- 22 يوليو 2008
- 16,039
- 146
- 63
- الجنس
- أنثى
- علم البلد
بسم الله الرحمن الرحيم
همسات .......في التربية بالحب
تقول عائشة رضي الله عنها :
(ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً قط بيده، ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله) ويقول معاوية بن الحكم بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني سكت فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني بل قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
صحيح أن بدائل التربية بالحب ( صفعات وشتائم ورفس ... إلخ) كثيرة وسريعة أيضاً ولكن تأثيرها لا يلبث أن يزول بزوال السبب فضلا عن عما تسببه في إخراج أجيال مهلهلة تمثل عناصر في منظومة الخائفين والمترددين وصحيح أيضاً أن التربية بالحب وأدواتها مجهدة تحتاج لبذل الجهد لكنها تظل هي الأساس في اخراج أجيال صحيحة معافة من أدران الضعف والخواء وضعف الرقابة الذاتية فضلاً عن كونها تظل هي الحل الوحيد وهي منهج الشرع في تربية الصالحين من الأبناء الذين يحملون أمانة حمل الخير والقيم النافعة لكل الناس.
ان احترام المشاعر ومشاركة الأحلام قبل الأفكار ومناقشة الرغبات والاهتمامات قبل مشاطرة الأحاديث والحوارات هي روافد حقاً لتنشئة أجيال تستطيع أن تواجه هذه التحديات الضخمة والهائلة الحالة والمستقبلية .
عجبت والله لمن لا يبذل جهداً في تربية فلذات أكباده ويطالبهم بالكمال في الأخلاق والسلوك فبعضهم ببساطة يمكن أن يخسر كل صراحة أبنائه مستقبلا إن كبلهم بسياج النقد المستمر واللوم والعتاب الدائم والمقارنة الزائفة تلك الأسلحة التي تحطم وتفتك بكل قدرة وتبدد كل طاقة في فراغ ملئ بالفضائيات والانترنت وتقنيات الاتصالات المتسارعة ,لذا لابد أن نكون شموساً نشع نورا ومحبة لكل من حولنا ونعلم أن سلوكنا الخفي وحديثنا بدون الكلمات يؤثر في مستقبل الآخرين صغاراً كانوا أم وكباراً وأن الحلم والأناة والتواضع رزق منه عز وجل... سعيد حقاً سعيد من نال منه النصيب الوفير أيضا لابد أن نساهم في نجاح كل من حولنا بالحب وببث الأمل في قدراتهم وطاقاتهم ويكفيهم جيوش المحبطين وعضويتهم الدائمة في نادي الإحباط ودعواتهم المستمرة لضم آخرين لهذا النادي بعضوية مدى الحياة ومجانا أيضا.
إخواني الآباء وأخواتي الأمهات .... المعلمين والمعلمات ... المربيين والمربيات
إليكم أهمس في آذانكم... أعتقد أنه واجب علينا أن نتفقد الحاجات وأن نتلمس المشاكل قبل حدوثها .... فالوقاية خير من العلاج فليس هناك من داع لأن تسير حياتنا بسياسة اطفاء الحرائق ( عندما تشتعل أو توشك أن تشتعل النيران .. نبدأ في الاطقاء ) .. لابد أن نكون قلوبا ًقبل أن نكون عيوناً .....ويجب أن نتذكر دوما أنه بالحب يمكن أن نصنع المستحيل ... وأن التربية بالحب ليس لها بديل مهما كانت الظروف والأحوال , وأختم بقول قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " إن الله رفيق يحب الرفق , وإن الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف "، ونلقاكم على خير.
ملحوظة: نشر هذا المقال بجريدة عكاظ في صفحة المنبر (الاثنين 26/11/2007)
همسات .......في التربية بالحب
تقول عائشة رضي الله عنها :
(ما ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- شيئاً قط بيده، ولا امرأة ولا خادماً إلا أن يجاهد في سبيل الله) ويقول معاوية بن الحكم بينما أنا أصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عطس رجل من القوم فقلت يرحمك الله فرماني القوم بأبصارهم فقلت واثكل أمياه ما شأنكم تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم فلما رأيتهم يصمتونني سكت فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني بل قال إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
صحيح أن بدائل التربية بالحب ( صفعات وشتائم ورفس ... إلخ) كثيرة وسريعة أيضاً ولكن تأثيرها لا يلبث أن يزول بزوال السبب فضلا عن عما تسببه في إخراج أجيال مهلهلة تمثل عناصر في منظومة الخائفين والمترددين وصحيح أيضاً أن التربية بالحب وأدواتها مجهدة تحتاج لبذل الجهد لكنها تظل هي الأساس في اخراج أجيال صحيحة معافة من أدران الضعف والخواء وضعف الرقابة الذاتية فضلاً عن كونها تظل هي الحل الوحيد وهي منهج الشرع في تربية الصالحين من الأبناء الذين يحملون أمانة حمل الخير والقيم النافعة لكل الناس.
ان احترام المشاعر ومشاركة الأحلام قبل الأفكار ومناقشة الرغبات والاهتمامات قبل مشاطرة الأحاديث والحوارات هي روافد حقاً لتنشئة أجيال تستطيع أن تواجه هذه التحديات الضخمة والهائلة الحالة والمستقبلية .
عجبت والله لمن لا يبذل جهداً في تربية فلذات أكباده ويطالبهم بالكمال في الأخلاق والسلوك فبعضهم ببساطة يمكن أن يخسر كل صراحة أبنائه مستقبلا إن كبلهم بسياج النقد المستمر واللوم والعتاب الدائم والمقارنة الزائفة تلك الأسلحة التي تحطم وتفتك بكل قدرة وتبدد كل طاقة في فراغ ملئ بالفضائيات والانترنت وتقنيات الاتصالات المتسارعة ,لذا لابد أن نكون شموساً نشع نورا ومحبة لكل من حولنا ونعلم أن سلوكنا الخفي وحديثنا بدون الكلمات يؤثر في مستقبل الآخرين صغاراً كانوا أم وكباراً وأن الحلم والأناة والتواضع رزق منه عز وجل... سعيد حقاً سعيد من نال منه النصيب الوفير أيضا لابد أن نساهم في نجاح كل من حولنا بالحب وببث الأمل في قدراتهم وطاقاتهم ويكفيهم جيوش المحبطين وعضويتهم الدائمة في نادي الإحباط ودعواتهم المستمرة لضم آخرين لهذا النادي بعضوية مدى الحياة ومجانا أيضا.
إخواني الآباء وأخواتي الأمهات .... المعلمين والمعلمات ... المربيين والمربيات
إليكم أهمس في آذانكم... أعتقد أنه واجب علينا أن نتفقد الحاجات وأن نتلمس المشاكل قبل حدوثها .... فالوقاية خير من العلاج فليس هناك من داع لأن تسير حياتنا بسياسة اطفاء الحرائق ( عندما تشتعل أو توشك أن تشتعل النيران .. نبدأ في الاطقاء ) .. لابد أن نكون قلوبا ًقبل أن نكون عيوناً .....ويجب أن نتذكر دوما أنه بالحب يمكن أن نصنع المستحيل ... وأن التربية بالحب ليس لها بديل مهما كانت الظروف والأحوال , وأختم بقول قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " إن الله رفيق يحب الرفق , وإن الله يعطي على الرفق مالا يعطي على العنف "، ونلقاكم على خير.
ملحوظة: نشر هذا المقال بجريدة عكاظ في صفحة المنبر (الاثنين 26/11/2007)