- 3 يونيو 2007
- 6,833
- 36
- 48
- الجنس
- ذكر
::
الحمد لله القائل: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا"، والصلاة والسلام على مَن نَزَل عليه الفرقان "لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا". أما بعد:
فلقد حفظت لنا التقنية الحديثة -بفضل الله- العديد من التسجيلات الصوتية، لكثير من عمالقة القراء في أنحاء العالم الإسلامي، من تلاوات المحافل، والمصاحف المرتلة، والمجودة، وتلاوات الاستديوهات، وغيرها.
ولقد كان في مقدمة هؤلاء العمالقة صاحب الصوت الندي الخاشع، والأداء المبهر، القارئ الشيخ: محمد صديق المنشاوي، عليه رحمة الله.
وهو -رحمه الله- شامة في جبين القراء، وعلَم في رأسه نار، يقول عنه صاحب كتاب تحزيب القرآن (ص91):
"صاحب الصوت الشجي الفريد، الذي آتاه اللهُ من جمال الصوت ما آتاه، وقراءته وصوته مَرضِيّان لدى عامة الناس وخاصتهم، ولم يكن يتكلف في التغني والترنم، ولا في إخراج الحروف، واختيار الشاذ من الوقوف. ومن أراد الخشوع والخشية، فعليه باستماع قراءته".
ولد المنشاوي -رحمه الله- في العشرين من يناير عام 1920م، وحفظ القرآن في الحادية عشرة من عمره!، وتوفي في العشرين من يونيو عام 1969م .. وعمره 49 عاما!
وقد زار عدة دول حول العالم، منها: أندونيسيا، وباكستان، وسوريا، والعراق، وليبيا، والجزائر، وفلسطين، والسعودية، وغيرها من بلدان العالم الإسلامي. وقرأ في كل مكان يزوره قراءات تأخذ بالجَنان، وتطرب لمسمعها الآذان.
وقد سجل المنشاوي -رحمه الله- مصحفا مرتلا "كاملا" برواية حفص عن عاصم، يذاع دوما في إذاعتي القرآن الكريم، المصرية، والسعودية؛ وغيرهما من الإذاعات. وسجل كذلك مصحفا مجودا كاملا -في الأصل-، إلا أن هذا المصحف، وبكل أسف، نقص نقصًا ظاهرًا في بعض المواضع منه، والسبب في ذلك يعود إلى أن"الشرائط المسجل عليها القرآن بصوت الشيخ محمد صديق تم تسجيل برامج أخرى عليها، مثل: ما يطلبه المستمعون، أو خطاب الرئيس عبدالناصر" حسب ما ذكره (سعودي)، ابن الشيخ -رحمه الله-.
ومع هذا، قيَّض الله للمصحف المجود من يخدمه، فقامت عدد من الشركات والمؤسسات المهتمة بالقرآن والتسجيلات القرآنية بإكمال الناقص، وسدّ الخلل؛ بأصوات مشايخ يُقلدون المنشاوي، ومن أشهرهم الشيخ: أحمد محمد سلامة -وفقه الله-.
ونظرا لأن المصحف المجود في جملته -مع نقصه- يحتوي على تلاوات هي الغاية في الحسن والجمال، وفيه من الكنوز التي لا يطلع عليها إلا من استمع للمصحف كاملا، وحيث إن سماع المصحف كاملا متعسر على الكثير؛ جاءت فكرة المشروع التي تتلخص في: "استخراج المقاطع الإبداعية القصيرة، التي لا تتجاوز الخمس دقائق -غالبا-، مع تحليل صوتي بسيط لكل مقطع"، ليسهل نشرها واستماعها بين الناس، لاسيما في الهواتف الذكية، وليطلع محبو المنشاوي -رحمه الله- على روعة الأداء، وجمال الصوت، وحسن التغني.
وقد تم اختيار هذه المقاطع على يد من لهم خبرة في صوت المنشاوي وتلاواته المتفرقة، ولديهم القدرة على التفريق بين صوت المنشاوي من غيره، ولديهم كذلك معرفةٌ بالمقامات الصوتية. فجرى -بحمد الله- انتقاء ما يتجاوز مجموعه 400 مقطعَا، بدقة عالية الوضوح، وبتنوع الأداء والمقامات، طمعا في أن تُرضي هذه الانتقاءات معظم أذواق المستمعين.
وسوف نرفع ما يتيسر من المقاطع -بإذن الله- بشكل يومي في شهر رمضان المبارك، نطرحها هنا، وفي حساب مزامير على "تويتر"، وفي حساب مزامير في "الفيسبوك"، وفي صحفة الشيخ -رحمه الله- بالموقع لاحقا بإذن الله. وكلنا أمل في نشركم لهذا الموضوع -والمقاطع اللاحقة- في قروبات "الواتساب"، وبرامج التواصل الاجتماعي؛ لتكونوا شركاءنا في الخير والنجاح -بإذن الله-، فقد أخذ منّا هذا المشروع جهداً كبيراً ووقتاً كثيراً يقارب العام الكامل في عمل دؤوب متقن ولله الحمد
كما نأمل -في النهاية- ممن كان لديه أي اقتراح أو ملاحظة أن يراسلنا عبر الإيميل:
[email protected]
والله الموفق، وهو حسبنا ونعم الوكيل.