إعلانات المنتدى


تذكير بالأمالي..

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

أحمد المغيري

مزمار فعّال
15 أبريل 2011
149
12
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد المحيسني
قرأتُ كتاب الأمالي لأبي علي القالي
بطبعةٍ نادرة
في مجلد واحد
واستفدت منه كثيرا"
ولازلت أحنُّ لساعات قراءتي له
وماتخللها من سفرٍ به
ومعرفة لعظيم ماحوى من الفوائد اللغوية،والنوادر الأدبية، والإشارات البلاغية،
فمن قرأهُ منكم
فليذكرني بأعجب مامرَّ عليه من ذلكم السِّفر؟
 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: تذكير بالأمالي..

بحثت عنه كثيرًا , ولم أتمكّن من تحميله
إن كان لديك رابط له أخي الفاضل فاكتبه لي مشكورًا
جزاك الله خيرًا
 

أحمد المغيري

مزمار فعّال
15 أبريل 2011
149
12
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد المحيسني
رد: تذكير بالأمالي..

بحثت عنه كثيرًا , ولم أتمكّن من تحميله
إن كان لديك رابط له أخي الفاضل فاكتبه لي مشكورًا
جزاك الله خيرًا
لم أتمكن من وجوده
ولكن المقصود اقتناؤه، خصوصا" الطباعات القديمة النادرة
فلها عبقٌ جميلٌ،
ولايستغني عنه محبُّ اللغة وعاشقها،
مع شرط أن لا يكون سببا" في التفريط فيما يكون قراءتُهُ أجرا" وذخرا"
 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: تذكير بالأمالي..

شكرًا لاهتمامك أخي الكريم
ما عليك,
لو استطعت أن تطرح لنا في هذه المساحة مقتطفات مما قرأت
أكون لك شاكرة
جزاك الله خيرً الجزاء
 

أحمد المغيري

مزمار فعّال
15 أبريل 2011
149
12
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد المحيسني
رد: تذكير بالأمالي..

قال أبو علي رحمه الله: ( مطلب ما وقع بين حاتم وسفانة بنته من لومه إياها على الجود ، وحجر أخواله على أمه لإفراطها في السخاء) .ـ قال : وأخبرنا السكن بن سعيد العباسي بن هشام عن أبي مسكين الدارمي قال: كانت سفانة بنت حاتم من أجود نساء العرب ، وكان أبوها يعطيها صِرمة من الإبل فتهبها وتعطيها الناس، فقال لها أبوها: يا بنية إن الغويَّيْن إذا اجتمعا في المال أتلفاه ، فإما أن أعطي وتمسكي ، وإما أن أمسك وتعطي ، فإنه لا يبقى على هذا شيء، فقالت : والله لا أمسك أبداً ، فقال: وأنا والله لا أمسك أبداً، وقال : فلا نتجاور ،* فقاسمها ماله وتباينا.ـ وحدثنا السكن بن سعيد عن العباس عن أميةَ قال : كانت عَِنبَةُ بنت عفيف ابن عمرو بن عبد القيس ـ وهي أم حاتم ـ من أسخى النساء وأقراهم للضيف ، وكانت لا تبقي شيئاً تملكه، فلما رأي إخوتها إتلافها للمال حجروا عليها وعلى مالها ، فمكثت دهراً لا تصل إلى شيء ولا يدفع إليها شيء من مالها ، حتى إذا ظنوا أنها قد وجدت ألم ذلك أعطوها صرمة من إبلها فجاءتها امرأة من هوزان كانت تأتيها كل سنة تسألها ، فقالت لها : دونك هذه الصرمة فخذيها فقد والله مسَّني من ألم الجوع ما آليت معه ألا أمنع الدهر سائلاً شيئاً ، ثم أنشأت تقول:لعمري لقدماً عضني الجوع عضةً******** فآليت ألا أمنع الدهر جائعافقولا لهذا اللائــمي اليوم: اعفني***** فإن أنت لم تفعل فعض الأصابعافماذا عساكم تقولـوا لأختكـــم * سوى عذلكم أو عذل من كان مانعاوماذا ترون اليوم إلا طبيـــعةً ************* فكيف بتركي يابن أم الطبائعا من لطائف ماقرأتُ في الأمالي
 
  • أعجبني
التفاعلات: شخص واحد

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: تذكير بالأمالي..

الله الله!
لطائف رائعة , تمتع الوجدان
وكان حاتم الطائي يُضرب به المثل في الجود والكرم قبل الإسلام
وله قصص في الكرم روتها عنه زوجته
شكرًا لك أخي الفاضل على هذا الموضوع الثري
جزاك الله خير الجزاء
 

أحمد المغيري

مزمار فعّال
15 أبريل 2011
149
12
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد المحيسني
رد: تذكير بالأمالي..

[h=4]ترجمة أبي علي القالي (القالي العلامة اللغوي, أبو علي , إسماعيل بن القاسم بن هارون بن عيذون البغدادي القالي , صاحب كتاب " الأمالي " في الأدب .

ولد سنة ثمانين ومائتين وأخذ العربية عن ابن دريد , وأبي بكر بن الأنباري , وابن درستويه , ونفطويه , وطائفة.

وسمع من أبي يعلى بالموصل , ومن أبي القاسم البغوي , وأبي بكر بن أبي داود , ويحيى بن صاعد , وعلي بن سليمان الأخفش.

وتلا على أبي بكر بن مجاهد لأبي عمرو , ثم تحول إلى الأندلس , ونشر بها علمه . دخلها في سنة ثلاثين وثلاث مائة , ففرح به صاحبها الناصر الأموي , وصنف له ولولده المستنصر تصانيف , وكان يدري " كتاب " سيبويه , قد بحثه على ابن دستويه . وأملى كتاب " النوادر " .

وله كتاب " المقصور والمدود " , وكتاب " الإبل " , وكتاب " الخيل " , و" البارع " في اللغة في بضعة عشر مجلدا , لكنه ما تممه .

وولاؤه لبني مروان , ولهذا هاجر إلى المروانية , وعظم عندهم , وتواليفه مهذبة .

أخذ عنه : عبد الله بن الربيع التميمي , وأبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي , وأحمد بن أبان بن سعيد , وطائفة.

توفي بقرطبة في ربيع الآخر سنة ست وخمسين وثلاث مائة . والقالي نسبة إلى قرية " قاليقلا " من أعمال منازكرد من إقليم أرمينية . رافق ناسا من تلك القرية , فعرف بذلك تلقيبا وشهر به .
[/h]
 

نور مشرق

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
22 يوليو 2008
16,039
146
63
الجنس
أنثى
علم البلد

أحمد المغيري

مزمار فعّال
15 أبريل 2011
149
12
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد المحيسني
رد: تذكير بالأمالي..

وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال: حدثنى من سمع أعرابيا يقول لصديق له: دع عنك ما يسبق إلى القلوب إنكاره، وإن كان عندك اعتذاره؛ فليس من حكى عنك نكرا، توسعه فيك عذرا. قال وأخبرنا عبد الرحن عن عمه قال: قال أعرابى كبير السن: أصبحت والله تقيدنى الشعر وأعثر بالبعرة؛ وقد أقام الدهر صعرى بعد أن أقمت صعره.
قال أبو على: الصعر: الميل.
وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا عبد الرحمن من عمه قال: أنشدنا بعض أهل المدينة لخارجة بن فليح المللى.
ألا طرقتنا والرفاق هجود ... فباتت بعلات النوال تجود
ألا طرقت ليلى لقى بين أرحل ... شجاه الهوى ولانأى فهو عميد
فليت النوى لم تسحق الخرق بيننا ... وليت الخيال المستراث يعود
إذا لأقاد النفس من فجعة الهوى ... بليلى وروعات الفؤاد مقيد
كأن الدموع الوكفات بذكرها ... إذا أسلمتهن الجفون فريد
إذا أدبرت بالشوق أعقاب ليلة ... أتاك بها يوم أغر جديد
حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعى قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج: أنت عندى كسالمٍ، فلم يدر ما هو، فكتب إلى قتيبة يسأله، فكتب إليه: إن الشاعر يقول
يديروننى عن سالم وأديرهم ... وجلدة بين الأنف والعين سالم
ثم كتب إليه مرة أخرى: أنت عندى قدح ابن مقبل، فلم يدر ما هو، فكتب إلى قتيبة يسأله - وكان قتيبة قد روى الشعر - فكتب إليه: إن ابن مقبل نعت قدحاً له فقال:
غدا وهو مجدول وراح كأنه ... من المش والتقليب بالكف أفطح
خروج من الغمى إذا صك صكة ... بدا والعيون المستكفة تلمح
متفرقات من كتاب أبي علي القالي رحمة الله
ليقيمَ الله بلغة العرب اللسان
 

أحمد المغيري

مزمار فعّال
15 أبريل 2011
149
12
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد المحيسني
رد: تذكير بالأمالي..

وحدّثنا على بن سليمان الأخفش، قال أنشدنا أبو العباس محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالى، قال أنشدنى عبد الصمد بن العذل لمرّة:
تمارضت كى أشجى وما بك علة ... تريدين قتلى قد رضيت بذلك
لئت ساءنى أن نلتنى بمساءة ... لقد سرنى أنى خطرت ببالك
وحدّثنا أبو بكر بن دريد قال أخبرنا عبد الرحمن من عمه قال: قبل لكثير: مالك لا تقول الشعر، أبجلت؟ فقال: والله ما كان ذلك، ولكن فقدت الشباب فما أطرب، ورزئت عزة فما أنسب، ومات ابن ليلى فما أرغب؛ يعنى عبد العزيز بن مروان.
قال أبو على: قوله: أجبلت أى انطقعت عن قول الشعر، أخذه من قولهم: أجبل الحافر إذا انتهى إلى جبلٍ فلم يمكنه الحفر. وأنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة المعروف بنطفويه النجوى يوم الأحد فى سوق الثلاثاء على باب الكلواذانى صاحب ديوان السواد لكثير:
ألا تلك عزة قد أصبحت ... تقلب للهجر طرفاً غضيضا
تقول مرضنا فما عدتنا ... وكيف يعود مريض مريضا
وأنشدنا أبو بكر بن دريد - رحمه الله - عن عبد الرحمن عن عمه لأعرابى:
إذا وجدت أوار الحب فى كبدى ... أقبلت نحو سقاء القوم أبترد
هذا بردت ببرد الماء ظاهره ... فمن لحر على الأحشاء يتقد
وحدثنا أبو الحسن جحظة البرمكى عن حماد بن إسحاق الموصلىّ وحدثنا أبو بكر بن الأنبارى قال حدّثنا أبو العباس أحمد بن يحيى ثعلب النحوى قال حدثنا حماد عن أبيه قال: دخلت يوما على الرشيد فقال لى: يا إسحاق أنشدنى شيئاً من شعرك، فأنشدته:
وآمرةٍ بالبخل قلت لها اقصرى ... فذلك شىء ما إليه سبيل
أرى الناس خلان الجواد ولا أرى ... بخيلاً له فى العالمين خليل
ومن خير حالات الفتى لو علمته ... إذا نال شيئاً أن يقال بخيل
فغنى رأيت البخل يزرى بأهله ... فأكرمت نفسى أن يقال بخيل
عطائى عطاء المكثرين نجملاً ... ومالى كما قد تعلمين قليل
وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى ... ورأى أمير المؤمنين جميل
فقال: لا كيف إن شاء الله، يا فضل، أعطه مائة ألف درهم، ثم قال: لله درّ أبيات تأتينا بها يا إسحاق، ما أتقن أصولها، وأحسن فصولها! - وزاد جحظة - وأقل فضولها، فقلت: كلامك يا أمير المؤمنين أحسن من شعرى، فقال: يا فضل، أعطه مائة ألف أخرى، فكان أول مال اعتقدته.
وحدّثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن من عمه قال: نظر أعرابى إلى قوم يلتمسون هلال شهر رمضان فقال: والله لئن أثرتموه لتمسكن منه بذنابى عيشٍ أغبر.
وأنشدنا أبو بكر بن أبى الأزهر مستملى أبى العباس المبرد وحدثنا الأخفش وابن السراج وغير واحد من أصحاب المبرد قالوا كلهم: أنشدنا أبو العباس قال: أنشدنا الزيادى لأعرابى هذه الأبيات وكان يتحسنها:
ما لعينى كحلت بالسهاد ... ولجنبى نابياً عن وسادى
لا أذوق النوم إلا غراراً ... مثل حسو الطير ماء الثماد
ابتغى إصلاح سعدى بجهدى ... وهي تسعى جهدها فى فسادى
فتتاركنا على غير شىءٍ ... ربما أفسد طول التمادى
وقرأت على أبى بكر بن دريد رحمه الله تعالى
أقول لصاحبى والعيس تحدى ... بنا بين المنيفة فالضمار
تمتع من شميم عرار نجدٍ ... فما بعد العشية من عرار
ألا يا حبذا نفحات نجدٍ ... وريا روضه بعد القطار

وأهلك إذ يحل الحى نجدا ... وأنت على زمانك غير زارى
شهور ينقضين وما شعرنا ... بأنصافٍ لهن ولا سرار
وأنشدنا الأخفش للعطوى يرثى أخاه
لقد باكرته بالملام العواذل ... فما رقأت منه الدموع الهواطل
أيقنى جميل الصبر من هد ركنه ... وهيض جناحاه وجد الأنامل
أمن بعد ما ذاق المنية أحمد ... تطيب لنا الدنيا وتصفو المناهل
كأن لم يكن لى خير خل وصاحبٍ ... وخير خطيب تتقيه المقاول
كأن أبا العباس لم يلق ضيفه ... ببشرٍ ولم يرحل بجدواه راحل
وأنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوى، قال أنشدنا أحمد بن يحيى ثعلب لابن أبى مرة المكى
إن وصفونى فناحل الجسد ... أو فتشونى فأبيض الكبد
أضعف وجدى وزاد فى سقمى ... أن لست أشكو الهوى إلى أحد
آه من الحب آه من كمدى ... إن لم أمت فى غدٍ فبعد غد
جعلت كفى على فؤادى من ... حر الهوى وانطويت فوق يدى
كأن قلبى إذا ذكرتكم ... فريسة بين ساعدى أسد
بدى بحبل الهوى معلقة ... فإن قطعت الهوى قطعت يدى
وأنشدنى جمعة من أصحاب أبى العباس المبرد منهم ابن السراج وابن درستويه والأخفش قالوا: أنشدنا أبو العباس قال أنشدنا بعض البصريين، وأنشدنا أيضاً أبو بكر بن الأنبارى عن المظفر:
هل من جوى الفرقة من واقى ... أم هل لداء لحب من راقى
أم من يداوى زفرات الهوى ... إذ جلن فى مهجة مشتاق
يا كبدا أفنى الهوى جلها ... من بعد تلذيع وإحراق
حتى إذا نفسى ساعةً ... كرت يد البين على الباقى
قال أبو على: البيتان الأولان رواهما أبو بكر بن الأنبارى خاصةً، وشارك أصحاب أبى العباس فى رواية البيتين الأخرين، وأنشدنى أبو بكر بن دريد لأعرابى:
وإنى لأهواها وأهوى لقاءها ... كما يشتهى الصادى الشراب المبردا
علاقة حب لج فى زمن الصبا ... فأبلى وما يزداد إلا تجددا
وأنشدنا أبو بكر بن دريد لنفسه:
لئن لا بك الوصب المؤلم ... ونفسك من صرفه تسلم
لئن نال جسمك نهك الضنى ... لقد ضنى السودد الأعظم
فحاشاك من سقمٍ عارضٍ ... ولكن أكبادنا تسقم
فأنت السماء التى ظلها ... إذا زال أعقبه الصيلم
وأنت الصباح الذى نوره ... بله يتجلى الحادث المظلم
وأنت الغمام الذى سببه ... ينأل الثراء به المعدم
يخاطب عنك لسان العلا ... إذا ذكر المفضل المنعم
فمن نال من كرمٍ رتبةً ... فيومك من دهره أكرم
إذا ما تخطاك صرف الردى ... فركن المكارم لا يهدم
فبالله أقسم رب الورى ... ولله غاية ما يقسم
لو أن السماء حمت قطرها ... لكن حيا سببه مثجم
قال أبو على: يقال: أنجمت السماء وأغبطت وألثت وألظت إذا دام مطرها ولم ينطقع؛ وفى الحديث: " ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام " أي ألزموا هذه الدعوة؛ وأغضنت وأدجنت. فإذا أقلعت قيل: أنجمت وأفصت وأفصمت؛ ومنه أقصى الشاعر إذا انقطع عن قول الشعر، وأفصت الداجة إذا انقطع بيضها. ويقال: أصفت الدجاجة وأسفى فى الشعر، وهو من المقلوب.
مختارات اخترتها لقوة لفظها من الأمالي
 

ابنةُ اليمِّ

مدير عام قديرة سابقة و عضو شرف
عضو شرف
26 مايو 2009
25,394
1,156
0
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: تذكير بالأمالي..



sajri11.JPG



وبعد البحث والتنقيب حصلت على هذا الغلاف للكتاب العجيب
وهذا المقتطع من المقدمة التي كتبها الشيخ علي القالي
وكل الشكر للأخ الكريم
أحمد المغيري على هذا الطرح الرائع ..


قال الشيخ أبو على إسماعيل بن القاسم القالى البغدادى رحمه الله:
ثم أما بعد حمد الله والثناء عليه، والصلاة على خير البشر صلى الله عليه وسلم، فإنى لما رأيت العلم أنفس بضاعة، أيقنت أن طلبه أفضل تجارة؛ فاغتربت للرواية، ولزمت العلماء للدراية. ثم أعلمت نفسى في جمعه، وشغلت ذهنى بحفظه؛ حى حويت خطيره، وأحرزت رفيعه، ورويت جليله، وعرفت دقيقه؛ وعقلت شارده، ورويت نادره، وعلمت غامضه، ووعيت واضحه، ثم صنته بالكتمان عمن لا يعرف مقداره، ونزهته عن الإذاعة عند من يجهل مكانه؛ وجعلت غرضى أن أودعه من يستحقه، وأبديه لمن يعلم فضله، وأجلبه إلى من يعرف محله؛ وأنشره عند من يشرفه، وأقصد به من يعظمه؛ إذ بائع الجوهر وهو حجر يصونه بأجود صوان، ويودعه أفضل مكان؛ ويقصد به من يجزل ثمنه، ويحمله إلى من يعرف قدره؛ على أنه لا يستحق بسببه أن يوصف بالفضل بائعه ولا مشتريه، ولا يستوجب أن يحمد من أجل المبالغة فى ثمنه مقتنيه، والعلم يذكر بالرجاحة طالبه، وينعت بالنباهة صاحبه ويستحق الحمد عند كل العقلاء حاويه، ويستوجب الثناء من جميع الفضلاء واعيه، ويفيد أسنى الشرف مشرفه ويكتسب أبقى الفخر معظمه فغبرت برهة ألتمس بنشره موضعا، ومكثت دهرا أطلب لإذاعته مكانا، وبقيت مدة أبتغى له مشرفا وأقمت زمناً ارتدى له مشتريا، حتى تواترت الأنباء المتفقة وتتابعت الصفاة الملتئمة التى لا تخالجها الشكوك ولا تمازجها الظنون، بأنه مشرفه فى عصره، أفضل من ملك الورى، وأكرم من جاد البللهى، وأجود من تعمم وارتدى، وأمجد من ركب ومشى، وأسود من أمر ونهى، سمام العدى، فياض الندى، ماضى العزيمة، مهذب الخليقة، محكم الرأى صادق الوأى، باذل الأموال، محقق الآمال، مفشى المواهب، معطى الرغائب أمير المؤمنين، وحافظ المسلمين، وقامع المشركين، ودامغ المارقين، وابن عم خاتم النبيين، محمد صلى الله عليه وسلم، (عبد الرحمن بن محمد) محيى المكارم، ومبتنى المفاخر، الذى إذا رضا غنى، وإذا غضب أردى، وإذا دعا أجاب، وإذا استصرخ أغاث. وأن معظمه مشتريه، وجامعه ومقتنيه، ربيع العفاة، وسم العداة، ذو الفضل والتمام، والعقل والكمال، المعطى قبل السؤال، والمنير قبل أن يستنال (الحكم) ولى عهد المسلمين، وابن سيد العالمين أمير المؤمنين (عبد الرحمن بن محمد) الإمام العادل، والخليفة الفاضل، الذى لم يرى فيما مضى من الأمراء شبهه، ولا نشأ فى الأزمنة من الكرماء مثله، ولا ولد نساء من الأجواد نظيره، ولا ملك العباد من الفضلاء عديله، فخرجت جائداً بنفسى، باذلا لحشاشتى، أجوب متونا قفارى، وأخوض بحج البحار، وأركب الفلوات، وأقتحم الغمرات، مؤملا أن أوصل العلق النفيس إلى من يعرفه، وأنشر المتاع الخطير ببلد من يعظمه، وأشرف الشريف باسم من يشرفه، وأعرض الرفيع على من يشتريه، وأبذل الجليل لمن يجمعه ويغتنيه، فمن الله جل وعز بالسلامة، وحبا تعالى ذكره بالعافية، حتى حللت بعصرة الخواف، وعصمة المضافى، والمحل الممرع، والربيع المخصب، فناء أمير المؤمنين (عبد الرحمن بن محمد) المبارك الطلعة، ميمون الغرة، الجم الفواضل، الكثير النوافل، الغيث فى المحل، الثمال فى الأزل، البدر الطالع، الصبح الساطع، الضوء اللامع، أسراج الزاهر، السحاب الماطر، الذى نصر الدين، وأعز المسلمين، وأذل المشركين، وقمع الطغاة، وأباة العصاة، وأطفىء نار النفاق، وأهمد جمر الشقاق، وذلل من الخلق من تجبر، وسهل من الأمر ما توعد، ولما الشعث، وأمن السبل، وحقن الدماء. أبقاه الله سالماً فى جسمه، معافاً فى بدنه، مسروراً بأيامه، مبتهجاً بزمانه، وخصه بطول المدة، وتتابع النعمة، وأبقى خلفته، وأدام عافيته، وتولى حفظه، ولا أزال عنا ظله. وصحبت الحيا المحسب والجواد المفضل، الذى إذا وعد وفى، وإذا أوعد عفا، وإذا وهب أسنع، وإذا أعطى أقنع، (الحكم) فرأيته - أيده الله - أجَّل الناس بعد أبيه خطره وأرفعه بقدره، وأوسعهم كنفا، وأفضلهم سلفا، وأغذرهم علما، وأعظمهم حلما، يملك غضبه فلا يعجل، ويعطى على العلاة فلا يمل، مع فهم ثاقب، ولب راجح، ولسان عضب، وقلب ندب، فتابعا لدى النعمة، وواترا على الإحسان، حتى أبديت ما كنت له كاتما، ونشرت ما كنت له طاويا، وبذلت ما كنت به ضنينا، ومذلت بما كنت عليه شحيحا، فأمللت هذا الكتاب من حفظا فى الأخمسة بقرطبة، وفى المسجد الجامع بالزهراء المباركة، وأودعته فنون من الأخبار، وضروبا من الأشعار
وأنواع من الأمثال، وغرائب من اللغات، على أنى لم أذكر فيه باباً فى اللغة إلا أشبعته، ولا ضرباً من الشعر إلا اخترته، ولا فناً من الخبر إلا انختلته ولا نوعاً من المعاناة والمثل إلا اسجبته، ثم لم أخله من غريب القرآن، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، على أننى أوردت فيه من الإبدال ما لم يورده أحد وفسرت فيه من الإتباع ما لم يفسره بشر، ليكون الكتاب الذى استنبطه إحسان الخليفة جامعا، والديوان الذى ذكر فيه اسم الإمام كاملا، وأسأل الله عصمة من الزيغ والأشر، وأعوذ به من العجب والبطر، وأستهديله السبيل الأرشد، والطريق الأقصد. من الأمثال، وغرائب من اللغات، على أنى لم أذكر فيه باباً فى اللغة إلا أشبعته، ولا ضرباً من الشعر إلا اخترته، ولا فناً من الخبر إلا انختلته ولا نوعاً من المعاناة والمثل إلا اسجبته، ثم لم أخله من غريب القرآن، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، على أننى أوردت فيه من الإبدال ما لم يورده أحد وفسرت فيه من الإتباع ما لم يفسره بشر، ليكون الكتاب الذى استنبطه إحسان الخليفة جامعا، والديوان الذى ذكر فيه اسم الإمام كاملا، وأسأل الله عصمة من الزيغ والأشر، وأعوذ به من العجب والبطر، وأستهدي له السبيل الأرشد، والطريق الأقصد....




 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع