- 19 أبريل 2009
- 1,730
- 41
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
- علم البلد
-
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على سيدى رسول الله,,,
الأخوة والأخوات فى الله العزيز,,تحية طيبة مباركة ,,,وبعد,,
فى أمان الله
الأخوة والأخوات فى الله العزيز,,تحية طيبة مباركة ,,,وبعد,,
أقف مع حضراتكم قليلا هنا لننهل سويا من هذا النور والضياء والنعيم المقيم ,,
هنا فى رياض القصص القرآنى,,حيث ينابيع السلوى التى لا تنضب ,,وقمة البلاغة ومنتهى الأدب ,,
وذروة التعبير,,,وعذوبة المشاعر,,ورقة الأحاسيس!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هنا نضع أيدينا على دلائل دامغة على عظمة هذا الدين ,,وبراءته المشهودة من القسوة والعنف ,
,وصفحته الناصعة الشفافة الرائقة,,,ودعوته الوثيقة للحب والسلام!!!!!!!!!!!
*أنها أم موسى ,,أم نبى الله وكليمه,أم رسول من أولى العزم من الرسل,,,
صلوات الله وسلامه عليه وعلى نبينا الحبيب محمد,,,
**أدعوا حضراتكم للتأمل فى هذه النقاط الغالية من جزء صغير من هذه القصة البديعة!!!!!!**
1-وأوحينا الى أم موسى أن أرضعيه!!!!!؟؟؟أنه ولمن البديهى أن يجوع الرضيع فترضعه أمه,,,
,فلماذا كان الوحى والأمر للأم بالأرضاع؟؟؟؟؟؟؟؟؟
_وهنا تتجلى الرحمة الربانية,,حيث يوحى أليها لترضعه حتى وأن كان غير جائع,
,ليكون عنده مخزون يكفيه فى رحلته فى اليم!!!وحتى بعد ألتقاطه وتحريم المرضعات عليه,
,حتى يعود أليها مرة أخرى!!!!انها فترة زمنية طويلة ,,يلزمها رصيد يكفى من الغذاء!!!!!!!!!!!!
يا لها من رحمة ولطف وحنان من رب رحيم حنان منان!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
2-فأذا خفت عليه؟؟؟؟؟؟؟؟
-هى بالفعل خائفة عليه,,خائفة عليه من قبل أن تضعه!!!فلماذا كان أستخدام (فأذا)هل أستخدم للطمئنة,
,أوكان ليترك لها الحرية فى الأختيار!!!أو كان عندما يشتد بها الخوف عليه ؟؟؟؟؟ثم لماذا لم
يقول الله تعالى لها كما قال فى الأية السابقة (أن أرضعيه ,,وألقيه فى اليم)؟؟؟؟؟
مباشرة دون أستخدام (فأذا خفت عليه)؟؟؟أنه الأدب وحسن الأقناع والرحمة فى ومع الأمر!!!!!!!
3-فألقيه فى اليم؟؟؟؟؟؟
-أستخدام ألقيه بدلا من (ضعيه)!!!؟؟؟ضعيه ليس مكانها فى هذه اللحظة العصيبة ,,
ففيها راحة وأطمئنان ورخاء وأمان وأختيارية,,,أما ألقيه فأنه يفيد بتوخى الحذر ,,
والسرعة فى التنفيذ,,وأنتفاء الأختيارية,,,,وهنا تتجلى أهمية لفظ الشرط (أذا) ,,,
بمعنى آخر فأذاعزمت فألقيه!!!!أما الأعجب من ذلك أن المحب أذا أضطر وأجبر على مفارقة محبوب ,,
حينها لن يضعه ,,,وأنما سوف يلقيه,,فالألقاء يفيد بالأرغام والأضطرارللتخلى,,
وكذلك فهو لفظ يقوى من عزيمتها ويشحذ همتها عند التنفيذ!!!
4-ولا تخافى ولا تحزنى؟؟؟؟؟؟
على الرغم من أن الوازع هو الخوف,,,,ألا أن الرحمة تجلت فى ولا تحزنى!!!!!
فالأم أصبحت كما نقول (بين نارين) نار الخوف على الرضيع ,,ولمعالجة الخوف ستكون نار الفراق!!!!
5-أنا رادوه أليك وجاعلوه من المرسلين؟؟؟؟؟؟
-الأم الخائفة الحذرة المفارقة يكفيها فى هذه اللحظة أن يرد أليها رضيعها!!!!هذا على المدى القصير,,,
ولاكن لأطاعتها أوامر ربها,,,وصبرها وأحتسابها,,,فالجزاء كان طمئنتها أيضا على المدى
الطويل (وجاعلوه من المرسلين)!!!!!!!منتهى الرحمة وكريم العطاء وجزيل الكرم!!!!!
سنرده أليك - ليس فقط - وأنما سنطمئنك من الآن على عظيم مستقبله,!!!!!!!!!!
6-فألتقطه آل فرعون؟؟؟؟؟؟؟
-يا الله!!!على الروعة والجمال فى ف(ألتقطه)!!!!!!ينفرد القرآن الكريم بأحترام وتقدير للمتلقى!!!!
فلفظة ألتقطه تفيد بأنه رضيع ,,وتفيد الحرص والأناة فى معاملة الرضيع!!!!!
وأنه ولمن العجيب أن تكون ألتقطه الرد الأمثل على لفظة (فالقيه)السابقة_(فألتقطه),,
كما أن فاء السرعة تلازم اللفظين!!!!!كما أن فألتقطه تدل على نفاسة الملتقط !!!!!!
على الرغم من غلظة وقسوة آل فرعون-ألا أن لفظة ألتقطه تفيد بحسن معاملتهم للملتقط!!!
والألفاظ المستخدمة هنا فى السرد حصرية جدا على القصة!!!حيث نجد أستخدام ألفاظ مختلفة تماما عنها ,,
مثلا فى قصة نبى الله يوسف عندما عثر عليه السيارة,,وكان غلاما!!!!!!!
وكأن ألتقطه جاءت هنا لطمئنتنا نحن على الرضيع ,,ورحمة بنا الى أن تقوم الساعة!!!!!!!
7-وقالت أمرأة فرعون قرة عين لى ولك؟؟؟؟؟؟
-لى ولك !!!وليس لك ولى؟؟؟؟على الرغم من أن الرجل هنا فرعون,,الآمر- الناهى!!!
ألا أنها قالت قرة عين لى ولك؟؟؟؟وكأن القرآن الكريم هنا ليؤكد على أن الأبناء قرة عين للأم قبل الأب!!!
أو للأم أكثر قليلا من الأب!!!!!!!!!!!!!!
8-وأصبح فؤاد أم موسى فارغا؟؟؟؟؟؟؟
-وهنا فالأية الكريمة بمجملها وفى فى هذا الموضع من ترتيب الآيات ,مؤثرة جدا!!!!!
فأمرأة فرعون تريد أن يصبح الرضيع الملتقط قرة عين لها ولزوجها وهى ليست بأمه وتراه لأول مرة!!!!!
فكيف حال أم الرضيع الأن؟؟؟؟؟؟واستخدام لفظ فؤاد وليس (قلب)؟؟؟؟؟؟
على الرغم أنه وبعد ذلك سيقول الله تعالى لولا أن ربطنا على (قلبها) (كله)؟؟؟؟
ثم جاء اللفظة الدامية لقلوب المتلقين (فارغا)؟؟؟؟؟؟؟؟يا الله!!!!فؤاد -وفارغا!!!
ذلك وعلى الرغم من أيمان أم موسى بوعد الله وتصديقها وتسليمها له ألا أن فؤادها أصبح فارغا!!!!!
أما أستخدام (فؤاد)هنا فالقرآن الكريم عندما يتحدث عن المشاعر والأحاسيس فأنه يذكر الفؤاد!!
(فأجعل أفئدة من الناس تهوى أليهم),,والفؤاد هو الجزء العميق فى القلب وهو المسؤول عن المشاعر
والأحاسيس كما قال العلماء!!!!!أما (فارغا)فهو تعبير دقيق للغاية ,,وهو قمة فى البلاغة والتعبير!!!!
فالفؤاد ليس بالحزين ولا بالمكلوم ولا بالمستوحش ولا حتى يعتصره الألم !!!!أنه فارغا!!!!!نعم فارغا!!!
أن هذا الفؤاد قد مر بكل ماسبق كمراحل حتى وصل من شدة التألم والألآم ألى مرحلة خطيرة جدا وهى الفراغ و(التيه),,
نعم لقد تاه الفؤاد بين خوف وحنين وحزن وشوق أشفاق وألم حتى وصل للفراغ!!!!!!
والفراغ للفؤاد هو منتهى الألم واليأس والتحطم!!!!فأم موسى من شدة ما تجد تكاد تصرخ وتبوح بما فعلت !!!
وتخبر الجميع بالحقيقة ,,هذا مع علمها ويقينها بخطورة الأعتراف بذلك ,عليها وعلى الرضيع,,ويقينها بوعد الله لها !!!!!!!
ولاكن هو الفؤاد الفارغ الذى قد يهلك صاحبه ومن حوله من هول ما يجد (أن كادت لتبدى به )!!!!!!!!!
9-أن كادت لتبدى به,,لولا أن ربطنا على قلبها؟؟؟؟؟؟؟
-لم يحدث هنا عتاب واجب بين الله تعالى وبينها!!!!!!
كأن يقول تبارك وتعالى (يا أم موسى لقد وعدتك فلما الجزع ولما الحزن والوجل؟؟؟)
ولاكن الرحمة التى وسعت كل شيء!!!!لم يعاتبها بل تدخلت رحمته فورا وعنايته للربط على قلبها!!!!!
يا الله !!!أيما تقدير للمشاعر هذا؟؟؟؟؟وأيما رحمة هذه!!!!؟والتدخل الربانى هنا لم يكن لعلاج جزئى (للفؤاد)
أو علاج لحظى مؤقت!!!!!!وأنما علاج شامل ممتد!علاج كله رحمة وحنان !!
ويدل على ذلك أستخدام (ربطنا)وليس ثبتنا أو طمئنا !!!!وعلى (قلبها )هو العلاج الشامل
للقلب كله بما يحتوي من فؤاد وأجزاء أخرى أيضا!!!!!!!
10-لتكون من المؤمنين؟؟؟؟؟؟؟؟
-رحمة بلا حدود!!!!!!فهو تعالى لم يطالبها بالأيمان والتسليم وهى فى هذه الحالة!!!
وأيضا لم يعاتبها على تقصير!!!!وأنما يتدخل ليعينها على الصبر والأحتساب وصولا للأيمان الكامل والتسليم المطلق!!!!!
فهى من البداية مؤمنة ومصدقة!!!!فلم يقل سبحانه (لتصبح ),,وأستخدم القرآن الكريم (لتكون)!!!!!!
فأيما دقة تعبيرية هذه!!!؟؟وأيما رحمة هذه!!!!؟؟؟وأيما تقدير للمشاعر هذا؟؟؟!!!
11-وقالت لأخته قصيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-هنا دعوة ربانية للمتلقى والمتناول لكتاب الله (ليس فقط للأطمئنان- بل للضحك والأبتسام)
بعد رحلة من القلق والتوتر والألم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! فأم موسى بعد أن (كادت لتبدى به)!!
أصبحت الأن هادئة ومؤمنة ليس هذا فقط ,,بل لقد أصبحت الأن تتناول الأمر بكثير من الحكمة (والأسترخاء ) والأناة!!!!!!!
فلن تخرج تتحسس أخباره بنفسها ,,,!!!!!؟؟؟؟ بل ستنيب عنها من يقوم بذلك من أهل الثقة(ألأخت)!!!!!!
ولفظ (قالت)فيه من الأسترخاء والهدوء الكثير!!!!و(قصيه)أيضا يفيد ذلك !!!!!يا الله !!!
لقدت تحولت صاحبة الفؤاد الفارغ الى صاحبة قلب عامر مؤمن مطمئن!!!!لولا أن ربطنا على قلبها!!!!!!
12-وحرمنا عليه المراضع!!!!!!
-أذا لقد مر وقت طويل على الرضيع دون غذاء!!!!!؟؟؟؟وهنا دعوة أيضا للأبتسام والتعجب,,,
فموسى فى شبابه ستصفه أحدى البنتين لأبيها (بالقوى),,وقبلها يحكى عنه القرآن الكريم
أنه بمجرد و(كزه ) للرجل (قضى عليه)!!!!!!!
أذاّّ لقد كان موسى رضيعا (قويا بحق) حتى يتحمل الجوع كل هذا الوقت دون أن يهلك!!!!!
13_فرددناه ألى أمه كى تقر عينها ولا تحزن؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-أنه وعلى الرغم من الأوامر السابقة لها (لا تخافى ولا تحزنى),,والوعود (رادوه أليك -وجاعلوه من المرسلين),,,
وعلى الرغم من (ربطنا على قلبها),,و(لتكون من المؤمنين)!!!!على الرغم من كل ذلك -ألا
أنها لازالت لم تقر عينها بعد !!!ولازال هناك حزن فى القلب!!!!!!!
ولازالت الرحمة الربانية ممتدة ,,ولازال الحنان الالهى شامل,,ولازالت الرعاية والعناية مستمرتان!!!!!
ورد الرضيع لأمه لم يكن هدفه الأساسى أن يتغذى الرضيع سريعا قبل أن يمرض او يموت جوعا وعطشا!!!!
وأن كان ذلك أحد أسباب الرد!!!ألا أن القرآن الكريم لم يتطرق له سردا,,وأعتبر للفهم الضمنى!!!!!
أما ما عنى القرآن الكريم بذكره من أسباب للرد فكان(كى تقر عينها ,,,,ولاتحزن)
أنه ليحترم مشاعر الأمومة وأحاسيسها فى المقام الأول!!!!! كل ذلك دونما أية عتاب لها من البداية
ألى النهاية على تلك المشاعرالتى لا يد لها فيها!!!!!
14-ولتعلم أن وعد الله حق؟؟؟؟؟
-لم يكن الرد لموسى لأسباب مصرح بها وأسباب ضمنية فقط؟؟!!!!وأنما لتعلم أم موسى أن وعد الله حق؟؟؟؟؟؟؟
يا الله!! أوهى مازالت بعد كل ذلك لم تعلم أن وعد الله حق؟؟؟؟أذاّ كيف ألقته فى اليم من قبل وكيف وكيف؟؟؟؟؟
نعم بالفعل هى كان تعلم أن وعد الله حق,,وألا لما فعلت ما فعلت !!!!!!
وأنما جاء أحد أسباب رد الرضيع(ولتعلم أن وعد الله حق),,,حتى يطمئنها على وعد المستقبل (وجاعلوه من المرسلين)!!!!!
فكأنه يقول لها فى سياق الرد(لقد أوفيت وعدى الأول لك (رادوه أليك) ,,فأطمئنى بذلك أن وعدى
حق ولسوف أوفى بوعدى الثانى لك(جاعلوه من المرسلين)!!!فأيما رحمة وعناية وحب وحنان ورعاية
هذه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! وأيما تقدير للمشاعر والأحاسيس هذا
15-أن المنصف من غير المسلمين ليجد فى هذه القصة من الأدلة الدامغة التى تدل على عظم قدر هذا الدين,,,
وعظمة القرآن الكريم ,,,وليضع يده على براهين وثيقة أنه دين سلام ,,وبأن نبيه بعث بالسلام وللسلام,,,
بعث ليتمم مكارم الأخلاق,,,أنه دين الحب والرحمة والتسامح والصفاء والوفاء والأمانة والمودة .و.....................................!!!!!!!!!!!!!!!!!
**وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ **
***لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ
وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ***
أسأل الله العلى العظيم أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا,,,وآخر دعوانا سلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ,,,,هنا فى رياض القصص القرآنى,,حيث ينابيع السلوى التى لا تنضب ,,وقمة البلاغة ومنتهى الأدب ,,
وذروة التعبير,,,وعذوبة المشاعر,,ورقة الأحاسيس!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هنا نضع أيدينا على دلائل دامغة على عظمة هذا الدين ,,وبراءته المشهودة من القسوة والعنف ,
,وصفحته الناصعة الشفافة الرائقة,,,ودعوته الوثيقة للحب والسلام!!!!!!!!!!!
*أنها أم موسى ,,أم نبى الله وكليمه,أم رسول من أولى العزم من الرسل,,,
صلوات الله وسلامه عليه وعلى نبينا الحبيب محمد,,,
**أدعوا حضراتكم للتأمل فى هذه النقاط الغالية من جزء صغير من هذه القصة البديعة!!!!!!**
1-وأوحينا الى أم موسى أن أرضعيه!!!!!؟؟؟أنه ولمن البديهى أن يجوع الرضيع فترضعه أمه,,,
,فلماذا كان الوحى والأمر للأم بالأرضاع؟؟؟؟؟؟؟؟؟
_وهنا تتجلى الرحمة الربانية,,حيث يوحى أليها لترضعه حتى وأن كان غير جائع,
,ليكون عنده مخزون يكفيه فى رحلته فى اليم!!!وحتى بعد ألتقاطه وتحريم المرضعات عليه,
,حتى يعود أليها مرة أخرى!!!!انها فترة زمنية طويلة ,,يلزمها رصيد يكفى من الغذاء!!!!!!!!!!!!
يا لها من رحمة ولطف وحنان من رب رحيم حنان منان!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
2-فأذا خفت عليه؟؟؟؟؟؟؟؟
-هى بالفعل خائفة عليه,,خائفة عليه من قبل أن تضعه!!!فلماذا كان أستخدام (فأذا)هل أستخدم للطمئنة,
,أوكان ليترك لها الحرية فى الأختيار!!!أو كان عندما يشتد بها الخوف عليه ؟؟؟؟؟ثم لماذا لم
يقول الله تعالى لها كما قال فى الأية السابقة (أن أرضعيه ,,وألقيه فى اليم)؟؟؟؟؟
مباشرة دون أستخدام (فأذا خفت عليه)؟؟؟أنه الأدب وحسن الأقناع والرحمة فى ومع الأمر!!!!!!!
3-فألقيه فى اليم؟؟؟؟؟؟
-أستخدام ألقيه بدلا من (ضعيه)!!!؟؟؟ضعيه ليس مكانها فى هذه اللحظة العصيبة ,,
ففيها راحة وأطمئنان ورخاء وأمان وأختيارية,,,أما ألقيه فأنه يفيد بتوخى الحذر ,,
والسرعة فى التنفيذ,,وأنتفاء الأختيارية,,,,وهنا تتجلى أهمية لفظ الشرط (أذا) ,,,
بمعنى آخر فأذاعزمت فألقيه!!!!أما الأعجب من ذلك أن المحب أذا أضطر وأجبر على مفارقة محبوب ,,
حينها لن يضعه ,,,وأنما سوف يلقيه,,فالألقاء يفيد بالأرغام والأضطرارللتخلى,,
وكذلك فهو لفظ يقوى من عزيمتها ويشحذ همتها عند التنفيذ!!!
4-ولا تخافى ولا تحزنى؟؟؟؟؟؟
على الرغم من أن الوازع هو الخوف,,,,ألا أن الرحمة تجلت فى ولا تحزنى!!!!!
فالأم أصبحت كما نقول (بين نارين) نار الخوف على الرضيع ,,ولمعالجة الخوف ستكون نار الفراق!!!!
5-أنا رادوه أليك وجاعلوه من المرسلين؟؟؟؟؟؟
-الأم الخائفة الحذرة المفارقة يكفيها فى هذه اللحظة أن يرد أليها رضيعها!!!!هذا على المدى القصير,,,
ولاكن لأطاعتها أوامر ربها,,,وصبرها وأحتسابها,,,فالجزاء كان طمئنتها أيضا على المدى
الطويل (وجاعلوه من المرسلين)!!!!!!!منتهى الرحمة وكريم العطاء وجزيل الكرم!!!!!
سنرده أليك - ليس فقط - وأنما سنطمئنك من الآن على عظيم مستقبله,!!!!!!!!!!
6-فألتقطه آل فرعون؟؟؟؟؟؟؟
-يا الله!!!على الروعة والجمال فى ف(ألتقطه)!!!!!!ينفرد القرآن الكريم بأحترام وتقدير للمتلقى!!!!
فلفظة ألتقطه تفيد بأنه رضيع ,,وتفيد الحرص والأناة فى معاملة الرضيع!!!!!
وأنه ولمن العجيب أن تكون ألتقطه الرد الأمثل على لفظة (فالقيه)السابقة_(فألتقطه),,
كما أن فاء السرعة تلازم اللفظين!!!!!كما أن فألتقطه تدل على نفاسة الملتقط !!!!!!
على الرغم من غلظة وقسوة آل فرعون-ألا أن لفظة ألتقطه تفيد بحسن معاملتهم للملتقط!!!
والألفاظ المستخدمة هنا فى السرد حصرية جدا على القصة!!!حيث نجد أستخدام ألفاظ مختلفة تماما عنها ,,
مثلا فى قصة نبى الله يوسف عندما عثر عليه السيارة,,وكان غلاما!!!!!!!
وكأن ألتقطه جاءت هنا لطمئنتنا نحن على الرضيع ,,ورحمة بنا الى أن تقوم الساعة!!!!!!!
7-وقالت أمرأة فرعون قرة عين لى ولك؟؟؟؟؟؟
-لى ولك !!!وليس لك ولى؟؟؟؟على الرغم من أن الرجل هنا فرعون,,الآمر- الناهى!!!
ألا أنها قالت قرة عين لى ولك؟؟؟؟وكأن القرآن الكريم هنا ليؤكد على أن الأبناء قرة عين للأم قبل الأب!!!
أو للأم أكثر قليلا من الأب!!!!!!!!!!!!!!
8-وأصبح فؤاد أم موسى فارغا؟؟؟؟؟؟؟
-وهنا فالأية الكريمة بمجملها وفى فى هذا الموضع من ترتيب الآيات ,مؤثرة جدا!!!!!
فأمرأة فرعون تريد أن يصبح الرضيع الملتقط قرة عين لها ولزوجها وهى ليست بأمه وتراه لأول مرة!!!!!
فكيف حال أم الرضيع الأن؟؟؟؟؟؟واستخدام لفظ فؤاد وليس (قلب)؟؟؟؟؟؟
على الرغم أنه وبعد ذلك سيقول الله تعالى لولا أن ربطنا على (قلبها) (كله)؟؟؟؟
ثم جاء اللفظة الدامية لقلوب المتلقين (فارغا)؟؟؟؟؟؟؟؟يا الله!!!!فؤاد -وفارغا!!!
ذلك وعلى الرغم من أيمان أم موسى بوعد الله وتصديقها وتسليمها له ألا أن فؤادها أصبح فارغا!!!!!
أما أستخدام (فؤاد)هنا فالقرآن الكريم عندما يتحدث عن المشاعر والأحاسيس فأنه يذكر الفؤاد!!
(فأجعل أفئدة من الناس تهوى أليهم),,والفؤاد هو الجزء العميق فى القلب وهو المسؤول عن المشاعر
والأحاسيس كما قال العلماء!!!!!أما (فارغا)فهو تعبير دقيق للغاية ,,وهو قمة فى البلاغة والتعبير!!!!
فالفؤاد ليس بالحزين ولا بالمكلوم ولا بالمستوحش ولا حتى يعتصره الألم !!!!أنه فارغا!!!!!نعم فارغا!!!
أن هذا الفؤاد قد مر بكل ماسبق كمراحل حتى وصل من شدة التألم والألآم ألى مرحلة خطيرة جدا وهى الفراغ و(التيه),,
نعم لقد تاه الفؤاد بين خوف وحنين وحزن وشوق أشفاق وألم حتى وصل للفراغ!!!!!!
والفراغ للفؤاد هو منتهى الألم واليأس والتحطم!!!!فأم موسى من شدة ما تجد تكاد تصرخ وتبوح بما فعلت !!!
وتخبر الجميع بالحقيقة ,,هذا مع علمها ويقينها بخطورة الأعتراف بذلك ,عليها وعلى الرضيع,,ويقينها بوعد الله لها !!!!!!!
ولاكن هو الفؤاد الفارغ الذى قد يهلك صاحبه ومن حوله من هول ما يجد (أن كادت لتبدى به )!!!!!!!!!
9-أن كادت لتبدى به,,لولا أن ربطنا على قلبها؟؟؟؟؟؟؟
-لم يحدث هنا عتاب واجب بين الله تعالى وبينها!!!!!!
كأن يقول تبارك وتعالى (يا أم موسى لقد وعدتك فلما الجزع ولما الحزن والوجل؟؟؟)
ولاكن الرحمة التى وسعت كل شيء!!!!لم يعاتبها بل تدخلت رحمته فورا وعنايته للربط على قلبها!!!!!
يا الله !!!أيما تقدير للمشاعر هذا؟؟؟؟؟وأيما رحمة هذه!!!!؟والتدخل الربانى هنا لم يكن لعلاج جزئى (للفؤاد)
أو علاج لحظى مؤقت!!!!!!وأنما علاج شامل ممتد!علاج كله رحمة وحنان !!
ويدل على ذلك أستخدام (ربطنا)وليس ثبتنا أو طمئنا !!!!وعلى (قلبها )هو العلاج الشامل
للقلب كله بما يحتوي من فؤاد وأجزاء أخرى أيضا!!!!!!!
10-لتكون من المؤمنين؟؟؟؟؟؟؟؟
-رحمة بلا حدود!!!!!!فهو تعالى لم يطالبها بالأيمان والتسليم وهى فى هذه الحالة!!!
وأيضا لم يعاتبها على تقصير!!!!وأنما يتدخل ليعينها على الصبر والأحتساب وصولا للأيمان الكامل والتسليم المطلق!!!!!
فهى من البداية مؤمنة ومصدقة!!!!فلم يقل سبحانه (لتصبح ),,وأستخدم القرآن الكريم (لتكون)!!!!!!
فأيما دقة تعبيرية هذه!!!؟؟وأيما رحمة هذه!!!!؟؟؟وأيما تقدير للمشاعر هذا؟؟؟!!!
11-وقالت لأخته قصيه؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-هنا دعوة ربانية للمتلقى والمتناول لكتاب الله (ليس فقط للأطمئنان- بل للضحك والأبتسام)
بعد رحلة من القلق والتوتر والألم!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! فأم موسى بعد أن (كادت لتبدى به)!!
أصبحت الأن هادئة ومؤمنة ليس هذا فقط ,,بل لقد أصبحت الأن تتناول الأمر بكثير من الحكمة (والأسترخاء ) والأناة!!!!!!!
فلن تخرج تتحسس أخباره بنفسها ,,,!!!!!؟؟؟؟ بل ستنيب عنها من يقوم بذلك من أهل الثقة(ألأخت)!!!!!!
ولفظ (قالت)فيه من الأسترخاء والهدوء الكثير!!!!و(قصيه)أيضا يفيد ذلك !!!!!يا الله !!!
لقدت تحولت صاحبة الفؤاد الفارغ الى صاحبة قلب عامر مؤمن مطمئن!!!!لولا أن ربطنا على قلبها!!!!!!
12-وحرمنا عليه المراضع!!!!!!
-أذا لقد مر وقت طويل على الرضيع دون غذاء!!!!!؟؟؟؟وهنا دعوة أيضا للأبتسام والتعجب,,,
فموسى فى شبابه ستصفه أحدى البنتين لأبيها (بالقوى),,وقبلها يحكى عنه القرآن الكريم
أنه بمجرد و(كزه ) للرجل (قضى عليه)!!!!!!!
أذاّّ لقد كان موسى رضيعا (قويا بحق) حتى يتحمل الجوع كل هذا الوقت دون أن يهلك!!!!!
13_فرددناه ألى أمه كى تقر عينها ولا تحزن؟؟؟؟؟؟؟؟؟
-أنه وعلى الرغم من الأوامر السابقة لها (لا تخافى ولا تحزنى),,والوعود (رادوه أليك -وجاعلوه من المرسلين),,,
وعلى الرغم من (ربطنا على قلبها),,و(لتكون من المؤمنين)!!!!على الرغم من كل ذلك -ألا
أنها لازالت لم تقر عينها بعد !!!ولازال هناك حزن فى القلب!!!!!!!
ولازالت الرحمة الربانية ممتدة ,,ولازال الحنان الالهى شامل,,ولازالت الرعاية والعناية مستمرتان!!!!!
ورد الرضيع لأمه لم يكن هدفه الأساسى أن يتغذى الرضيع سريعا قبل أن يمرض او يموت جوعا وعطشا!!!!
وأن كان ذلك أحد أسباب الرد!!!ألا أن القرآن الكريم لم يتطرق له سردا,,وأعتبر للفهم الضمنى!!!!!
أما ما عنى القرآن الكريم بذكره من أسباب للرد فكان(كى تقر عينها ,,,,ولاتحزن)
أنه ليحترم مشاعر الأمومة وأحاسيسها فى المقام الأول!!!!! كل ذلك دونما أية عتاب لها من البداية
ألى النهاية على تلك المشاعرالتى لا يد لها فيها!!!!!
14-ولتعلم أن وعد الله حق؟؟؟؟؟
-لم يكن الرد لموسى لأسباب مصرح بها وأسباب ضمنية فقط؟؟!!!!وأنما لتعلم أم موسى أن وعد الله حق؟؟؟؟؟؟؟
يا الله!! أوهى مازالت بعد كل ذلك لم تعلم أن وعد الله حق؟؟؟؟أذاّ كيف ألقته فى اليم من قبل وكيف وكيف؟؟؟؟؟
نعم بالفعل هى كان تعلم أن وعد الله حق,,وألا لما فعلت ما فعلت !!!!!!
وأنما جاء أحد أسباب رد الرضيع(ولتعلم أن وعد الله حق),,,حتى يطمئنها على وعد المستقبل (وجاعلوه من المرسلين)!!!!!
فكأنه يقول لها فى سياق الرد(لقد أوفيت وعدى الأول لك (رادوه أليك) ,,فأطمئنى بذلك أن وعدى
حق ولسوف أوفى بوعدى الثانى لك(جاعلوه من المرسلين)!!!فأيما رحمة وعناية وحب وحنان ورعاية
هذه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! وأيما تقدير للمشاعر والأحاسيس هذا
15-أن المنصف من غير المسلمين ليجد فى هذه القصة من الأدلة الدامغة التى تدل على عظم قدر هذا الدين,,,
وعظمة القرآن الكريم ,,,وليضع يده على براهين وثيقة أنه دين سلام ,,وبأن نبيه بعث بالسلام وللسلام,,,
بعث ليتمم مكارم الأخلاق,,,أنه دين الحب والرحمة والتسامح والصفاء والوفاء والأمانة والمودة .و.....................................!!!!!!!!!!!!!!!!!
**وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ **
***لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ
وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ***
فى أمان الله