- 3 ديسمبر 2020
- 318
- 145
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فمن أراد سلامة قلبه وحياته فعليه بتخليص قلبه من آثار تلك السموم ، ثم بالمحافظة عليه بعدم تعاطى سموم جديدة ، وإذا تناول شيئاً من ذلك سارع إلى محو أثرها بالتوبة والاستغفار ، والحسنات الماحية .
ونقصد بالسموم الأربعة: فضول الكلام ، وفضول النظر ، وفضول الطعام ، وفضول المخالطة ، وهي أشهر هذه السموم انتشاراً ، وأشدها تأثيراً فى حياة القلب .
1 – فضول الكلام :
ففي حديث معاذ عن النبى ﷺ قال: " وهل يكبّ الناس فى النار على وجوههم – أو قال : على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم ؟ " رواه الترمذى (10/87، 88) الإيمان وقال: حسن صحيح
والمراد بحصائد الألسنة: جزاء الكلام المحرم وعقوباته فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات ، ثم يحصد يوم القيامة ما زرع، فمن زرع خيراً من قولٍ أو عملٍ حصد الكرامة، ومن زرع شراً من قول أو عمل حصد الندامة .
وعن عقبة بن عامر قال: قلت يارسول الله ما النجاة ؟ قال : " أمسك عليك لسانك ... " رواه الترمذي . وقـال ﷺ: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" رواه البخاري ومسلم .
وعن الحسن البصرى : قال : كانوا يقولون : إن لسان المؤمن وراء قلبه فإذا أراد ان يتكلم بشىء تدبره بقلبه ثم أمضاه ، وإن لسان المنافق أمام قلبه ، فإذا هم بشىء أمضاه بلسانه ولم يتدبره بقلبه .
2- فضول النظر:
فضول النظر: هو إطلاقه بالنظر إلى الشىء بملء العين، والنظر إلى ما لا يحل النظر إليه وهو على العكس من غض البصر .
والغض قد أمر الله عز وجل به فقال : } قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ *وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ { (النور : الآية : 30 – 31 ) .
وعن أبى هريرة عن النبى ﷺ قال : " كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة، العينان زناهما النظر ،والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش ، والرِجْل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه " رواه البخاري .
وفضول النظر يدعو إلى الاستحسان ، ووقوع صور المنظور فى قلب الناظر ، فيحدث أنواعاً من الفساد فى قلب العبد منها :
أن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ، فمن غضّ بصره لله أورثه حلاوة يجدها فى قلبه إلى يوم يلقاه .
ومنها : دخول الشيطان مع النظرة ، فيزيّن له المعاصى التى لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة
ومنها: أنه يشغل القلب ، وينسيه مصالحه، ويحول بينه وبينها ، فينفرط عليه أمره، ويقع فى اتباع الهوى والغفلة .
ومنها أن إطلاق البصر كذلك يُلبس القلب ظلمة، كما أن غضّ البصر لله عزّ وجلَ يُلبسه نوراً
وإذا استنار القلب ، أقبلت وفود الخيرات إليه من كل ناحية ، كما أنه إذا أظلم ، أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان .
ومنها أن إطلاق البصر كذلك يعمى القلب عن التمييز بين الحق والباطل ، والسنة والبدعة ، وغضهُ لله عزّ وجل يورثه فراسة صادقة يميز بها.
وقال أطباء القلوب: بين العين والقلب منفذ وطريق ، فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد وصار كالمزبلة التى هى محل النجاسات والقاذورات والأوساخ ، فلا يصلح لسكن معرفة الله ومحبته، والإنابة إليه ، والأنس به ، والسرور بقربه ، وإنما يسكن فيه أضداد ذلك .
3 – فضول الطعام :
فقلة الطعام توجب رقة القلب، وقوة الفهم، وإنكسار النفس، وضعف الهوى والغضب ، وكثرة الطعام توجد ضد ذلك .
عن المقدام بن مَعْد يكرِب قال : سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول : " ما ملأ ابن آدم وعاءْاً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه " رواه الترمذي – حديث حسن صحيح - .
وفضول الطعام داع إلى أنواع كثيرة من الشر ، فإنه يحرك الجوارح إلى المعاصى ، ويثقلها عن الطاعات والعبادات، وحسبك بهذين شراً ، فكم من معصية جلبها الشبعُ وفضولُ الطعام ، وكم من طاعة حال دونها، فمن وقى شرّ بطنه فقد وقى شراً عظيماً ، والشيطان أعظم ما يتحكم فى الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام ، ولهذا جاء فى بعض الآثار : إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة .
4 – فضول المخالطة:
هى الداء العضال الجالب لكل شر ، وكم سَلبت المخالطة والمعاشرة من نعمة ، وكم زرعت من عداوة ، وكم غرست فى القلب من حزازات تزول الجبال الراسياتُ وهى فى القلوب لا تزول ، ففى فضول المخالطة خسارة الدنيا والآخرة ، وإنما ينبغى للعبد أن يأخذ من المخالطة بقدر الحاجة، ويجعل الناس فيها أربعة أقسام متى خلط أحد الأقسام بالآخر ولم يميز بينها دخل عليه الشر :
احدهما: مَن مخالطته كالغذاء لا يستغنى عنه فى اليوم والليلة وهُم العلماء بالله وأمره ففى مخالطتهم الربح كلّ الربح .
القمسم الثاني: مَن مخالطته كالدواء ،يحتاج إليه عند الحاجة ، وهم من لايستغنى عن مخالطتهم فى مصلحة المعاش وما أنت تحتاج إليه من أنواع المعاملات والاستشارة ونحوها،
القسم الثالث: وهم مَنْ مخالطته كالداء على اختلاف مراتبه وأنواعه وقوته وضعفه ، وهم أهل المعاصي والشهوات ورفقاء السوء
القسم الرابع: من مخالطته الهلاك كله ، فهى بمنزلة أكل السم ، فإذا اتفق لآكله ترياق وإلا فأحسن الله العزاء ، وما أكثر هذا الضرب فى الناس وهم أهل البدع والضلالة ، الصادون عن سنة رسول الله ، الداعون إلى خلافها ، فيجعلون السنة بدعة والبدعة سنة ، وهذا الضرب لاينبغى للعاقل أن يجالسهم أو يخالطهم، وإن فعل فإما الموت لقلبه أو المرض .
فمن أراد سلامة قلبه وحياته فعليه بتخليص قلبه من آثار تلك السموم ، ثم بالمحافظة عليه بعدم تعاطى سموم جديدة ، وإذا تناول شيئاً من ذلك سارع إلى محو أثرها بالتوبة والاستغفار ، والحسنات الماحية .
ونقصد بالسموم الأربعة: فضول الكلام ، وفضول النظر ، وفضول الطعام ، وفضول المخالطة ، وهي أشهر هذه السموم انتشاراً ، وأشدها تأثيراً فى حياة القلب .
1 – فضول الكلام :
ففي حديث معاذ عن النبى ﷺ قال: " وهل يكبّ الناس فى النار على وجوههم – أو قال : على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم ؟ " رواه الترمذى (10/87، 88) الإيمان وقال: حسن صحيح
والمراد بحصائد الألسنة: جزاء الكلام المحرم وعقوباته فإن الإنسان يزرع بقوله وعمله الحسنات والسيئات ، ثم يحصد يوم القيامة ما زرع، فمن زرع خيراً من قولٍ أو عملٍ حصد الكرامة، ومن زرع شراً من قول أو عمل حصد الندامة .
وعن عقبة بن عامر قال: قلت يارسول الله ما النجاة ؟ قال : " أمسك عليك لسانك ... " رواه الترمذي . وقـال ﷺ: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" رواه البخاري ومسلم .
وعن الحسن البصرى : قال : كانوا يقولون : إن لسان المؤمن وراء قلبه فإذا أراد ان يتكلم بشىء تدبره بقلبه ثم أمضاه ، وإن لسان المنافق أمام قلبه ، فإذا هم بشىء أمضاه بلسانه ولم يتدبره بقلبه .
2- فضول النظر:
فضول النظر: هو إطلاقه بالنظر إلى الشىء بملء العين، والنظر إلى ما لا يحل النظر إليه وهو على العكس من غض البصر .
والغض قد أمر الله عز وجل به فقال : } قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ *وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ { (النور : الآية : 30 – 31 ) .
وعن أبى هريرة عن النبى ﷺ قال : " كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة، العينان زناهما النظر ،والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش ، والرِجْل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه " رواه البخاري .
وفضول النظر يدعو إلى الاستحسان ، ووقوع صور المنظور فى قلب الناظر ، فيحدث أنواعاً من الفساد فى قلب العبد منها :
أن النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ، فمن غضّ بصره لله أورثه حلاوة يجدها فى قلبه إلى يوم يلقاه .
ومنها : دخول الشيطان مع النظرة ، فيزيّن له المعاصى التى لم يكن يتوصل إليها بدون تلك الصورة
ومنها: أنه يشغل القلب ، وينسيه مصالحه، ويحول بينه وبينها ، فينفرط عليه أمره، ويقع فى اتباع الهوى والغفلة .
ومنها أن إطلاق البصر كذلك يُلبس القلب ظلمة، كما أن غضّ البصر لله عزّ وجلَ يُلبسه نوراً
وإذا استنار القلب ، أقبلت وفود الخيرات إليه من كل ناحية ، كما أنه إذا أظلم ، أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان .
ومنها أن إطلاق البصر كذلك يعمى القلب عن التمييز بين الحق والباطل ، والسنة والبدعة ، وغضهُ لله عزّ وجل يورثه فراسة صادقة يميز بها.
وقال أطباء القلوب: بين العين والقلب منفذ وطريق ، فإذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد وصار كالمزبلة التى هى محل النجاسات والقاذورات والأوساخ ، فلا يصلح لسكن معرفة الله ومحبته، والإنابة إليه ، والأنس به ، والسرور بقربه ، وإنما يسكن فيه أضداد ذلك .
3 – فضول الطعام :
فقلة الطعام توجب رقة القلب، وقوة الفهم، وإنكسار النفس، وضعف الهوى والغضب ، وكثرة الطعام توجد ضد ذلك .
عن المقدام بن مَعْد يكرِب قال : سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول : " ما ملأ ابن آدم وعاءْاً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه " رواه الترمذي – حديث حسن صحيح - .
وفضول الطعام داع إلى أنواع كثيرة من الشر ، فإنه يحرك الجوارح إلى المعاصى ، ويثقلها عن الطاعات والعبادات، وحسبك بهذين شراً ، فكم من معصية جلبها الشبعُ وفضولُ الطعام ، وكم من طاعة حال دونها، فمن وقى شرّ بطنه فقد وقى شراً عظيماً ، والشيطان أعظم ما يتحكم فى الإنسان إذا ملأ بطنه من الطعام ، ولهذا جاء فى بعض الآثار : إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الحكمة وقعدت الأعضاء عن العبادة .
4 – فضول المخالطة:
هى الداء العضال الجالب لكل شر ، وكم سَلبت المخالطة والمعاشرة من نعمة ، وكم زرعت من عداوة ، وكم غرست فى القلب من حزازات تزول الجبال الراسياتُ وهى فى القلوب لا تزول ، ففى فضول المخالطة خسارة الدنيا والآخرة ، وإنما ينبغى للعبد أن يأخذ من المخالطة بقدر الحاجة، ويجعل الناس فيها أربعة أقسام متى خلط أحد الأقسام بالآخر ولم يميز بينها دخل عليه الشر :
احدهما: مَن مخالطته كالغذاء لا يستغنى عنه فى اليوم والليلة وهُم العلماء بالله وأمره ففى مخالطتهم الربح كلّ الربح .
القمسم الثاني: مَن مخالطته كالدواء ،يحتاج إليه عند الحاجة ، وهم من لايستغنى عن مخالطتهم فى مصلحة المعاش وما أنت تحتاج إليه من أنواع المعاملات والاستشارة ونحوها،
القسم الثالث: وهم مَنْ مخالطته كالداء على اختلاف مراتبه وأنواعه وقوته وضعفه ، وهم أهل المعاصي والشهوات ورفقاء السوء
القسم الرابع: من مخالطته الهلاك كله ، فهى بمنزلة أكل السم ، فإذا اتفق لآكله ترياق وإلا فأحسن الله العزاء ، وما أكثر هذا الضرب فى الناس وهم أهل البدع والضلالة ، الصادون عن سنة رسول الله ، الداعون إلى خلافها ، فيجعلون السنة بدعة والبدعة سنة ، وهذا الضرب لاينبغى للعاقل أن يجالسهم أو يخالطهم، وإن فعل فإما الموت لقلبه أو المرض .
منقول بتصرف
تزكية النفوس - أحمد فريد
تزكية النفوس - أحمد فريد