- 12 سبتمبر 2007
- 1,826
- 14
- 0
- الجنس
- ذكر
مع الشعرآء ...في رمضان ...
تعوّدت القلوب كل سنة أن تنتظر بلهفةٍ قدوم شهر رمضان المبارك، فهو شهر لا يعرف الناس مثله طيلة العام، بل لايجدون شبيها لأوقاته المباركة، ولا يستطيعون وصف مشاعرهم فيه من ابتهاجهم وسرورهم وتجمهرهم في أمسياته الساحرة في كل المجتمعات الإسلامية.وتزيد المظاهر الرمضانية في بلادٍ مثل مصر الكنانة، حيث الليل الذي لا يهدأ ولايعرف السكون حتى أذان الفجر في أشكال وألوان تسلب فكر المتأمل، ولكن في نفس الوقت تقلُّ هذه المظاهر جدا في مجتمعات المسلمين، الـذين يعيشون في الغرب مثلا حيث لا تكاد ترى رمضان إلا في المسجد وقت التراويح وتمر أيام هذا الشهر الكريم وأنت تشعر بأسى شديد، فرمضان هناك مثل اليتيم على مائدة اللئام، وإني لأرثي لحال كل من يعيش الغربة في بلاد لا تسمع فيها الأذان وقد جربتها فوجدت طعمها كطعم العلقم، والحمدلله على نعمة الأمن والأمان والعيش في بلاد الإسلام ، إذ نصوم ونفطر بين أهلينا وأحبابنا وأصدقائنا
كان الأدباء والشعراء يتسابقون لتهنئنة الأمراء والخلفاء ومن يودون من عامة الناس ببطاقات التهاني عالية السبك الأدبي، التي تحتوي أجمل الكلمات في قالب صياغة مبهرٍ وينشد الشعراء قصائدهم، وعادة ما تكون أبياتا قليلة، لأنه يقال بأن شيطان الشعر لا يسعفهم بأكثر من هذه الأبيات، بل قد يصل بعضهم إلى التوقف تماما عنه كما يحصل لي كلّ سنة ولا أدري لماذا ولعل ما قيل عن القبض على مردة الشياطين في رمضان يعمُّ حتى شياطين الشعراء، وقد يصف الشعراء بعض أحوالهم فيه فإن كان محبٍّا له مدحه بجميل الكلام وإن كان غير ذلك فسوف يصبّ جام غضبه عليه كما فعل من لا خلاق له ولا دين، وسوف أختار لكم ما راق لي من أشعارهم الجميلة والطريفة
، يقول ابن حميدس الصقلي (447- 527هـ):
قلتُ والناسُ يرقبون هلالاً يشبه الصبَّ من نـحافة جسمهْمن يكن صائماً فذا رمضانٌ خطّ بالنور للورى أول اسمهْ
وأنشد الثعالبي تهنئة بشهر رمضان لبعض الرؤساء:
نلتَ في ذا الصيام ما ترتجيهِ ووقاكَ الإلهُ ما تتقيهِأنت في الناسِ مثل شهرك في الأشهرِ أو مثل ليلةِ البدر فيهِ
وهناك شاعر غضب من حضور شهر رمضان في أغسطس شهر الحر، وهو ابن الرومي فقال مداعبا لا معتقدا وأظنه كان يعاني من ارتفاع ضغط الدم، حيث يزيد مع ارتفاع درجات الحرارة فكيف إذا اجتمع الصوم معه ولم تخترع في تلك الأيام المكيفات ولهذا قال:
شهرُ الصيام مباركٌ ما لم يكنْ في شهر آبْالليلُ فيه ساعةٌ ونهارهُ يوم الحسابْخفتُ العذاب فصمتهُ فوقعت في نفس العذابْ
ولا أظن شاعرنا ابن الرومي أفطر في تلك السنة الحارة، ولكن أبياته كما ذكرت من المداعبات التي يريد الشعراء منها خفة الدم والطرفة، فلا تذهبوا بأفكاركم بعيداً.
تعوّدت القلوب كل سنة أن تنتظر بلهفةٍ قدوم شهر رمضان المبارك، فهو شهر لا يعرف الناس مثله طيلة العام، بل لايجدون شبيها لأوقاته المباركة، ولا يستطيعون وصف مشاعرهم فيه من ابتهاجهم وسرورهم وتجمهرهم في أمسياته الساحرة في كل المجتمعات الإسلامية.وتزيد المظاهر الرمضانية في بلادٍ مثل مصر الكنانة، حيث الليل الذي لا يهدأ ولايعرف السكون حتى أذان الفجر في أشكال وألوان تسلب فكر المتأمل، ولكن في نفس الوقت تقلُّ هذه المظاهر جدا في مجتمعات المسلمين، الـذين يعيشون في الغرب مثلا حيث لا تكاد ترى رمضان إلا في المسجد وقت التراويح وتمر أيام هذا الشهر الكريم وأنت تشعر بأسى شديد، فرمضان هناك مثل اليتيم على مائدة اللئام، وإني لأرثي لحال كل من يعيش الغربة في بلاد لا تسمع فيها الأذان وقد جربتها فوجدت طعمها كطعم العلقم، والحمدلله على نعمة الأمن والأمان والعيش في بلاد الإسلام ، إذ نصوم ونفطر بين أهلينا وأحبابنا وأصدقائنا
كان الأدباء والشعراء يتسابقون لتهنئنة الأمراء والخلفاء ومن يودون من عامة الناس ببطاقات التهاني عالية السبك الأدبي، التي تحتوي أجمل الكلمات في قالب صياغة مبهرٍ وينشد الشعراء قصائدهم، وعادة ما تكون أبياتا قليلة، لأنه يقال بأن شيطان الشعر لا يسعفهم بأكثر من هذه الأبيات، بل قد يصل بعضهم إلى التوقف تماما عنه كما يحصل لي كلّ سنة ولا أدري لماذا ولعل ما قيل عن القبض على مردة الشياطين في رمضان يعمُّ حتى شياطين الشعراء، وقد يصف الشعراء بعض أحوالهم فيه فإن كان محبٍّا له مدحه بجميل الكلام وإن كان غير ذلك فسوف يصبّ جام غضبه عليه كما فعل من لا خلاق له ولا دين، وسوف أختار لكم ما راق لي من أشعارهم الجميلة والطريفة
، يقول ابن حميدس الصقلي (447- 527هـ):
قلتُ والناسُ يرقبون هلالاً يشبه الصبَّ من نـحافة جسمهْمن يكن صائماً فذا رمضانٌ خطّ بالنور للورى أول اسمهْ
وأنشد الثعالبي تهنئة بشهر رمضان لبعض الرؤساء:
نلتَ في ذا الصيام ما ترتجيهِ ووقاكَ الإلهُ ما تتقيهِأنت في الناسِ مثل شهرك في الأشهرِ أو مثل ليلةِ البدر فيهِ
وهناك شاعر غضب من حضور شهر رمضان في أغسطس شهر الحر، وهو ابن الرومي فقال مداعبا لا معتقدا وأظنه كان يعاني من ارتفاع ضغط الدم، حيث يزيد مع ارتفاع درجات الحرارة فكيف إذا اجتمع الصوم معه ولم تخترع في تلك الأيام المكيفات ولهذا قال:
شهرُ الصيام مباركٌ ما لم يكنْ في شهر آبْالليلُ فيه ساعةٌ ونهارهُ يوم الحسابْخفتُ العذاب فصمتهُ فوقعت في نفس العذابْ
ولا أظن شاعرنا ابن الرومي أفطر في تلك السنة الحارة، ولكن أبياته كما ذكرت من المداعبات التي يريد الشعراء منها خفة الدم والطرفة، فلا تذهبوا بأفكاركم بعيداً.