وَهُوَالَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمّىً ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " الأنعام: 60
هذه الفريدة لم يخصها كثير من المفسرين بشيء من الفروق؛ بل فسرها أكثرهم بمعنى الكسب فقط. ولم يفرقوا بينها وبين الفعل "اجترح" عند تفسيرهم للفعلين.
~(كَسَبَ خيراً أو شراً باستخدام جارحة له)~
"جَرَحَ" وهو الفعل الماضي الثلاثي، فريدة من فرائد التعبير القرآني؛ كونها لم ترد بالصيغة الفعلية إلا مرة واحدة، وكان ورودها في سورة الأنعام، قال تعالى : " وَهُوَالَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمّىً ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " الأنعام: 60
هذه الفريدة لم يخصها كثير من المفسرين بشيء من الفروق؛ بل فسرها أكثرهم بمعنى الكسب فقط. ولم يفرقوا بينها وبين الفعل "اجترح" عند تفسيرهم للفعلين.

ثانياً : اجْـتَرح
~( اكتسب الشر دون الخير باستخدام جارحة له )~
اجْتَرحَ" فريدة من فرائد التعبير القرآني؛ لأنها لم ترد في القرآن الكريم إلا مرة واحدة. وهي فعلٌ ماضٍ مزيد بحرفين على وزن "افْتَعَل"، وردت في سورة الجاثية، قال تعالى : " أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ "الجاثية: 21
تسمى هذه الآية (مبكاة العابدين)؛ لأن كثيرا من العُبَّاد كانوا يبكون عند تلاوتها فقد روي أن تميمًا الداري قام الليل على هذه الآية لم يزل يكررها ويبكي حتى أصبح وهو عند المقام. وكذا الربيع بن خثيم ، ويروى أن الفضل بن عياض كان يقول لنفسه إذا قرأها: ليت شعري مِن أي الفريقين أنت؟
~( اكتسب الشر دون الخير باستخدام جارحة له )~
اجْتَرحَ" فريدة من فرائد التعبير القرآني؛ لأنها لم ترد في القرآن الكريم إلا مرة واحدة. وهي فعلٌ ماضٍ مزيد بحرفين على وزن "افْتَعَل"، وردت في سورة الجاثية، قال تعالى : " أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ "الجاثية: 21
تسمى هذه الآية (مبكاة العابدين)؛ لأن كثيرا من العُبَّاد كانوا يبكون عند تلاوتها فقد روي أن تميمًا الداري قام الليل على هذه الآية لم يزل يكررها ويبكي حتى أصبح وهو عند المقام. وكذا الربيع بن خثيم ، ويروى أن الفضل بن عياض كان يقول لنفسه إذا قرأها: ليت شعري مِن أي الفريقين أنت؟

*~ الخلاصــة ~*
لاترادف بين فعلي "جَرَحَ و اجْتَرحَ " في لغة القرآن؛ إذ كشفت الدراسة بعد الاستقراء أن:
أولاً (جَرَحَ) معناها: كَسَبَ خيراً أو شراً باستخدام جارحة من جوارحه
ثانياً (اجْتَرحَ) معناها: اكتسب الشر دون الخير باستخدام جارحة من جوارحه
لاترادف بين فعلي "جَرَحَ و اجْتَرحَ " في لغة القرآن؛ إذ كشفت الدراسة بعد الاستقراء أن:
أولاً (جَرَحَ) معناها: كَسَبَ خيراً أو شراً باستخدام جارحة من جوارحه
ثانياً (اجْتَرحَ) معناها: اكتسب الشر دون الخير باستخدام جارحة من جوارحه
ثالثاً جَرَحَ و اجْتَرحَ :من أفعال الجوارح، لا من أفعال القلوب.
وهذا هو الفرق بينهما وبين كَسب؛ إذ إن الكسب قد يكون بالهبة أو الميراث أو الهدية .... / أما الجرح فلا يكون إلا باستخدام جارحة، أي أنه يفعل الشيء بجارحة من جوارحه.
وهذا هو الفرق بينهما وبين كَسب؛ إذ إن الكسب قد يكون بالهبة أو الميراث أو الهدية .... / أما الجرح فلا يكون إلا باستخدام جارحة، أي أنه يفعل الشيء بجارحة من جوارحه.

مما قرأتهـ ~*
بقلم د/ أنس العمايرة
بقلم د/ أنس العمايرة