- 22 أغسطس 2006
- 15,601
- 1,319
- 113
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- محمد صدّيق المنشاوي
- علم البلد
-
العذر عند أهل الصناعة اللغوية: تحري الإنسان ما يمحو ذنوبه وذلك ثلاثة أضرب: أن يقول: لم أفعل ، أو يقول: فعلت لأجل كذا، فيذكر ما يخرجه من كونه مذنباً، والثالث أن يقول: فعلت ولا أعود، وهذا هو التوبة ، ومن هنا يتحرر: كل توبة عذر، وليس كل عذر توبة، وقولنا: اعتذرت إليه: أي أتيت بعذر، وقولنا: عذرته، أي قبلتُ عذره.
الأصل أن العقلاء يحرصون على ألا يأتوا أمراً يعتذرون عنه بعد ذلك؛ لكم من خالطوا الناس تبين له أن هذا الأصل ليس على إطلاقه فقد يكون الاعتذار عن الحضور وإقامة الأمر مع التمكن منه والقدرة على تحقيقه أحسن عاقبة من القيام بالأمر، ونظيره في السيرة اعتذار النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مسجد ضرار أول ما بني بحجة أنه منشغل بالإعداد لجيش العسرة، وكل ذلك وقبل أن ينبئه الله بحال أهل ذلك المسجد وسوء مقصدهم.
ليكن همّك ألا تحقرن مسلماً ولا تسع أبداً إلى أن تقلل من شأن أحد من أهل الإيمان؛ لكن فلتكن ذا عزيمة صادقة فإن بدا لك جلياً أن أخطأت في الموافقة على أمر، تبين لك بعد ذلك أن المضي فيه عاقبته غير حميدة فلا تتردد في أن تحجم عنه وتعتذر عنه، وليس شرطاً أن يُعرف الطرف الآخر جميع عذرك قال مالك - رحمه الله- " ما كل الناس يستطيع أن يبوح بعذره " وقد يسر الله لي أن تراجعتُ عن إتمام وعود وإجابة دعوات قبل موعدها بقليل فكان في الاعتذار منها أحسن العاقبة وجميل المنقلب، وضابط ذلك أن لا يكون المقصود إهانة مسلم أو إذلال مؤمن؛ لكن للعزائم أهلها وقد قال أبو الأسود الدؤلي:
متى تملك القلب الذكيَّ وصارماً * وأنفاً حمياً تجتنبك المظالم
وأقول: متى صدقت نيتك وعظم على رب العالمين توكلك وأخذت بالأسباب وحكمت العقل واجتنبت العواطف، كنت بذلك كله أقرب إلى الرشد وأدنى إلى الفلاح.
*منقول بتصرف*
الأصل أن العقلاء يحرصون على ألا يأتوا أمراً يعتذرون عنه بعد ذلك؛ لكم من خالطوا الناس تبين له أن هذا الأصل ليس على إطلاقه فقد يكون الاعتذار عن الحضور وإقامة الأمر مع التمكن منه والقدرة على تحقيقه أحسن عاقبة من القيام بالأمر، ونظيره في السيرة اعتذار النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في مسجد ضرار أول ما بني بحجة أنه منشغل بالإعداد لجيش العسرة، وكل ذلك وقبل أن ينبئه الله بحال أهل ذلك المسجد وسوء مقصدهم.
ليكن همّك ألا تحقرن مسلماً ولا تسع أبداً إلى أن تقلل من شأن أحد من أهل الإيمان؛ لكن فلتكن ذا عزيمة صادقة فإن بدا لك جلياً أن أخطأت في الموافقة على أمر، تبين لك بعد ذلك أن المضي فيه عاقبته غير حميدة فلا تتردد في أن تحجم عنه وتعتذر عنه، وليس شرطاً أن يُعرف الطرف الآخر جميع عذرك قال مالك - رحمه الله- " ما كل الناس يستطيع أن يبوح بعذره " وقد يسر الله لي أن تراجعتُ عن إتمام وعود وإجابة دعوات قبل موعدها بقليل فكان في الاعتذار منها أحسن العاقبة وجميل المنقلب، وضابط ذلك أن لا يكون المقصود إهانة مسلم أو إذلال مؤمن؛ لكن للعزائم أهلها وقد قال أبو الأسود الدؤلي:
متى تملك القلب الذكيَّ وصارماً * وأنفاً حمياً تجتنبك المظالم
وأقول: متى صدقت نيتك وعظم على رب العالمين توكلك وأخذت بالأسباب وحكمت العقل واجتنبت العواطف، كنت بذلك كله أقرب إلى الرشد وأدنى إلى الفلاح.
*منقول بتصرف*