- 28 نوفمبر 2005
- 2,415
- 11
- 0
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- مصطفى إسماعيل
[align=center]الحمد لله ولي المتقين و الصلاة و السلام على إمام الهدى و الصالحين و على آله و صحبه أجمعين
و بعد
إلى كل مؤمن فطن أو متعقل متزن أدعوكم أجمعين أن تتأملوا لتعوا و لتعلموا لكي تعملوا و ليزداد يقينكم بصدق منهجكم السليم , أنظروا رحمكم الله كيف كان الخيرون من هذه الأمة و كيف كان صلاحهم و فهمهم السليم و الحكيم لأحكام شرعنا الحنيف بل و كيف أدركوا الحكمة و مآلات و معاني كل حرف من كلام الله جل و علا و من سنة رسوله صلى الله عليه و سلم , فهل عرفتموهم حق المعرفة و هل اتبعتوهم حق الإتباع ؟ إنهم الصحابة و التابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين , كانوا كما أخبر عنهم ربهم جل و علا : (( محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله و رضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في الثوراة و مثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات منهم مغفرة و أجرا عظيما ))
كانوا أشد ما يكونون على الحق مجتمعين و من الفرقة حذرين مبتعدين , كانوا و بلا شك يختلفون و لكنه خلاف الأفكار و ليس الصدور , خلاف يبقي المحبة الصادقة في القلوب و لا يضرها أبدا و هذا كله قصد الإجتماع على الأخوة و الحق و الهدى و الحذر كل الحذر من الوقوع في الفرقة و الشقاق المشتت المقيت , عن بكر بن عبد الله المزني قال : ( كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الذين يلبسون لا يطعنون على الذين لا يلبسون و الذين لا يلبسون لا يطعنون على الذين يلبسون ) .
و إن شئتم فتذكروا كيف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا في الناس : (( من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة ))
و كان ذلك كله قصد التعجيل ليتمكنوا و يتحصنوا بالحصون ويأخذوا العدة لذلك، وقد أدرك جماعة من الصحابة صلاة العصر في الطريق فاختلفوا فذهب بعضهم حاملين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم صلاتهم على قصد السرعة و التعجيل في الذهاب إلى الخير و الجهاد ، ولم يصلها الآخرون إلا في بني قريظة بعد ما مضى وقتها و ولى و هم على ذلك حاملين الأمر على حقيقته، و إني لأتسائل و أدعوكم إلى ذلك معي , هل عنف أو طعن أحد الفريقين على الآخر؟ هل قال الذين صلوا للذين لم يصلوا يا تركي الصلاة يا مخالفي أمر الله تعالى حينما قال : ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) ؟ و هل رد عليهم الآخرون بالمثل و قالوا يا مخالفي أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم حينما قال : ( ما أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ) ؟ حاشاهم أن يفعلوا ذلك بل انطلقوا جميعا إخوانا متراصين يقاتلون في سبيل الله تعالى من كفر به و قد كانوا مجتهدين فيما اختلفوا فيه و لكل واحد منهم نصيب و مع ذلك فالحق واحد لا يتعدد و أختم كلامي بروايتين عن خيرة سلف هذه الأمة فتأملوا رحمكم الله .
عن يونس الصدفي قال : ( ما رأيت أعقل من الشافعي , ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا , و لقيني , فأخذ بيدي , ثم قال : يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخوانا و إن لم نتفق في مسألة ) .
و عن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل قال : ( لم يعبر إلى خراسان مثل إسحاق بن راهويه , و إن كان يخالفنا في أشياء فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضا ) .
هذا و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و الحمد لله رب العالمين[/align]
و بعد
إلى كل مؤمن فطن أو متعقل متزن أدعوكم أجمعين أن تتأملوا لتعوا و لتعلموا لكي تعملوا و ليزداد يقينكم بصدق منهجكم السليم , أنظروا رحمكم الله كيف كان الخيرون من هذه الأمة و كيف كان صلاحهم و فهمهم السليم و الحكيم لأحكام شرعنا الحنيف بل و كيف أدركوا الحكمة و مآلات و معاني كل حرف من كلام الله جل و علا و من سنة رسوله صلى الله عليه و سلم , فهل عرفتموهم حق المعرفة و هل اتبعتوهم حق الإتباع ؟ إنهم الصحابة و التابعون لهم بإحسان إلى يوم الدين , كانوا كما أخبر عنهم ربهم جل و علا : (( محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله و رضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في الثوراة و مثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا و عملوا الصالحات منهم مغفرة و أجرا عظيما ))
كانوا أشد ما يكونون على الحق مجتمعين و من الفرقة حذرين مبتعدين , كانوا و بلا شك يختلفون و لكنه خلاف الأفكار و ليس الصدور , خلاف يبقي المحبة الصادقة في القلوب و لا يضرها أبدا و هذا كله قصد الإجتماع على الأخوة و الحق و الهدى و الحذر كل الحذر من الوقوع في الفرقة و الشقاق المشتت المقيت , عن بكر بن عبد الله المزني قال : ( كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الذين يلبسون لا يطعنون على الذين لا يلبسون و الذين لا يلبسون لا يطعنون على الذين يلبسون ) .
و إن شئتم فتذكروا كيف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا في الناس : (( من كان سامعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا في بني قريظة ))
و كان ذلك كله قصد التعجيل ليتمكنوا و يتحصنوا بالحصون ويأخذوا العدة لذلك، وقد أدرك جماعة من الصحابة صلاة العصر في الطريق فاختلفوا فذهب بعضهم حاملين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم صلاتهم على قصد السرعة و التعجيل في الذهاب إلى الخير و الجهاد ، ولم يصلها الآخرون إلا في بني قريظة بعد ما مضى وقتها و ولى و هم على ذلك حاملين الأمر على حقيقته، و إني لأتسائل و أدعوكم إلى ذلك معي , هل عنف أو طعن أحد الفريقين على الآخر؟ هل قال الذين صلوا للذين لم يصلوا يا تركي الصلاة يا مخالفي أمر الله تعالى حينما قال : ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) ؟ و هل رد عليهم الآخرون بالمثل و قالوا يا مخالفي أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم حينما قال : ( ما أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم ) ؟ حاشاهم أن يفعلوا ذلك بل انطلقوا جميعا إخوانا متراصين يقاتلون في سبيل الله تعالى من كفر به و قد كانوا مجتهدين فيما اختلفوا فيه و لكل واحد منهم نصيب و مع ذلك فالحق واحد لا يتعدد و أختم كلامي بروايتين عن خيرة سلف هذه الأمة فتأملوا رحمكم الله .
عن يونس الصدفي قال : ( ما رأيت أعقل من الشافعي , ناظرته يوما في مسألة ثم افترقنا , و لقيني , فأخذ بيدي , ثم قال : يا أبا موسى ألا يستقيم أن نكون إخوانا و إن لم نتفق في مسألة ) .
و عن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل قال : ( لم يعبر إلى خراسان مثل إسحاق بن راهويه , و إن كان يخالفنا في أشياء فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضا ) .
هذا و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و الحمد لله رب العالمين[/align]