- 5 يناير 2010
- 8,498
- 406
- 83
- الجنس
- أنثى
- علم البلد
-
( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص
فيه الأبصار ( 42 ) مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم
وأفئدتهم هواء ( 43 ) وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب )
يقول [ تعالى شأنه ] ( ولا تحسبن الله ) يا محمد ( غافلا عما يعمل
الظالمون ) أي : لا تحسبه إذ أنظرهم وأجلهم أنه غافل عنهم مهمل لهم
، لا يعاقبهم على صنعهم بل هو يحصي ذلك عليهم ويعده عدا أي : (
إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) أي : من شدة الأهوال يوم القيامة .
ثم ذكر تعالى كيفية قيامهم من قبورهم ومجيئهم إلى قيام المحشر
فقال : ( مهطعين ) أي : مسرعين ، كما قال تعالى : ( مهطعين إلى الداع
[ يقول الكافرون هذا يوم عسر ] ) [ القمر : 8 ] وقال تعالى : ( يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا )إلى قوله : ( وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل
ظلما ) [ طه : 198 - 111 ] وقال تعالى : ( يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون ) [ المعارج : 43 ] .
وقوله : ( مقنعي رءوسهم ) قال ابن عباس ، ومجاهد وغير **** : رافعي رءوسهم .
( لا يرتد إليهم طرفهم ) أي : [ بل ] أبصارهم طائرة شاخصة ، يديمون
النظر لا يطرفون لحظة لكثرة ما هم فيه من الهول والفكرة والمخافة لما
يحل بهم ، عياذا بالله العظيم من ذلك ; ولهذا قال :( وأفئدتهم هواء )
أي : وقلوبهم خاوية خالية ليس فيها شيء لكثرة [ الفزع و ] الوجل
والخوف . ولهذا قال قتادة وجماعة : إن أمكنة أفئدتهم خالية لأن القلوب
لدى الحناجر قد خرجت من أماكنها من شدة الخوف . وقال بعضهم : (
هواء ) خراب لا تعي شيئا .
تفـسير إبن كثـير رحمه الله
فيه الأبصار ( 42 ) مهطعين مقنعي رءوسهم لا يرتد إليهم طرفهم
وأفئدتهم هواء ( 43 ) وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب )
يقول [ تعالى شأنه ] ( ولا تحسبن الله ) يا محمد ( غافلا عما يعمل
الظالمون ) أي : لا تحسبه إذ أنظرهم وأجلهم أنه غافل عنهم مهمل لهم
، لا يعاقبهم على صنعهم بل هو يحصي ذلك عليهم ويعده عدا أي : (
إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) أي : من شدة الأهوال يوم القيامة .
ثم ذكر تعالى كيفية قيامهم من قبورهم ومجيئهم إلى قيام المحشر
فقال : ( مهطعين ) أي : مسرعين ، كما قال تعالى : ( مهطعين إلى الداع
[ يقول الكافرون هذا يوم عسر ] ) [ القمر : 8 ] وقال تعالى : ( يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا )إلى قوله : ( وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل
ظلما ) [ طه : 198 - 111 ] وقال تعالى : ( يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون ) [ المعارج : 43 ] .
وقوله : ( مقنعي رءوسهم ) قال ابن عباس ، ومجاهد وغير **** : رافعي رءوسهم .
( لا يرتد إليهم طرفهم ) أي : [ بل ] أبصارهم طائرة شاخصة ، يديمون
النظر لا يطرفون لحظة لكثرة ما هم فيه من الهول والفكرة والمخافة لما
يحل بهم ، عياذا بالله العظيم من ذلك ; ولهذا قال :( وأفئدتهم هواء )
أي : وقلوبهم خاوية خالية ليس فيها شيء لكثرة [ الفزع و ] الوجل
والخوف . ولهذا قال قتادة وجماعة : إن أمكنة أفئدتهم خالية لأن القلوب
لدى الحناجر قد خرجت من أماكنها من شدة الخوف . وقال بعضهم : (
هواء ) خراب لا تعي شيئا .
تفـسير إبن كثـير رحمه الله
التعديل الأخير: