القول بالصرفة في إعجاز القرآن الكريم - عرض ودراسة

[فالح الخزاعي]

عندما وقع هذا البحث في يدي تذكرت تلك المحاضرات القيمة التي كان يلقيها علينا شيخنا عبد العظيم المطعني رحمه الله وأستاذي الدكتور حامد الربيعي في قسم البلاغة والنقد بجامعة أم القرى قبل أكثر من سبعة عشر عاما والبحوث والكتب التي كانا يحيلاننا إليها وكانت هذه المادة - إعجاز القرآن - أحب المواد إلى قلبي فسقى الله تلك الأيام !
القرآن الكريم معجزة نبينا الخالدة فإلى أي شيء يرجع هذا الإعجاز ؟ أو بعبارة أخرى لم كان القرآن معجزا ؟ كان هذا السؤال مثار نقاش وخلاف كبير بين الفرق الإسلامية فقال المعتزلة بالصرفة أي صرف الله همم العرب عن معارضة القرآن وقال أهل السنة بل إعجاز القرآن يرجع إلى لغته وبيانه وكتب إمام علماء البلاغة عبد القاهر الجرجاني كتابيه العظيمين : أسرار البلاغة وإعجاز القرآن والذي قرر في الثاني منهما نظريته الشهيرة : نظرية النظم فبلاغة القرآن الكريم في نظم ألفاظه
قال الدكتور أحمد مطلوب : النظم تعليق الكلم بعضها ببعض وجعل بعضها بسبب بعض ( كتاب عبد القاهر الجرجاني بلاغته ونقده )
وقال الدكتور شوقي ضيف رحمه الله : أنها توخي المعاني النحوية في الكلام، وربط العربية بعضها ببعض ( كتاب البلاغة تطور وتأريخ )
ومن هنا جاء اسم علم المعاني أهم علوم البلاغة الثلاث البيان والمعاني والبديع فعلم المعاني يعني علم معاني النحو
وباختصار فإن أي تغيير في نظم ألفاظ وكلمات الجملة وتركيبها النحوي يحدث تغييرا في معانيها وأختم بجملة جميلة لياسر بن صالح الدوسري في مقالته القيمة : أسرار النظم عند الجرجاني حيث يقول ثم لتدرك أخي أن الجرجاني أراد في (النظم) أن ندقق في البنية اللغوية، وأن ندرك أسرارها، ونعي كل حركاتها لندرك سر إعجاز القرآن )
وعندما نعود إلى الصرفة فإن من يدقق فيها سيجد أنها - في الحقيقة - تنفي الإعجاز عن القرآن فمضمون النظرية أن العرب كانت تستطيع معارضة القرآن والإتيان بمثله لولا أن الله صرف هممهم عن هذه المعارضة !
والآن أترككم مع هذا البحث القيم للدكتور إبراهيم التركي عن نظرية الصرفة وهو منشور بصيغة pdf
http://uqu.edu.sa/files2/tiny_mce/plugins/filemanager/files/admins/page4008/3.pdf

 

[الموجودة]

رد: القول بالصرفة في إعجاز القرآن الكريم - عرض ودراسة

بارك الله فيك مديرنا الفاضل
موضوع رااائع ومفيد
اسأل الله أن يجعل اليسر دربك
والفردوس الأعلى مقرك​

​

 

[محمد أبو سالم]

رد: القول بالصرفة في إعجاز القرآن الكريم - عرض ودراسة

القرآن يرد:

( قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا )

بوركت أستاذنا القدير

 

[ابنةُ اليمِّ]

رد: القول بالصرفة في إعجاز القرآن الكريم - عرض ودراسة

خلاصة البحث وأقوال أهل العلم: أن الصرفة اتخذت ثلاث صور, الأولى: أن الله صرف العرب عن أن
يأتوا بمثل القرآن وهو في مقدورهم,
والثانية: أن الله صرف العرب عن معارضة القرآن, وإن لم يكن في مقدورهم
والثالثة: أن الله صرف العرب عن معرفة العلوم
التي يحتاجون إليها في المعارضة لذلك لم يستطيعوا معارضته
وأعجبني تلخيص مديرنا الفاضل للبحث والدراسة عن مفهوم الصرفة في كليمات شافيات:
( فمضمون النظرية أن العرب كانت تستطيع معارضة القرآن والإتيان بمثله لولا أن الله صرف هممهم عن هذه المعارضة)

إذا سلّمنا بهذه الصور الثلاث بالنسبة للبشر,وأيًّا كانت طريقة عدم الإتيان بمثله ,
فماذا عن الجنِّ ومنهم من سخّرهم الله سبحانه وتعالى لسليمان فأتوا بأعمال خارقة لعادة البشر؟!

وكان ردُّ القرآن قاطعًا وشافيًا:

{قُلْ لَئِنْ اجَتَمعَتِ الإنسُ والجِنُّ عَلى أَنْ يأتُوا بمثْلِ القُرآنِ لا يأتُونَ بمِثْلِهِ وَلوْ كانَ بَعْضُهمْ لبعضٍ
ظَهِيراً}

فالآية تتحديّ الإنس والجنِّ
وإعجاز القرآن يكمن في نفسه , في بلاغته, في معانيه, في بيانه, في إحكام آياته, في الإعلام بالغيب,
في الإخبار عن الأولين, في العدد, في مناسبة الآيات, في علوم حديثة جاءت على لسان النبيّ الأمي
كثيرة هى صور إعجاز القرآن ولا حصر لها, وكل يوم يظهر لنا العلم آيات وإعجاز.

جزاك الله خيرًا مديرنا القدير على هذا الطرح المميّز
وأهلاً بك في ركن لغتنا الجميلة, مديرًا متابعًا, وكاتبًا وقارئًا ..
وعُذرًا, لم أُحسن استقبالكم في ركن لغتنا العربية لغيابي وقت تشريفكم
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما علّمنا, وأن يعلّمنا ما ينفعنا, وأن يزيدنا علمًا, إنه هو العليم
الحكيم.