قال محمد بن سعيد . قال : حدثنا العلاء بن عمر ’ عن سعيد بن عبدالعزيز قال ك كان عمر بن عبدالعزيز إذا خطب على المنبر فخاف فيه العجب قطع ’ وإذا كتب كتابا فخاف فيه العجب مزقه ’ ويقول : اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي .
قال : حدثنا المسيب بن واضح ’ عن محمد بن الوليد قال : مر عمر بن عبدالعزيز برجل في يده حصاة يلعب بها ’ وهو يقول : اللهم زوجني من الحور العين قال ’ : فقام إليه فقال : بئس الخاطب أنت ! ألا ألقيت الحصاة ’ وأخلصت إلى الله الدعاء .؟
كتب عمر الى بعض عماله : ( اجتنبو الاشغال عند حضور الصلوات فمن اضاعها فهو لما سواها من شرائع الاسلام اشد تضييعا )
تقريب عمر للصالحين
أدنى الصالحين والعباد فجعلهم بطانته، وطلب منهم أن يوفوه ويبصروه بعيوبه، يقول لهم: لقد توليت أمر أمة محمد صلى الله عليه وسلم فأعينوني، فكتب له أحدهم: صم هذا اليوم يا عمر ! ولا تفطر حتى تلقى الله. وكتب له مطرف بن عبد الله : يا أمير المؤمنين! لو كان لك خصم لدود لأعجزك، فكيف بخصمين؟ كيف بثلاثة؟ كيف وخصمك يوم القيامة أمة محمد صلوات ربي وسلامه عليه؟! جمع سبعة من الصالحين وقال: أنتم جلسائي كل ليلة، لكني أشترط عليكم شروطاً ثلاثة -ليتنا اشترطنا هذه الشروط في مجالسنا، اسمعوا وبلغوا هذه الشروط، فرب مبلغ أوعى من سامع-: أولها: لا تغتابوا، ولا تعيبوا في مجلسي أحداً. ثانيها: لا تتحدثوا في الدنيا. ثالثها: لا تمزحوا وأنا جالس أبداً. فكانوا يجتمعون بعد العشاء، فيتحدثون في الموت وما بعده، ثم ينفضون عن مجلسهم، وكأنهم انفضوا عن جنازة. كتب له أثناء خلافته سالم بن عبد الله بن عمر كتاباً شديداً يقول فيه: يا أمير المؤمنين! لقد تولى الملك قبلك أناس ثم صرعوا وهاهي مصارعهم، فانظر إليها لترى، كانوا ينظرون إلى اللذات بعيون فأكلت، ويأكلون ببطون فنهشت، ويتلفتون بخدود أكلها الدود، فاحذر أن تحبس في جهنم يوم أن يطلق العادلون، فلما قرأ ذلك انهد باكياً قائلاً: اللهم لا تجعلني مع المحبوسين يوم أن يطلق العادلون. .
,,,,
راااائع جدًا موضوع مميز في طرحه وتنسيقه وقبل كل شيء محتواه
أحسن الله إليكِ أختي وبارك فيك وفي ما خطته يداكِ وبعد إذنك هذا الموضوع التاريخي وهذه السيرة العطرة مكانها المناسب ركن التاريخ والحضارة الإسلامية
ينقل إلى هناك
( أما بعد آ فاني اذكرك ليلة تمحض بالساعه ’ فصباحها القيامة . يالها من ليله وياله من صباح . كان على الكافرين عسيرا )
وقال ( اعمل للدنيا على قدر مقامك فيها واعمل للاخره على قدر مقامك فيها )
لقد حمل هم الأمة، خلع كل لباس إلا لباس التقوى، لم يأخذ قليلاً ولا كثيراً، همه الآخرة لا الدنيا، كانت له نظرة مختلفة عن نظرات الناس، حتى مع الناس، وأخذ الناس يتسابقون يوم عرفة مع الغروب إلى مزدلفة وهو يدعو ويتضرع ويقول: لا والله ليس السابق اليوم من سبق جواده وبعيره، إن السابق من غفر له في هذا اليوم. كان شديد الخوف والمراقبة لله، إذا أراد النوم ارتجف صدره، فتقول زوجه: ما بالك يا عمر ؟ فيقول: تذكرت قول الله: فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ [الشورى:7]، فخفت خوفاً أورثني ما ترين. فما حالنا مع القرآن؟! فما حالنا مع الآيات والذكر؟! عمينا عن الذكر والآيات تندبنا لو كلم الذكر جلموداً لأبكاه مقياسه في تقييم الناس هو التقوى، وهكذا يجب أن تكون مقاييسنا: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:13]، يقول عمر : والله ما رأيت متقياً إلا وددت أني في جلده. استدعى مزاحماً يوماً فقال له: يا مزاحم ! لقد رأيتك تصلي الضحى في شعب من الشعاب لا يراك فيه إلا الله، فأحببتك والله! فكن عوني على نفسي، فإذا رأيتني ظلمت فخذ بتلابيبي وقل: اتق الله يا ابن عبد العزيز ! فما بالهم إذا نصحوا أخذتهم العزة بالإثم؟
قال : حدثنا أبو المليح عن ميمون قال : دخلت على عمر بن عبدالعزيز وعنده عامله على الكوفة فاذا هو متغيظ عليه فقلت : ماله يا امير المؤمنين ؟ قال بلغني انه قال : لا اجد شاهد زور إلأ قطعت لسانه قال : فقلت يا امير المؤمنين : انه لم يكن بفاعل . قال : فقال : انظرو الى هذا الشيخ ’ ان منزلتين أحسنهما الكذب لمنزلتا سوء .
قال : حدثنا عبيد الله بن محمد التميمي ـ قال سمعت أبي وغيره يحدث أن عمر بن عبدالعزيز لما ولي منع قرابته ما كان يجري عليهم وأخذ منهم القطائه التي كانت في أيديهم فشكوه الى عمته ام عمر فدخلت عليه فقالت : ان قرابتك يشكونك ويزعمون أنك أخذت منهم خبر غيرك .
قال : ما منعتهم حقا أو شيئا كان لهم ’ فقالت : اني رايتهم يتكلمون’ واني اخاف ان يهيجوا عليك يوما عصيبا . فقال : كل يوم أخافه ’ دون يوم القيامة فلا وقاني الله شره . قال : ودعا بدينار وجنب ومجمرة فألقى ذلك الدينار في النار فنفش وقتر ’ فقال : أي عمة ! اما تأوين لابن أخيك من مثل هذا ؟
كتب عمر بن عبدالعزيز الى الحسن ( عظني وأوجز ) فكتب إليه :
( اما بعد فان راس ماهو مصلحك ومصلح به على يدك الزهد في الدنيا وانما الزهد باليقين واليقين بالتفكر والتفكر بالاعتبار فاذا انت تفكرت في الدنيا لم تجدها اهلا ان تبيع بها نفسك ووجدت نفسك اهلا ان تكرها بهوان الدنيا فانما الدنيا دار بلاء ومنزلة غفلة )
وكتب اليه ايضا
( اما بعد فلو كان لك عمر نوح وملك سليمان ويقين ابراهيم وحكمة لقمان فان امامك هول الموت ومن ورائه داران ان اخطاتك هذه صرت الى هذه )
قال : فبكى عمر بن عبدالعزيز بكاء شديدا .
___________
وكتب اليه ( يا امير المؤمنين ! ان استقمت استقامو ’ وان ملت مالوأ )
_______
( اما بعد يا امير المؤمنين فان طول البقاء الى فناء ف ـخُذ من فنائك الذي لايبقى لبقائك الذي لايفنى . والسلام )