إعلانات المنتدى


التفسير المقارن لكلمة النجم

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

LUAYMEZHER

مزمار جديد
7 أغسطس 2006
5
0
0
الجنس
ذكر
كلمة النَّجم
قال تعالى: { والنجم والشجر يَسْجُدَانِ }[1]
أقوال المفسرين في معنى النجم هنا
القول الأول: النبات الذى لا ساق له
القول الثاني: المراد به هو نجم السماء


القول الأول: النبات الذى لا ساق له واصحاب هذا القول هم ابن عباس وسعيد ابن جبير والسدي وسفيان وابن جرير وابن رزين والطبري والألوسي وهذا مذهب اللغويين
ووجه الدلالة لغوي عندهم يستقيم ضمن سياق الآية كما سنوضحه لاحقاَ

القول الثاني: هو النجم الذي يكون في السماء وهذا قول مجاهد والحسن وقتادة ومقاتل والبيضاوي والزمخشري وابو السعود والسيد طنطاوي في تفسيره غيرهم
ودلالة قولهم أن الله تعالى قد صرح بسجود النجم في سورة الحج بقوله تعالى:
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ } الآية [ الحج : 18 ] بلالة قوله تعالى { وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السماوات والأرض طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بالغدو والآصال } [ الرعد : 15 ] .
وخير ما يفسر القرآن هو القرآن

أدلة القول الاول وهو
جاء في مختار الصحاح [ نجم ] ن ج م : نَجَمَ الشيء ظهر وطلع وبابه دخل يُقال نَجَمَ السِّنُّ والقَرْن والنَّبْت إذا طلعت و النَّجْمُ الوقت المضروب ومنه سُمي المُنَجِّم ويقال نَجَّمَ المال تَنْجِيماً إذا أراده نُجُوما و النَّجْمُ من النبات ما لم يكن على ساق قال الله تعالى { والنَّجْم والشجر يسجُدان }[2]
اذن سياق الآية { والنجم والشجر يَسْجُدَانِ } فإن المعطوف على الخبر خبر ، والمراد بالنجم النبات الذي ينجم أي يظهر ويطلع من الأرض ولا ساق له ، وبالشجر النبات الذي له ساق ، وهو المروى عن ابن عباس . وابن جبير . وأبي رزين؛ والمراد بسجودهما انقيادهما له تعالى فيما يريد بهما طبعاً ، شبه جريهما على مقتضى طبيعتيهما بانقياد الساجد لخالقه وتعظيمه له . ثم استعمل اسم المشبه به في المشبه فهناك استعارة مصرحة تبعية ، وقال مجاهد . والحسن ، وفي رواية أخرى عن مجاهد أن سجودهما عبارة عن انقيادهما لما يريد سبحانه بهما طبعاً ، والجمهور على تفسير النجم بما سمعت أولاً قبل لأن اقترانه بالشجر يدل عليه ، وإن كان تقدم { الشمس والقمر } يتوهم منه أنه بمعناه المعروف ففيه تورية ظاهرة ، وإخلاء الجمل الثانية . والثالثة . والرابعة عن العاطف لورودها على نهج التعديد مع الإشارة إلى أن كلاً مما تضمنته نعمة مستقلة تقتضي الشكر ، وقد قصروا في أدائه ولو عطفت مع شدة اتصالها وتناسبها ربما توهم أن الكل نعمة واحدة .
وتوسيط العاطف بين الرابعة والخامسة رعاية لتناسبهما من حيث التقابل لما أن { الشمس والقمر } علويان {والنجم والشجر } سفليان ، ومن حيث إن كلاً من حال العلويين وحال السفليين من باب الانقياد لأمر الله عز وجل وخلوهما عن الرابط اللفظي مع كونهما خبرين للتعويل على كمال قوة الارتباط المعنوي إذ لا يتوهم ذهاب الوهم إلى كون حال { الشمس والقمر } بتسخير غيره تعالى ، ولا إلى كون سجود النجم والشجر لسواه سبحانه فكأنه قيل : الشمس والقمر بحسبانه { والنجم والشجر يَسْجُدَانِ } له كذا قالوه ، وفي «الكشف» : تبيينا لما ذكره صاحب الكشاف في هذا المقام أخلى الجمل أي التي قبل { الشمس والقمر بحسبان } [ الرحمن : 5 ] عن العاطف لأن الغرض تعديد النعم وتبكيت المنكر كما يقال : زيد أغناك بعد فقر ، أعزك بعد ذل ، كثرك بعد قلة ، فعل بك ما لم يفعل أحد بأحد فما تنكر من إحسانه كأنه لما عد نعمة حرك منه حتى يتأمل هل شكرها حق شكرها أم لا ، ثم يأخذ في أخرى ولو جىء بالعاطف صارت كواحدة ولم يكن من التحريك في شيء ، ولما قضى الوطر من التعديد المحرك والتبكيت بذكر ما هو أصل النعم على نمط رد الكلام على منهاجه الأصلي من تعداد النعم واحدة بعد أخرى على التناسب والتقارب بحرف النسق ، وفيه تنبيه على أن النعم لا تحصى فليكتف بتعديد أجلها رتبة للغرض المذكور .[3]
وأما أدلة أصحاب القول الثاني المراد به هو نجم السماء {والنجم والشجر يسجدان } النجم اسم جنس، والمراد به النجوم تسجد لله - عز وجل - فهذه النجوم العليا التي نشاهدها في السماء تسجد لله - عز وجل - سجودا حقيقيا، لكننا لا نعلم كيفيته، لأن هذا من الأمور التي لا تدركها العقول، والشجر يسجد لله عز وجل سجودا حقيقيا، لكن لا ندري كيف ذلك، والله على كل شيء قدير بدلالة الآية { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ } الآية [ الحج : 18 ] بدلالة قوله تعالى { وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السماوات والأرض طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُم بالغدو والآصال } [ الرعد : 15 ] .
وله شواهد باللغة العربية من الشواهد العربية لإطلاق النجم وإرادة النجم قول الراعي :
فباتت تعد النجم في مستحيرة ... سريع بأيدي الآكلين جمودها
وقول عمرو بن أبي ربيعة المخزومي :
أبرزها مثل المهاة تهادى ... بين خمس كواعب أتراب
ثم قالوا تحبها قلت بهرا ... عدد النجم والحصا والتراب

تحرير محل النزاع وثمرته
محل النزاع هو بكلمة النجم ودلالته اللغوية أو انسجامه في سياق المعنى للآية الكريمة
وثمرته أن كل المخلوقات سواء اكانت سماوية أم أرضية طائعة لله تعالى .

أسباب الاختلاف
1- أسباب الاختلاف لغوي ودلالة معنى النجم في القرآن الكريم
2- تفسير القرآن بالقرآن هو أولى لمن فسرها بنجم السماء ولورود الآيات بذلك
3- فهم معنى السياق القرآني لكلمة النجم وصرفها عن ظاهرها بالقرينة المعنوية لظاهر الآية
4- كلمة نجم اسم لعلم لأنها عرفت بأل التعريف ولم تنكر فتأخذ المعنى العلمي لها دون تأويلها

مناقشة الاقوال وأدلتها
القول الأول والثاني هو النبات الذي لا ساق له أو نجم السماء وكما قلنا في كلمة متوفيك الأصل بالكلمة فهمها على ظاهرها ما لم تأول الى معنىَ آخر بقرينة فالقرينة تلعب دورا محوريا وأساسيا في فهم المعنى القرآني والآية الكريمة "الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6)" جاءت ابتداءا الشمس ثم عطف عليها القمر وهذا يتناسب في انسجام النص القرآني وعدم الخروج والتنقل بالكلمات الا بحسب ما يدركه السامع بالمقابلة الذهنية فمثلا عندما نقول طويل ينصرف الذهن الى قصير وعندما نقول حار بالمقابلة بارد وهكذا شمس, قمر ثمَّ تتتابع مرور الآيات بسلاسة وانسجام تام ) (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ) والنجم هنا كما هو معروف عند العرب الشجر الذي لا ساق له ووجه الشبه بين نجم السماء ونجم الارض أن الأول لامع في السماء لا يظهر بالكلية لا يكاد يرى منه الا جزءا يسيراَ وأما الثاني بنفس المعنى ولكن في الأرض
وعندما ندقق النظر في الآية الشمس والقمر الشمس كبيرة والقمر صغير وهما علويين وفي مقابلهما النجم لا ساق له وهو صغير والشجر كبير له ساق وهم سفليين. والقول الاول انسجم النص بذكر جرمان سماويان والثاني انسجم ذكر كائنان أرضيان .
أما ابلنسبة للقول الراجح كما ظهر لي في هذا البحث فأنا أنتصر للقول بأنه النبات الذي لا ساق له لظهور وتباين الأدله عليه .
هذا والله أعلم.

كتبة لؤي مزهر 1/1/2012


[1] الرحمن /6

[2] مختار الصحاح 1/688

[3] الالوسي 20/115
 

الماسه البيضاء

مشرفة سابقة
2 أبريل 2010
4,594
52
0
الجنس
أنثى
رد: التفسير المقارن لكلمة النجم

بارك الله فيك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع