- 16 مايو 2008
- 12,244
- 855
- 113
- الجنس
- أنثى
- القارئ المفضل
- عبد الله المطرود
- علم البلد
-
.
...
مثل من أعرض عن كـلام الله
(( فَمَا لَهُمْ عَنْ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50)
فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) ))المدثر
قال تعالى في تشبيه من أعرض عن كلامه وتدبره (فما لهم عن التذكرة
معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة) شبههم في إعراضهم
ونفورهم عن القرآن بحمر رأت الأسد والرماة ففرت منه وهذا من
بديع التمثيل فإن القوم من جهلهم بما بعث الله سبحانه به رسوله,,
كالحمر فهي لا تعقل شيئا فإذا سمعت صوت الأسد أو الرامي نفرت
منه أشد النفور وهذا غاية الذم لهؤلاء فإنهم نفروا عن الهدى الذي فيه
سعادتهم وحياتهم كنفور الحمر عما يهلكها ويعقرها وتحت المستنفرة
معنى أبلغ من النافرة فإنها لشدة نفورها قد استنفر بعضها بعضا
وحضه على النفور
فإن في الاستفعال من الطلب قدراً زائداً على الفعل المجرد فكأنها
تواصت بالنفور وتواطأت عليه ومن قرأها بفتح الفاء فالمعنى أن
القسورة استنفرها وحملها على النفور ببأسه وشدته..
fl:
fl:
fl:
fl:
fl:
fl:
مثل الذين حمـلوا التوراة
(( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً
بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5))) الجمعة
قاس سبحانه من حمّله كتابه ليؤمن به ويتدبره ويعمل به ويدعو إليه ثم خالف
ذلك ولم يحمله إلا على ظهر قلب فقرأه به بغير تدبر ولا تفهم ولا اتباع له
ولا تحكيم له وعمل بموجبه, كحمار على ظهره زاملة أسفار لا يدري ما فيها
وحظه منها حملها على ظهره ليس إلا,, فحظه من كتاب الله كحظ هذا الحمار
من الكتب التي على ظهره فهذا المثل وإن كان قد ضرب لليهود فهو متناول
من حيث المعنى لمن حمل القرآن فترك العمل به ولم يؤد حقه ولم يرعه
حق رعايته..
fl:
fl:
fl:
fl:
fl:
fl:
من كتاب :
الأمثال في القرآن الكريم
لابن القيمّ

مثل من أعرض عن كـلام الله
(( فَمَا لَهُمْ عَنْ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50)
فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) ))المدثر
قال تعالى في تشبيه من أعرض عن كلامه وتدبره (فما لهم عن التذكرة
معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة) شبههم في إعراضهم
ونفورهم عن القرآن بحمر رأت الأسد والرماة ففرت منه وهذا من
بديع التمثيل فإن القوم من جهلهم بما بعث الله سبحانه به رسوله,,
كالحمر فهي لا تعقل شيئا فإذا سمعت صوت الأسد أو الرامي نفرت
منه أشد النفور وهذا غاية الذم لهؤلاء فإنهم نفروا عن الهدى الذي فيه
سعادتهم وحياتهم كنفور الحمر عما يهلكها ويعقرها وتحت المستنفرة
معنى أبلغ من النافرة فإنها لشدة نفورها قد استنفر بعضها بعضا
وحضه على النفور
فإن في الاستفعال من الطلب قدراً زائداً على الفعل المجرد فكأنها
تواصت بالنفور وتواطأت عليه ومن قرأها بفتح الفاء فالمعنى أن
القسورة استنفرها وحملها على النفور ببأسه وشدته..
مثل الذين حمـلوا التوراة
(( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً
بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي
الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (5))) الجمعة
قاس سبحانه من حمّله كتابه ليؤمن به ويتدبره ويعمل به ويدعو إليه ثم خالف
ذلك ولم يحمله إلا على ظهر قلب فقرأه به بغير تدبر ولا تفهم ولا اتباع له
ولا تحكيم له وعمل بموجبه, كحمار على ظهره زاملة أسفار لا يدري ما فيها
وحظه منها حملها على ظهره ليس إلا,, فحظه من كتاب الله كحظ هذا الحمار
من الكتب التي على ظهره فهذا المثل وإن كان قد ضرب لليهود فهو متناول
من حيث المعنى لمن حمل القرآن فترك العمل به ولم يؤد حقه ولم يرعه
حق رعايته..
من كتاب :
الأمثال في القرآن الكريم
لابن القيمّ