- 11 نوفمبر 2005
- 19,977
- 75
- 48
- الجنس
- أنثى
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الهمة غليان مستمر , وهيجان صاخب , ومثابرة عارمة , إنها قفز إلى القمة وطيران
إلى الأعلى الهمة قلب جياش , ونفس تواقة وأمل بعيد , من رزق الهمة ارتحلت به
وهو مقيم وسافرت به وهو حال , تعلم أن تتسابق , ولياليك تتعانق !
فالبدار .......... البدار , فقد أفناك الليل والنهار.
الطريق الذي طوله ميل , يقطع بخطوة , وسبقت السلحفاة الذئب , لأنها واصلت على
بطء مشيتها وهو ركن إلى سرعة مشية فوقف يلمح ظبياً .
وإنما أثر الحبل في الحجر لأنه دوام , وإنما تخدد الجبل من الماء لأنه أستمر ومن ثبت نبت.
فيا عاقلاً فهم الخطاب , لا تراوح مكانك , الطّير قد غدا من وكناته ,يطلب رزقه
والضب قد انسل من جحره يبحث عن قوته وأنت ماذا تنتظر ؟!
قم إلى ميدان العمل , أطرد الفراغ , سابق عجلة الزمن , زاحم الجادين .
وسر مسرعاً فالموت خلفك مسرع ***** وهيهات ما منه ملاذ ومهربُ
من السنن نمو الشجرة , وتفتق الزهرة , وجريان المجرة , فأقبح بإنسان سميع بصير
, قعدت به نفسه الأمارة , فلا هو في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة وثقل نعاسة , فصار
ليله كنهاره .
الناس في أشكالهم وصورهم ولحومهم ودمائهم سواء , وإنما اختلفوا في الهمم فأصبح
الواحد منهم يعد بألوف من الناس .
خير صلى الله عليه وسلم بين الدنيا والآخرة , فاختار الآخرة , ونادي : " بل الرفيق الأعلى "
وأرشدنا إلى طلب الفردوس الأعلى وسأله أبو بكر الصديق : هل يدعى أحد من
أبواب الجنة الثمانية ؟ قال : " نعم , وأرجو أن تكون منهم " , وما ذلك إلا لعلو همته ,
لأنه كان من المصلين الذاكرين المنفقين .
فالله در الهمم ما أعظمها وما أجلها
الشيخ الدكتور/ عائض القرني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الهمة غليان مستمر , وهيجان صاخب , ومثابرة عارمة , إنها قفز إلى القمة وطيران
إلى الأعلى الهمة قلب جياش , ونفس تواقة وأمل بعيد , من رزق الهمة ارتحلت به
وهو مقيم وسافرت به وهو حال , تعلم أن تتسابق , ولياليك تتعانق !
فالبدار .......... البدار , فقد أفناك الليل والنهار.
الطريق الذي طوله ميل , يقطع بخطوة , وسبقت السلحفاة الذئب , لأنها واصلت على
بطء مشيتها وهو ركن إلى سرعة مشية فوقف يلمح ظبياً .
وإنما أثر الحبل في الحجر لأنه دوام , وإنما تخدد الجبل من الماء لأنه أستمر ومن ثبت نبت.
فيا عاقلاً فهم الخطاب , لا تراوح مكانك , الطّير قد غدا من وكناته ,يطلب رزقه
والضب قد انسل من جحره يبحث عن قوته وأنت ماذا تنتظر ؟!
قم إلى ميدان العمل , أطرد الفراغ , سابق عجلة الزمن , زاحم الجادين .
وسر مسرعاً فالموت خلفك مسرع ***** وهيهات ما منه ملاذ ومهربُ
من السنن نمو الشجرة , وتفتق الزهرة , وجريان المجرة , فأقبح بإنسان سميع بصير
, قعدت به نفسه الأمارة , فلا هو في عمل الدنيا ولا في عمل الآخرة وثقل نعاسة , فصار
ليله كنهاره .
الناس في أشكالهم وصورهم ولحومهم ودمائهم سواء , وإنما اختلفوا في الهمم فأصبح
الواحد منهم يعد بألوف من الناس .
خير صلى الله عليه وسلم بين الدنيا والآخرة , فاختار الآخرة , ونادي : " بل الرفيق الأعلى "
وأرشدنا إلى طلب الفردوس الأعلى وسأله أبو بكر الصديق : هل يدعى أحد من
أبواب الجنة الثمانية ؟ قال : " نعم , وأرجو أن تكون منهم " , وما ذلك إلا لعلو همته ,
لأنه كان من المصلين الذاكرين المنفقين .
فالله در الهمم ما أعظمها وما أجلها

الشيخ الدكتور/ عائض القرني