- 3 ديسمبر 2020
- 372
- 165
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
-
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فالحزن نقيض الفرح ، وهو خلاف السرور ويعرّف اصطلاحا بأنه شعور في النفس يحصل معه الغم ويصاحبه ضيق في الصدر وانقباض في المزاج وانحسار في المتعة
والحزن الممدوح هو ما كان على ضياع طاعة أو عمل من أعمال الخير أو تقصير في جنب الله ، ومثاله حزن الفقراء من المسلمين حين لم يجدوا ما يحملهم على الجهاد في سبيل الله في غزوة تبوك :" وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ "
وهو حزن ممدوح لأنه يدل على صدق الإيمان ويقظة القلب كما أنه محفّز لصاحبه على الطاعات والازدياد من الأعمال الصالحة .
وأما الحزن المذموم : فهو الذي لا صبر لدى صاحبه ولا رضا ، فيجعل العبد يتقاعس عن العمل والعبادة ، وربما يؤدي إلى إساءة الظن بالله ، وعندها يؤثم صاحبه ، قال تعالى ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم )
وقد نهى القرآن عن هذا النوع من الحزن كما في قوله تعالى :" ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين "
فهذا الحزن يتنافى مع أولياء الله من أهل الإيمان ، لأنهم يثقون بربّهم ويتوكلون عليه ويعلمون أنه سيجعل لهم من كل ضيق مخرجا ومن كل همّ فرجا
ثانيا : صدق اللجوء إلى الله وبث الشكوى إليه ، كما فعل يعقوب عليه السلام حين فقد ولده يوسف لسنين :" إنما أشكو بثّي وحزني إلى الله " وهكذا المؤمن يجعل سلواه مع ربّه ولا يظهر الشكاية لأحد من خلقه
ثالثا : البكاء دون جزع ، فقد بكى النبي على فراق ابنه إبراهيم ، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟! فقال: «يا ابن عوف إنها رحمة» ثم أتبعها بأخرى، فقال: «إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون»
رابعا : التسليم لله والرضا بقضائه ، وأن ما يقدر الله لعبده هو خير له ، عَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم.
ومثل هذا الرضا يجعل الأمل يشرق في نفس المؤمن ويواجه متاعب الحياة بنفس مطمئنة
خامسا : الاستعانة بالصبر والصلاة ، قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ) وكان – صلى الله عليه وسلم – إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ، وأما الصبر فيعين المسلم على مواجهة التحدّيات والصعاب محتسبا الأجر عند الله تعالى
وجمع الله بين الصبر وعدم الحزن في قوله تعالى ( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون )
سادسا : التوكل على الله
ونجد ذلك في كتاب الله حين أوصى الله تعالى في التعامل مع الحزن بسبب النجوى ، قال تعالى :" إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ "
فأخبرت الآية أن من توكل على الله في أموره لم يضره شيء ، وتطمئن نفسه فلا يصيبه حزن أو ضيق ، فلا يحدث ولا يقع إلا ما يريد ، فأي طمأنينة لا تكون بعد هذا اليقين ؟
فالحزن نقيض الفرح ، وهو خلاف السرور ويعرّف اصطلاحا بأنه شعور في النفس يحصل معه الغم ويصاحبه ضيق في الصدر وانقباض في المزاج وانحسار في المتعة
والحزن الممدوح هو ما كان على ضياع طاعة أو عمل من أعمال الخير أو تقصير في جنب الله ، ومثاله حزن الفقراء من المسلمين حين لم يجدوا ما يحملهم على الجهاد في سبيل الله في غزوة تبوك :" وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ "
وهو حزن ممدوح لأنه يدل على صدق الإيمان ويقظة القلب كما أنه محفّز لصاحبه على الطاعات والازدياد من الأعمال الصالحة .
وأما الحزن المذموم : فهو الذي لا صبر لدى صاحبه ولا رضا ، فيجعل العبد يتقاعس عن العمل والعبادة ، وربما يؤدي إلى إساءة الظن بالله ، وعندها يؤثم صاحبه ، قال تعالى ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم )
وقد نهى القرآن عن هذا النوع من الحزن كما في قوله تعالى :" ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين "
فهذا الحزن يتنافى مع أولياء الله من أهل الإيمان ، لأنهم يثقون بربّهم ويتوكلون عليه ويعلمون أنه سيجعل لهم من كل ضيق مخرجا ومن كل همّ فرجا
- ضوابط في التعامل مع الحزن :
ثانيا : صدق اللجوء إلى الله وبث الشكوى إليه ، كما فعل يعقوب عليه السلام حين فقد ولده يوسف لسنين :" إنما أشكو بثّي وحزني إلى الله " وهكذا المؤمن يجعل سلواه مع ربّه ولا يظهر الشكاية لأحد من خلقه
ثالثا : البكاء دون جزع ، فقد بكى النبي على فراق ابنه إبراهيم ، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله؟! فقال: «يا ابن عوف إنها رحمة» ثم أتبعها بأخرى، فقال: «إن العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون»
رابعا : التسليم لله والرضا بقضائه ، وأن ما يقدر الله لعبده هو خير له ، عَنْ أبي يَحْيَى صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله ﷺ: عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ. رواه مسلم.
ومثل هذا الرضا يجعل الأمل يشرق في نفس المؤمن ويواجه متاعب الحياة بنفس مطمئنة
خامسا : الاستعانة بالصبر والصلاة ، قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين ) وكان – صلى الله عليه وسلم – إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة ، وأما الصبر فيعين المسلم على مواجهة التحدّيات والصعاب محتسبا الأجر عند الله تعالى
وجمع الله بين الصبر وعدم الحزن في قوله تعالى ( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون )
سادسا : التوكل على الله
ونجد ذلك في كتاب الله حين أوصى الله تعالى في التعامل مع الحزن بسبب النجوى ، قال تعالى :" إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ "
فأخبرت الآية أن من توكل على الله في أموره لم يضره شيء ، وتطمئن نفسه فلا يصيبه حزن أو ضيق ، فلا يحدث ولا يقع إلا ما يريد ، فأي طمأنينة لا تكون بعد هذا اليقين ؟
اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن .... اللهم آمين
منقول بتصرف
منقول بتصرف