إعلانات المنتدى


الايمان زاد الدعاة

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
372
165
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
إن الداعية إلى الله عز وجل وطالب العلم هم أحوج الناس إلى التربية الإيمانية، ولماذا الداعية وطالب العلم بالذات؟

أولاً: لأن الإيمان بالله هو المعين على أمور الدعوة، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتيه الوحي يتحنث في غار حراء ويتعبد الليالي ذات العدد، فكان يحتاج إلى الصلة بالله عز وجل والإيمان به تبارك وتعالى حتى يكون ذلك خير معين له على القيام بأعباء هذه الدعوة.

وحين أتاه الوحي شرع الله له الاجتهاد في العبادة والطاعة (يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلاً * نصفه أو انقص منه قليلاً * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً * إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً) هذا الأمر بقيام الليل والاجتهاد بالطاعة لأنه سيُلْقَى عليه قولاً ثقيلاً ، (إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلاً).

ثانياً :لأن الداعي إلى الله عز وجل وطالب العلم عرضة للآفات، عرضة للإعجاب بالنفس، عرضة للرياء، وعرضة لأن يسير وراء بريق الشهرة، والذي يعينه ويحميه من ذلك هو الإيمان بالله عز وجل، فالإيمان يشعره بأن كل ما يقدمه إنما هو لله عز وجل ، والذي يجعله يشعر بذنوبه وتقصيره في جنب الله سبحانه، والذي يجعله يشعر بأن ما قدم لن ينجيه إلا برحمة الله تبارك وتعالى.

ثالثاً: أن الداعية يدعو الناس للإيمان بالله عز وجل، وإذا كان المرء فاقداً لشيء كيف يستطيع أن يعطيه، وإذا كان يحتاج أن يربي الناس على الإيمان بالله عز وجل وتقواه وهو فاقد للإيمان والتقوى، وإذا كان يريد أن ينهى الناس عن معاصي الله عز وجل ، ويأمرهم بتقواه وهو يعاني من الجفاء في قلبه، يعاني من الضعف في إيمانه، يعاني من الخور في هذا الجانب فكيف يستطيع أن يحقق هذا الأمر ؟ (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب) ،(يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون * كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون) .

رابعاً: أن الذي يدعو إلى الله عز وجل هو أكثر الناس عرضة للبلاء والامتحان، والذي يعينه على الثبات هو الإيمان بالله عز وجل ، ولهذا تأتي الوصية بالتسبيح أو الصلاة والتوجه إلى الله عز وجل في كتاب الله عقب ذكر مايكيده الكفار بالنبي، ولا تكاد تجد أمراً للنبي صلى الله عليه وسلم بالصبر على ما يواجهه من أذى ومن ابتلاء إلا ويعقب بالأمر بالتسبيح والأمر بالصلاة والأمر بالطاعة لله عز وجل، لماذا ؟ لأنه هو الزاد المعين على الصبر (فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب * ومن الليل فسبحه وأدبار السجود) ويقول (فاصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاًً) ويقول: (واذكر اسم ربك بكرة وأصيلاً * ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلاً طويلاًً) .

منقول بتصرف
 
  • أعجبني
التفاعلات: سعــــــود

سعــــــود

مشرف ركن مزامير جزيرة العرب والحرمين الشريفين
المشرفون
2 يونيو 2008
6,977
1,574
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
الله يفتح عليك ويبارك فيك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع