- 26 مايو 2009
- 25,394
- 1,156
- 0
- الجنس
- أنثى
- علم البلد
-

أزفُّ إليكِ جميلَ المعاني
وودَ الأماني
لأنكِ حُلْمُ الصباحِ الجميلْ
وسرُّ العروبةِ ذاكَ الأصيلْ
وشدوُ البلابل فوق الشجرْ
وظلُ الغصون وأشهى الثمرْ
فمنكِ يغارُ كبار الرجالْ
وشعرُ العروبةِ وَدَّ الوصالْ
ليسكبَ في الروح روح الحياةْ
ومعنًى جميلا ينيرُ الجباهْ
ويَرسُمَ للشرقِ خطَّ الصمودْ
وكيف الوجودُ ، وكيف النجاةْ !؟
فقودي ثريا قصيدَ النضالْ
بحرفٍ قويٍّ يدكُّ الجبالْ
ويمحقُ بالفن ذاك العفنْ
وعودي بنصرٍ ليحيا الوطنْ
لم أجد أجمل ولاأروع من هذه الأبيات للشاعر جمال خليفةـــ قالها في شاعرتنا القديرة ثريا نبوي ـــ لأستهل بها ترحيبي بها
فحين تكون الكتابة عن أصحاب البيان تتوارى الكلمات، وتنحني الحروف انحناء الثمانية خجلًا وتوقيرًا..
يُقال: الشعرُ لسانُ الزمان، والشعراء للكلامِ أمراء
وأميرتُنا.. ثُريا تعدّى سناها حدودَ المكان، وأضاءت حروفُها سماءَ الشعر وغاص مدادُها في بحوره
يَسري في دمائها الوطن ، حاملة على عاتقها همومَ الأمة ، عسى الله أن يزيلَ الغُمَّة..
عطاؤها غزير ، متفرّدة دون نِدٍّ أونظير، قلمُها سيف بتَّار ضدَّ الظلمِ والطغيان، ولمن يبغونهاعِوجًا هو لهم بالمرصاد.
هناك على "الشاطئ البعيد"
رانيةً إلى "الترابِ المُرتَهَن" ؛ تقول: عزَفتُ "على ناي حُزنِي" ملاحم مبكية تفتّتت لها الصخور ، وتفطرّت لشجونها القلوب ؛ كيف لا وأنا أبكي بوَّابَةَ الشرقِ التي دُمِّرتْ مصاريعُها؛ بغداد؟
و"عندما تبكي الدِّيار" مُردِّدةً صرخةَ "العصفور الذي نسِيَ" ؛ تتشَكَّلُ حروفُ الوجعِ رايةً لنُصرةِ القُدس ؛ تتلقَّفها بالحنين الذي لا يهدأ ولا ينام؛ مُنشدةً " لِتَحضِنَ رايَكِ الشُّهُبُ"
وكان ما آلَ إليه حالُ الأُمة بعد تثبيطِ الهِمَّة، والتفريط في الجهاد وتثبيتِ أطواد المُلِمَّة؛ مدعاةً للحُداء الذي ردَّدتهُ بين سطورِ "عُذرًا حبيبي المصطفَى"
ولِمَن يتذوَّقونَ العاميَّةَ لم يفُتْها أن تُقدَّم لهم كُلَّ ما سبقَ في "كلام مِن خشبْ" آملةً أن يصلَ صوتُ لهفتِها على الوطن؛ إلى كلِّ رَبْعٍ من ربوعِهِ الغالية.
كم سُررتُ حين قبلت الشاعرة القديرة دعوتي لها للانضمام إلى كوكبة أعضاء الشرف في هذا الصرح الشامخ لننهل من جداول أشعارها ، ونُمتع وجداننا بما تجود به قريحتُها من قصيدٍ، وحكمة جمعتها من قطرات الندى في فجر الأصابيح..
لن أسهب أو أطيل ..فهى غنيّة عن التعريف وحروفها كفيلة بأن تُنبئَ عنها .
فقد قالت في مقدمة مدونتِها:
عندما تتفجَّر بداخلي براكينُ الألم
يتدفقُ حارًّا مدادُ القلم
* قال عنها الدكتور خالد فهمي:
قراءة في ملامح القصيدة عند ثريا نبوى - أ.د خالد فهمي
http://www.mazameer.com/vb/showthread.php?t=185898
* قال عنها الشاعرُ الكبيرُ الناقدُ والمفكرُ الإسلاميُّ المعروف د. عبد السلام البسيوني في كتابِهِ المادحات:
هى شاعرةٌ خاصةٌ جدًا بليغةٌ قويةٌ مكينةٌ معبرة، وذاتُ ثقافة عالية جدًا؛ وإن سبقت ثقافتُها أحيانًا شاعريتَها
مقتدرةٌ، طويلة النفس، ثريَّة الثقافة جميلة الصور، عاطفية المشاعر، تشحن عباراتها وألفاظها بمعانٍ وإشارات متعددةِ الدلالات؛ كاشفةً عن شاعرية غير مُدَّعية ولا اصطناعية، بل الشعرُ في نفسها أصيل واقتدارُها اللغويُّ بيّن، وثقافتُها الإسلامية والعلمية غيرُ خفيَّة.
* كتب عنها الشاعر الفلسطيني حمَّاد صبح قصيدة في صحيفة دنيا الوطن الإلكترونية بعنوان: ثريا نبوي فارس الشعر
http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2013/06/02/295918.html
سأقولُ إنَّ الياسَمينَ هُوِيَّتي ـ كلمات الشاعرة …: http://youtu.be/nFTPeADlQvU
* يا لينُ تَعَالَيْ نُنْقِذُهم - كلمات الشاعرة...: https://www.youtube.com/watch?v=VSV1j9F0f7Q
كلتاهما بصوت الشاعرِ المصريّ حمدي كوكب
* متى يا ليلُ تُحتَضَرُ؟ - كلماتُ الشاعرة ...: بصوتِ الشاعر المغربيِّ القدير: د. سعيد عبيد
https://www.youtube.com/watch?v=hZkF1wF8Al8&feature=youtu.be
حللتِ أهلاً ووطئتِ سهلاً أيتها الفاضلة ومرحبًا
أتمنى أن يطيب لكِ المقام بيننا
وفي انتظار مداد قلمك حارًّا ساطعًا في فضاء ركن لغتنا الجميلة.