مثل قديم معروف
أصلُه أن حُنَينًا كان إسكافيًا من أهل الحِيرة، فأراد أعرابي أن يشتري منه خُفَّين، وساومه فاختلفا حتى غضب حنين..
فأراد أن يغيظ الأعرابي..
فلما ارتَحَل الأعرابي أخذ حنينٌ أحدَ خفيه وطَرَحه في الطريق ثم ألقى الآخر في موضع آخر فلما مرَّ الأعرابي بأحدهما قال :
"ما أشبه هذا الْخفَّ بخف حنين! ولو كان معه الآخر لأخذته"،
ومضى. فلما انتهى إلى الآخر نَدِم على تركه الأول. وقد كَمنَ له حنينٌ يراقبه. فلما رجع الأعرابي ليأخذ الأول، سرق حنينٌ راحلته وما عليها وذهب بها!
وأقبل الأعرابي وليس معه إلا الخُفَّانِ فقال له قومه : ماذا جئت به من سفرك ؟
فقال : "جئتكم بِخُفَّيْ حُنَين".
فذهبت مثلاً ، يُضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة.
وإلى أن ألتقي معكم في قصة مثل آخر أترككم في حفظ الرحمن
أصله أن قومًا اجتمعوا يتشاورون في صُلح بين حَيَّيْن، قتل أحدُهُما من الآخَر قتيلاً، ويحاولون إقناعهم بقبول الدِّية. وبينما هم في ذلك جاءت أمة اسمها "جهيزة" فَقَالت : إن القاتل قد ظَفِرَ به بعضُ أولياء المقتول وقتلوه! فَقَالوا عند ذلك: "قَطَعَتْ جهِيزةُ قول كل خطيب". أي: قد استُغنى عن الخُطَب. ويضرب هذا المثل لمن يقطع على الناس ما هم فيه بَحَمَاقة يأتي بها.
وإلى أن ألتقي معكم في قصة مثل آخر أترككم في حفظ الرحمن ابنة اليمّ
زرقاء اليمامة امرأة مشهورة بحدّة البصر ( قوّة النظر ) ، وكانت تعيش في منطقة اليمامة .
كانت لقوة بصرها - سبحان الله - تبصر الشعرة البيضاء في اللبن ، وتستطيع أن ترى الشخص المسافر على بعد ثلاثة أيام ( أي من مسافة 100 ميل تقريبا ) .
وكانت تنذر قومها من الجيوش إذا غزتهم ( أي إذا أرادوا أن يهجموا على قبيلتها )
فلا يأتيهم جيش إلا وقد استعدوا له ..
وذات مرة أراد العدو أن يهجم على قبيلتها ، وقد سمع بقدرة زرقاء اليمامة على الإبصار الشديد ، فعمل حيلة حتى يزحف على قومها دون أن تشعر هذه المرأة ، قطع العدوُّ شجرًا أمسكوه أمامهم بأيديهم وساروا .
فقال قومها - وقد سبق القدر - : لقد خرفت ، وضعف عقلك ، وذهب بصرك .
فكذبوها .
وفي الصباح هجم عليهم العدو ...
وقتلوا زرقاء وقوّروا عينيها فوجدوهما غارقتين في الإثمد من كثرة ما كانت تكتحل به ، لذلك صار هذا المثل يضرب لكل من كان بصره حادا : أبصر من زرقاء اليمامة .