- 3 ديسمبر 2020
- 372
- 165
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
-
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فهذه بعض أهم قواعد القرآن الكريم, التي تبين ثوابت وسنن وقوانين الصراع بين الحق والباطل, مما قد يساعد على تلمس الحق والاقتراب منه, وكشف الباطل والابتعاد عنه :
ثانيا : تحقيق ذلك التوازن الدقيق المطلوب, بين التوكل التام والكامل على الله تعالى, وترك التعلق بالبشر سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو دول ومنظمات, واليقين بإنجاز الله تعالى لوعده وعهده من جهة, وبين الأخذ بالأسباب كاملة كما أمر الله تعالى, دون نقص أو إهمال, حتى لا ينقلب التوكل إلى تواكل من جهة أخرى. كما أشار القرآن الكريم أيضا إلى ضرورة أن يكون للحق قوة واستعداد لمواجهة الباطل، وذلك فى قوله تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ..)
فهذه بعض أهم قواعد القرآن الكريم, التي تبين ثوابت وسنن وقوانين الصراع بين الحق والباطل, مما قد يساعد على تلمس الحق والاقتراب منه, وكشف الباطل والابتعاد عنه :
- الصراع بين الحق والباطل سنة إلهية ثابتة ودائمة ، قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ لِلنَّاسِ أَمْثَالَهُمْ} محمد/3 ,
- إن أهل الحق وإن تركوا الباطل فإن الباطل لن يتركهم أبدا وهو ما عبر عنه القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُم ْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} البقرة/217 ، وقد ورد عن الإمام الشافعي قوله: والله الذي لا إله إلا هو لو أن الحق ترك الباطل ما ترك الباطل الحق أبدا.
- انتصار الحق على الباطل في النهاية, رغم مظاهر انتصار الباطل في البداية, قال تعالى: {فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانْقَلَبُوا صَاغِرِينَ * وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ} الأعراف/. وإن المعضلة عند المسلمين لا تكمن في يقينهم بصدق وعد الله تعالى وإنفاذ عهده, فالجميع يؤمن –ولو نظريا– بأن القرآن حق وكلام الله صدق, ولكنها تكمن في أمرين اثنين هما:
ثانيا : تحقيق ذلك التوازن الدقيق المطلوب, بين التوكل التام والكامل على الله تعالى, وترك التعلق بالبشر سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو دول ومنظمات, واليقين بإنجاز الله تعالى لوعده وعهده من جهة, وبين الأخذ بالأسباب كاملة كما أمر الله تعالى, دون نقص أو إهمال, حتى لا ينقلب التوكل إلى تواكل من جهة أخرى. كما أشار القرآن الكريم أيضا إلى ضرورة أن يكون للحق قوة واستعداد لمواجهة الباطل، وذلك فى قوله تعالى (وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ..)
- هذا وإن من ثمرات سنة التدافع بين الحق والباطل ما يلي :
- حكمة الابتلاء والتمحيص وليميز الخبيث من الطيب
- استخراج عبوديّات الأولياء : فإذا ثبتوا على الحق والطاعة فيما يحبون ويكرهون فهم عبيد الله حقا ، وليس ممن يعبد الله على حرف واحد من السراء والعافية و
- بيان السبيلين : إظهار لسبيل المؤمنين وتبيان لسبيل المجرمين قال تعالى " ولتستبين سبيل المجرمين " وفي ذلك تعزيز وظهور لعقيدة الولاء والبراء كذلك وشحذ الهمم لنصرة الحق وكشف خداع الكافرين والمنافقين
- إيقاف فساد الباطل : (وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ )
- الاطمئنان واليقين إلى قدر الله وحكمته، وأن ما يحصل من تقلب الكافرين في البلاد، وتغلُّبهم في بعض الأحيان على المسلمين إنما هو بقدره سبحانه ومقتضى حكمته البالغة وبهذه المعرفة يُعظّم العبد ربه، ويستهين بأعدائه من شياطين الجن والإنس
- سعة النظر وعدم الاستعجال : ومن ثمرات المعرفة بهذه السنة لا سيما للدعاة والمجاهدين أن الله عزوجل يمنحهم بمعرفتها سعةً في النظر إلى الأمور، وعدم الاستعجال في تحصيل النتائج أو استبطائها، لأنهم بهذه المعرفة لربهم سبحانه وسننه يدركون أنه سبحانه ـ بحكمته وعلمه ولطفه ـ قد يطيل أمد المدافعة، بحيث لا يشهد بعض الناس نهايتها ونتائجها الحتمية من ظهور الحق وزهوق الباطل.
- هذا والله أعلم
- منقول بتصرف