- 16 مايو 2008
- 12,244
- 855
- 113
- الجنس
- أنثى
- القارئ المفضل
- عبد الله المطرود
- علم البلد
-
..

عدنا لنواصل معكم أيها الكرام عرض الأمثال التي ضربها الله لنا
في القرآن وذلك كما أوردها ابن القيّم في كتابه.

>>مثل الفريقين كالأعمى والأصم والبصير والسميع <<
فصل ومنها قوله تعالى:
(مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ
مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ) هود (24)
فإنه سبحانه وتعالى ذكر الكفار ووصفهم بأنهم ما كانوا يستطيعون
السمع وما كانوا يبصرون ثم ذكر المؤمنين ووصفهم بالإيمان والعمل
الصالح والإخبات إلى ربهم فوصفهم بعبودية الظاهر والباطن وجعل
أحد الفريقين كالأعمى والأصم من حيث كان قلبه أعمى عن رؤية
الحق أصم عن سماعه فشبهت بمن بصره أعمى عن رؤية أحق الأشياء
وسمعه أصم عن سماع الأصوات, والفريق الآخر بصير القلب سميعه
كبصير العين وسميع الأذن فتضمنت الآية قياسين و تمثيلين للفريقين
ثم نفى التسوية عن الفريقين بقوله: (هل يستويان مثلا....

>>مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت<<
فصل ومنها قوله تعالى:
(مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ
بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ) العنكبوت (41)
فذكر سبحانه إنهم ضعفاء وأن الذين اتخذوهم أولياء أضعف منهم
فهم في ضعفهم وما قصدوه من اتخاذ الأولياء كالعنكبوت اتخذت بيتا
وهو أوهن البيوت وأضعفها وتحت هذا المثل أن هؤلاء المشركين أضعف
ما كانوا حيث اتخذوا من دون الله أولياء فلم يستفيدوا بمن اتخذوهم
أولياء إلا ضعفا كما قال تعالى:
(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً (81) كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ
بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً) مريم (80) (81)
وقال تعالى:(وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ (74)
لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُحْضَرُونَ) يس (74) (75)
وقال بعد أن ذكر هلاك الأمم المشركين:
(وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ
الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ
وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ) هود (101)
فهذه أربعة مواضع في القرآن تدل على أن من اتخذ من دون الله
وليا يتعزز به و يتكثر به ويستنصر به لم يحصل له به إلا ضد مقصوده,
وفي القرآن أكثر من ذلك وهذا من أحسن الأمثال وأدلها على بطلان
الشرك وخسارة صاحبه وحصوله على ضد مقصوده,
فإن قيل: فهم يعلمون أن أوهن البيوت بيت العنكبوت فكيف
نفى عنهم علم ذلك بقوله ( لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ)
فالجواب: أنه سبحانه لم ينفِ عنهم علمهم بوهن بيت العنكبوت
وإنما نفى علمهم بأن اتخاذهم أولياء من دونه كالعنكبوت اتخذت بيتا
فلو علموا ذلك لما فعلوه, ولكن ظنوا أن اتخاذهم الأولياء من دونه
يفيدهم عزا وقوة فكان الأمر بخلاف ما ظنوا.

المصدر:
{ كتاب الأمثال في القرآن}
لابن القيم
//**// من الأمثال في القرآن // مثل من كانت أعمالهم كسراب أو كظلمات //**//
//*// من الأمثال في القرآن الكريم // مثل من أعرض عن كلام الله ومثل من حُمّل التوراة //*//