- 4 يونيو 2006
- 41,911
- 118
- 63
- الجنس
- ذكر
الســــــــــلام عليكــــــــــم ورحمــة الله وبركـاتـــــــه
من أجمل ما وجدت عن قصة ذي القرنين في أحد المواقع الدينية وأحببت أن أنقله إليكم لتعم الفائدة ويزال اللبس..
السؤال : من هو الإسكندر ذى القرنين ؟ هل هو الاسكندر المقدوني ؟ وهل كان عبدًا صالحًا ؟ أم من عبدة الأوثان ؟
الجواب : من عدة وجوه..
الأول : أنّه ليس في القرآن الكريم ذكر لعمر ذي القرنين ( الإسكندر ) ولا للعصر الذي عاش فيه .
الثاني : أنّ ذي القرنين المذكور في القرآن ليس هو الاسكندر المقدوني اليوناني الذي بنى الإسكندرية ، فهذا هو المتوفى عن 33 سنة ، كما في كتب النصارى ، وقد عاش قبل مولد المسيح عليه السلام ب 323 سنة.
أما ذو القرنين المذكور في القرآن فكان في زمن إبراهيم عليه السلام ، ويقال إنه أسلم على يدي إبراهيم عليه السلام وحجّ البيت ماشيًا؛ وقد اختلف النّاس فيه هل كان نبيًّا أم كان عبدًا صالحًا ملكاً عادلاً، مع اتفاقهم على أأنّه مسلمٌ موحّدٌ طائعٌ لله تعالى، والصواب هو التوقف في شأنه ، لقول النبيّ صلى الله عليه وسلم : "مَا أَدْرِي أَتُبَّعٌ أَنَبِيّاً كانَ أَمْ لاَ ، وَمَا أَدْرِي ذَا الْقَرْنَيْنِ أَنَبِيّاً كانَ أَمْ لاَ ، وَمَا أَدْرِي الحُدُودُ كَفَّارَاتٌ لأَهْلِهَا أَمْ لاَ " .
رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 5524 .
الثالث : أنّ الفرق بين هذا العبد الصالح ، وبين الاسكندر المقدوني الكافر أمرٌ معروفٌ لدى علماء المسلمين ، قال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (1/493) : عن قتادة قال : اسكندر هو ذو القرنين وأبوه أول القياصرة وكان من ولد سام بن نوح عليه السلام .
فأما ذو القرنين الثاني فهو اسكندر بن فيلبس ... بن رومي بن الأصفر بن يقز بن العيص بن إسحق بن إبراهيم الخليل كذا نسبه الحافظ ابن عساكر في تاريخه ، المقدوني اليوناني المصري باني إسكندرية الذي يؤرخ بأيامه الروم وكان متأخرًا عن الأول بدهرٍ طويل ، كان هذا قبل المسيح بنحو من ثلاثمائة سنة وكان أرسطاطاليس الفيلسوف وزيره وهو الذي قتل دارا بن دارا وأذل ملوك الفرس وأوطأ أرضهم.
وإنّما نبهنا عليه لأنّ كثيرا من النّاس يعتقدون أنّهما واحد وأنّ المذكور في القرآن هو الذي كان أرسطاطاليس وزيره فيقع بسبب ذلك خطأٌ كبيرٌ، فإنّ الأول كان عبدًا مؤمنًا صالحًا وملكًا عادلاً، وأمّا الثّاني فكان مشركًا وكان وزيره فيلسوفًا وقد كان بين زمانهما أكثر من ألفي سنة، فأين هذا من هذا ؟! لا يستويان ولا يشتبهان إلاّ على غبيٍّ لا يعرف حقائق الأمور .
انتهى كلام ابن كثير رحمه الله .
الرابع : أنّ النصارى ليس في كتابهم المقدس معلومات وافية عن الاسكندر الثاني ، فضلا عن الأول ، وغاية ما عندهم رؤيا لدانيال ، زعموا أنّ فيها إشارة لحكم هذا الاسكندر الكافر وانقسام مملكته من بعده .
الخامس : أنّه لو فرضنا وجود اختلاف بين القرآن وكتابهم حول شخصية أو حدث فأي غرابة في هذا !
وما أكثر هذه الاختلافات ، لاسيما حول قصص أنبياء الله كإبراهيم ونوح ولوط وموسى وداود وعيسى عليهم السلام . فالنصارى لا يملكون سندًا متصلاً لهذه الكتب التي يؤمنون بها ولا معرفة بحال الذين قاموا بترجمتها، مع اشتمالها على عشرات المواضع المتناقضة والمختلفة التي ينتفي معها دعوى العصمة وأنها كتبت بالإلهام من الروح القدس وحسبك باختلافهم في نسب عيسى عليه السلام !
فكيف يجعل ما في هذه الكتب المحرفة حكما على القرآن العظيم ، المحفوظ بحفظ الله تعالى ؟! والله أعلم .
من أجمل ما وجدت عن قصة ذي القرنين في أحد المواقع الدينية وأحببت أن أنقله إليكم لتعم الفائدة ويزال اللبس..
السؤال : من هو الإسكندر ذى القرنين ؟ هل هو الاسكندر المقدوني ؟ وهل كان عبدًا صالحًا ؟ أم من عبدة الأوثان ؟
الجواب : من عدة وجوه..
الأول : أنّه ليس في القرآن الكريم ذكر لعمر ذي القرنين ( الإسكندر ) ولا للعصر الذي عاش فيه .
الثاني : أنّ ذي القرنين المذكور في القرآن ليس هو الاسكندر المقدوني اليوناني الذي بنى الإسكندرية ، فهذا هو المتوفى عن 33 سنة ، كما في كتب النصارى ، وقد عاش قبل مولد المسيح عليه السلام ب 323 سنة.
أما ذو القرنين المذكور في القرآن فكان في زمن إبراهيم عليه السلام ، ويقال إنه أسلم على يدي إبراهيم عليه السلام وحجّ البيت ماشيًا؛ وقد اختلف النّاس فيه هل كان نبيًّا أم كان عبدًا صالحًا ملكاً عادلاً، مع اتفاقهم على أأنّه مسلمٌ موحّدٌ طائعٌ لله تعالى، والصواب هو التوقف في شأنه ، لقول النبيّ صلى الله عليه وسلم : "مَا أَدْرِي أَتُبَّعٌ أَنَبِيّاً كانَ أَمْ لاَ ، وَمَا أَدْرِي ذَا الْقَرْنَيْنِ أَنَبِيّاً كانَ أَمْ لاَ ، وَمَا أَدْرِي الحُدُودُ كَفَّارَاتٌ لأَهْلِهَا أَمْ لاَ " .
رواه الحاكم والبيهقي وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 5524 .
الثالث : أنّ الفرق بين هذا العبد الصالح ، وبين الاسكندر المقدوني الكافر أمرٌ معروفٌ لدى علماء المسلمين ، قال ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية (1/493) : عن قتادة قال : اسكندر هو ذو القرنين وأبوه أول القياصرة وكان من ولد سام بن نوح عليه السلام .
فأما ذو القرنين الثاني فهو اسكندر بن فيلبس ... بن رومي بن الأصفر بن يقز بن العيص بن إسحق بن إبراهيم الخليل كذا نسبه الحافظ ابن عساكر في تاريخه ، المقدوني اليوناني المصري باني إسكندرية الذي يؤرخ بأيامه الروم وكان متأخرًا عن الأول بدهرٍ طويل ، كان هذا قبل المسيح بنحو من ثلاثمائة سنة وكان أرسطاطاليس الفيلسوف وزيره وهو الذي قتل دارا بن دارا وأذل ملوك الفرس وأوطأ أرضهم.
وإنّما نبهنا عليه لأنّ كثيرا من النّاس يعتقدون أنّهما واحد وأنّ المذكور في القرآن هو الذي كان أرسطاطاليس وزيره فيقع بسبب ذلك خطأٌ كبيرٌ، فإنّ الأول كان عبدًا مؤمنًا صالحًا وملكًا عادلاً، وأمّا الثّاني فكان مشركًا وكان وزيره فيلسوفًا وقد كان بين زمانهما أكثر من ألفي سنة، فأين هذا من هذا ؟! لا يستويان ولا يشتبهان إلاّ على غبيٍّ لا يعرف حقائق الأمور .
انتهى كلام ابن كثير رحمه الله .
الرابع : أنّ النصارى ليس في كتابهم المقدس معلومات وافية عن الاسكندر الثاني ، فضلا عن الأول ، وغاية ما عندهم رؤيا لدانيال ، زعموا أنّ فيها إشارة لحكم هذا الاسكندر الكافر وانقسام مملكته من بعده .
الخامس : أنّه لو فرضنا وجود اختلاف بين القرآن وكتابهم حول شخصية أو حدث فأي غرابة في هذا !
وما أكثر هذه الاختلافات ، لاسيما حول قصص أنبياء الله كإبراهيم ونوح ولوط وموسى وداود وعيسى عليهم السلام . فالنصارى لا يملكون سندًا متصلاً لهذه الكتب التي يؤمنون بها ولا معرفة بحال الذين قاموا بترجمتها، مع اشتمالها على عشرات المواضع المتناقضة والمختلفة التي ينتفي معها دعوى العصمة وأنها كتبت بالإلهام من الروح القدس وحسبك باختلافهم في نسب عيسى عليه السلام !
فكيف يجعل ما في هذه الكتب المحرفة حكما على القرآن العظيم ، المحفوظ بحفظ الله تعالى ؟! والله أعلم .