- 12 سبتمبر 2007
- 1,826
- 14
- 0
- الجنس
- ذكر
الـ،،،ـ،لــ،آم عليكــــــم
القصة منقولة من إحدي المنتديات وهي بقلم أستاذي حفظه الله ...
في مسَاء يومٍ مِن أيّام يونيو عامَ 1986 ميلاديّة ، وفِي ضاحِيةٍ مِن ضَواحِي باريسَ ، ألقَى عصَا التّرحالِ قادِماً مِن قريةٍ صغيرةٍ من قرَى الجزائرِ ، أبعدهُ عنهَا طلبُ العيشِ ، وضيقُ ذاتِ اليدِ ، فجمَعَ مَا يملكُ مِن حُطامٍ قليلٍ ، وولّى وجهَهُ تلقَاء بلادِ السّحرِ والجمَالِ كمَا يسَمّيهَا المترفونَ مِن أهلِ الأرضِ ، ولَم يكن المسكينُ يبحثُ فيهَا عن سحرٍ ولا جمالٍ ، وإنّمَا عَن لُقمَةِ عيشٍ يسُدّ بهَا حاجتَهُ هوَ وزوجتهُ الثّلاثينيّةَ ، وابنهُمَا الصّغير " طاهر " ، الذي لم يتجَاوزَ الثّانيةَ مِن عُمُرهِ . فِي أقصَى تلكَ الضّاحيةِ ، استأجرَ الرّجُلُ بمَا معهُ بيتاً متوَاضعاً يؤوي فيهِ أسرتهُ الصّغيرةَ ، ومنذُ صباحِ اليومِ التّالِي طفقَ يبحثُ عَن عمَلٍ ، يحقّقُ بهِ آمالاً عِرَاضاً ، ارتسمَت في مخيلتهِ ، ويفسّرُ أحلاماً طِوالاً رآها فِي بلدهِ ، كشَأنِ كُلّ عربيٍّ يعيشُ الحلمَ في وطنهِ ، والواقعَ فِي غربتهِ ، حَتّى يأتيهِ هادِمُ اللذّاتِ وهوَ إمّا غارقٌ في الحلمِ ، أو معَذّبٌ في الغربةِ ، أو راحلٌ بينهُمَا في سفينةٍ متهالِكةٍ . ولَم تكَد تمضِي أيّامٌ إلا ويأتِي الرّجلُ إلى بيتهِ فرحاً مستبشراً ، كأنّهُ ملكَ فرنسَا كُلّهَا ، فتسألهُ زوجَتهُ بمَا تتمنّاه : هَل وجدتَ عملاً ؟ فيجيبهَا : نعَم ، وجدتُ عملاً فِي أحدِ المطاعمِ ، ومنذُ اليومَ سنودّعُ الفقرَ والفاقةَ يا حبيبَتي ! كانَ عملُ صاحِبنَا مضنياً شاقّاً ، فهوَ يعملُ طوالَ النهَارِ ، وجزءاً كبيراً مِن الليلِ ، ولا يعودُ إلى بيتهِ إلاّ متعبَاً يطلبُ النّومَ والرّاحةَ استعداداً ليومٍ جديدٍ ، لا يقلّ مشقّةً عَن سابقهِ ! ومضتِ الأيّامُ ، وتوالتِ الشهورُ والسنينُ ، وترعرعَ " طاهر " في باريس ، وترعرعَت معهُ أحلامُ والدَيهِ ، فألحقاهُ بمدرسةٍ قريبةٍ يتعلّمُ فيهَا ويدرُس ، وكانَ يصحبُهُ إليهَا كلّ صبَاحٍ ابنُ جارٍ لهم فرنسيٍّ ، فكانَت تلكَ الصّحبةَ اليَانِعةَ مع إشراقةِ كُلّ شمسٍ ، وتلكَ الخطواتِ البريئةِ إلى المدرسةِ ، ميثَاقُ حياةٍ وصداقةٍ وطيدٍ متينٍ بينَ هذينِ الصغيرَينِ ، هوَ أوثقُ مِن مواثيقِ فرنسَا والجزائرِ ، بل والعالمِ كلّهِ ، وأيّ ميثاقٍ أصدَقُ منْ ميثاقٍ تعقدُهُ قلوبٌ لا تعرفُ إلاّ الحبّ والطهرَ والصدقَ ، لا تحتاجُ معهُ لأوراقٍ ولا تواقيعَ ولا معاهداتٍ ، ولا اتفَاقيّاتِ عدمِ اعتداءٍ .!! ومعَ كُلّ عامٍ يخطوانِ بهِ فِي مشوارِ الحياةِ ، كانَ " طاهر " وصاحبُهُ يزدادان قرباً وحبّاً لبعضهمَا ، حتّى لَم يعُد يكَادُ يفرّق بينهمَا سوَى وقتُ النّومِ ، تخطّيَا سويّاً المرحلةَ الابتدائيّة والإعداديّةَ والثّانويّةَ ، وكعَادةِ الشبَابِ فِي تلكَ المجتمعاتِ ، فقد غلبَتْ عَلى " طاهِر " مظاهِرُ فرنسا وعاداتُ أهلِهَا ، حَتّى أصبحَ فرنسيّاً خالِصاً ، لا فرقَ بينهُ وبينَ صاحبهِ إلاّ كلمَةٌ واحدةٌ مطبوعةٍ في جوازِ سفرِ " طاهر " يعلَمُ من خِلالهَا إنهُ يُعرفُ بـ " المسْلمِ " وأنّ فِي تاريخِ أجدادهِ الأوّلينَ رجُلٌ عظيمٌ اسمهُ " محمّد " ، ساعَدَ عَلى واقعهِ ذلكَ شِدّةُ تعلّقهِ بصاحبِهِ ، وعدمُ اهتمَامِ أبيهِ بتوجيههِ ورعايةِ أخلاقهِ ومعتقدهِ ، فانهمكَ فِي كلّ ملذّاتِ السحرِ والجمالِ المزعومِ في باريسَ ، وكانَ صاحبُهُ ورفيقُ دربهِ شريكاً لهُ في انهماكهِ وملذّاتهِ ، إذ لا تكتمِلُ لذّةُ أحدهِمَا إلاّ بمشاركةِ الآخرِ ، فهُمَا كروحٍ في جسدينِ . كانَ " طاهر" والفرنسيُ لا ينفكّانِ يتمازحانِ ويتَقاذفانِ كثيراً أبشعَ الكلماتِ والشتَائمِ والسّبابِ ، بلْ ربّمَا سبّ أحدهُمَا أبويِ الآخرِ وقذفهُمَا ، فيمَا الآخرُ ممتلئٌ ضَحِكاً ، لاَ يُثرّبُ عَلى صاحبهِ ولم يغضَبْ منهُ لحظةً ، وكأنّمَا يطلبُ منهُ المزيدَ والمزيدَ ، حتّى كانَ يومٌ مِن أيّامهمَا لهُ وجهٌ آخرُ جِدُّ مختلفٌ ، وكانَت ساعةٌ شاحِبة الملامحِ ، نُقضَت فيهَا مواثيقهُمَا البريئةَ ، وعهودُهمَا القديمةَ ، وكانَ إعلانُ الحربِ مِن " طاهر " عَلى صاحبهِ دونَ سابقِ إنذارٍ ، فيمَا همَا جالِسانِ عَلى عادتهمَا في أحدِ مقاهِي باريس ، يتبادلانِ الضحكاتِ ويتناوشانِ بينهمَا الشتائمَ ، عَرَض الفرنسيّ لمحمّدٍ صَلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ فشتمَهُ ، ثمّ استغرقَ فِي ضحكةٍ طويلةٍ ينتظرُ مِن " طاهر" أن يشَاركَهُ فيهَا ، لكنّ الأمرَ اختلفَ تماماً ، فقَد تحوّلَ الصّديقُ القديمُ إلى وحشٍ كاسرٍ ، والضحكةُ المعتادةُ إلى وجهٍ عبُوسٍ قمطريرٍ ، ينبئُ بعاصفةٍ فيهَا عذابٌ أليمٌ ! قذفَ " طاهر " الكأسَ مِن يدهِ ، وقامَ مزمجراً غاضباً ، وطوّحَ بالطاولةِ مِن طريقهِ ، حتّى وصلَ إلى صديقهِ الحميمِ ، الّذي اشرأبّ منتظراً نهاية هذَا الفاصلِ المُرعبِ كيفَ تكونُ ، فرفعَ يدهُ عالياً ثُمّ ألقَى صفعةً هائلةً عَلى وجهِهِ ، وقالَ : أسمحُ لكَ أن تتعدّى عَلى كُلّ شئٍ يخصّنِي ، لكِن لَن أسمحَ لفرنسَا كلّهَا أن تتعدّى عَلى محمّد . ثّمّ انصرفَ عنهُ غاضباً ، فيمَا الفرنسيّ مذهولٌ مِن هولِ الصّدمةِ ، واجمٌ مِن ردّة فعلِ " طاهر " التي لَم يعهدهَا منهُ لأكثرَ مِن عشرينَ عاماً قضيَاها سويّاً ، وضعَ يدهُ عَلى خدّه ، يتحسّسُ موضعَ الصفعةِ الأولى فِي حياتهِ مِن نديمِ روحهِ ورفيقِ دربهِ ، ثمّ سألَ نفسهُ : لكنّنِي كنتُ أسبّه ، وأسبّ أبويه بأكثرَ مِن هذا !! فلمَاذا غضبَ لمحمّدٍ ؟؟ ومنذُ تلكَ الصّفعةِ المبَاركةِ ، انطلقَ يبحثُ عَن سرّ حبّ " طاهر " لمحمّدٍ صلّى الله عليهِ وسلّمَ ، فكانتْ مفتَاحَ قلبهِ ليدخُلَ في دينِ الله ، فأسلمَ وحسُنَ إسلامُهُ . ومضَةٌ : يقولُ لاكوست ( وزير المستعمراتِ الفرنسيّة ) " ومَاذا أصنعُ إذا كانَ القرآنُ أقوَى مِن فرنسَا ؟؟ " * أصلُ الواقعةِ حقيقيٌ ، قرأتهُ فِي إحدَى الصحفِ قبلَ زمنٍ .
القصة منقولة من إحدي المنتديات وهي بقلم أستاذي حفظه الله ...
في مسَاء يومٍ مِن أيّام يونيو عامَ 1986 ميلاديّة ، وفِي ضاحِيةٍ مِن ضَواحِي باريسَ ، ألقَى عصَا التّرحالِ قادِماً مِن قريةٍ صغيرةٍ من قرَى الجزائرِ ، أبعدهُ عنهَا طلبُ العيشِ ، وضيقُ ذاتِ اليدِ ، فجمَعَ مَا يملكُ مِن حُطامٍ قليلٍ ، وولّى وجهَهُ تلقَاء بلادِ السّحرِ والجمَالِ كمَا يسَمّيهَا المترفونَ مِن أهلِ الأرضِ ، ولَم يكن المسكينُ يبحثُ فيهَا عن سحرٍ ولا جمالٍ ، وإنّمَا عَن لُقمَةِ عيشٍ يسُدّ بهَا حاجتَهُ هوَ وزوجتهُ الثّلاثينيّةَ ، وابنهُمَا الصّغير " طاهر " ، الذي لم يتجَاوزَ الثّانيةَ مِن عُمُرهِ . فِي أقصَى تلكَ الضّاحيةِ ، استأجرَ الرّجُلُ بمَا معهُ بيتاً متوَاضعاً يؤوي فيهِ أسرتهُ الصّغيرةَ ، ومنذُ صباحِ اليومِ التّالِي طفقَ يبحثُ عَن عمَلٍ ، يحقّقُ بهِ آمالاً عِرَاضاً ، ارتسمَت في مخيلتهِ ، ويفسّرُ أحلاماً طِوالاً رآها فِي بلدهِ ، كشَأنِ كُلّ عربيٍّ يعيشُ الحلمَ في وطنهِ ، والواقعَ فِي غربتهِ ، حَتّى يأتيهِ هادِمُ اللذّاتِ وهوَ إمّا غارقٌ في الحلمِ ، أو معَذّبٌ في الغربةِ ، أو راحلٌ بينهُمَا في سفينةٍ متهالِكةٍ . ولَم تكَد تمضِي أيّامٌ إلا ويأتِي الرّجلُ إلى بيتهِ فرحاً مستبشراً ، كأنّهُ ملكَ فرنسَا كُلّهَا ، فتسألهُ زوجَتهُ بمَا تتمنّاه : هَل وجدتَ عملاً ؟ فيجيبهَا : نعَم ، وجدتُ عملاً فِي أحدِ المطاعمِ ، ومنذُ اليومَ سنودّعُ الفقرَ والفاقةَ يا حبيبَتي ! كانَ عملُ صاحِبنَا مضنياً شاقّاً ، فهوَ يعملُ طوالَ النهَارِ ، وجزءاً كبيراً مِن الليلِ ، ولا يعودُ إلى بيتهِ إلاّ متعبَاً يطلبُ النّومَ والرّاحةَ استعداداً ليومٍ جديدٍ ، لا يقلّ مشقّةً عَن سابقهِ ! ومضتِ الأيّامُ ، وتوالتِ الشهورُ والسنينُ ، وترعرعَ " طاهر " في باريس ، وترعرعَت معهُ أحلامُ والدَيهِ ، فألحقاهُ بمدرسةٍ قريبةٍ يتعلّمُ فيهَا ويدرُس ، وكانَ يصحبُهُ إليهَا كلّ صبَاحٍ ابنُ جارٍ لهم فرنسيٍّ ، فكانَت تلكَ الصّحبةَ اليَانِعةَ مع إشراقةِ كُلّ شمسٍ ، وتلكَ الخطواتِ البريئةِ إلى المدرسةِ ، ميثَاقُ حياةٍ وصداقةٍ وطيدٍ متينٍ بينَ هذينِ الصغيرَينِ ، هوَ أوثقُ مِن مواثيقِ فرنسَا والجزائرِ ، بل والعالمِ كلّهِ ، وأيّ ميثاقٍ أصدَقُ منْ ميثاقٍ تعقدُهُ قلوبٌ لا تعرفُ إلاّ الحبّ والطهرَ والصدقَ ، لا تحتاجُ معهُ لأوراقٍ ولا تواقيعَ ولا معاهداتٍ ، ولا اتفَاقيّاتِ عدمِ اعتداءٍ .!! ومعَ كُلّ عامٍ يخطوانِ بهِ فِي مشوارِ الحياةِ ، كانَ " طاهر " وصاحبُهُ يزدادان قرباً وحبّاً لبعضهمَا ، حتّى لَم يعُد يكَادُ يفرّق بينهمَا سوَى وقتُ النّومِ ، تخطّيَا سويّاً المرحلةَ الابتدائيّة والإعداديّةَ والثّانويّةَ ، وكعَادةِ الشبَابِ فِي تلكَ المجتمعاتِ ، فقد غلبَتْ عَلى " طاهِر " مظاهِرُ فرنسا وعاداتُ أهلِهَا ، حَتّى أصبحَ فرنسيّاً خالِصاً ، لا فرقَ بينهُ وبينَ صاحبهِ إلاّ كلمَةٌ واحدةٌ مطبوعةٍ في جوازِ سفرِ " طاهر " يعلَمُ من خِلالهَا إنهُ يُعرفُ بـ " المسْلمِ " وأنّ فِي تاريخِ أجدادهِ الأوّلينَ رجُلٌ عظيمٌ اسمهُ " محمّد " ، ساعَدَ عَلى واقعهِ ذلكَ شِدّةُ تعلّقهِ بصاحبِهِ ، وعدمُ اهتمَامِ أبيهِ بتوجيههِ ورعايةِ أخلاقهِ ومعتقدهِ ، فانهمكَ فِي كلّ ملذّاتِ السحرِ والجمالِ المزعومِ في باريسَ ، وكانَ صاحبُهُ ورفيقُ دربهِ شريكاً لهُ في انهماكهِ وملذّاتهِ ، إذ لا تكتمِلُ لذّةُ أحدهِمَا إلاّ بمشاركةِ الآخرِ ، فهُمَا كروحٍ في جسدينِ . كانَ " طاهر" والفرنسيُ لا ينفكّانِ يتمازحانِ ويتَقاذفانِ كثيراً أبشعَ الكلماتِ والشتَائمِ والسّبابِ ، بلْ ربّمَا سبّ أحدهُمَا أبويِ الآخرِ وقذفهُمَا ، فيمَا الآخرُ ممتلئٌ ضَحِكاً ، لاَ يُثرّبُ عَلى صاحبهِ ولم يغضَبْ منهُ لحظةً ، وكأنّمَا يطلبُ منهُ المزيدَ والمزيدَ ، حتّى كانَ يومٌ مِن أيّامهمَا لهُ وجهٌ آخرُ جِدُّ مختلفٌ ، وكانَت ساعةٌ شاحِبة الملامحِ ، نُقضَت فيهَا مواثيقهُمَا البريئةَ ، وعهودُهمَا القديمةَ ، وكانَ إعلانُ الحربِ مِن " طاهر " عَلى صاحبهِ دونَ سابقِ إنذارٍ ، فيمَا همَا جالِسانِ عَلى عادتهمَا في أحدِ مقاهِي باريس ، يتبادلانِ الضحكاتِ ويتناوشانِ بينهمَا الشتائمَ ، عَرَض الفرنسيّ لمحمّدٍ صَلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ فشتمَهُ ، ثمّ استغرقَ فِي ضحكةٍ طويلةٍ ينتظرُ مِن " طاهر" أن يشَاركَهُ فيهَا ، لكنّ الأمرَ اختلفَ تماماً ، فقَد تحوّلَ الصّديقُ القديمُ إلى وحشٍ كاسرٍ ، والضحكةُ المعتادةُ إلى وجهٍ عبُوسٍ قمطريرٍ ، ينبئُ بعاصفةٍ فيهَا عذابٌ أليمٌ ! قذفَ " طاهر " الكأسَ مِن يدهِ ، وقامَ مزمجراً غاضباً ، وطوّحَ بالطاولةِ مِن طريقهِ ، حتّى وصلَ إلى صديقهِ الحميمِ ، الّذي اشرأبّ منتظراً نهاية هذَا الفاصلِ المُرعبِ كيفَ تكونُ ، فرفعَ يدهُ عالياً ثُمّ ألقَى صفعةً هائلةً عَلى وجهِهِ ، وقالَ : أسمحُ لكَ أن تتعدّى عَلى كُلّ شئٍ يخصّنِي ، لكِن لَن أسمحَ لفرنسَا كلّهَا أن تتعدّى عَلى محمّد . ثّمّ انصرفَ عنهُ غاضباً ، فيمَا الفرنسيّ مذهولٌ مِن هولِ الصّدمةِ ، واجمٌ مِن ردّة فعلِ " طاهر " التي لَم يعهدهَا منهُ لأكثرَ مِن عشرينَ عاماً قضيَاها سويّاً ، وضعَ يدهُ عَلى خدّه ، يتحسّسُ موضعَ الصفعةِ الأولى فِي حياتهِ مِن نديمِ روحهِ ورفيقِ دربهِ ، ثمّ سألَ نفسهُ : لكنّنِي كنتُ أسبّه ، وأسبّ أبويه بأكثرَ مِن هذا !! فلمَاذا غضبَ لمحمّدٍ ؟؟ ومنذُ تلكَ الصّفعةِ المبَاركةِ ، انطلقَ يبحثُ عَن سرّ حبّ " طاهر " لمحمّدٍ صلّى الله عليهِ وسلّمَ ، فكانتْ مفتَاحَ قلبهِ ليدخُلَ في دينِ الله ، فأسلمَ وحسُنَ إسلامُهُ . ومضَةٌ : يقولُ لاكوست ( وزير المستعمراتِ الفرنسيّة ) " ومَاذا أصنعُ إذا كانَ القرآنُ أقوَى مِن فرنسَا ؟؟ " * أصلُ الواقعةِ حقيقيٌ ، قرأتهُ فِي إحدَى الصحفِ قبلَ زمنٍ .
التعديل الأخير بواسطة المشرف: