- 8 أكتوبر 2009
- 7,553
- 310
- 0
- الجنس
- أنثى
بسم الله الرحمن الرحيم..
يَوْمَيْنِ} [فصلت: 12] أي خلقهن. ويكون بمعنى الإعلام، قال الله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ
فِي الْكِتَابِ} أي أعلمنا.
ويكون بمعنى الأمر، كقوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ}.
ويكون بمعنى الإلزام وإمضاء الأحكام، ومنه سمي الحاكم قاضيا.
ويكون بمعنى توفية الحق، قال الله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ} .
ويكون بمعنى الإرادة، كقوله تعالى: {فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} أي إذا أراد خلق شيء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
قول الله تعالى: ( بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )
قال الطبري رحمه الله في تفسيره :
قال الطبري رحمه الله في تفسيره :
قال علماؤنا: "قضى" لفظ مشترك، يكون بمعنى الخلق، قال الله تعالى: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي
يَوْمَيْنِ} [فصلت: 12] أي خلقهن. ويكون بمعنى الإعلام، قال الله تعالى: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ
فِي الْكِتَابِ} أي أعلمنا.
ويكون بمعنى الأمر، كقوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ}.
ويكون بمعنى الإلزام وإمضاء الأحكام، ومنه سمي الحاكم قاضيا.
ويكون بمعنى توفية الحق، قال الله تعالى: {فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ} .
ويكون بمعنى الإرادة، كقوله تعالى: {فَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} أي إذا أراد خلق شيء.
قال ابن عطية: "قضى" معناه قدر، وقد يجيء بمعنى أمضى، ويتجه في
هذه الآية المعنيان على مذهب أهل السنة قدر في الأزل وأمضى فيه
وقال الشاعر:
إذا ما أراد الله أمرًا فإنَّما ... يقول له كن قولة فيكونُ ...
ونبه تعالى بذلك أيضا على أن خلق عيسى بكلمة: كن، فكان كما أمره الله،
قال تعالى: { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }
:::
وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره:
قوله تعالى: {أَمْراً} الأمر واحد الأمور، وليس بمصدر أمر يأمر.
قال علماؤنا: والأمر في القرآن يتصرف على أربعة عشر وجها:
الأول: الدين، قال الله تعالى: {حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ}[التوبة: 48] يعني دين الله الإسلام.
الثاني: القول، ومنه قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا} يعني قولنا، وقوله: { فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} يعني قولهم.
الثالث: العذاب، ومنه قوله تعالى: {لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ} يعني لما وجب العذاب بأهل النار.
الرابع: عيسى عليه السلام، قال الله تعالى: {قَضَى أَمْراً} يعني عيسى، وكان في علمه أن يكون من غير أب.
الخامس: القتل ببدر، قال الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} يعني القتل ببدر، وقوله تعالى: {لِيَقْضِيَ اللَّهُ
أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً} يعني قتل كفار مكة.
السادس: فتح مكة، قال الله تعالى: {فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} يعني فتح مكة.
السابع: قتل قريظة وجلاء بني الضير، قال الله تعالى: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ}.
الثامن: القيامة، قال الله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ}.
التاسع: القضاء، قال الله تعالى: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ} يعني القضاء.
العاشر: الوحي، قال الله تعالى: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ} يقول: ينزل الوحي من السماء إلى
الأرض، وقوله: {يَتَنَزَّلُ الأمْرُ بَيْنَهُنَّ} يعني الوحي.
الحادي عشر: أمر الخلق، قال الله تعالى: {ألا إلى الله تَصَيرُ الأمُورُ} يعني أمور الخلائق.
الثاني عشر: النصر، قال الله تعالى: {يَقُولُونَ هَلْ لنَا مِنَ الأمْرِ مِنْ شَيْءِ} يعنون النصر،
{قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} يعني النصر.
الثالث عشر: الذنب، قال الله تعالى: {فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا} يعني جزاء ذنبها.
الرابع عشر: الشأن والفعل، قال الله تعالى: {وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ} أي فعله وشأنه،
وقال: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} أي فعله.
وتلخيص المعتقد في هذه الآية: أن الله عز وجل لم يزل آمرا للمعدومات بشرط وجودها، قادرا مع تأخر
المقدورات، عالما مع تأخر المعلومات. فكل ما في الآية يقتضي الاستقبال فهو بحسب المأمورات، إذ
المحدثات تجيء بعد أن لم تكن. وكل ما يسند إلى الله تعالى من قدرة وعلم فهو قديم ولم يزل.
والمعنى الذي تقتضيه عبارة "كن": هو قديم قائم بالذات.
..في حفظ الرحمن ورعايته..
هذه الآية المعنيان على مذهب أهل السنة قدر في الأزل وأمضى فيه
وقال الشاعر:
إذا ما أراد الله أمرًا فإنَّما ... يقول له كن قولة فيكونُ ...
ونبه تعالى بذلك أيضا على أن خلق عيسى بكلمة: كن، فكان كما أمره الله،
قال تعالى: { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ }
:::
وقال القرطبي رحمه الله في تفسيره:
قوله تعالى: {أَمْراً} الأمر واحد الأمور، وليس بمصدر أمر يأمر.
قال علماؤنا: والأمر في القرآن يتصرف على أربعة عشر وجها:
الأول: الدين، قال الله تعالى: {حَتَّى جَاءَ الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ}[التوبة: 48] يعني دين الله الإسلام.
الثاني: القول، ومنه قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا} يعني قولنا، وقوله: { فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} يعني قولهم.
الثالث: العذاب، ومنه قوله تعالى: {لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ} يعني لما وجب العذاب بأهل النار.
الرابع: عيسى عليه السلام، قال الله تعالى: {قَضَى أَمْراً} يعني عيسى، وكان في علمه أن يكون من غير أب.
الخامس: القتل ببدر، قال الله تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ} يعني القتل ببدر، وقوله تعالى: {لِيَقْضِيَ اللَّهُ
أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً} يعني قتل كفار مكة.
السادس: فتح مكة، قال الله تعالى: {فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} يعني فتح مكة.
السابع: قتل قريظة وجلاء بني الضير، قال الله تعالى: {فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ}.
الثامن: القيامة، قال الله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ}.
التاسع: القضاء، قال الله تعالى: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ} يعني القضاء.
العاشر: الوحي، قال الله تعالى: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ} يقول: ينزل الوحي من السماء إلى
الأرض، وقوله: {يَتَنَزَّلُ الأمْرُ بَيْنَهُنَّ} يعني الوحي.
الحادي عشر: أمر الخلق، قال الله تعالى: {ألا إلى الله تَصَيرُ الأمُورُ} يعني أمور الخلائق.
الثاني عشر: النصر، قال الله تعالى: {يَقُولُونَ هَلْ لنَا مِنَ الأمْرِ مِنْ شَيْءِ} يعنون النصر،
{قُلْ إِنَّ الأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} يعني النصر.
الثالث عشر: الذنب، قال الله تعالى: {فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا} يعني جزاء ذنبها.
الرابع عشر: الشأن والفعل، قال الله تعالى: {وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ} أي فعله وشأنه،
وقال: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} أي فعله.
وتلخيص المعتقد في هذه الآية: أن الله عز وجل لم يزل آمرا للمعدومات بشرط وجودها، قادرا مع تأخر
المقدورات، عالما مع تأخر المعلومات. فكل ما في الآية يقتضي الاستقبال فهو بحسب المأمورات، إذ
المحدثات تجيء بعد أن لم تكن. وكل ما يسند إلى الله تعالى من قدرة وعلم فهو قديم ولم يزل.
والمعنى الذي تقتضيه عبارة "كن": هو قديم قائم بالذات.
..في حفظ الرحمن ورعايته..