- 7 مايو 2008
- 3,503
- 46
- 0
- الجنس
- أنثى
في نهاية كتاب (نشأة النحو وتاريخ أشهر النحاة) للشيخ محمد الطنطاوي، وهو كتاب صغير في الحجم،قصة لأبي العباس ثعلب رأس المدرسة الكوفية في زمانه، فأحببت أن أنقلها لكم مجرّدة عن خاتمة المؤلف، ولكن لمّا كانت الخاتمة قد أثّرت بي، قلت: الأحسن لي أن أنقلها كاملة كما هي مع القصة لينتفع بها كل من سيقرؤها:
يقول الشيخ محمد الطنطاوي:
ولأبي العباس (ثعلب): نادرة مروية أسوقها ختاماً لهذا الكتاب، عسى أن تبعث في طالب النحو الرغبة الصادقة في الإقبال عليه، والأخذ بمحاسنه، فإنه يحزّ في نفوسنا ما نراه اليوم من فتور همم الطلاب في هذا العلم الجليل، زعماً منهم أنّ الغرض المنشود منه لا يتكافأ مع ما يعانونه في مسائله وخلافاته المذهبية والشخصية وما يتبع ذلك، وقد عزب عنهم أنه سلم الفهوم، وعلم العلوم، وفاتهم أنّ الطالب لا يتذوق فناً من الفنون ولا يسير فيه على هدى وبصيرة إلاّ إذا كان آخذاً من هذا العلم بطرف.
تلك النادرة هي ما حدَّث به أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المتوفى سنة (324هـ)، قال:
"كنت عند أبي العبّاس ثعلب فقال: يا أبا بكر، اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو، فليت شعري ما يكون حالي في الآخرة؟.
فانصرفت من عنده، فرأيت تلك الليلة النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقال لي: أقرئ أبا العبّاس عني السلام، وقل له: أنت صاحب العلم المستطيل.
قال الروذباري أحمد بن عطاء المتوفى سنة (369هـ): أراد أنّ الكلام به يكمل، والخطاب به يجمل، أو أراد أنّ جميع العلوم مفتقرة إليه".
حقاً إنّ العلوم مفتقرة إليه في مسائلها، ومحتاجة إلى مراعاته في محاوراتها، وعلى قدر النُّبْغِ فيه يُواتى الفوز بها، والله سبحانه وتعالى أعلم.
منقول ..
يقول الشيخ محمد الطنطاوي:
ولأبي العباس (ثعلب): نادرة مروية أسوقها ختاماً لهذا الكتاب، عسى أن تبعث في طالب النحو الرغبة الصادقة في الإقبال عليه، والأخذ بمحاسنه، فإنه يحزّ في نفوسنا ما نراه اليوم من فتور همم الطلاب في هذا العلم الجليل، زعماً منهم أنّ الغرض المنشود منه لا يتكافأ مع ما يعانونه في مسائله وخلافاته المذهبية والشخصية وما يتبع ذلك، وقد عزب عنهم أنه سلم الفهوم، وعلم العلوم، وفاتهم أنّ الطالب لا يتذوق فناً من الفنون ولا يسير فيه على هدى وبصيرة إلاّ إذا كان آخذاً من هذا العلم بطرف.
تلك النادرة هي ما حدَّث به أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المتوفى سنة (324هـ)، قال:
"كنت عند أبي العبّاس ثعلب فقال: يا أبا بكر، اشتغل أصحاب القرآن بالقرآن ففازوا، واشتغل أصحاب الحديث بالحديث ففازوا، واشتغل أهل الفقه بالفقه ففازوا، واشتغلت أنا بزيد وعمرو، فليت شعري ما يكون حالي في الآخرة؟.
فانصرفت من عنده، فرأيت تلك الليلة النبي - صلى الله عليه وسلم - في المنام فقال لي: أقرئ أبا العبّاس عني السلام، وقل له: أنت صاحب العلم المستطيل.
قال الروذباري أحمد بن عطاء المتوفى سنة (369هـ): أراد أنّ الكلام به يكمل، والخطاب به يجمل، أو أراد أنّ جميع العلوم مفتقرة إليه".
حقاً إنّ العلوم مفتقرة إليه في مسائلها، ومحتاجة إلى مراعاته في محاوراتها، وعلى قدر النُّبْغِ فيه يُواتى الفوز بها، والله سبحانه وتعالى أعلم.
منقول ..