- 8 أكتوبر 2009
- 7,553
- 310
- 0
- الجنس
- أنثى
بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
..سلسلة مبادئ فهم القرآن (9) || الشيخ عصام بن صالح العويد..
المرحلة الرابعة: بأي القرآن نبدأ ؟
هذه مسألة جليلة كبيرة القدر جداً، قد خفي على كثير من أهل القرآن وجه الصواب فيها،
فوقعوا في خلاف منهج النبي صلى الله عليه وسلم ومنهج أصحابه رضي الله عنهم.
ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم أصحابه القرآن هو تعليم الإيمان أولاًً قبل تعليم
الأحكام، وهي داخلة ضمن القاعدة المشهورة عند السلف في التعليم "العالم الرباني: هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره".
وقد جاء في تعليم الإيمان قبل الأحكام آثار مشهورة:
• فعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان
حزاورة، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا".
• وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً،
وأنتم تتعلمون القرآن ثم تتعلمون الإيمان".
• وعنه رضي الله عنه قال: "لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن،
وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما
ينبغي أن يقف عنده منها، كما تعلمون أنتم اليوم القرآن، ثم لقد رأيت اليوم رجالاً يؤتى أحدهم
القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره ولا ما ينبغي
أن يقف عنده منه" .
• وفي لفظ عنه رضي الله عنه قال: إنا كنا صدور هذه الأمة وكان الرجل من خيار أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم وصالحيهم ما يقيم إلا سورة من القرآن أو شبه ذلك، وكان
القرآن ثقيلاً عليهم، ورزقوا علماً به وعملاً، وإن آخر هذه الأمة يخف عليهم القرآن حتى
يقرأه الصبي والعجمي لا يعلمون منه شيئاً".
• وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن
الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة"
متفق عليه. قال ابن تيمية: والأمانة هي الإيمان، أنزلها في أصل قلوب الرجال".
ويقرر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في كلام ماتع له في بيان حقائق الدين، ويستشهد لذلك
بآيات من كتاب الله، منها:
1. قوله تعالى:{أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ}[سورة هود،الآية:17]
فالبينةمن الله هي الإيمان,والذي يتلوه هو شاهد القرآن.
2. وقوله تعالى: {نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ}[سورة النور،الآية:35]
النور الأول هو نور الإيمان والذي يأتي بعده هو نور القرآن.
يقول رحمه الله: "فتبين أن قوله {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ} يعني: هدى الإيمان، {وَيَتْلُوهُ
شَاهِدٌ مِنْهُ} أي: من الله، يعني القرآن؛ شاهد من الله يوافق الإيمان ويتبعه وقال: {وَيَتْلُوهُ} لأن
الإيمان هو المقصود، لأنه إنما يراد بإنزال القرآن الإيمان وزيادته.
قال: ولهذا كان الإيمان بدون قراءة القرآن ينفع صاحبه ويدخل به الجنة، والقرآن بلا إيمان لا
ينفع في الآخرة بل صاحبه منافق، كما في الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، طعمها طيب
وريحها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها..."
الحديث.
وقال رحمه الله: "وقال بعضهم في قوله تعالى: {نُورٌ عَلَى نُورٍ}: نور القرآن على نور الإيمان،
كما قال تعالى: {وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [سورة الشورى،الآية: 52].
وقال السدي في قوله: {نُورٌ عَلَى نُورٍ}؛ نور القرآن ونور الإيمان حين اجتمعا فلا يكون واحد منهما إلا بصاحبه".
وقال: "ولهذا دخل في معنى قوله صلى الله عليه وسلم : "خيركم من تعلم القرآن وعلّمه" ؛
تعليم حروفه ومعانيه جميعاً، بل تعلم معانيه هو المقصود الأول بتعليم حروفه، وذلك هو الذي
يزيد الإيمان كما قال جندب بن عبد الله وعبد الله بن عمر وغيرهما – رضي الله عنهم -:
"تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً، وإنكم تتعلمون القرآن ثم تتعلمون الإيمان".
فإن سألت: ما الإيمان الذي نتعلمه أولاً قبل الأحكام؟
فالجواب: هو أوائل ما علّمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، وهو أوائل ما نزل من
القرآن.
فالإيمان الذي تكرر ذكره والتأكيد عليه في ابتداء دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم هو ثلاثة أقسام:
الأول: الإيمان بالله (بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته).
الثاني: الإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم.
الثالث: الإيمان بالبعث لليوم الآخر.
فإن قيل: وكيف نتعلم هذا الإيمان؟
الجواب: نتعلمه من طريقين:
الأول: بالتفكر في آيات الله المرئية، وهذا له محلُّ آخر غير هذه الرسالة.
الثاني: بالتفكر في أوائل ما نزل من الآيات المتلوّة، التي غرست الإيمان كالجبال في قلوب
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد جمعهما الله عز وجل في أوّل ما نزّل على نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)}
فجمع له بين القراءة باسم الله وبين التذكير بنعم الرب على عباده.
فإن قلت: قد قرأنا أوائل ما نزل بل وحفظناه ولم نر أثر ذلك في إيماننا.
فالجواب : أننا لم نأخذ القرآن كما أخذوه رضي الله عنهم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
..سلسلة مبادئ فهم القرآن (9) || الشيخ عصام بن صالح العويد..
المرحلة الرابعة: بأي القرآن نبدأ ؟
هذه مسألة جليلة كبيرة القدر جداً، قد خفي على كثير من أهل القرآن وجه الصواب فيها،
فوقعوا في خلاف منهج النبي صلى الله عليه وسلم ومنهج أصحابه رضي الله عنهم.
ومنهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم أصحابه القرآن هو تعليم الإيمان أولاًً قبل تعليم
الأحكام، وهي داخلة ضمن القاعدة المشهورة عند السلف في التعليم "العالم الرباني: هو الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره".
وقد جاء في تعليم الإيمان قبل الأحكام آثار مشهورة:
• فعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: "كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ونحن فتيان
حزاورة، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا".
• وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً،
وأنتم تتعلمون القرآن ثم تتعلمون الإيمان".
• وعنه رضي الله عنه قال: "لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن،
وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما
ينبغي أن يقف عنده منها، كما تعلمون أنتم اليوم القرآن، ثم لقد رأيت اليوم رجالاً يؤتى أحدهم
القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما آمره ولا زاجره ولا ما ينبغي
أن يقف عنده منه" .
• وفي لفظ عنه رضي الله عنه قال: إنا كنا صدور هذه الأمة وكان الرجل من خيار أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم وصالحيهم ما يقيم إلا سورة من القرآن أو شبه ذلك، وكان
القرآن ثقيلاً عليهم، ورزقوا علماً به وعملاً، وإن آخر هذه الأمة يخف عليهم القرآن حتى
يقرأه الصبي والعجمي لا يعلمون منه شيئاً".
• وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن
الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة"
متفق عليه. قال ابن تيمية: والأمانة هي الإيمان، أنزلها في أصل قلوب الرجال".
ويقرر هذا شيخ الإسلام ابن تيمية في كلام ماتع له في بيان حقائق الدين، ويستشهد لذلك
بآيات من كتاب الله، منها:
1. قوله تعالى:{أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ}[سورة هود،الآية:17]
فالبينةمن الله هي الإيمان,والذي يتلوه هو شاهد القرآن.
2. وقوله تعالى: {نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ}[سورة النور،الآية:35]
النور الأول هو نور الإيمان والذي يأتي بعده هو نور القرآن.
يقول رحمه الله: "فتبين أن قوله {أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ} يعني: هدى الإيمان، {وَيَتْلُوهُ
شَاهِدٌ مِنْهُ} أي: من الله، يعني القرآن؛ شاهد من الله يوافق الإيمان ويتبعه وقال: {وَيَتْلُوهُ} لأن
الإيمان هو المقصود، لأنه إنما يراد بإنزال القرآن الإيمان وزيادته.
قال: ولهذا كان الإيمان بدون قراءة القرآن ينفع صاحبه ويدخل به الجنة، والقرآن بلا إيمان لا
ينفع في الآخرة بل صاحبه منافق، كما في الصحيحين عن أبي موسى رضي الله عنه عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة، طعمها طيب
وريحها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة طعمها طيب ولا ريح لها..."
الحديث.
وقال رحمه الله: "وقال بعضهم في قوله تعالى: {نُورٌ عَلَى نُورٍ}: نور القرآن على نور الإيمان،
كما قال تعالى: {وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [سورة الشورى،الآية: 52].
وقال السدي في قوله: {نُورٌ عَلَى نُورٍ}؛ نور القرآن ونور الإيمان حين اجتمعا فلا يكون واحد منهما إلا بصاحبه".
وقال: "ولهذا دخل في معنى قوله صلى الله عليه وسلم : "خيركم من تعلم القرآن وعلّمه" ؛
تعليم حروفه ومعانيه جميعاً، بل تعلم معانيه هو المقصود الأول بتعليم حروفه، وذلك هو الذي
يزيد الإيمان كما قال جندب بن عبد الله وعبد الله بن عمر وغيرهما – رضي الله عنهم -:
"تعلمنا الإيمان ثم تعلمنا القرآن فازددنا إيماناً، وإنكم تتعلمون القرآن ثم تتعلمون الإيمان".
فإن سألت: ما الإيمان الذي نتعلمه أولاً قبل الأحكام؟
فالجواب: هو أوائل ما علّمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، وهو أوائل ما نزل من
القرآن.
فالإيمان الذي تكرر ذكره والتأكيد عليه في ابتداء دعوة المصطفى صلى الله عليه وسلم هو ثلاثة أقسام:
الأول: الإيمان بالله (بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته).
الثاني: الإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم.
الثالث: الإيمان بالبعث لليوم الآخر.
فإن قيل: وكيف نتعلم هذا الإيمان؟
الجواب: نتعلمه من طريقين:
الأول: بالتفكر في آيات الله المرئية، وهذا له محلُّ آخر غير هذه الرسالة.
الثاني: بالتفكر في أوائل ما نزل من الآيات المتلوّة، التي غرست الإيمان كالجبال في قلوب
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد جمعهما الله عز وجل في أوّل ما نزّل على نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:
{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)}
فجمع له بين القراءة باسم الله وبين التذكير بنعم الرب على عباده.
فإن قلت: قد قرأنا أوائل ما نزل بل وحفظناه ولم نر أثر ذلك في إيماننا.
فالجواب : أننا لم نأخذ القرآن كما أخذوه رضي الله عنهم.
..يتبع في سلسلة 10..
فضيلة الشيخ عصام العويد..
فضيلة الشيخ عصام العويد..
..في حفظ الرحمن ورعايته..
...
...