- 7 مايو 2008
- 3,503
- 46
- 0
- الجنس
- أنثى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الرسول المصطفى وبعد:
فنقف وقفة يسيره مع آيتين من كتاب الله،قال تعالى(يَأَيُّهاَالَّذِينَ
ءَامَنُواْلِمَ تَقُولُونَ مَالاَ تَفعَلُونَ(2)كَبُرَ مَقتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَالاَ تَفعَلُونَ(3)){الصف}
قوله تعالى (يَأَيُّهاَالَّذِينَ ءَامَنُواْ)هذا الخطاب للمؤمنين.
أولاً:لأنهم الذين تنفعهم الذكرى.
ثانياً:لتطهيرهم وتزكيتهم من الأخلاق السيئة.
قال القرطبي :{جاء الاستفهام على جهة الإنكار والتوبيخ على أن يقول
الإنسان عن نفسه من الخير مالايفعله ،أما إن كان ذلك في الماضي يكون
كذباً،وأما في المستقبل فيكون ذلك إخلافاًبالوعد وكلاهما مذموم}
وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله:قوله(لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفعَلُونَ))
{أي:لم تقولون الخير وتحثون عليه ،وربما تمدحتم به،وأنتم متلوثون متصفون به،ولهذا ينبغي للآمر بالخير أن يكون أول الناس مبادرة إليه والناهي
عن الشر أن يكون أبعد الناس عنه}
وجاء في الصحيح عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار ،فتندلق أقتابه فيدور بها كما
يدور الحمار برحاه،فيجتمع أهل النار عليه فيقولون:أي فلان ماشأنك؟أليس كنت تأمر نا بالمعروف وتنهانا عن المنكر،فيقول:كنت آمركم
بالمعروف ولاآتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه"
قوله تعالى (كَبُرَ مَقتًا عِنَد اللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَالاَ تَفعَلُونَ))
قال الراغب:المقت هو البغض الشديد لمن تراه فعل القبيح ،كما في قوله تعالى((وَلاَتَنكِحُواْ مَا نَكَحَ ءَابَآؤُكُم مِّن الِنّسَاءِ إِ لاَّ مَا قَد سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمقتًا وَ سَآءَ سَبِيلاً))
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الرسول المصطفى وبعد:
فنقف وقفة يسيره مع آيتين من كتاب الله،قال تعالى(يَأَيُّهاَالَّذِينَ
ءَامَنُواْلِمَ تَقُولُونَ مَالاَ تَفعَلُونَ(2)كَبُرَ مَقتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَالاَ تَفعَلُونَ(3)){الصف}
قوله تعالى (يَأَيُّهاَالَّذِينَ ءَامَنُواْ)هذا الخطاب للمؤمنين.
أولاً:لأنهم الذين تنفعهم الذكرى.
ثانياً:لتطهيرهم وتزكيتهم من الأخلاق السيئة.
قال القرطبي :{جاء الاستفهام على جهة الإنكار والتوبيخ على أن يقول
الإنسان عن نفسه من الخير مالايفعله ،أما إن كان ذلك في الماضي يكون
كذباً،وأما في المستقبل فيكون ذلك إخلافاًبالوعد وكلاهما مذموم}
وقال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله:قوله(لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفعَلُونَ))
{أي:لم تقولون الخير وتحثون عليه ،وربما تمدحتم به،وأنتم متلوثون متصفون به،ولهذا ينبغي للآمر بالخير أن يكون أول الناس مبادرة إليه والناهي
عن الشر أن يكون أبعد الناس عنه}
وجاء في الصحيح عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار ،فتندلق أقتابه فيدور بها كما
يدور الحمار برحاه،فيجتمع أهل النار عليه فيقولون:أي فلان ماشأنك؟أليس كنت تأمر نا بالمعروف وتنهانا عن المنكر،فيقول:كنت آمركم
بالمعروف ولاآتيه وأنهاكم عن المنكر وآتيه"
قوله تعالى (كَبُرَ مَقتًا عِنَد اللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَالاَ تَفعَلُونَ))
قال الراغب:المقت هو البغض الشديد لمن تراه فعل القبيح ،كما في قوله تعالى((وَلاَتَنكِحُواْ مَا نَكَحَ ءَابَآؤُكُم مِّن الِنّسَاءِ إِ لاَّ مَا قَد سَلَفَ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَمقتًا وَ سَآءَ سَبِيلاً))
قال إبراهيم التيمي رحمه الله :ماعرضت قولي على عملي إلا خشيت أن أكون مكذِّباً}
ومن فوائد الآيتين الكريمتين:
أولاً:استد ل بعض أهل العلم على وجوب الوفاء بالوعد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{آية المنافق ثلاث:إذا حدث كذب ،وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان}
قال ابن حجر :أصل الديانة منحصر في ثلاث،القول ،والفعل،والنية،فنبه على فساد القول بالكذب ،وعلى فساد الفعل بالخيانة، وعلى فساد النية بالخلف.
ثانياً:إن العلم قرين العمل، ولذلك يُسْألُ المرء يوم القيامة عن علمه ماذا عمل به؟كما جاء في الحديث
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه
الله بعلمه،فذنبه من جنس ذنب اليهود)
ثالثاً:أن الله نهى الؤمن أن يقول مالايفعل، لكن لو كان المؤمن مقصراً
في طاعة الله مرتكباً لبعض المعاصي لايسقط عنه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ،فإن لم يستطع فبلسانه،فإن لم يستطع فبقلبه ،وذلك أضعف الإيمان}
وكان الحسن رضي الله عنه إذا نهى عن شيء لايأتيه أصلاً، وإذا أمر بشيء كان شديد الأخذبه وهكذا تكون الحكمة..
ومن فوائد الآيتين الكريمتين:
أولاً:استد ل بعض أهل العلم على وجوب الوفاء بالوعد.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{آية المنافق ثلاث:إذا حدث كذب ،وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان}
قال ابن حجر :أصل الديانة منحصر في ثلاث،القول ،والفعل،والنية،فنبه على فساد القول بالكذب ،وعلى فساد الفعل بالخيانة، وعلى فساد النية بالخلف.
ثانياً:إن العلم قرين العمل، ولذلك يُسْألُ المرء يوم القيامة عن علمه ماذا عمل به؟كما جاء في الحديث
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:أشد الناس عذاباً يوم القيامة عالم لم ينفعه
الله بعلمه،فذنبه من جنس ذنب اليهود)
ثالثاً:أن الله نهى الؤمن أن يقول مالايفعل، لكن لو كان المؤمن مقصراً
في طاعة الله مرتكباً لبعض المعاصي لايسقط عنه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:{من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ،فإن لم يستطع فبلسانه،فإن لم يستطع فبقلبه ،وذلك أضعف الإيمان}
وكان الحسن رضي الله عنه إذا نهى عن شيء لايأتيه أصلاً، وإذا أمر بشيء كان شديد الأخذبه وهكذا تكون الحكمة..
م/ن