إعلانات المنتدى


"الوقفـــات العشـــــر من كتــاب رب البشــــر" .. راحم بن خضــــــر المالكي .. متجـــدد

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
الوقفة الأولى : قال الله تعالى:
{ ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}

هذه الآية ليست إلا تقعيد وتثبيت وترسيخ لأمر عظيم في حياة المؤمنين إن هم حادوا عنه ..
وابتغوا غيره ضلوا عن سواء السبيل ..




ومن يعتصم بـــــــــــــــــــــــــــــــالله ?
إنه الإرشاد الرباني والدلالة الإلهية إلى ما يكون به الفوز والفلاح والتمكين والنجاح ..



هل تأملت يومًا في معنى الإعتصام بالله؟؟
هل تساءلت يومًا عن عاقبة الإعتصام بالله ؟؟
هل استوقفك يومًا ذكر من الأذكار الثابتةالصحيحة التي فيها اعتصام بــــــــــــــــــــــــــالله ؟؟
ألست تردد عند خروجك من المسجد
( اللهم إني أسألك من فضلك،
اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم ) ؟؟




لازلت أسمع الهاتف الرباني وأراه أمامي في معنى عميق تكتنفه هذه الآية ? ومن يعتصم بــــــــــــــــــــــــــــــالله ?



كلما رأيت من يحيد عن طريق الصواب .. من يبني دينه على شواذ عالم من العلماء رغم أن ذات العالم يحرم أمرًا يراه المتبع حلالا فسبحان من أضلهم عن قوله في الغناء ( على سبيل المثال ) وجعلهم متمسكين بشواذه .. ويفخرون بكونها شواذا !!



كلما رأيت من اعتصم بغير الله فأذله الله !!
هاهم اليوم سلاطين الأرض وحكامها يتهاوون الواحد تلو الآخر ،والعالم كله يشاهد ذلتهم لأنهم اعتصموا بغـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــير الله ..



كلما رأيت من آوى إلى ركن ضعيف وترك الركن الشديد الذي من اعتصم به كفاه سبحانه وتعالى
ومن يعتصم بالله ? هذه ( من ) للشرط، أي: من اعتصم بــــــــــــــــــــــــالله فلينتظرعاقبة ستحصل له ..
وهذا وعد من الله .. ومن أصدق من الله قيلا ..





هذا الاعتصام بالله هو عمل قلبي قبل كل شيء
ولذلك لا يطيقه إلا القلوب المؤمنة التي رباها القرآن واحتضنتها السنة المطهرة، لم تربها ذوات أشخاص وكلمات براقة وشعارات خاطفة للأبصار . بل قلوب امتلأت بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلا ةوالسلام حتى سارت منها مسار الدم في العروق ..



هذا الاعتصام لعظمته وعلو قدره وعد الله سبحانه وتعالى عليه بعاقبة عظيمة جليلة رفيعة القدر والمقام .. فقد هـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدي ?
يا الله .. ياالله .. هل هناك مطلب يرجوه
المؤمن أعظم من الهدايـــــــــــــــــــــــــــــــــــــة؟؟






أيها القارئ.. فلتتأمل كيف أننا نردد طلب الهداية في صلاتنا مراراً وتكراراً،اهدناالصراط المستقيم ?
بل تأمل معي من الذي وعدك بالهداية ؟؟
إنه الله جــــــل جلالــــــــــــــــــــه .. إنه الله جل جلالـــــــــــــــه ..
إنه الله جل جلالــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــه ..






هل تستشعر معنى ( هداية الله للعبـــــــــــــــــــــــد ) ؟؟!!


ثم أنخ مطيتك عند قول الله: (هــــــــدي) ففي الكلمة لطيفة عجيبة.. حيث أن الله عز وجــــــــــــــــــل لم يقل
( فقد هداه الله ) بل قال: فقد هــــــــــــــــــــــــــــدي ?

فالعبـــــــــــــــد الذي اعتصم بالله يعرف بمن اعتصم ..
فلا حاجة إلى أن يبين الله هنا من الذي هداه ؟!









إنها العلاقة القوية المتينة بين العبد و ربه ..
إنها العلاقة التي لا ترتبط بحال أو منحة أو أعطية
أو هبــــــــــــــــــــــــــــــــــة ..
إنها العلاقة الوطيدة بين العبد الضعيف والرب القوي .. بين العبدالمملوك والرب المالك ..
بين العبد الحقير والرب العزيز .. بينك وبـــــــــــين الله !!!




إلى ماذا هدي يارب العالمين ؟ قال الله تعالى:
(إلى صراط مستقيم) ?
وتنكير الصراط هنا ( أعني كونها جاءت نكرة )
يفيد العموم كمايقول أهل اللغـــــــــــــــــــــــــــــة ..


فالعاقبة هي الصراط المستقيم في كل شيء مهماكانت أفعال وصنائع من حولك من شطحات وبواقع
( أي : طوام ) فإن الله وعدك بالهدايةإلى الصراط المستقيـــــــــــــــــــــــــــــــــم ..
فقط لأنك عرفت ربك فاعتصمت به ..
فقط لأنك على يقين بما تقرأه في كتابه ..

ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم ? ..






خاتمة :

اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلاوارزقنا اجتنابه.


















الوقفات العشر.. من كتاب "رب البشر"

راحم بن خضــــــــــــــــــــــــــــــــر المالكي





 

بدر فاضل

مشرف سابق
3 فبراير 2009
5,375
74
48
الجنس
ذكر
رد: "الوقفـــات العشـــــر من كتــاب رب البشــــر" .. راحم بن خضــــــر المالكي .. متجـــد

رفع الله قدرك ،،

جزاك الله عنا خير الجزاء ..
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: "الوقفـــات العشـــــر من كتــاب رب البشــــر" .. راحم بن خضــــــر المالكي .. متجـــد

آمين

بوركت يالحبيب
 

الماسه البيضاء

مشرفة سابقة
2 أبريل 2010
4,594
52
0
الجنس
أنثى
رد: "الوقفـــات العشـــــر من كتــاب رب البشــــر" .. راحم بن خضــــــر المالكي .. متجـــد

(ومن يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء)

الله يثبتنا على الدين..
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: "الوقفـــات العشـــــر من كتــاب رب البشــــر" .. راحم بن خضــــــر المالكي .. متجـــد

آميييييين يارب العالمين
 

الـــعـــائـــدهــ

عضو كالشعلة
4 ديسمبر 2011
378
9
0
الجنس
أنثى
رد: "الوقفـــات العشـــــر من كتــاب رب البشــــر" .. راحم بن خضــــــر المالكي .. متجـــد

والله موضوع رااائع وقيم

جزيت خيرا وهديت للصراط المستقيم
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: "الوقفـــات العشـــــر من كتــاب رب البشــــر" .. راحم بن خضــــــر المالكي .. متجـــد

حياكم الله
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: "الوقفـــات العشـــــر من كتــاب رب البشــــر" .. راحم بن خضــــــر المالكي .. متجـــد

الوقفة الثانية :قال الله تعالى:{فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاغليظ القلب لانفضوا من حولك }







إن هذه الآية تستوقف كل من يملك إحساسًا لأن في مفرداتها نسمات رحمات الله .. كيف لا ؟؟ ونحن نرى طريقة من طرائق تربية الله لنبيه عليه الصلاة والسلام ..



إنها الطريقةالتي نحتاجها اليوم حاجة ملحة ..

تفيض علينا هذه الآية من خيراتها برحمات قلب عطوفيعطف على كل مخطئ ولا يتعامل معه على أنه منبوذ مرفوض بل يقترب منه أكثر ويحتويه ويفيء عليه بظلاله ..






إنها الرحمات التي تجعل المخطئ أكثر مقدرة على تجاوزخطئه ..
كم من المخطئين تفاقمت مشكلاتهم واتسعت لما لم يجدوا ذلكم الحضن الدافئ والصدر الحنون والقلب العطوف الذي يعيش مشكلاتهم بكل حب ورحمة بدل التعنيف والإغلاظ والتأنيب الذي يكون مؤداه غالبًا إلى ردة فعل غير محسوبة ؟؟



ألسنا بحاجة إلى مبدأ التراحم بيننا ؟؟



رحمة المربي بـــــــــــــــــــــالمتربي ... رحمة الأب بالأبناء ...



رحمة الكبير بالصغير ... رحمة المرشد بالمسترشد ...


إنها الرحمة التي ستجعل المخطئ سريع الفيئة رجاعًا إلى الحق أوابًا إلى الفضيلة توابًا من الخطأ ..
هذه الآية بين أيدينا تبين لنا إن الإغلاظ ليس أسلوبا ناجعا صحيحا !!



" ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك "





ثم تأمل ولك أن تتعجب من أولئكالذين يخلطون بين مفهومين متضادين (( الجدية والإغلاظ )) على الرغم من أنهما لايجتمعان ..


هل قرأت يومًا في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام؟؟



هل رأيت تجلي الرحمة في مواقفه؟؟!!!



تأخذ الجارية بيده ليقضي حاجتها .. يحتضن الجذع ليمسك عن البكاء .. يستمع لشكوى حمامة ..
إنها الرحمة التي تجلت في هذا النبي الكريم والرسول العظيم عليه صلاة الله وسلامه ..




يقول سيد قطب رحمه الله :

( فالناس في حاجة إلى كنف رحيم وإلى رعاية فائقة وإلى بشاشة سمحةوإلى ود يسعهم وحلم لا يضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم .. في حاجة إلى قلب كبير يعطيهم ولا يحتاج منهم إلى عطاء ويحمل همومهم
ولا يعنيهم بهمه ويجدون عنده دائما الاهتمام والرعاية والعطف والسماحة والود والرضا وهكذا كان قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .











هذه الآية تسدل الستار عن مفهوم مهم في حياة الداعية .. في حياة المربي ..
بل أقول في حياة البشر أجمعين .. فلنكن رحماء بين بعضنا متلطفين مع إخواننا ..


نقيل عثرة المخطئ ونأخذ بيده ونربت على كتفه تشجيعًا له لينهض مما هو فيه " رحماء بينهم "
" فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك "










خاتمة :

اللهم اجعلنا من عبادك الرحماء يا أرحم الراحمين.
 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: "الوقفـــات العشـــــر من كتــاب رب البشــــر" .. راحم بن خضــــــر المالكي .. متجـــد

الوقفة الثالثة : قال الله تعالى:
"وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون * ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون"











هذه الآية عندما يقرؤها القارئ أو يسمعه المستمع لايتبادر إلى ذهنه إلا معنى واحد وهو ظاهرها وفيمن نزلت .. نعم جاءت هذه الآيةحكاية عن المنافقين ..



وقال بعض المفسرين : عن اليهود .. ولكني لما تأملتها وأعد قراءتها من جديد وقفت على لطيفة تربوية عميقة الأثر ينتفع بها كل أحد يتلوها .. هذه الحقيقة التأملية جعلتني أقدم على طرحها بين أيديكم في وقفتنا اليوم ..



"وإذا قيل لهـــــــــــــــــــــــــم لاتفسدوا في الأرض"
من الذي يقول لهـــــــــــــــــــــــــــم ذلك ؟
إنهم أولئك الصادقون الذين يخافون ويشفقون على كل أحد مهما كان جرمه لأنهم يسيرون في طريق من قال الله تعــــــــــــــــــــــــــــالى عنه :
"وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"
يشفقون عليهم من مغبة صنيعهم وعاقبة تصرفاتهم
وخاتمة أفعالهــــــــــــــــــــــــــــــم ..
ثم تأمل معي أيها المبارك مم يحذرونهـــــــــــــــــــــــــــــــــم ؟؟


إن التحذير من الإفساد في موطنين وموقعين




الأول : إفساد في أنفسهم فيهلك المفسد بإفساده نفسه ..



والثاني : إفساد لديانة الناس وخضوعهم لأمر ربهم فيهلك المفسد لمشاركته في غوايةالناس وإغوائهم ..


ورغم الأسلوب اللطيف والطريقة الراقية التي استخدموها معهم إلا أن جوابهم جاء طافحًا بلغة الكبر والتغطرس والاغترار بالنفس
"قالوا إنما نحن مصلحون " لم يقفوا مع أنفسهم
لما أتاهم التحذير والتنبيه اللطيف بل ازدادوا إمعانا في الفعل المشين ( الإفساد ) من خلال اعتباره عملا صالحًا وجعل أنفسهم أناسًا مصلحين ..
هم الآن بين حالين وكلاهمـــــــــــــــــــــــــــــــــــا خطير ..










الأول ::أن يكونوا متغطرسين متكبرين لا ينصاعوا للحق ولاينقادون له ولو ظهر لهـــــــــــــــــــــــــم .


الثاني::أن يكونوا متصورين أن مسلكهم وطريقهم قويم وأن الآخرين لايفهمون و لا يعقلون .




وهذه هي اللطيفة التي استوقفتني في هذه الآية ..


إن الحسرة الحقيقية والخسران المبين في كون السائر يسلك طريقــًا لا يشك في صحته بل يراه منهجًا لايتخلى عنه ودربًا محببًا إلى نفسه وهو في الحقيقة مسلك غير قويم وصراط غيرمستقيــــــــــــــــــــــــم.


إن رجاحة العقل وحصافةاللب تجعل صاحبها عالمًا بالطريق قبل سلوكه يسير على هدى ونور ويعرف كل تفاصيل الطريق (( كما هي !! )) و لا يتنكب السبل الصحيحة ..


ألا ترى معي أننا ابتلينا اليوم بسقامة فكر بعضهم وجهالة آخرين وسفاهة واعوجاج نظرتهـــــــــــــــــم ..


إنهم من يرى الإصلاح المزعوم في التشكيك في عدالة عالم من العلماء أو لمز بعض الفضلاء،
أو سخرية ببعض الصلحاء .. نعم هوفي نظرهم الإصلاح ..
ولكنه والعلم عند الله ذات الإصلاح الذي ادعاه أولئك في الآية ..





إن صيانة اللسان وتفقد الجنان والانقياد لأمر الرحمن هي ميزة المصلح الحق .. واجب على كل مسلم أن يكون مصلحًا يسعى في صلاح نفسه أولا ثم يشارك قدر استطاعته في إصلاح الناس والعالم من حوله .. ولكن أي إصلاح نعني وأي إصلاح نقصد؟؟



الإصلاح الحقيقي هو الخروج من كل سلطان إلا من سلطان الله والتغيير في كل شيء إلا في أمر الله والتحرر من كل شيء إلا من عبادة الله .. هو هكذا كما أفهمه ..



ليس الإصلاح أن نحرر الإسلام ليصبح تحت سلطة الأمة كما يزعم البعض ..
وليس الإصلاح هتافات وصراخ دونما عمل ..
هذه كلها مزاعم بان عورها وظهر زيفها وخفت ضوؤها ..











إننا اليوم من هذه الآية نأخذ درسًا قرآنيًا متينـًابأن نتعرف على طريق الإصلاح الحقيقي ولذلك جاء رد الله عز وجل عليهم مباشرة بـــــــــــــــ " ألا" وهي كلمة تنبيه عند أهل اللغة حتى يفيق كل أحد ويستيقظ من غفلته ? "ألاإنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون"
إنه الجواب الصاعق من الله العزيز الحكيم بأنهم يسيرون في طريق إفساد وغواية ..
ليس له نهاية .. والمصيبة الكبرى في سلوكهم هذا الطريق أنهــــــــــــــــــــــــــم لا يشعرون وهو استدراج
عياذا بالله من هذا ..










هي دعوة إلى الحذر من السير في طريق لا تدرك عاقبته .. اقرأ الآية مرة ومرتين وثلاث وستجد أنها بالفعل أشمل من كونها منطبقة على المنافقين أو اليهود فقط .. بل تشمل كل من يقرأ القرآن ويستفيد منها ( أي الآية ) وينتفع بها كل طالب للحق ..



لأن طريق الحق تعلوها سحائب القوة وتجري فيه دماءالمتانة ..
إن الوعي والفطنة والتريث والحذر والاستقصاء من أوجب الواجبات !!
لأن أزمان الفتن حلت وأوقات التمايز بدأت .. ولأن الحق لا يمكن أن يكون في أكثر من طريق وأكثر من صورة بل الحق واحد لا نسبية فيه ولذلك وجب علينا البحث عنه وتقصيه فإذا وجدناه تمسكنا به بل أقول : عضضنا عليه بالنواجذ وقبضنا عليه كـقابض على الجمر كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ووصف .


يا إخوتاه .. يا أحبتاه .. هذه الآية تعطينا درسًا عظيمًا مفاده :
أن سوء الفهم آفة وقديؤتى الواحد منا من قبله فلنحرص جميعا على الاستقاء من المعين الصافي


( تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا : كتاب الله وسنـــــــــــــــــــــــــــتي ))






خاتمة :


اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلا وارزقنااجتنابه

















الوقفةالرابعة: قال الله تعالى: (إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين)



إن هذه الآية تحديدًا تستوقفني منذ سنوات تأملتها وأعد قراءتهامرارًا وسبرت شيئـًا من أغوارها بحثــًا عن المعنى العميق الذي تكتنفه ..

"إن إبراهيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــم كان أمة"
الأمة هنا كما قال المفسرون بمعنى : الرجل الجامع لخصال الخير ..
إنه الفرد الواحد حينما يعادل أمة ..

إنه الفرد الواحد حينماتجتمع فيه محاسن أمة ..
إنه الفرد الواحد حينما يمثل أمة بل أمـــــــــــــــم ..




تستوقفنا هذه الآية لتربينا على معنى عظيم وهو أن الفرد المسلم لابد أن يملك همة وعزيمة وروح طموحة ونفس تواقة فلا يرضى بأن يكون من عامة الناس بل يطمح إلى أن يكون أمـــــــــــــــــــة ..




نعـــــــــــــــــم أيها الأحبة :إن كل واحد منا لو كانت أمنياته رفيعة ساميةلتغيرت كثير من أحوالنا ولرأينا إنجازات عظيمة باهرة لا يتوقعها الفرد من نفسه فضلا عن أن يتوقعها منه غيره ..


"إن إبراهيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ م كان أمة"
هذه العبارة القصيرة فيها استحثاث للعزائم واستنهاض للهمـــــــــــــــــــــــــم ..
هذه العبارة القصيرة فيها تنشيط لعزمات الجد نحو ريادة المجد ..
هذه العبارة القصيرة فيها تحريك لكوامن الروح وخفايا النفس ..
جاءت هذه العبارات القصيرة المعبرة

"كان أمـــــــــــــــــــــــة" ليتعلم الواحد منا كيف يكون مؤثرًا تأثيرًا إيجابيًا على مجتمعه ..


كيف يكون صاحب عزيمة لا يقف أمامها شيء ..
كيف يكون صاحب همة قدتسهم في إيقاظ أمة ..
كيف يتجاوز حدود ذاته ونفسه إلى حدود أمة كاملة ..
كيف و كيف و كيف ..


كلها دروس عظيمة وفوائـــــــــــــــــــــد جمة جسيمة يخرج بها المتأمل في قول الله تعالى: "إن إبراهيــــــــــــــــــــــــــــم كان أمة قـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــانتـ ًا لله"

هلا تأملتم معي"قـــــــــــــــــــــــانتـًا لله " تأملتـــــــــم كيف هو الربط بين زعامة الأمة وقيادة العالم وبين العبادة والتعلق بالله ؟؟

هكذا يربي القرآن أهله يربيهـــــــــــــم على أن القيادة الحقيقية لاتتحقق إلا بالعبادة والإذعان والخضوع لله.


بل لو نظرت في موضع آخر لما بين الله صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان كانت في الغالب صفات ذاتية عبادية ..
ثم جاء الطلب في خاتمة الصفات " واجعلنا للمتقين إمامًا" .. لم يكتفوا بطلب التقوى بل كانت همتهم ومطلبهم أسمى وأعلى وأرفع حيث طالبوا بإمامة المتقين ولكنهم كانوا قد قدموالذلك عبادات جليلة يستحقون بها أن ينالوا إمامة المتقين ..



"إن إبراهيـــــــــــــــــــــــــــــــــم كان أمة قانتـًا لله"

تأملها من جديد أيها القارئ المبارك لتستيقن حقيقة أنه بإمكانك أن تكون رجل بأمة ..
أي أنك تقوم مقام الأمة كاملة حينما تملك رصيدًا مع ربك" قــــــــــــــــــانتـًا لله" وحينما تحيي عزيمتك وتذكي جذوة همتك وتنطلق مسافرًا إلى ربك ..


في هذه الآية أيضا درس وموعظة لأولئك المحبطين اليائسين الذين يلتفون حول أنفسهم وينطوون على ذواتهم درس مفاده : الذي لا يتجاوز نفسه وذاته لايسير في طريق أنبياء الله ورسله ..


وبهذا نصل إلى أن الهمة العالية والنفس الطامحة والعزيمة المتوقدة ليست إلا خلق من أخلاق الأنبياء والمرسلين فنح نإن تحلينا بها فنحن على طريقهــــــــــــــــــــم وإلا فلا ..
فهل نعي حقيقة هذا الدرس العظيم وهذه اللفتة القرآنية المهمـــــــــــــــــــــة ؟؟
فتستيقظ هممنا وتصحو عزائمنا وننطلق شعارنا (( بدأ المســــــــــــــــــــــــــــــــير إلى الهدف )) .

 

أبو خالد الدمشقي

مشرف سابق
18 مايو 2011
3,139
302
83
الجنس
ذكر
علم البلد
رد: "الوقفـــات العشـــــر من كتــاب رب البشــــر" .. راحم بن خضــــــر المالكي .. متجـــد


الوقفةالخامسة : قال الله تعالى: "طــــــــــــــه * ماأنزلنا عليك القرآن لتشـــــــــــــــــقى"


وقفتنا هذا اليوم مع هذه الآيةالعظيمة التي تتحدث عن موضوع ليس بحاجة إلى مزيد كلام وبسط ولكني أقف معكم أحبتي الكرام مع وقفات وتأملات ..


هذه الآية تضفي بظلالها على نفس المؤمن فترشده إلى المصدر الذي ما يتمسك به متمسك إلا وجد ضالته .. إن هذا المصدرهو كتاب الله العزيز وهو رسالته الخالدة ودستور الإسلام : القرآن الكريم
ما أروع اللحظات التي يقضيها المؤمن مع كتاب ربه .. يقرؤه .. يتدبره .. يتداوى به من العلل .. و يتعالج به من الأسقام .. إنه القرآن الكريـــــــــــــــــــــــم ..



"ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"

"مـــــــــــــا" هنا نافية، أي لم ننزل عليك القرآن لتشقى بل لتسعد في كل شؤون حياتك ..
تسعد في روحك .. وتسعد في حياتك ..
وتسعد في قلبك .. وتسعد في بدنك ..
وتسعد في جوارحــــــــــــــك ..
وهل يعدل سرور الفؤاد سرور غيره؟؟
وهل يماثل فرح القلب فرح سواه ؟؟
لا و ربــــــــــــــــــــــــــي ..



أيها المبارك :: خذ هذه مني هدية قيمة
(( كلما كان العبـــــــــــــــــــــــــــــــــد أكثر أخذا لكتاب الله .. كان أكثر تحصيل ا لهدايـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ة الله ))



ألست معي تقرأ"ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى" ?

أين يقين المؤمن الذي يجعل قلبه معلقــًا بكتاب الله .. معلقــًا بهدى الله .. معلقــًا بموعظة الله .. معلقــًا بنور الله؟

إن الذي سيدفعنا حقيقة إلى التعلق بكتاب الله هو شيء وحيد وهو اليقين الجازم والاعتقاد الذي
لا تخالطه ريبة و لا يداخله ظنون ..
كم من المرات كنت أقف متأملا في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوابعدي أبدا : كتاب الله وسنتي ) ؟

فبقيت مشدوهـًا أمام هذه الجوامع من كلام الحبيب عليه صلاة الله وسلامه .. ( لن تضلوا ) وهنا في الآية
"ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"





ثـــــــــــــــــــــــــــم تساءلت :

أليست كافية لبيان عظيم منزلة القرآن والثمرات الناجمة عن أخذه والتمسك به ؟؟!!
الحل الوحيد في أزمان الفتن المدلهمة والمحن المظلمة والمصائب المؤلمة : كتاب الله العزيز ..
وهذا لا يتأتى إلا لمن اشتغل بكتاب الله .. قراءة وحفظـًا وتدبرًا وتطبيقــًا عمليًا في واقع حياته .. فيرى فتح الله عليه وتوفيقه له وإعانتــــــــــــــــــــه وتسديده ..


إن القرآن هو الجواب الكافي لكل تساؤلاتنا والدواء الأنجع لكل أدوائنا والبلسم الشافي لكل جراحنا
"ماأنزلنا عليك القرآن لتشقى"



دعني آخذ بيدك لنسير إلى ناحية أخرى في هذه الآية ..
وهي الجانب التحذيري الضمني في ثناياها والذي أقف معه في إطلالة و إلماحة يسيرة سريعة وهو
((أن من ابتعد عن كتاب الله ولم يأخذ به
فهو إلى شقاوة وتعاسة ووحشـــــــــــــة))

فهل ننتبه لأنفسنا ؟ ولحالنا مع كتاب ربنا ؟
وطريقتنا في التعامل معه ؟

"طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"






















الوقفة السادسة : قال الله العلي القــــــــــــدير:
" فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين"


جاءت هذه الآية في قصة سليمان عليه الصلاة والسلام مع الهدهد وهي من روائع القصص
في كتاب الله الكريــــــــــــــــــــم ..


لعلنا أحبتي .. نقف مع لطيفة بديعة .. ولؤلؤة مكنونة .. ودرة مصونة .. تخفيها هذه الآية الكريمة ..




إن من أجل الصفات وأرفع الخصال وأسمى الخلال أن يكرمك الله العلي الأعلى باقتفاء آثارالأنبياء والمرسلين وفي ثنايا هذه الآية الكريمة الجليلة خصلة من الخصال الحميدة التي اتصف بها نبي الله سليمان عليه السلام .. تنجلي لنا متى ما فهمنا تفسير الآية ..





ولذلك دعونا نقرأ تفسيرها أولا ثم ندلف إلى هذه الخصلة لنتعرف عليها من قريب ..




قال المفسرون _رحمهـــــــــــــم الله_ في تفسيرها :

أن سليمان لما جمع الجنود والحشود افتقد الهدهد "فقال ما لي لاأرى الهدهد" أي : أين هو فإني لا أراه .. ثم عقب بقوله: "أم كان من الغائبين "
قال الإمام القرطبي رحمة الله عليه : " أم " هنا تسمى أم المنقطعة وهي التي تقطع وتفصل بين ما قبلها
وما بعدها وهي هنا بمعنى (( بل )) أي : بل كان من الغائبين .. هذا هو تفسيرها ..
الخصيصة التي اتصف بها نبي الله سليمان عليه السلام هي : إحسان الظــــــــــــــــــــــــن ..
حيث أنه نسب الأمر إلى نفسه أولا بقوله:
" ما لي لا أرى الهدهد" ويفهم من هذا أن الهدهد
قد يكون موجودا ولكني لم أره فالخطأ خطئي ..

والذي يؤكد لنا أن ذلك إحسان ظن من سليمان عليه السلام أنه قال بعدها "أم كان من الغائبـــــــــــــــــين"
ومعنى ذلك أن سليمان عليه السلام متأكد من أن الهدهد غير موجود أصلا ولكنه ذكرها ثانيًا ..



ياأحبتاه .. ياإخوتاه ..


إن النفس المؤمنة المطمئنة الزكية الطاهرة .. هي تلك النفس التي لا تحمل تجاه الآخرين إلا إحسان الظن وحمل الكلام والصنائع على محمل حسن خاصة إن كانوا من الإخوة والأحباب ..
كم أفسدت إساءة الظن من علاقات كانت يوما من الأيام حميمية .. وقطعت من وشائج كانت وثيقة قويـــــــــــــــــة؟!!




كم خسرنا من إخوة وأحبة بإساءة ظن ؟!!


بل ربما ظهر أننا مخطئون ولكننا وللأسف لم نرد أن نرى أنفسنا في موطن المعتذر المتأسف ..
وهذه والله قاصمةالظهر ..


إن الدعوة إلى إحسان الظن ليست دعوة إلى الغفلة والانخداع .. لا .. بل هي دعوة إلى زكاء النفس وطهر الروح وجمال السريرة ونقاء الباطن .. لأنك بذلك تسمو بنفسك وتعتلي بإيمانك وترتفع بروحك ..
فتحيا وتعيش على ما عاش عليه السلف الأوائل ..

ألسنا نقرأ قصة يوسف ؟ ونسمع حكاية الصحابي الذي لا يبيت وفي قلبه على أحد من الناس شيء البتة . وغيرها الكثير ..



هي دعوة إلى مراجعة نصيب إحسان الظن من حياتنا اليومية التي يحصل بها كثير من المواقف
مع أخلاط من الناس بعضهم قريب والآخر من الأباعد ..
ولكن يبقى أن المؤمن سليم الصدر يحسن الظن
بمن أمامه إلا أن يظهر له خلاف ذلك ! ! !



خاتمة :

اللهم طهر قلوبنا من كل ما يدنسها .. واجعلنا من
أهل إحسان الظن .. وممن يتخلق بأخلاق الأنبياء .

























الوقفة السابعـــــــــــــــــــــة : قال الله تعالى:
"قالوا لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات والذي فطرنا فاقض ما أنت قاض إنما تقضي هذه الحياة الدنيا"




هذه الآية كانت جوابًا صريحًا من سحرة فرعون بعد إيمانهم بلحظات ردًا على تهديدات فرعون بالتعذيب والتنكيل .. وقصة موسى وفرعون تعتبر من أكثر القصص ورودًا في كتاب الله العزيز. ولاشك أنه إذا كثر تكرار أمر معين في كتاب الله الكريم فهذا يدل على أهميته وعظيم فائدته لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ..








تعالوا معي إخوتاه ..
نعيش اللحظات الحاسمة كما عاشوهالننظر في السبب الرئيس الذي جعلهم يتكلمون بمثل هذه الكلمات الرنانة ذات الوقع المدوي في الأسماع ..
لقد أعدت قراءة هذه الآية مرات ومرات فوقعت على سر عظيم تكتنفه هذه الآية .. إذا تعرفنا عليه حقيقة لم نستغرب قولهم بل سنراه من الأمورالطبيعية لمن بلغ هذا السر ..






قبل هذا .. نقف مع الآية إجمالا .. ثم أختم بالمفهوم العميق الذي هو لب ما في هذه الآية وهذه العبارات من سحرة فرعون الذين آمنوا بموسى في ميدان النزال !!





"قالوا لن نؤثرك " أي : قال السحرة لفرعون - بعد أن سمعوا تهديده لهم وتوعده بعذابهم - لن نقدمك "على ما جاءنامن البينات " والدلائل والبراهين ..




ثم أقسموا قسمًا عظيمًا"والذي فطرنا " بالذي خلقهم .. وهناك قول آخر بأنه ليس قسمًا بل عطف يعني : لن نقدمك على ما جاءنا من البراهين ولن نقدمك على الذي فطرنا وخلقنا ..
"فاقض ماأنت قاض"أي : افعل ما تشاء فعله واصنع ما تريد صنعه . "إنما تقضي هذه الحياة الدنيا" أي : مهما بلغ صنيعك وتنكيلك وتعذيبك فهو منته بانتهاءالدنيا..







أحبــــــــــــــــــــــــــــــــتي :
أما السر الذي جعلهم يقولون ما قالوا .. وينطقون بهذه الكلمات الممتلئة جسارة وقوة وصلابة ..
هو :: الاستعلاء الإيماني
( كما يسميه سيد قطب رحمه الله ) ..
إي وربي ..




إنه الاستعلاءالإيماني الذي يجعل الروح مرفرفة تعيش السماوة والرفعة والعلو وصاحبها يسير على الأرض ..





إنه الاستعلاء الإيماني .. الذي عاشه النبي محمد عليه الصلاةوالسلام فقال : " والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذاالأمر ما تركته حتى يتمه الله أو أهلك دونه"
( هذا الأثر فيه كلام لأهل العلم ) ..





إنه الاستعلاء الإيماني .. الذي عاشه بلال بن رباح رضي الله عنه يوم أن سحبوه على الرمضاء المحرقة وهو يردد : أحد .. أحد .. ويقول : خلطت حلاوة الإيمان بمرارة العذاب فطغت حلاوة الإيمان ..





إنه الاستعلاء الإيماني .. الذي عاشه خبيب بن عدي فخفف في صلاته قبل قتل قريش له وقال لهم : "والله لولا أني خفت أن تقولوا أني هبتكم وخفتكم لأطلت في صلاتي" ..





إنه الاستعلاء الإيماني .. الذي عاشه ابن تيمية _رحمه الله_ فقال قولة كانت كالصاعقة على رؤوس الطواغيت وزبانيتهم نعم قالها صاعقة : "أنا ما يفعل أعدائي بي .. سجني خلوة .. قتلي شهادة .. إخراجي سياحة .."





إنه الاستعلاء الإيماني .. الذي عاشه سيد قطب _رحمه الله_ لماطلبوا منه كتابة اعتذار لطاغية مصر فقال : "إن الإصبع التي ترتفع معلنة الشهادة في الصلاة تأبى أن تكتب اعتذارًا لطاغية"
مبررة له طغيانه ..



إنه الاستعلاء الإيماني .. الذي عاشه هؤلاء وعاشه غيرهم ..



وفي ذات الوقت افتقده آخرون فأصبحوا أهزل مما تتصور .. وأضعف مما تتوقع .. وأرذل مما تتخيل ..







هذا الاستعلاء الإيماني لا يعني الكبر والتغطرس .. بل إنزال الإيمان منزلة القائد الذي يسير به العبد إلى ربه من خلال ارتفاعه عن السفاسف والنقائص ..




ارتفع أيها المؤمن بهــــــــــــــــــذا الإيمان ..
ارتفـــــــــــــــع .. ارتفــــــــــــــــع ..
حتى تعانق السحب ..
وتجاور النسور المحلقة ..
وتستوطـــــــــــــــــــن السماء ..
وتسكـــــــــن منازل النجوم ..
ولكن ها هنا سؤال مهم ملح : وهو / فيــــــــــــــم نرتفع؟



أقول أحبــــــــــــــــــــــــــــتي ::

في أخلاقنا وتعاملاتنا .. في سلوكنا وتصرفاتنا ..
وقبل ذلك كله في عباداتنا وطاعاتنا .. في كل شؤون حياتنا ..




إن هذا الاستعلاء بالإيمان هو الذي سيكفل لنا حياة طيبة كريمة بعيدةعن كل التنازلات، حياة لا يعظم فيها إلا الله و لا يخاف فيها إلا من الله و لايرجى إلا الله و لا يلتجئ ملتجأ إلا لله ..





انظر إليها في الآية " فاقض ما أنت قاض " نسوا أنه فرعون الطاغية صاحب السلطة والجبروت بل ونسوا أيضا أنهم قبل قليل كانوا يسألونه عن أقل من هذا بكثير" أئن لنا لأجرًا إن كنا نحن الغالبين " ثم آمنوا واستعلوا بإيمانهم فلم يتركوه ويهربوا فقط .. بل قالوا " فاقض ما أنت قاض"







قال ابن القيم _رحمه الله_ : "ما خاف أحد غير الله
إلا لنقص خوفـــــــــــــــــــــــــه من الله" ..





خاتمة :
اللهم ارزقنا استعلاء بالإيمان في غير مخيلة ولاكبر.
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع