- 3 ديسمبر 2010
- 2,186
- 86
- 48
- الجنس
- أنثى
بسم الله الرحمن الرحيم
[ ســدرة المنتــهى ]
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴿١٣﴾ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَىٰ ﴿١٤﴾ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ ﴿١٦﴾
[ ســدرة المنتــهى ]
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ﴿١٣﴾ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَىٰ ﴿١٤﴾ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ﴿١٥﴾ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ ﴿١٦﴾
ماسدرة المنتهى ، وما سبب تسميتها بهذا الاسم ، وما شأنها وبعض ما ورد فيها ..
سدرة المنتهى :
ــ هي الشجرة التي رأى النبي " صلى الله عليه و سلم " جبريل عليه السلام ، عندها لمَّا عُرج به إلى السماء ..
ــ هي شجرة عظيمة جداً فوق السماء السابعة ، ومحمد "صلى الله عليه وسلم" ، رأى جبريل عليه السلام في صورته الأصلية التي هو عليها مرتين .
مرة في الأفق الأعلى تحت السماء الدنيا ، والمرة الثانية فوق السماء السابعة ليلة أسري برسول الله ، ولهذا قال :
وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ ، أي : رأى محمد جبريل مرة أخرى نازلاً إليه عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَىٰ ..
والسدرة : واحدة السدر وهو شجر النبق قالوا :
ويختص بثلاث أوصاف : ظل مديد ، وطعم لذيذ ، ورائحة زكية
فجعلت السدرة مثلاً لذلك المكان كما جعلت النخلة مثلاً للمؤمن ..
،،،،،،
سبب التسمية :
ــ لأنه ينتهي إليها ما يعرج من الأرض و ينزل إليها ما ينزل من الله
من الوحي و غيره ، أو لانتهاء علم المخلوقات إليها ،
أي : لكونها فوق السموات و الأرض فهي المنتهى في علوها أو لغير ذلك والله أعلم ..
وكما جاء في حديث ابن مسعود في صحيح الإمام مسلم :
" و إليها ينتهي ما يعرج من الأرض فيقبض منها ، وإليها ينتهي
ما يهبط فيقبض منها "
وهي الشجرة التي ينتهي إليها علم كل نبي مرسل وكل ملك مقرب
وما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله أو من أعلمه ..
ــ وإضافة سدرة إلى المنتهى يجوز أن تكون إضافية بيانية ، ويجوز كونها لتعريف السدرة بمكان ينتهي إليه لا يتجاوزه أحد
لأن ما وراءه لا تطيقه المخلوقات ..
،،،،،،
من الوحي و غيره ، أو لانتهاء علم المخلوقات إليها ،
أي : لكونها فوق السموات و الأرض فهي المنتهى في علوها أو لغير ذلك والله أعلم ..
وكما جاء في حديث ابن مسعود في صحيح الإمام مسلم :
" و إليها ينتهي ما يعرج من الأرض فيقبض منها ، وإليها ينتهي
ما يهبط فيقبض منها "
وهي الشجرة التي ينتهي إليها علم كل نبي مرسل وكل ملك مقرب
وما خلفها غيب لا يعلمه إلا الله أو من أعلمه ..
ــ وإضافة سدرة إلى المنتهى يجوز أن تكون إضافية بيانية ، ويجوز كونها لتعريف السدرة بمكان ينتهي إليه لا يتجاوزه أحد
لأن ما وراءه لا تطيقه المخلوقات ..
،،،،،،
شأنها و بعض ما ورد فيها :
ــ رأى محمد " صلى الله عليه وسلم " جبريل عليه السلام ، في ذلك المكان الذي هو محل الأرواح العلوية الزاكية الجميلة التي لا
يقربها شيطان ولا غيره من الأرواح الخبيثة ..
عِنْدَهَا ـ أي : عند تلك الشجرة جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ـ أي : الجنة الجامعة لكل نعيم بحيث كانت محلاً تنتهي إليه الأماني و ترغب فيه الإرادات ، وتأوي إليه الرغبات ..
ــ و خصت بالذكر رؤيته عند سدرة المنتهى لعظيم شرف المكان بما حصل عنده من آيات ربه الكبرى ، ولأنها منتهى العروج في مراتب الكرامة ..
و جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ : الجنة المعروفة بأنها مأوى المتقين فإن الجنة منتهى مراتب ارتقاء الأرواح الزكية ، وفي حديث الإسراء بعد ذكر سدرة المنتهى ، قال : " ثم أدخلت الجنة "
إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ
ــ أي : يغشاها من أمر الله شيء عظيم لا يعلم وصفه إلا الله عز و جل ..
ــ وقوله : إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ ، ظرف مستقر في موضع الحال من سدرة المنتهى أريد به التنويه بما حف بهذا المكان المسمى سدرة المنتهى من الجلال و الجمال ..
وفي حديث الإسراء " حتى أنتهى بي إلى سدرة المنتهى و غشيها الوان لا أدري ما هي " و في رواية ، " غشيها نور من الله ما يستطيع أحد أن ينظر إليها "
وما حصل للنبي " صلى الله عليه وسلم " من التشريف بتلقي الوحي مباشرة من الله دون واسطة الملك ففي حديث الإسراء
" حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام ففرض الله على أمتي خمسين صلاة " الحديث ..
،،،،،،
ــ رأى محمد " صلى الله عليه وسلم " جبريل عليه السلام ، في ذلك المكان الذي هو محل الأرواح العلوية الزاكية الجميلة التي لا
يقربها شيطان ولا غيره من الأرواح الخبيثة ..
عِنْدَهَا ـ أي : عند تلك الشجرة جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ ـ أي : الجنة الجامعة لكل نعيم بحيث كانت محلاً تنتهي إليه الأماني و ترغب فيه الإرادات ، وتأوي إليه الرغبات ..
ــ و خصت بالذكر رؤيته عند سدرة المنتهى لعظيم شرف المكان بما حصل عنده من آيات ربه الكبرى ، ولأنها منتهى العروج في مراتب الكرامة ..
و جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ : الجنة المعروفة بأنها مأوى المتقين فإن الجنة منتهى مراتب ارتقاء الأرواح الزكية ، وفي حديث الإسراء بعد ذكر سدرة المنتهى ، قال : " ثم أدخلت الجنة "
إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ
ــ أي : يغشاها من أمر الله شيء عظيم لا يعلم وصفه إلا الله عز و جل ..
ــ وقوله : إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ ، ظرف مستقر في موضع الحال من سدرة المنتهى أريد به التنويه بما حف بهذا المكان المسمى سدرة المنتهى من الجلال و الجمال ..
وفي حديث الإسراء " حتى أنتهى بي إلى سدرة المنتهى و غشيها الوان لا أدري ما هي " و في رواية ، " غشيها نور من الله ما يستطيع أحد أن ينظر إليها "
وما حصل للنبي " صلى الله عليه وسلم " من التشريف بتلقي الوحي مباشرة من الله دون واسطة الملك ففي حديث الإسراء
" حتى ظهرت بمستوى أسمع فيه صريف الأقلام ففرض الله على أمتي خمسين صلاة " الحديث ..
،،،،،،
ــ وقال النبي " صلى الله عليه وسلم " في حديث المعراج المشهور لما عرج به جبريل إلى السماء ينفذ به من سماء إلى سماء بأمر الله عز و جل حتى دخل السماء السابعة قال : ثم رُفعت إليَّ سدرة المنتهى فإذا نَبقُهَا مثل قِلال هجر و إذا وَرَقُهَا مثل آذان الفِيَلة قال هذه سدرة المنتهى .. رواه البخاري
وقوله : " فإن نبقها " : النبق معروف و هو ثمر السدر ..
وقوله : " مثل قلال هجر " : جمع قُلَّة ، هي الجرار ، يريد أن ثمرها في الكبر مثل القلال
وقوله : " هجر " ، اسم بلدة
وقوله : " وإذا ورقها مثل آذان الفيلة " أي ورقها في الضّخامة مثل آذان الفيلة ..
المصدر : [ التحرير و التنوير للطاهر ابن عاشور ، تفسير ابن السعدي ]
،،،،،،
وقوله : " فإن نبقها " : النبق معروف و هو ثمر السدر ..
وقوله : " مثل قلال هجر " : جمع قُلَّة ، هي الجرار ، يريد أن ثمرها في الكبر مثل القلال
وقوله : " هجر " ، اسم بلدة
وقوله : " وإذا ورقها مثل آذان الفيلة " أي ورقها في الضّخامة مثل آذان الفيلة ..
المصدر : [ التحرير و التنوير للطاهر ابن عاشور ، تفسير ابن السعدي ]
،،،،،،
دعوة للتفكر :
ــ ليقف المتأمل مع هذه الرحلة الربانية و المعجزة الإلهية التي لا يدري كيفيتها بشر ، وما كان فيها من رؤية آيات الله الكبرى ، التي لا تصل أذهاننا إلى إدارك كنهها إلا بضرب من التخيُّل ، مدركين عظمة الخالق جلّ وعلا في بالغ حكمته وعظيم قدرته و بديع صنعه الذي أظهره على يدي نبينا متعبدين مؤمنين بالله ..
ــ ليقف المتأمل مع ذلك المكان و تلك الشجرة بجمالها و علو مكانها وهيبة شأن ما بعدها ، فإليها تنتهي الأعمال ومن هناك يتنزل الأمر و تتلقى الأحكام ..
ــ ما بعدها لا يعلم شأنه إلا خالقها فسبحان الله كيف كان لقاء حبيبنا عليه الصلاة و السلام بذلك العالم العلوي و اختراق الحجب ، وما دارَ فيه من حديث مع ربه جل و علا ، وقد كانت أسعد اللحظات إلى قلبه و تثبيتاً لفؤاده الذي منحه عطاءً روحياً عظيماً ، لتزول به كل الأهوال و المصاعب التي عاشها ، وماكان فيه لفرض الصلاة هناك بغير واسطة وما حصل فيه من رحمة و تخفيف عنّا ، وكيف هو حامل همّ أمته حتى و هو في أسعد لحظاته بأبي هو و أمي عليه الصلاة و السلام ..
ــ ليقف المتأمل مع هذه الرحلة الربانية و المعجزة الإلهية التي لا يدري كيفيتها بشر ، وما كان فيها من رؤية آيات الله الكبرى ، التي لا تصل أذهاننا إلى إدارك كنهها إلا بضرب من التخيُّل ، مدركين عظمة الخالق جلّ وعلا في بالغ حكمته وعظيم قدرته و بديع صنعه الذي أظهره على يدي نبينا متعبدين مؤمنين بالله ..
ــ ليقف المتأمل مع ذلك المكان و تلك الشجرة بجمالها و علو مكانها وهيبة شأن ما بعدها ، فإليها تنتهي الأعمال ومن هناك يتنزل الأمر و تتلقى الأحكام ..
ــ ما بعدها لا يعلم شأنه إلا خالقها فسبحان الله كيف كان لقاء حبيبنا عليه الصلاة و السلام بذلك العالم العلوي و اختراق الحجب ، وما دارَ فيه من حديث مع ربه جل و علا ، وقد كانت أسعد اللحظات إلى قلبه و تثبيتاً لفؤاده الذي منحه عطاءً روحياً عظيماً ، لتزول به كل الأهوال و المصاعب التي عاشها ، وماكان فيه لفرض الصلاة هناك بغير واسطة وما حصل فيه من رحمة و تخفيف عنّا ، وكيف هو حامل همّ أمته حتى و هو في أسعد لحظاته بأبي هو و أمي عليه الصلاة و السلام ..