كان ثلاثتُهم في سيارة جديدة ...سيماهم في وجوههم من أثر الإيمان والتقوى والعمل الصالح ..تسمع إذا مررت بسيارتهم دروسا ومحاضرات دينية ..خاشعين منيبين ...كلما مروا على قوم سلموا وردوا التحية بأحسن منهـا ...لا يفتؤ من نظر إلى وجوههم أن يستبشر خيرا ..ويتمنى لوكان له سمت مثل سمتهم ...وتقوى مثل تقواهم ..يغضون البصر ..... لايتكلمون إلا في أمور دينهم ...هكذا يخيل لمن إلتقى بهم أول مرة ...
كانوا في ولاية بعيدة على الولاية التي يسكنون بهـا ...وهم أثناء السفر يتأملون في الكون ويقولون ربنا ماخلقت هذا باطلا ...؟؟
كلما مروا على دوريات للشرطة أثناء الطريق ...سارعت قوات الأمن إلى الإستعجال بتحرير الطريق لهم ...ثم يطلبون منهم دعوات بظهر الغيب ...فيستجيب الثلاثة ويرفعون أكف الضراعة ...فيستبشر الشرطي وكأن أبواب السماء فتحت له ...كيف لا وقد وعده الثلاثة بالدعـآء ..؟؟
مرتْ ساعات وهم على الطريق السريع ....وقريبا من المدينة التي يسكنون بها .....كان الحدث ..؟؟
حيث كانت هناك دورية شرطة تنصب عادة على مداخل هاته المدينة ...وقد ألفها الثلاثة ...ولكن هاته المرة كان لهم عتاد جديد ومتطور يكشف على أي أثر للمواد الممنوعة أو السلاح أو المتفجرات أو غير ذالك ...
مرت السيارة وسلم الثلاثة على الشرطة ...ثم ما لبث أن بادرُهم الشُرطي بأمر التوقف ..لأن الجهاز قد أنبأ عن وجود شئ في السيارة غير مسموح به ..
الشرطي : السلام عليكم ورحمة الله
الثلاثة : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ....كيف حالك ؟
الشرطي : بخير الحمد لله ..
الثلاثة : نشكر لكم سعيكم وجهدكم في حماية الوطن والأمة من المجرمين واللصوص ...
الشرطي : هذا واجبنا ....ممكن وثائق السيارة
الثلاثة : تفضل ....
الشرطي : يوجد عندنا على حافة الطريق جهاز كاشف قد حدد لنا وجود شئ ممنوع في سيارتكم ..
الثلاثة : معاذ الله ...ربما جهازكم فيه خلل ..أو شئ آخر ..
الشرطي : لا مشكلة ...أرجوا الترجل من السيارة ...
أحد الثلاثة أمسك بلحيته ..وأحس بخطورة الأمر ...فهمس لصاحبه فرد صاحبه قائلا : لا تحزن إن الله معنا ....ألا ترى أننا نلبس أقمصة ولحانا كبيرة ... وقد أصبنا السنة ....والنور باد على وجوهنا وأكيد سنلقى مخرجا ...؟
الشرطي : ممكن فتح صندوق السيارة ...
يفتح الصندوق ...فيندهش الشرطي ...كتبُ قرآن وتفسير وفقه وتوحيد ...وأشرطة ...فيحس بألم ... ربما يكون قد ظلمهم ...ولم يحسن الظن بهم ..؟
يذهب الشرطي إلى زميل له ...ويتناقش الثلاثة بينهم ..لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ...أتانا الفرج وسيطلق سراحنا بعد قليل ...؟
أخبر زميل الشرطي زميله بأن تخضع السيارة لفحص دقيق من طرف لكلاب المدربة ...ويعترض زميله لا وجود لشئ ممنوع أنا أتوسم في وجوههم الخير ...خصوصا لما رأيت الكتب التي يحملونها ...
زميل الشرطي ..إذا إستحييت منهم فدعني أنا أفتش السيارة ...؟
ذهب الشرطي الثاني وألقى السلام ..وقال للثلاثة سأخضع السيارة لتفتيش دقيق ....فتحير الثلاثة ...وأطلق الشرطي الكلب ....فأخذ الكلب يشتم ويشتم إلى أن صعد فوق الكتب وأخذ ينبح ......
الثلاثة : إتق الله أيها الشرطي ...هذه شريعة هذا دين ...كيف تسمح لهذا الكلب أن يصعد فوق الكتب ..؟؟
الشرطي : أنا أعرف الدين والشريعة وأقدرهمــا كثيرا ..واعرف عظمة كتاب ربي ....ولكن للأسف الكلب لا يعرف هذا الدين بل يعرف عمله المدرب عليه فقط ...؟
جثم الكلب على الكتب ..وهو ينبح ويوحي بنظرات للشرطي المدرب ...توحي بوجود شئ تحت الكتب ...
فقلب الشرطي الكتب ووجد داخلها وأسفلها وبينها ...كميات كبيرة من الكوكايين والكيف المعالج ....؟
ثم قال : إنا لله وأنا إليه راجعون ...من تراه يعرف الشريعة الآن ..؟؟
هاته قصة واقعية ...جرت على أعتاب مدينتنا ...أحببت أن أختصرها لكم على عجل ووجل ...ولنبين لكم أنه ليس كل ملتح ولابس قميص ولي لله ....والـ،،،ـ،لام ...
