إعلانات المنتدى


الهزيمة النفسية

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
372
165
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
مقدمة: إن أخطر مرض يُمكن أن تصاب به أمةٌ من الأمم هو اليأس والانكسار الداخلي. . . وهو من أقوى أسباب الهزيمة أمام العدو
وإن للهزيمة النفسية أعراضاً كثيرة خطيرة أهمها ما يلي:
العرض الأول: التقليد الأعمى للأمم الأخرى : عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: (( لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ ))، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، اليَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: (( فَمَنْ )).
العرض الثاني: اليأس من إمكانية التغيير : وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: (( إِذَا قَالَ الرَّجُلُ: هَلَكَ النَّاسُ فَهُوَ أَهْلَكُهُمْ )).
العرض الثالث: السلبية المقيتة المتمثلة في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : في حديث أَبِي سَعِيدٍ الخدري -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدَكُمْ هَيْبَةُ النَّاسِ، أَنْ يَتَكَلَّمَ بِحَقٍّ إِذَا رَآهُ أَوْ شَهِدَهُ أَوْ سَمِعَهُ)).
العرض الرابع: الخوف من إظهار الهوية الإسلامية والاعتزاز بهذا الدين : والله تعالى يقول: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 139]
علاج الهزيمة النفسية
- تقوية الصلة بالله والاعتصام به سبحانه : قال تعالى: {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [آل عمران: 101]
- معرفة سنن الله في كونه :
ومنها: أن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة، ولا يقيم الظالمة وإن كانت مسلمة، والدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام.
- ومنها: أن الله تعالى قد يُديل الكافرين على المؤمنين تارة كما يديل المؤمنين على الكافرين ثم تكون العاقبة للمؤمنين.
- وإذا كان في المسلمين ضعف وكان عدوهم ظاهرا عليهم فذلك بسبب ذنوبهم وخطاياهم؛ إما لتفريطهم في أداء الواجبات وإما لعدوانهم بتعدي الحدود باطنا وظاهرا.
- القيام بواجب الدعوة إلى الله حسب الاستطاعة : عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: ((مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الْإِيمَانِ ))
- نشر روح الأمل والثقة بالله، والقضاء على روح اليأس والإحباط بين أفراد الأمة : وكَانَ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا بَعَثَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي بَعْضِ أَمْرِهِ، قَالَ: (( بَشِّرُوا وَلَا تُنَفِّرُوا، وَيَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا )).
- التخلص من الوهن والعجز والكسل : عَن أنسِ بن مَالِكٍ -رضي الله عنه-: كُنْتُ أَسْمَعُ النبي -صلى الله عليه وسلم- كَثِيرًا يَقُولُ: (( اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ من العَجْزِ وَالكَسَلِ )).
- علو الهمة والبعد عن سفاسف الأمور : عَن الحُسين بن علِيّ -رضي الله عنهما-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: (( إِنَّ اللهَ يُحِبُّ مَعَالِيَ الْأُمُورِ وأَشْرَافَهَا، وَيَكْرَهُ سَفَاسِفَهَا )).
- قراءة سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- والتخلق بأخلاقه الرفيعة، وسجاياه العظيمة وكذلك سير الصالحين : قال الله - تعالى -: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].
- مجاهدة النفس للتخلص من أدوائها : قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } [العنكبوت: 69]

اللهم ردّنا إلى دينك ردّاً جميلاً .... اللهم آمين
منقول بتصرف
 

رشيد التلمساني

مشرف ركن مزامير المغرب الإسلامي
المشرفون
5 أبريل 2020
10,805
2,318
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
جزاك الله خيرا ونفع بك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع