رد: تبليغ نااااادر للعم عبدالعزيز بخاري يرحمه الله
الشيخ/ محمد بن علي محمد ثاني
(1339ـ 1431هـ)
ولد في المدينة المنورة في مطلع شهر شوال عام 1339هـ وعاش طفولته المبكرة في عصر حكم الأشراف للمدينة المنورة.بدأ حياته التعليمية في كتّاب الشيخ محمد سالم، ثم التحق بمدرسة العلوم الشرعية, وكان مؤسسها و مديرها السيد أحمد الفيض أبادي. وكان من بين المعلمين في ذلك العصر الذين تتلمذ عليهم: الشيخ حسن تاج الدين والشيخ عمر الطرابلسي والشيخ أحمد التونسي والشيخ محمود أبو بكر الفلاني والشيخ عمر توفيق رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته.
وكان الشيخ ثاني قد حفظ القرآن الكريم وهو في الثانية عشرة من عمره, وكان شيخه علي السمان، وتخرج في مدرسة العلوم الشرعية, و حصل على الشهادة العالية عام 1361هـ، ثم واصل تعليمه في رحاب المسجد النبوي الشريف علي العديد من المشايخ وهم: الشيخ محمد تكر والشيخ محمد الطيب بن إسحاق الأنصاري والشيخ محمد بن علي بن عبد الله الحركان ( وزير العدل آنذاك) وحصل منه علي إجازة علمية في علوم التفسير والحديث والفقه على طريقة علماء المسلمين المتقدمين بعد دراسة لسنوات طويلة في عام 1393هـ.
وعمل الشيخ مدرساً في مدرسة العلوم الشرعية بعد تخرجه منها، وفي عام 1362هـ عُيّن مدرساً في مدرسة شقراء الابتدائية الحكومية في منطقة نجد, وعمل فيها حتى عام 1364هـ ودرس معه الشيخ عبدالمجيد حسن الجبرتي إمام وخطيب المسجد النبوي والقاضي في محكمة المدينة المنورة، والشيخ عبد الله الخربوش إمام المسجد النبوي والموجّه التربوي للعلوم الدينية بتعليم المدينة والشيخ إسحاق الكردي والشيخ سويلم نافع.
بعد ذلك درّس في مدرسة دار الأيتام بالمدينة المنورة من عام 1365 إلى عام 1368هـ، ثم عمل مدرساً بالمدرسة المنصورية الابتدائية التابعة لمديرية التعليم من عام 1368 إلي 1373هـ، ثم عيّن مدرساً في مدرسة طيبة الثانوية في عام 1374هـ وفي عام 1378هـ انتقل إلى متوسطة أبي بكر الصديق ودرّس فيها حتى عام 1383هـ.
بعد ذلك عاد إلى التدريس لمدرسة طيبة الثانوية عام 1382 وواصل التدريس فيها حتى تقاعد في عام 1399هـ بعد عمل في التعليم مدة سبعة و ثلاثين عاماً.
ومن المواد التي كان يدرّسها مواد اللغة العربية ومقررات التوحيد والحديث والفقه في المراحل التعليمية المختلفة.
بدأ الشيخ ثاني التدريس في المسجد النبوي من عام 1373هـ بتكليف من سماحة الشيخ عبد العزيز بن صالح رئيس المحاكم الشرعية و إمام وخطيب المسجد النبوي. ومن بين الكتب التي درسها في حلقاته العلمية: الأجرومية في النحو وقطر الندى وألفية بن مالك وتفسير ابن كثير وسبل السلام وعمدة الأحكام وفتح الباري وصحيح مسلم وسنن أبي داود و موطأ مالك ونيل الأوطار، وشارك في لجان توعية الحجاج في المدينة المنورة و في المشاعر المقدسة في مكة المكرمة.
وكان من طلابه الشيخ عبدالله بن سليمان بن منيع والشيخ صالح الحصين والاديب سعد البواردي وسعد ابومعطي وعبدالله الدريس وعبدالرحمن المقحم وعبدالعزيز العيفان وغيرهم من الطلبه
وفي عام 1396 تشرّف بإمامة المسلمين في المسجد النبوي الشريف بتكليف من سماحة الشيخ عبد العزيز بن صالح, وكان إماماً محتسباً حتى عام 1414هـ. وواصل التدريس في المسجد النبوي, كما كان عضواً في لجنة الإشراف حتى مرضه في عام 1427هـ.
وقد كان رحمه الله صاحب نظر عميق في كتاب الله وصاحب تأملات موفقة في آياته وآثارها ودلالاتها في حياة المسلم ، مع قدرة عجيبة على تحريك القلوب نحو الله والدار الآخرة.
توفي رحمه الله عن عمر تجاوز(91) عاما في المدينة المنورة يوم الاحد العاشر من محرم 1431 إثر مرض ألمّ به ودفن بالبقيع .