إعلانات المنتدى


التفكير المنهجي في الإسلام

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
319
145
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد

خصائص التفكير المنهجي في الإسلام :

  • اليقين لا الظن : فلا ينبني التفكير الصحيح على الظن والتوهم كما هو شأن الكافرين الذين قالوا " إن نظنّ إلا ظناً وما نحن بمستيقنين "

  • الحق لا الهوى : فقد يعرف الإنسان الحقيقة ولكنها يتجاهلها ويتغافل عنها اتباعا للهوى أو استكبارا ، قال تعالى :" وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوّاً "

    والأهواء هي إرادات النفس بغير علم؛ فكل من فعل ما تريده نفسه بغير علم يبين أنه مصلحة فهو متبع هواه.
  • الصدق لا التلوّن : فلا يتقلّب الإنسان في تفكيره أو رأيه وفقا للمصالح واختلاف الأحوال ، بل إن هذا يُعدّ خصلة من النفاق ، قال تعالى :" مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إِلَىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا " ، وذُكر لنا أن نبيّ الله عليه السلام كان يضرب مَثَلا للمؤمن والمنافق والكافر، كمثل رَهْط ثلاثة دَفعوا إلى نهر، فوقع المؤمن فقَطع، ثم وقع المنافق حتى إذا كاد يصل إلى المؤمن ناداه الكافر: أن هلم إليَّ، فإنيّ أخشى عليك! وناداه المؤمن: أن هلم إليّ، فإن عندي وعندي! يحصي له ما عنده. فما زال المنافق يتردَّد بينهما حتى أتى عليه موجٌ فغرَّقه.

  • التخصيص لا التعميم : فلا تصدر الأحكام معممة ، بل تُخصَّص بوجود الدليل والقرينة التي تدل عليها ، وقد أنصف القرآن بعض أهل الكتاب ممن صدّق بالحق كقوله تعالى :" لَيْسُوا سَوَاءً ۗ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ" وقوله أيضا :" وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ "

  • الاهتمام بالحقائق لا المسميّات : وهكذا يهتم العقل بحقيقة الأشياء وجوهرها لا بالأسماء والشخصيات ، فكثيراً في قصص القرآن ما لا يذكر الأسماء والأماكن لأنه يريد التركيز على أخذ العبرة والعظة من الأحداث ، كقوله تعالى :" وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ " فهو لم يسمّ الرجل ولا المدينة لأن العبرة بما فعل الرجل لا باسمه وشخصه

  • التحقق لا التسليم : وهذا ينمي الروح النقدية عند الشخص ، فيكون العقل باحثا فاحصا ناقدا ليس مسلما بلا حجة ولا برهان ، فتجد القرآن يرفض من الكافرين تمسكهم بدين الأباء والأجداد كما جادل ابر اهيم عليه السلام قومه في ذلك بأروع حجة وبيان فقال :" قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ "

  • المنهج لا الأشخاص فإن الأشخاص يموتون وتبقى الفكرة ، وليس أدل على هذا المعنى من قوله تعالى في سورة آل عمران :" وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ " ، وقال أناس من عِليْة أصحاب نبي الله ﷺ يوم أشيع خبر قتل النبي يوم أحد :"قاتلوا على ما قاتل عليه محمدٌ نبيكم حتى يفتح الله لكم أو تلحقوا به"

    وما أجمل قول أبي بكر حين خطب المسلمين بعد وفاة النبي – ص – فقال :" من كان يعبد محمد فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ".وذلك أن الأشخاص غير معصومين من الانحراف في الأفكار والأعمال ، فلا بدّ أن يخضع الجميع لميزان الحق فبالحق يُعرف الرجال وليس يعرف الحق بالرجال .
منقول بتصرف
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع