- 26 يونيو 2015
- 111
- 164
- 43
- الجنس
- أنثى
- القارئ المفضل
- محمود خليل الحصري
- علم البلد
-
وقفتُ من بعيد أنظر إلى نفسي ارتسمتْ على صفحة عتاب ... نظرتُ إليها طويلا ... طويلا ، لم أرَ فيها سوى الأثلام التي أعيتني و الكِلام التي قهرتني ... كانت واضحة تتراءى خلف وشاح الحياة في هزّة ضمير ... طأطأتُ رأسي و جلست أسفل شجرة صنوبر انثنيت على نفسي و أخليتُ سبيل دموع النّدم التي كانت مغروسة في مدامعي ... فسالت حمما تلفح وجنتيّ و تدفّقت إلى ثغري مالحة لاذعة ... بكيتُ حتى لم أجد في جسدي قطرة ماء ... و ما رفعت رأسي إلاّ بعد أن نقرني عليه كوز صنوبر سقط و تدحرج إلى ساقية أسفل الرّابية ... رفعتُ رأسي فأبصرتُ ما أيقظ غفوتي ... قبور اصطفّت وراء أسوار أحاطت بتلّة ... فوقفت و وجهي منكسر بالعَبرات ... وقفتُ أنظر إلى وقار المكان و رعبه و تركتُ نفسي تقترب لتشمّ رائحة التّراب الأبيض المعتّق بروائح الأجساد النّائمة تحت الثّرى ... تركتها ترى ما خلف الموت من ألم ألم الغيب المجهول ... ألم الوحدة و الضّيق ... ألم القيد و اللاّرجوع ... سأصيّر ذات يوم إلى هذا المكان لا زاد و لا خلاّن و لا عيّال و لا مال ... كسائي رِقاع بيضاء من كتّان لم يُكتب عليها شيء ... تنتظر ظُلمة اللّحد تخطّ عليها بيرقات تشقّ كسائي و جسدي لتدوّن رثائي و وجعي و خوفي ... انكمشتُ على نفسي ... وامصيبتاه .. ! ما أبلغ ضعفي و أعظم جهلي و قلّة حيلتي ...! ألا أستطيع للمنيّة ردّا ؟ جسدي لا أملكه ... يحمله الآخرون على نعش كئيب و لا أستطيع إفلاتا أو فرارا ...؟ و إلى أين الفرار ؟ ...
دقّاتُ قلبي تسارعت الوهن اعتراني ذرّة ذرّة هويت إلى جذع شجرة الصّنوبر و سألتها تراك هل تسمعين أنّات هؤلاء ؟ تراك سمعت صراخهم يطلبون قطرة نور في حلكة الغيْهب البهيم ؟ ... ردّت عليّ الأغصان بحفيف لا سواه ... و تلألأ نجم المساء في مرمى بصري أرمق السّماء بعيون حائرة مستجيرة ... فما شعرتُ بنفسي إلاّ و مسحة هدوء تدثّرني ... و يا عظمة السّماء و جلالها ... لم أر قبلا إلهي و لكنّي اليوم أراه ... أراه رحمة أرحب من الكون و غفرانا يسع الجميع و يزيد ... أراه نظر إلى دموعي فهداني إليه ... عُدتُ إليه ... نعم رجعتُ إليه ... لا مجير إلاّ هو فكيف لا يؤنسني ذِكره ... ربّي ... لقد أذنبت لكنّي بيني و بينك أخلع أيّامي الماضيّة مستغفرا مصافحا معطاء جوادا مكبّرا حامدا معفّرا وجهي بالتّراب إليك ساعيا في أيامي الباقية ... تقبّلني ربّي بحقّ قدرتك و رحمتك و إحسانك و عدلك ...بحقّ حبيبك المصطفى محمد صلاتك و سلامك عليه و على آله و صحبه ... تقبّلني في شهرك العظيم هذا و املأ قلبي بحبّك يا كريم يا منّان ...
دقّاتُ قلبي تسارعت الوهن اعتراني ذرّة ذرّة هويت إلى جذع شجرة الصّنوبر و سألتها تراك هل تسمعين أنّات هؤلاء ؟ تراك سمعت صراخهم يطلبون قطرة نور في حلكة الغيْهب البهيم ؟ ... ردّت عليّ الأغصان بحفيف لا سواه ... و تلألأ نجم المساء في مرمى بصري أرمق السّماء بعيون حائرة مستجيرة ... فما شعرتُ بنفسي إلاّ و مسحة هدوء تدثّرني ... و يا عظمة السّماء و جلالها ... لم أر قبلا إلهي و لكنّي اليوم أراه ... أراه رحمة أرحب من الكون و غفرانا يسع الجميع و يزيد ... أراه نظر إلى دموعي فهداني إليه ... عُدتُ إليه ... نعم رجعتُ إليه ... لا مجير إلاّ هو فكيف لا يؤنسني ذِكره ... ربّي ... لقد أذنبت لكنّي بيني و بينك أخلع أيّامي الماضيّة مستغفرا مصافحا معطاء جوادا مكبّرا حامدا معفّرا وجهي بالتّراب إليك ساعيا في أيامي الباقية ... تقبّلني ربّي بحقّ قدرتك و رحمتك و إحسانك و عدلك ...بحقّ حبيبك المصطفى محمد صلاتك و سلامك عليه و على آله و صحبه ... تقبّلني في شهرك العظيم هذا و املأ قلبي بحبّك يا كريم يا منّان ...
