- 25 مايو 2012
- 686
- 63
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمود خليل الحصري
رد: مَاهِيَّــةُ الأًلِــــفِ
المشكلة عندك أخي أحمد تظهر جليا في مشكلة الأساس وعدمه ،
وإذا أمعنا النظر في معنى الأساس لزال الإشكال .
فالأَسَاسُ : قاعدة البناء التي يُقام عليها .
و الأَسَاسُ : أَصل كلِّ شيء ومبدؤه .
وعلى هذا المعنى فلابد للألف من أساس يبنى عليه _ أي كان هذا الأساس _
باعتباره حرفا من حروف الهجاء ،
فإذا كان مبدؤه ومولده هو الأساس _ كما فعل سيبويه _ فأقصى الحلق أساسه ،
وإذا كان ظهور صوته وتميزه عن غيره هو الأساس _ كما فعل الخليل _
فتجويف الحلق والفم أساسه ؛ لأن حروف المد الثلاثة لا تقوم ذاتها إلا بامتدادها بمقدار حركتين ، وهذا القدر لا يتحقق إلا بمرور الصوت المجهور بتجويف الحلق والفم منتهيا بانتهائه .
قال ا لدكتور غانم في الدرسات الصوتية .. :
" إن ما ذهب إليه علماء العربية وعلماء التجويد من انقطاع أصوات حروف المد عند مخرج الهمزة معناه أن مصدر التصويت بهذه الأصوات في ذلك الموضع ،
حين يتذبذب الوتران الصوتيان ،
فتحصل نغمة الجهر التي تشكل جوهر أصوات المد ،
ثم تتباين حروف المد بعد ذلك تبعا لوضع اللسان والشفتين
أثناء نطق كل صوت من تلك الأصوات "
وقال عبد الصبور شاهين متحدثا عن حروف المد والحركات :
" وليس للفم من دور في انتاجها سوى اتخاذه شكلا معينا ،
باعتباره غرفة رنين تعطي الصوت المار بها طابعا خاصا "
فيمكن القول إذن :
1- أن أساس حروف المد ( تجويف الحلق والفم ) وهو المتسبب الحقيقي في ظهور هذه الأصوات بكيفياتها المتباينة عن بقية الحروف ، باعتبار هذا التجويف غرفة وأساس يتخذه الصوت المجهور في انتاج حروف المد الثلاثة ،
بل لولا هذا التجويف ، وتصعد الهواء مع الألف وتسفله مع الياء واعتراضه مع الواو ؛ لكان صوتها ساذَجًا _ أي لا معالم له _ ونلمح ذلك في قول
( ابن الناظم ) في ( الحواشي المفهمة ) :
" وهن بالصوت أشبه،ويتميزن عنه بتصعد الألف وتسفل الياء واعتراض الواو "
وقال المسعدي في فوائده :
" وهذه الثلاثة بالصوت الساذَج أشبه ولكنها تتميز عنه بتصعد الألف
وتسفل الياء واعتراض الواو ، والصوت "
ثم أكمل تعريف الصوت الساذج بقوله :
" هو العاري عن الحركات والسكنات ويكون في الحيوان غير الآدمي " .
فلو سلمنا لقولك بأن الألف لا أساس يقوم عليه لما اعتُبِرَ حرفا من الأساس ،
ولكان صوتا ساذَجًا كما وصفه المسعدي .
جزاك الله خيرا شيخنا أحمد
وأزال عنك هذا الإشكال
( آمين )
جزيت خيرا شيخنا أحمدجزاك الله خيرا شيخنا الكريم إسلام ، وأعتذر عن التأخر في الرد رغم تواجدي في المنتدى ؛ لأسباب خاصة .
يا شيخنا الكريم ، ألا ترى قول المرعشي : كلما كان الاعتماد أقوى كان صوت الحرف أقوى " قاعدة ذكرها في سياق الكلام عن الحروف الشديدة ؟؟
خاضة وأن كل صفة من صفات القوة عللوها بقوة الاعتماد على المخرج .
ولو سلمتُ لك شيخنا الكريم بصحة تحليلك لكلام المرعشي ؛ فقد أجبتَ عن السؤال ، ولكن لم ترفع الإشكال .
وهذا الإشكال الذي يجعلني أتمسك بضعف الألف عن الهاء ، فهو الأساس عندي ، وجميع النصوص التي ذكرتها بحثتُ عنها استنادا إلى هذه القاعدة ، حتى كلامي عن الخفاء وغيره ، وهو الذي جعلني أتوجه هذا التوجه مخالفا جل العلماء ، ولا أحب أن أقول لو وقفتُ على نص صريح يقال فيه : إن الهاء أضعف من الألف، هكذا صراحة ؛ ما اقتعنت به ما دام هذا الإشكال موجودا .
فهلا رفعت لي هذا الإشكال ، وحينها أسلم لك بضعف الهاء عن الألف .
وجزاك الله خيرا على حرصك على تحري الصواب .
المشكلة عندك أخي أحمد تظهر جليا في مشكلة الأساس وعدمه ،
وإذا أمعنا النظر في معنى الأساس لزال الإشكال .
فالأَسَاسُ : قاعدة البناء التي يُقام عليها .
و الأَسَاسُ : أَصل كلِّ شيء ومبدؤه .
وعلى هذا المعنى فلابد للألف من أساس يبنى عليه _ أي كان هذا الأساس _
باعتباره حرفا من حروف الهجاء ،
فإذا كان مبدؤه ومولده هو الأساس _ كما فعل سيبويه _ فأقصى الحلق أساسه ،
وإذا كان ظهور صوته وتميزه عن غيره هو الأساس _ كما فعل الخليل _
فتجويف الحلق والفم أساسه ؛ لأن حروف المد الثلاثة لا تقوم ذاتها إلا بامتدادها بمقدار حركتين ، وهذا القدر لا يتحقق إلا بمرور الصوت المجهور بتجويف الحلق والفم منتهيا بانتهائه .
قال ا لدكتور غانم في الدرسات الصوتية .. :
" إن ما ذهب إليه علماء العربية وعلماء التجويد من انقطاع أصوات حروف المد عند مخرج الهمزة معناه أن مصدر التصويت بهذه الأصوات في ذلك الموضع ،
حين يتذبذب الوتران الصوتيان ،
فتحصل نغمة الجهر التي تشكل جوهر أصوات المد ،
ثم تتباين حروف المد بعد ذلك تبعا لوضع اللسان والشفتين
أثناء نطق كل صوت من تلك الأصوات "
وقال عبد الصبور شاهين متحدثا عن حروف المد والحركات :
" وليس للفم من دور في انتاجها سوى اتخاذه شكلا معينا ،
باعتباره غرفة رنين تعطي الصوت المار بها طابعا خاصا "
فيمكن القول إذن :
1- أن أساس حروف المد ( تجويف الحلق والفم ) وهو المتسبب الحقيقي في ظهور هذه الأصوات بكيفياتها المتباينة عن بقية الحروف ، باعتبار هذا التجويف غرفة وأساس يتخذه الصوت المجهور في انتاج حروف المد الثلاثة ،
بل لولا هذا التجويف ، وتصعد الهواء مع الألف وتسفله مع الياء واعتراضه مع الواو ؛ لكان صوتها ساذَجًا _ أي لا معالم له _ ونلمح ذلك في قول
( ابن الناظم ) في ( الحواشي المفهمة ) :
" وهن بالصوت أشبه،ويتميزن عنه بتصعد الألف وتسفل الياء واعتراض الواو "
وقال المسعدي في فوائده :
" وهذه الثلاثة بالصوت الساذَج أشبه ولكنها تتميز عنه بتصعد الألف
وتسفل الياء واعتراض الواو ، والصوت "
ثم أكمل تعريف الصوت الساذج بقوله :
" هو العاري عن الحركات والسكنات ويكون في الحيوان غير الآدمي " .
فلو سلمنا لقولك بأن الألف لا أساس يقوم عليه لما اعتُبِرَ حرفا من الأساس ،
ولكان صوتا ساذَجًا كما وصفه المسعدي .
جزاك الله خيرا شيخنا أحمد
وأزال عنك هذا الإشكال
( آمين )