- 29 سبتمبر 2007
- 519
- 0
- 0
- الجنس
- ذكر
لايخفى على احد ان العراق يمتلك اكبر تراث اقرائي خالد عبر العصور وقد تمثل هذا التراث بالمدرسة البغدادية العريقة التي اتصلت بالنغم العراقي البغدادي الاصيل والمتميز بالعالم الاسلامي وهذا ما يشهده اهل الصنعة والمهارة والفن لهذا العلم . فالقارىء العراقي الماهر والضابط يقرأ القران بتجويد ومهارة فنية بين المقام العراقي ليؤدي تلاوته على شكل تصويري بديع لا نراه في العالم كله ليحيط بالانغام من البيات والصبا والسيكاه والرست والحجاز والعجم وفروع هذه الانغام التي لا تعد ولا تحصى من الارواح والتطويح البغدادي والقزاز والابراهيمي والمخالف والمحمداوي والسفياني والشطراوي والحكيمي واللامي وغير ذلك من خزين الانغام والمقام لا يمتلكها الا القارىء العراقي ليعطر المسامع والارواح بذكر الله الاكبر ويصور النص بالنغم المناسب للمعنى وهذا علم وبيان وتصوير واحساس تشعر فية النفوس والارواح لعظمة القران الكريم وهذا يدخل في معنى قول الله تعالى ( لتقرأه على الناس على مكث ) . مع احترامي للمدرسة المصرية وقرائها, ولكن هذا الاسلوب والنغم ينحصر بالمدرسة البغدادية العريقة فلا يستطيع اي قارىء مصري ان يقرأ الطريقة العراقية لان مساحة النغم والحنجرة لايصل اليه وهذه حقيقة علمية فنغم العراق بحاجة الى حنجرة متميزة عريضة تصب كل المقامات بلا حصر . ومع كل الاسف ان القراءة العراقية استقرت بالعراق ولم تنتشر لعدة اسباب وامور مرت على هذه البلد اضافة الى بعض مايدعون بعراقيتهم وتحيزهم الى المدرسة المصرية والتي احترمها يتهربون من الاداء العراقي لانهم لا يمتلكون المساحة الصوتية والنغمية فيتحول الى ما يصبوا اليه وينسى ان تراث العراق وفنه وحضارته اكبر منه ومن مستقبله الذي يدعو اليه . اتذكر في عام 1996 عندما زرت القاهرة وصلينا الجمعة مع زميلي القارىء احمد نعينع وطلب مني ان اذن الاذان الثاني لصلاة الجمعة في جامع الحسين ( رضي الله عنه ) ,وقد اديته بنغم السيكاه وكان في قمة الاداء العراقي البغدادي ولله الحمد والمنه ولكن بعض الاخوة من المصريين احتجوا وعاتبوا زميلي القارىء احمد نعينع !! لنحيازهم على مدرستهم!!! نحن لانتعصب لمدرسة او اداء لاي بلد ولكن اقول: انا عراقي مهما قرات وباي طريقة كانت او تكون فالنتيجة تعود الى تراثي وتراث أبائي واجدادي اعكف عليه فهو هويتي ودمي وحياتي نشأت عليه وترعرعت عليه فمهما كانت قراتي ونغمي وتراثي اعتز به وافخر به بين العالم . فلا نقلد ولانعيب فنحن ابناء مدرستي الكوفة والبصرة ابناء الرشيد ابناء العراق العظيم سنبقى بعون الله القادر المقتدر محافظين على تراثنا الاقرائي العراقي العظيم مهما يجري الان لطمس الهوية الاقرائية المتمثلة بالاداء البغدادي العريق والابتعاد عنها ومحاربة الاداء البغدادي الخالد واستبداله باي بديل لا يدوم مهما كانت الاسباب ,فستبقى المدرسة البغدادية باصوات روادها الكرام امثال مله عثمان الموصلي ومله مهدي والحافظ خليل اسماعيل والحاج علاء القيسي ويوسف الطائي والعبد الفقير صاحب المقال وغيرهم من الجيل الجديد محافظين ومتمسكين بتراثهم العريق وستبقى حناجرنا تغرد بانغام العراق العظيم مهما خططوا ودبروا وتبقى الحبيبة بغداد ام السلام عزيزة وعالية يصدح قرائها ومؤذنيها بنغماتها ومقاماتها ولامكان للمبتدعين والجائرين والحاقدين على تراث العراق العملاق , والله اكبر .