إعلانات المنتدى


الإحسان

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

جوهرة الجنة

مراقبة سابقة
6 نوفمبر 2015
158
136
0
الجنس
أنثى
علم البلد
السلام عليكم ورحمة وبركاته

 فقه الإحسان

☀قال الله تعالى:
{وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا } [النساء: 125].

☀وقال الله تعالى:
{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (35)}
[فصلت: 34، 35].

الإحسان

⤴هو فعل الشيء الحسن، سواء كان المأمور به إحساناً إلى الناس، أو إحساناً إلى النفس.

وقد رغب الله عباده في هذا وهذا بقوله:
{وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ } [البقرة: 195].

وكلما كان العبد أكثر إحساناً إلى نفسه وإلى غيره كان أقرب إلى رحمة الله، وكان ربه قريباً منه برحمته
☀ كما قال سبحانه: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ } [الأعراف: 56].

وأعظم الإحسان:
الإيمان بالله، وتوحيده، وطاعته، والإنابة إليه، وأن تعبد الله كأنك تراه.

قال جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم - ما الإحسان؟❓،

◽ قال: «أنْ تَعْبُدَ اللهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فَإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإنَّهُ يَرَاكَ» متفق عليه .

واختص أهل الإحسان برحمة الله،
⤴ لأنها إحسان من الله،
 والإحسان إنما يكون لأهل الإحسان من خلقه، لأن الجزاء من جنس العمل، فكما أحسنوا بأعمالهم، أحسن الله إليهم برحمته
☀ كما قال سبحانه: {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ } [الرحمن: 60].
ومعناه: هل جزاء من أحسن عبادة ربه إلا أن يحسن إليه ربه.
وإذا عصم الله العباد من الذنوب فعلى من يتوب ويغفر، ويعفو ويصفح، ولو شاء الله ألا يعصى في الأرض طرفة عين لم يعصَ، ولكن حكمته تأبى ذلك.

والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، يحسن إلى من أحسن إليه وإلى من أساء إليه، فالإحسان يطفئ نار العداوة والحسد والبغي.
attachment.php


 فقه مقامات الإحسان 

◾كلما زاد عدوك أذىً وشراً وحسداً وبغياً
◽ ازددت إليه إحساناً، وله نصيحة، وعليه شفقة.
وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لما ضربه المشركون حتى أدموه، فجعل يسلت الدم عنه ويقول:
☀«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ» متفق عليه .

فقابل إساءتهم العظيمة إليه بأربع مقامات من الإحسان:
▫عفوه عنهم عن حقه ..
▫ استغفاره لهم ..
▫ اعتذاره عنهم بأنهم لا يعلمون ..
▫ استعطافه لهم بقوله قومي.

وكل إنسان له ذنوب بينه وبين ربه يخاف عواقبها، ويرجوه أن يعفو عنها، ويغفرها له.

ومع هذا لا يقتصر سبحانه على مجرد المسامحة والعفو حتى ينعم عليك ويكرمك، ويجلب إليك من المنافع والإحسان فوق ما تؤمله.

وإذا كان الإنسان يرجو هذا من ربه فما أجدره أن يعامل به خلقه ويقابل به إساءتهم، ليعامله الله هذه المعاملة.

فالجزاء من جنس العمل،
فكما تعمل مع الناس في إساءتهم في حقك، يفعل الله معك في ذنوبك وإساءتك جزاءً وفاقاً.

فانتقم بعد ذلك أو أعف، وأحسن أو اترك، فكما تدين تدان.

ومن تصور هذا المعنى وشغل به فكره هان عليه الإحسان إلى من أساء إليه، هذا مع ما يحصل له بذلك من نصر الله ومعيته
☀كما قال سبحانه:
{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ } [النحل: 128].

◽هذا مع ما يتعجله المحسن من ثناء الناس عليه، وكونهم معه على خصمه،
⤴فهو بهذا الإحسان قد استخدم عسكراً لا يعرفهم ولا يعرفونه، ولا يريدون منه مالاً ولا طعاماً.

ولا بد للمحسن إلى عدوه وحاسده من إحدى حالتين:

الأولى: إما أن يملكه بإحسانه فيستعبده وينقاد له ويذل له ويبقى من أحب الناس إليه.

الثانية: وإما أن يفتت كبده ويقطع دابره إن أقام على إساءته له، فإنه يذيقه بإحسانه أضعاف ما ينال منه بانتقامه.

والإحسان إلى الناس ومواساتهم بالمال له ثلاث مراتب:

الأولى: أن تنزل أخاك المسلم منزلة عبدك فتقوم بحاجته من مالك، وتعطيه ابتداء، ولا تحوجه إلى السؤال.

الثانية: أن تنزله منزلة نفسك، وترضى بمشاركته إياك في مالك.

الثالثة: وهي أعلاها أن تؤثره على نفسك، وتقدم حاجته على حاجتك، وهذه مرتبة الصديقين، ومنتهى درجات المتحابين.

⤴فإن لم تصادف نفسك في مرتبة من هذه الرتب مع أخيك، فاعلم أن عقد الأخوة لم ينعقد بعد في الباطن،
وإنما الجاري بينكما مخالطة رسمية لا وقع لها في العقل والدين.

attachment.php


 فقه الإحسان إلى الخلق

الإحسان إلى الخلق نوعان:
الأول: إحسان عام
⤴يستطيعه كل إنسان ببذل المال، وطيب الكلام.

الثاني: إحسان خاص
⤴ لا يستطيعه إلا خواص الخلق،
 وهو الإحسان إلى من أساء إليك، خاصة من له حق كبير عليك كالأقارب والأصحاب،
 فمن أساء إليك منهم فقابل إساءته بالإحسان إليه.

فإن قطعك فصِلْهُ ..
 وإن ظلمك فاعفُ عنه ..
 وإن حرمك فأعطِه ..
وإن هجرك فطيب له الكلام .. وابذل له السلام ..
فإذا قابلت الإساءة بالإحسان ..
⤴حصلتْ فوائد عظيمة للطرفين.

◽ولا يستوي عند الله ولا عند الخلق فعل الحسنات والطاعات التي يحبها الله، وفعل السيئات والمعاصي التي يبغضها الله، كما لا يستوي الإحسان إلى الخلق ولا الإساءة إليهم.

بل ذلك كله مختلف في الذات والصفات والجزاء:
{وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ } [فصلت: 34].

فالنفوس مجبولة على مقابلة المسيء بإساءته، وعدم العفو عنه، فكيف بالإحسان إليه؟.❓

ولا يصل إلى هذه الرتبة العالية إلا من صبر، وعرف جزيل الثواب، وامتثل أمر ربه:
{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ } [فصلت: 35].

وكل ما خلقه الله عزَّ وجلَّ فيه إحسان إلى عباده يشكر عليه، وله فيه حكمة تعود إليه، يستحق أن يحمد عليها لذاته.

وجميع المخلوقات فيها إنعام على عباده يحصل بها هدايتهم، وتدل على وحدانيته، وصدق أنبيائه،
↙وهي توجب الشكر لما فيها من النعم، وتوجب التذكر لما فيها من الدلالة على عظمة الله وقدرته، وما يحصل بها من الإيمان والعلم والعمل.

والعبد يدعوه إلى عبادة الله داعي الشكر، وداعي العلم بربه وآياته ومخلوقاته، وقد جبلت النفوس على حب من أحسن إليها، وتعظيم وإجلال من هو أكبر منها.

◽والله عزَّ وجلَّ هو المنعم المحسن إلى جميع خلقه، فما بالعباد من نعمة فمنه وحده لا شريك له:
{وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ } [النحل: 53].

◽وأفضل النعم وأجلها وأعظمها نعمة الإيمان والأعمال الصالحة.

attachment.php
 

المرفقات

  • almstba.com_1357721196_838.gif
    almstba.com_1357721196_838.gif
    3.8 KB · المشاهدات: 51
  • أعجبني
التفاعلات: 3 أشخاص

الموجودة

مشرفة قديرة سابقة
5 يناير 2010
8,498
406
83
الجنس
أنثى
علم البلد
رد: الإحسان

اللهم أجعلنا من المحسنين

جزاك ربي الجنة غاليتي
 

راضِي

الإدارة التقنية للمنتدى
إدارة المنتدى
10 مايو 2015
27,999
1
5,662
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الودود حنيف
علم البلد
رد: الإحسان

شكراً أحسنت النشر أختنا
جزاك الله خيرا
 

مادي 15

مشرفة الركن العام
المشرفون
16 مايو 2008
12,244
855
113
الجنس
أنثى
القارئ المفضل
عبد الله المطرود
علم البلد
رد: الإحسان

،،،،،،
جميل جداً أختنا
موضوع قيُم يستحق التقييم
 

ابو العزام

مراقب الأركان العامة والتقنية
مراقب عام
27 أغسطس 2009
62,797
4,711
113
الجنس
ذكر
رد: الإحسان

جزاكِ الله خيرًا
 

محمد أمسا

مشرف سابق
17 فبراير 2011
1,920
321
83
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
توفيق الصائغ
علم البلد
رد: الإحسان

جزاك الله خيرا
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع