إعلانات المنتدى


حفظ القرآن الكريم.. معجزة!! ومسئوليية

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

علي يحيى ابوحاتم

مزمار جديد
5 أبريل 2007
7
0
0
الجنس
ذكر
لا شك ـ إخواني في الله ـ أن حفظ هذا الكتاب العظيم معجزة!.. هي فعلاً معجزة حقيقية أن تجد الألوف بل الملايين من أمة الإسلام يحفظون هذا الكتاب العظيم ، مع كبر حجمه ، وتعدد سوره ، وتشابه آياته..
ولا أعلم كتاباً على ظهر الأرض - سماوياً كان أو غير سماوي - حفظه الناس بهذه الصورة.. فهي خاصية فريدة جعلها الله عز وجل لكتابه العظيم..

ويزداد عجبك عندما ترى بعض الطوائف من المسلمين - والذين لا تتخيل لهم أن يحفظوا هذا الكتاب الكريم - قد حفظوه بالفعل!!..
· فالأطفال دون العاشرة ـ وأحياناً دون السابعة _ يحفظون القرآن الكريم وقد يتمون حفظه بالكامل في هذا السن!!.. هذا مع العلم طبعاً أن غالب الكلمات التي يقرأها الأطفال لا يدركون معناها!..
· تجد أيضاً أن كثيراً من الأميين الذين لا يعرفون القراءة والكتابة، يحفظون هذا الكتاب العجيب..فقط عن طريق السماع والتلقين!..
· تجد أيضاً كثيراً ممن فقدوا نعمة البصر قد أبدلهم الله عز وجل بنعمة القرآن..فهم وإن كان يتعذر عليهم مطالعة المصحف، وحفظ شكل الصفحة ، إلا أن الله عز وجل يمن عليهم بحفظ القرآن الكريم ، وبصورة قد تكون أرسخ وأقوى من الذين يتمتعون بنظر صحيح ثاقب!..
· بل أعجب من ذلك وأغرب، أنك تجد قوماً لا يتحدثون اللغة العربية أصلاً، يحفظون هذا الكتاب عن ظهر قلب!!.. بل ويرتلونه كما أنزل.. وبصورة قد تكون أفضل جداً من كثير من العرب الذين يتكلمون العربية..

كل هذا يشير إلى أن تيسير حفظ هذا الكتاب الكريم هو معجزة إلهية..وآية ربانية
وصدق الله العظيم القائل:
"إنا نحن نزلنا الذكر، وإنا له لحافظون".

وأعظم وسائل حفظ هذا الكتاب الجليل في الأرض، هو أن يحفظ في قلوب الرجال والنساء والأطفال!!.. فهذه أماكن آمنة لا يصل إليها عدو ولا حاقد.. وقد يأتي على المسلمين زمان يُحارب فيه الإسلام، وتُحرق فيه كتب القرآن، ولكن يبقى القرآن في الصدور.. حدث ذلك على سبيل المثال في الجمهوريات الإسلامية أيام احتلالها بالاتحاد السوفيتي.. فهم كانوا يحرقون كل المصاحف، ويعاقبون بالقتل كل من يجدون عنده مصحفاً في بيته أو في عمله.. ومع ذلك فإن أهل هذه البلاد حفظوا القرآن الكريم في صدورهم، ونقلوه من واحد إلى واحد عن طريق التلقين، وكانوا يدرسونه في المخابئ والكهوف والخنادق.. ومرت الأيام..وانقشع الظلام الروسي ، وبقي القرآن الكريم في صدور المسلمين!!..
وصدق الله عز وجل إذ يقول :
"بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم، وما يجحد آياتنا إلا الظالمون ".
حفظ القرآن الكريم مسؤولية كبيرة

غير أني أود أن أؤكد على أن حفظ القرآن الكريم مسؤولية عظيمة، وتبعة كبيرة..
فالذي وفقه الله عز وجل لهذه النعمة عليه أن يعرف أنه سيبدأ حياة جديدة وهو يحمل في صدره هذا القرآن.. و من المؤكد أنه لن يكون كما كان في سابق حياته.. بل ستتغير فيه أشياء كثيرة.. في داخله وفي خارجه.. في سريرته وفي علانيته.. في علاقاته وفي معاملاته..
لقد أصبح إنساناً يحمل القرآن!..ولابد لهذا الإنسان من التحلي بصورة خاصة جداً..لا يتحلى بها إلا حمال هذا الكتاب الجليل..
يقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:
"ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس ينامون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون، وينبغي لحامل القرآن أن يكون مستكيناً ليناً، ولا ينبغي له أن يكون جافياً ولا ممارياً ولا صياحاً ولا صخاباً ولا حديداً"..
ويقول التابعي الجليل الفضيل بن عياض رحمه الله:
"حامل القرآن حامل راية الإسلام ، لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو ، ولا يسهو مع من يسهو ، ولا يلغو مع من يلغو".
وقال أيضاً:
"ينبغي لحامل القرآن أن لا تكون له حاجة إلى أحد من الخلفاء فمن دونهم".
هذه الصورة التي يشرحها لنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، والفضيل بن عياض رحمه الله توضح لنا أن حفظ القرآن الكريم تربية.. وتربية عظيمة.. هو تربية للفرد.. وهو كذلك تربية للأمة.. وتخيل أمة يكثر فيها المؤمنون الذين يتصفون بهذه الصفات.. إنها _ ولا شك ـ أمة لا تموت..

والله عز وجل كلف حمال القرآن بمهمة عظيمة جداً لا يكلف بها إلا أفاضل الرجال.. لقد أستأمنهم على أغلى وأعظم عبادات الإسلام.. لقد أستأمنهم على "الصلاة".. فجعل الذي يؤم الناس في الصلاة هو أكثرهم قرآناً ، وأعظمهم تجويداً ودراية بقواعد التلاوة..
روى مسلم عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَال:َ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ وَلَا يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ" قَالَ الْأَشَجُّ فِي رِوَايَتِهِ: مَكَانَ سِلْمًا "سِنًّا".

كذلك قدم الإسلام هؤلاء الحفاظ على غيرهم في قضايا الإفتاء والشورى وأخذ الرأي.. فالذي نور الله قلبه بالقرآن، أقدر على معرفة الحق من الباطل، والصواب من الخطأ..
روى البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال:
"وَكَانَ الْقُرَّاءُ أَصْحَابَ مَجَالِسِ عُمَرَ وَمُشَاوَرَتِهِ كُهُولًا كَانُوا أَوْ شُبَّانًا"

وحامل القرآن يثبت في أوقات الجهاد والنزال أكثر من غيره.. بل على أكتافهم توضع المسؤولية، ومن ورائهم تسير الجيوش..
لقد كان المسلمون في موقعة " اليمامة" الشهيرة إذا حدثت لهم هزة أو انتكاسة استنجدوا بأهل القرآن.. كانوا ينادون عليهم ويقولون: "يا أهل القرآن" فيقومون، ويقوم من ورائهم المسلمون، حتى استشهد في اليمامة خمسمائة حافظ للقرآن!!.. ثم قام المسلمون بعد ذلك ينادون على حفاظ سورة البقرة: "يا أهل البقرة".. فقاموا حتى مات منهم خلق كثير!!..

وهذا يوضح التبعة الضخمة التي كان يحملها حفاظ القرآن الكريم..

ولا يصح لأحد أن يقول إن المسؤولية كبيرة ، ولا داعي لحملها حتى لا يسألني الله عنها!!.. فكل تكاليف الإسلام مسؤولية.. الجهاد مسؤولية.. الدعوة مسؤولية.. الإمارة مسؤولية.. قول الحق مسؤولية.. فمن يحمل مسؤوليات الإسلام إن تخلف عنها المسلمون؟!.. ثم إن الأجر على قدر المشقة.. وليس من تعب وسهر كمن تكاسل وفتر!!.. والعبرة بالنوايا والأعمال وليس بالنتائج.. والله مطلع على وسعنا ، ومحاسبنا عليه.. نسأل الله لنا ولكم أن يستعملنا لدينه..
مكانة حافظ القرآن في الإسلام

لكل ما سبق فإن حافظ القرآن الكريم كان له ـ وما زال ـ مكانة عظيمة في الإسلام، وستظل هذه المكانة ـ إن شاء الله ـ محفوظة لهم إلى يوم القيامة..
ـ روى مسلم أن نافع بن عبد الحارث لقي عمر بعسفان وكان عمر يستعمله على مكة فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ فقال: "ابن أبزى" قال: ومن ابن أبزى؟ قال: مولى من موالينا قال: فاستخلفت عليهم مولى؟! قال: إنه قارئ لكتاب الله عز وجل ، وإنه عالم بالفرائض. ثم قال عمر: أما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قد قال: "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين".

ـ وروى البخاري عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أحد ثم يقول أيهما اكثر أخذاً للقرآن فإن أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد".

ـ وروى أبو داود عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه - وقال النووي حديث حسن _ أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم ، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه ، وإكرام ذي السلطان المقسط".
 

بناجح عبدالهادي

مزمار ألماسي
22 فبراير 2006
1,321
2
0
رد: حفظ القرآن الكريم.. معجزة!! ومسئوليية

بارك الله فيك وفي طرحك الجميل اخي الحبيب علي ..جعل الله عزوجل القرأن العظيم ربيع قلوبنا..امين
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع