- 22 يوليو 2008
- 16,039
- 146
- 63
- الجنس
- أنثى
- علم البلد
-
بسم الله الرحمن الرحيم
ورد لفظ "القرآن" في القرآن أول مرة في آيات الصيام: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ} [البقرة:185]،
وهو افتتاح مناسب لأول مرات الورود؛ فهي السورة الأولى نزولاً في المدينة، والآية تشير إلى بدء نزول القرآن،
وهذا أول رمضان يصومه المسلمون..
وأما الآية الأخيرة التي ذكرت "القرآن" فهي سورة البروج: {بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ . فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [21-22]، ولاحظ أنها
في ختام السورة، فناسب الختام الختام.. ثم أشارت إلى أعظم حقيقة متعلقة بالقرآن، وهي حفظه، وسلامته من الآفة
التي تعرضت لها بقية الكتب المنزلة، وهي تشير إلى مكان وجود القرآن وقت تنزله من اللوح المحفوظ.
* تميزت سورة البقرة:
بأن فيها أعظم آية في القرآن "آية الكرسي"، وأطول آية في القرآن "آية الدَّين"، وآخر آية نزلت من القرآن
{وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [281]..
وكثر فيها مشاهد الإحياء والإماتة:
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بالله وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [28]، {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي الله الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [73]، {إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} [258]، {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ الله بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ الله مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} [259]، {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} [260].
* "القرآن" و "الإنسان" في سورة الإسراء:
أكثر سورة في القرآن حدثتنا عن القرآن هي سورة الإسراء، والسر في ذلك – فيما أرى – أن القرآن هو دستور النصر لأمة
الإسراء على أمة إسرائيل، وسورة الإسراء موضوعها – فيما أرى أيضاً –: "دستور النصر لأمة الإسراء على أمة إسرائيل"..
وسورة الإسراء بعد هذا أكثر سورة حدثتنا عن الإنسان في القرآن؛ لأن الإنسان هو عدة هذا النصر، فالقرآن دستور النصر،
والإنسان عدة هذا النصر.. فتأمل كتابك، واقرأ كتابك!
* "القميص" ودوره في قصة يوسف:
{وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ} [يوسف:18].
{وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ} [25].
{... وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ . وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ
وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ . فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} [26-28].
{اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً} [93].
* في سورة الزمر: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ...} [10]، وفيها: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ...} [53]..
حُذفت الياء من الأولى لأنهم اتقوا، فكأنها تفيد مزيد قُرب، وأُضيفت الياء إلى الذين أسرفوا، لكنهم ما زالوا في دائرة الرحمة، وإن ابتعدوا قليلاً..
* وفي سورة الزمر: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ} [10]، وفيها: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} [18]،
وفيها: {الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} [23]، وفيها: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} [34]،
وفيها: {لِيُكَفِّرَ الله عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} [35]، وفيها:
{وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [55]..
فكأن السورة تريدنا "أحسن زُمرة" من بين "الزُّمَر".
* تميزت سورة الشورى بأن الحروف المقطعة في أولها جاءت في آيتين؛ {حم . عسق}،
وهذا لم يتكرر في القرآن، وعدد آياتها (53)، وهو لم يتكرر في القرآن، فكأن هذا إشارة إلى تميّز أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- كما
تميزت سورة الشورى في بدئها بهذه الفاتحة، وفي خاتمتها بهذا العدد من الآيات.
د. أحمد إسماعيل نوفل / كلية الشريعة – الجامعة الأردنية
ورد لفظ "القرآن" في القرآن أول مرة في آيات الصيام: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ} [البقرة:185]،
وهو افتتاح مناسب لأول مرات الورود؛ فهي السورة الأولى نزولاً في المدينة، والآية تشير إلى بدء نزول القرآن،
وهذا أول رمضان يصومه المسلمون..
وأما الآية الأخيرة التي ذكرت "القرآن" فهي سورة البروج: {بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ . فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ} [21-22]، ولاحظ أنها
في ختام السورة، فناسب الختام الختام.. ثم أشارت إلى أعظم حقيقة متعلقة بالقرآن، وهي حفظه، وسلامته من الآفة
التي تعرضت لها بقية الكتب المنزلة، وهي تشير إلى مكان وجود القرآن وقت تنزله من اللوح المحفوظ.
* تميزت سورة البقرة:
بأن فيها أعظم آية في القرآن "آية الكرسي"، وأطول آية في القرآن "آية الدَّين"، وآخر آية نزلت من القرآن
{وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} [281]..
وكثر فيها مشاهد الإحياء والإماتة:
{كَيْفَ تَكْفُرُونَ بالله وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [28]، {فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي الله الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [73]، {إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ} [258]، {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ الله بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ الله مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ} [259]، {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} [260].
* "القرآن" و "الإنسان" في سورة الإسراء:
أكثر سورة في القرآن حدثتنا عن القرآن هي سورة الإسراء، والسر في ذلك – فيما أرى – أن القرآن هو دستور النصر لأمة
الإسراء على أمة إسرائيل، وسورة الإسراء موضوعها – فيما أرى أيضاً –: "دستور النصر لأمة الإسراء على أمة إسرائيل"..
وسورة الإسراء بعد هذا أكثر سورة حدثتنا عن الإنسان في القرآن؛ لأن الإنسان هو عدة هذا النصر، فالقرآن دستور النصر،
والإنسان عدة هذا النصر.. فتأمل كتابك، واقرأ كتابك!
* "القميص" ودوره في قصة يوسف:
{وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ} [يوسف:18].
{وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ} [25].
{... وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ . وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ
وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ . فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ} [26-28].
{اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً} [93].
* في سورة الزمر: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ...} [10]، وفيها: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ...} [53]..
حُذفت الياء من الأولى لأنهم اتقوا، فكأنها تفيد مزيد قُرب، وأُضيفت الياء إلى الذين أسرفوا، لكنهم ما زالوا في دائرة الرحمة، وإن ابتعدوا قليلاً..
* وفي سورة الزمر: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ} [10]، وفيها: {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ} [18]،
وفيها: {الله نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ} [23]، وفيها: {لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ} [34]،
وفيها: {لِيُكَفِّرَ الله عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ} [35]، وفيها:
{وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} [55]..
فكأن السورة تريدنا "أحسن زُمرة" من بين "الزُّمَر".
* تميزت سورة الشورى بأن الحروف المقطعة في أولها جاءت في آيتين؛ {حم . عسق}،
وهذا لم يتكرر في القرآن، وعدد آياتها (53)، وهو لم يتكرر في القرآن، فكأن هذا إشارة إلى تميّز أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- كما
تميزت سورة الشورى في بدئها بهذه الفاتحة، وفي خاتمتها بهذا العدد من الآيات.
د. أحمد إسماعيل نوفل / كلية الشريعة – الجامعة الأردنية