- 13 ديسمبر 2005
- 3,858
- 9
- 38
- الجنس
- ذكر
(بسم الل)
من خلال دراستي التاريخية على مر الأزمان و العصور، لاحظت اختلافا جليا بين أساليب الكتاب و الادباء، و هذا معروف للقاصي و الداني، فاللغة العربية مرآة للعصر و للحضارة..
و من خلال دراستي الجامعية استوقفني نصين اثنين عجبت لهما كثيرا، الأول لركاكته الكبيرة و سوء صياغته..و الثاني لبلاغته العظيمة و حسن نظم سطوره، و العجيب أن الأول كان موجها لملك، و معروف أن الملوك تخاطب برسائل تراعى فيها البلاغة و الدقة في الأوصاف، و الأعجب من هذا أن النص الثاني هو لصبي في عهد الموحدين يصف فيه معركة و لم يبلغ الحلم بعد..
اقرؤو النص الأول و الثاني ثم قارونوا بينهما:
رسالة من سكان أزمور إلى جان الثالث
الحمد لله وحده، إلى دون جوان الله يعينه من خدامكم مسلمين أزمور نقبل أقدامكم على الخير والحمد لله أما بعد ما دخلنا بلادكم و لا خدمناكم إلا بأمان أبيكم و كانت نعمة علينا عايمة ووفاء كبير ولا قط لحقنا في مدته غبن وخلفته أنت ما رأينا في أول مدة إلى الخير حتى صرفت لنا جورج دباجش كصر مزراقك الوافية و خصر أمانك الذي كان مثل أمان أبيكم أو أكثر منه وقلنا ما عندكم خبر حتى صرفت إلينا الكروجادور فرحنا به فرحا شديدا وقلنا زال عنا الباطل واتواترت أخبارنا ببلاد المسلمين، جات منها اثنا عشر خيمة هاربة إلينا ولو دام ذلك علينا ما يبق أحد وتكون عمارة قوية في بلادك تم بعد ذلك بين الكروجدور حقنا وقوم منه جورج دباجش لبعض منا حتى كثر عليه الأمر قال ما نقوم بشيء حتى تبلغ للسلطان ثم عند ذلك قال لنا الكروجدور كتب ما أخ لكم و أنا نبلغه بين يدي السلطان كتبنا معه إليكم. وكنا نقول قبل ها دا ما عندكم خبر حتى أتاك الكروجدور بأخبارنا كلها و صرفت برأتكم فرحنا أيضا فرحا شديدا و اتجازينا بتلك الرجال الذين أتاو إليكم وقلنا إذا سمعت كلامهم تتعرف الغبن و الباطل الذي نحن فيه الأخد و الأمر في بلادك والأخد و الأمر في بلاد سلا قلنا إذا سمعت كلامهم تعمل لنا الحق يرتقد به قلوبنا فلما بلغ إليكم ما عملتم منهم شيء عرفنا أن الباطل كله منكم الله يجعل ذنوبنا فرقبتكم و تعلمنا اكان نحن أسار في بلادك عين لنا أضيافنا يطعمون الطعام نحن ضعنامن كل جهة بالاخد و الأمر في بلادك و بلاد المسلمين ومضان الجوع رزعنا أكله الشريف و تركنا للجوع ما قدرنا على شيء و متاعنا و أولادنا عباهم جورج دباجش وأبيت تعمل لنا الحق الله يعمل دنوبنا في رقبتك وا د انت سلطان و قدرت علينا السلطان الكبير أقدر منك و إلا وفيت ما توفي إلا لروحك أما نحن لا تحسبنا إلا مضينا و سلام.
نص مطابق لنص الرسالة الأصلي المنشور في المصادرالأصلية
لتاريخ المغرب – المجموعة البرتغالية – المجلد الثاني – ص 459/461
كتب من منزل سوس وقد تبلج فجر الفتح فأسفر وقال: فريق الضلال وشيعته أين المفر وقد ألقى النصر جرانه 1 وأعز الله حزبه المؤيد وأعوانه وشرح الحال على غاية الإيجاز لأجل الاستعجال في إنهاء هذه البشائر والانحفاز أن الناكثين النابذين للعروة الوثقى المتمسكين بالسبب الأشقى حاصرهم الموحدون أنجدهم الله أشد الحصار وقطعوا عنهم مواد المعايش وزرافات الأنصار ولسان التأييد يتلو علينا بالعشي والإشراق ما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق ولحين ما أخذ الموحدون أنجدهم الله في حسم دائهم العضال وجردوا لهم من عزماتهم الصادقة ما هو أمضى من النصال طاحوا مجدلين بالحضيض وملأ جثمانهم الفضاء العريض وخيب الله ظنونهم الكاذبة وآمالهم وصيرهم إلى أمهم الهاوية فكانت أولى بهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم وأمكن الله من رأس ضلالهم المدعو بأبي قصبة فقهره الحزب المنصور وغلبه وحز الحسام منه قنة ورقبة.
1- ألقى النصر جرانه: حل النصر
المعجب في تلخيص أخبار المغرب
لعبد الواحد المراكشي – ص 226
سبحان مبدل الأحوال
من خلال دراستي التاريخية على مر الأزمان و العصور، لاحظت اختلافا جليا بين أساليب الكتاب و الادباء، و هذا معروف للقاصي و الداني، فاللغة العربية مرآة للعصر و للحضارة..
و من خلال دراستي الجامعية استوقفني نصين اثنين عجبت لهما كثيرا، الأول لركاكته الكبيرة و سوء صياغته..و الثاني لبلاغته العظيمة و حسن نظم سطوره، و العجيب أن الأول كان موجها لملك، و معروف أن الملوك تخاطب برسائل تراعى فيها البلاغة و الدقة في الأوصاف، و الأعجب من هذا أن النص الثاني هو لصبي في عهد الموحدين يصف فيه معركة و لم يبلغ الحلم بعد..
اقرؤو النص الأول و الثاني ثم قارونوا بينهما:
رسالة من سكان أزمور إلى جان الثالث
الحمد لله وحده، إلى دون جوان الله يعينه من خدامكم مسلمين أزمور نقبل أقدامكم على الخير والحمد لله أما بعد ما دخلنا بلادكم و لا خدمناكم إلا بأمان أبيكم و كانت نعمة علينا عايمة ووفاء كبير ولا قط لحقنا في مدته غبن وخلفته أنت ما رأينا في أول مدة إلى الخير حتى صرفت لنا جورج دباجش كصر مزراقك الوافية و خصر أمانك الذي كان مثل أمان أبيكم أو أكثر منه وقلنا ما عندكم خبر حتى صرفت إلينا الكروجادور فرحنا به فرحا شديدا وقلنا زال عنا الباطل واتواترت أخبارنا ببلاد المسلمين، جات منها اثنا عشر خيمة هاربة إلينا ولو دام ذلك علينا ما يبق أحد وتكون عمارة قوية في بلادك تم بعد ذلك بين الكروجدور حقنا وقوم منه جورج دباجش لبعض منا حتى كثر عليه الأمر قال ما نقوم بشيء حتى تبلغ للسلطان ثم عند ذلك قال لنا الكروجدور كتب ما أخ لكم و أنا نبلغه بين يدي السلطان كتبنا معه إليكم. وكنا نقول قبل ها دا ما عندكم خبر حتى أتاك الكروجدور بأخبارنا كلها و صرفت برأتكم فرحنا أيضا فرحا شديدا و اتجازينا بتلك الرجال الذين أتاو إليكم وقلنا إذا سمعت كلامهم تتعرف الغبن و الباطل الذي نحن فيه الأخد و الأمر في بلادك والأخد و الأمر في بلاد سلا قلنا إذا سمعت كلامهم تعمل لنا الحق يرتقد به قلوبنا فلما بلغ إليكم ما عملتم منهم شيء عرفنا أن الباطل كله منكم الله يجعل ذنوبنا فرقبتكم و تعلمنا اكان نحن أسار في بلادك عين لنا أضيافنا يطعمون الطعام نحن ضعنامن كل جهة بالاخد و الأمر في بلادك و بلاد المسلمين ومضان الجوع رزعنا أكله الشريف و تركنا للجوع ما قدرنا على شيء و متاعنا و أولادنا عباهم جورج دباجش وأبيت تعمل لنا الحق الله يعمل دنوبنا في رقبتك وا د انت سلطان و قدرت علينا السلطان الكبير أقدر منك و إلا وفيت ما توفي إلا لروحك أما نحن لا تحسبنا إلا مضينا و سلام.
نص مطابق لنص الرسالة الأصلي المنشور في المصادرالأصلية
لتاريخ المغرب – المجموعة البرتغالية – المجلد الثاني – ص 459/461
كتب من منزل سوس وقد تبلج فجر الفتح فأسفر وقال: فريق الضلال وشيعته أين المفر وقد ألقى النصر جرانه 1 وأعز الله حزبه المؤيد وأعوانه وشرح الحال على غاية الإيجاز لأجل الاستعجال في إنهاء هذه البشائر والانحفاز أن الناكثين النابذين للعروة الوثقى المتمسكين بالسبب الأشقى حاصرهم الموحدون أنجدهم الله أشد الحصار وقطعوا عنهم مواد المعايش وزرافات الأنصار ولسان التأييد يتلو علينا بالعشي والإشراق ما ينظر هؤلاء إلا صيحة واحدة ما لها من فواق ولحين ما أخذ الموحدون أنجدهم الله في حسم دائهم العضال وجردوا لهم من عزماتهم الصادقة ما هو أمضى من النصال طاحوا مجدلين بالحضيض وملأ جثمانهم الفضاء العريض وخيب الله ظنونهم الكاذبة وآمالهم وصيرهم إلى أمهم الهاوية فكانت أولى بهم ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم وأمكن الله من رأس ضلالهم المدعو بأبي قصبة فقهره الحزب المنصور وغلبه وحز الحسام منه قنة ورقبة.
1- ألقى النصر جرانه: حل النصر
المعجب في تلخيص أخبار المغرب
لعبد الواحد المراكشي – ص 226
سبحان مبدل الأحوال