- 3 ديسمبر 2020
- 372
- 165
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
-
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
روى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ "
هذا الحديث اشتمل على دعاء عظيم جامع لخيري الدنيا والآخرة، فيه الاستعاذة من أربع :
" زوال نعمتك " : فالأمور كلها بيد الله، فهو المعطي وهو المانع، لا راد لأمره، فالاستعاذة والاعتصام به هنا من زوال النعم فهو سبحانه وتعالى من يهبها وهو من يمنعها ، فهو - صلى الله عليه وسلم - يسأل معطيها أن لا يزيلها .
«وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ»، نعمة العافية من أعظم النعم بعد نعمة الإيمان والإسلام، روى الترمذي في سننه من حديث رفاعة بن رافع، قال: قام أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- على المنبر ثم بكى، فقال: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الأول على المنبر ثم بكى فقال: " سَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ، فَإنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْط بَعْد الْيَقِينِ خَيرًا مِنَ الْعَافِيةِ "
قال ابن القيم -رحمه الله- : «فجمع بين عافيتي الدين والدنيا، ولا يتم صلاح العبد في الدارين إلا باليقين والعافية، فاليقين يدفع عنه عقوبات الآخرة، والعافية تدفع عنه أمراض الدنيا في قلبه وبدنه، فجمع أمر الآخرة في كلمة، وأمر الدنيا كله في كلمة .
«وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ»: الفجاءة هي البغتة التي تأخذ الإنسان من حيث لا يكون عنده سابق إنذار وإخطار وتحذير، لأنه إذا انتقم سبحانه وتعالى من العبد فقد حلّ به من البلاء ما لا يقدر على دفعه، ولا يُستدفع بسائر المخلوقين، وإن اجتمعوا جميعًا .
«وَجَمِيعِ سَخَطِكَ»: لأنه -سبحانه- إذا سخط على العبد فقد هلك وخسر، ولو كان السخط في أدنى شيء وأيسر سبب، ولهذا قال الصادق المصدوق وجميع سخطك وجاء بهذه العبارة شاملة لكل سخط يجلب غضب الله .
روى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: كَانَ مِنْ دُعَاءِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ "
هذا الحديث اشتمل على دعاء عظيم جامع لخيري الدنيا والآخرة، فيه الاستعاذة من أربع :
" زوال نعمتك " : فالأمور كلها بيد الله، فهو المعطي وهو المانع، لا راد لأمره، فالاستعاذة والاعتصام به هنا من زوال النعم فهو سبحانه وتعالى من يهبها وهو من يمنعها ، فهو - صلى الله عليه وسلم - يسأل معطيها أن لا يزيلها .
«وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ»، نعمة العافية من أعظم النعم بعد نعمة الإيمان والإسلام، روى الترمذي في سننه من حديث رفاعة بن رافع، قال: قام أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- على المنبر ثم بكى، فقال: قام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الأول على المنبر ثم بكى فقال: " سَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ، فَإنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْط بَعْد الْيَقِينِ خَيرًا مِنَ الْعَافِيةِ "
قال ابن القيم -رحمه الله- : «فجمع بين عافيتي الدين والدنيا، ولا يتم صلاح العبد في الدارين إلا باليقين والعافية، فاليقين يدفع عنه عقوبات الآخرة، والعافية تدفع عنه أمراض الدنيا في قلبه وبدنه، فجمع أمر الآخرة في كلمة، وأمر الدنيا كله في كلمة .
«وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ»: الفجاءة هي البغتة التي تأخذ الإنسان من حيث لا يكون عنده سابق إنذار وإخطار وتحذير، لأنه إذا انتقم سبحانه وتعالى من العبد فقد حلّ به من البلاء ما لا يقدر على دفعه، ولا يُستدفع بسائر المخلوقين، وإن اجتمعوا جميعًا .
«وَجَمِيعِ سَخَطِكَ»: لأنه -سبحانه- إذا سخط على العبد فقد هلك وخسر، ولو كان السخط في أدنى شيء وأيسر سبب، ولهذا قال الصادق المصدوق وجميع سخطك وجاء بهذه العبارة شاملة لكل سخط يجلب غضب الله .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منقول بتصرف - موسوعة الدرر المنتقاة
منقول بتصرف - موسوعة الدرر المنتقاة