إعلانات المنتدى


سور تُقرأ يوم الجمعة

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
372
165
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
الحكمة من قراءة بعض السور يوم الجمعة :
وهي ثمان سور، منها المكيُّ وهي سورةُ السجدة وق والكهف والأعلى والغاشية، ومنها المدنيُّ كالجمعةِ والمنافقون والإنسان، فهذه ثمان سور من السور التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأُ بها ويحثُّ على القراءةِ بها يومَ الجمعة
فلماذا هذه السور بالذات تسن قراءتها يوم الجمعة :

أولاً: سورة الكهف :
أَغلبُ المتدبِّرين لهذه السورةِ يرون أنَّ المقصدَ الذي تدورُ حولَه آياتُ هذه السورةِ: هو الإرشادُ إلى كيفيةِ النجاةِ والعصمةِ مِن الفتنِ بأنواعها، وقد وَرَدَ في السورةِ أربعةُ أمثلةٍ للفتنِ؛ تُعتبَرُ مِن أعظمِ الفتنِ التي يُبتلى بها المرءُ في حياته: وهي - فتنةُ الدينِ في قصةِ أصحابِ الكهف و - فتنةُ المالِ في قصةِ صاحبِ الجنتين، و فتنةُ العلمِ في قصةِ الخضرِ مع موسى عليه الصلاة والسلام، وكيف شَكَرَ الخضر هذه النعمة.
و فتنةُ المُلْكِ في قصةِ ذي القرنين، وكيف نجَحَ ذو القرنين في هذا الابتلاء بشكرِ هذه النعمةِ العظيمةِ، واستعملَها في طاعةِ الله.
وفي اسمها ما يدلُّ على موضوعِها ومَقصدِها، وهو (الكهف)؛ فهو عصمةٌ مادّيةٌ لمن يلجأُ إليه عادةً، وكذلك معاني وآياتُ هذه السورةِ عصمةٌ لمَن قرأها وتدبَّرَها من هذه الفتن، ومِن أعظمِ الفتنِ فتنةُ الدَّجَّال، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «فمن أدركه منكم -أي الدجّال-، فليقرأ عليه فواتِحَ سورةِ الكهف» (صحيح مسلم [2936]) وفي رواية: «من قرأ العشرَ الأواخِرَ من سورةِ الكهفِ فإنه عصمةٌ له من الدجال» (رواه النسائي في عمل اليوم والليلة [948]).

ثانياً: سورة السجدة:

تَدورُ آياتِها حولَ بيانِ حقيقةِ الخَلقِ وأحوالِ الإنسانِ في الدنيا والآخرة، ببيانٍ شافٍ كافٍ، يُبعِدُ من نفسِ الإنسانِ كلَّ فِكرةٍ إلحاديةٍ تُحاوِلُ التسلُّلَ إلى ذِهنِ المؤمنِ، في زحامِ الأفكارِ وعَولمةِ الثقافات. وبقراءتها كل جمعة يَطمئنُّ قلبُ المؤمن، ويَزدادُ تعلُّقُه بربِّه، ولا يملك إلا أنْ يَخِرَّ ساجداً بين يديه، ولذلك سُمِّيت سورةُ السجدة، وشُرِعَ سجودُ التلاوةِ عند الآيةِ الخامسةَ عشرَ من آياتها.

ثالثاً: سورة ق:

سورة ق؛ كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها في الخطبةِ يومَ الجمعةِ في أحيانٍ كثيرة، وقد ذَكَرتْ أمُّ هشامٍ بنتُ حارثة رضي الله عنها حديثاً يدلُّ أنها حفظت من كثرةِ تَكْرارِ النبي صلى الله عليه وسلم لقراءتها في خُطبة الجمعة، وقراءتها تذكرك باليومِ الآخر ومشاهد القيامة

رابعاً: سورة الجمعة:

وهي تؤكِّدُ على تذكيرِ الأُمةِ في هذا اليومِ العظيمِ؛ بنعمةِ اللهِ عليها بإرسالِهِ محمداً عليه الصلاةُ والسلام، وأنّ اللهَ قد جعلَه هدايةً لها بعد الضلالِ المبينِ الذي كانت فيه، ولا شكّ أنَّ هذا مِن أعظمِ القضايا في حياةِ المؤمن، التي لا ينبغي أنْ تغيبَ عن ذهنِه، ولذلك شُرِعتْ قراءتُها في صلاةِ الجمعة.

خامساً: سورة المنافقون:

تؤكِّدُ السورةُ على كشفِ المنافقين، وبيانِ حقيقتِهم، وأبرزِ صفاتهم، لتكونَ بمثابةِ تحذيرٍ أسبوعيٍّ؛ مِن طائفةٍ خطيرةٍ تَهدِمُ الإسلامَ مِن الداخل، وتُوضِّحُ للمؤمنين أنَّ حصونَنا مهددةٌ من داخلِها بهؤلاءِ المنافقين! ولِعِظَمِ خَطَرِهم وعدمِ انقطاعِهم مِن المجتمعِ، منذُ عهدِ النبي صلى الله عليه وسلم حتى اليوم؛ شُرِعَ التحذيرُ منهم بشكلٍ متكرر، بتلاوةِ هذه السورةِ في صلاةِ الجمعة.

سادساً: سورة الإنسان:

تؤكِّدُ السورةُ على تذكيرِ الإنسانِ بأصلِ خِلقتِه، وتُبينُ عاقبتَه ومصيرَه في الآخرة؛ ليكونَ على حذرٍ وعلى بينةٍ من أمرِه، فقد فصَّلَ اللهُ في السورةِ كيف بَدأَ خلقَ الإنسان، وكيف انقسمَ الناسُ إلى مؤمنٍ شاكر، وكافرٍ جاحد، ومصيرِ كلٍّ من الفريقين. وأَطالَ في بيانِ مصيرِ أهلِ الجنةِ تشويقاً وتحفيزاً للمؤمنين. وأَشارَ فيها إلى نعمةِ نزولِ القرآن، ووجوبِ الصبرِ على العملِ به.

سابعاً: سورة الأعلى:

المقصدُ من هذه السورةِ: تأكيدُ تعلُّقِ النفوسِ باللهِ العظيمِ الأعلى، والحرصِ على الآخرةِ ونعيمِها، وعدمِ التعلُّقِ بالدنيا وبهرجِها الزائل، وهي تحملُ رسالةً قصيرةً مُركَّزةً، تُؤكِّدُ للمؤمنِ أنّ العُلوَّ الحقيقيَّ هو في طاعةِ اللهِ وخشيتِه {سَيَذَّكَّرُ مَن يَخْشَىٰ} [الأعلى:10]، وأنّ الشقاءَ والخسرانَ في اجتنابِ هذه النصيحةِ والتعلُّقِ بالدنيا {وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى . الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَىٰ} [الأعلى:11-12]. وهذه الحقيقةُ الكبرى ينبغي أن تكون نُصبَ عينيَّ المؤمنِ في حياتِه كلِّها، تُكرَّرُ عليه كلَّ حين، ولذلك فهي تُقرأُ في الركعةِ الأولى من صلاةِ الجمعة، وصلاةِ الاستسقاء، وصلاةِ العيد.

ثامناً: سورة الغاشية:

تُذكِّرُ هذه السورةُ العظيمةُ بقدرةِ اللهِ العظيمة، وأصنافِ الناسِ يومَ القيامة، ومصيرِهم في الآخرة. وهي هي! المعاني الكبرى المصيريةُ، التي لا ينبغي أنْ تغيبَ عن المؤمن أبداً، ويحتاجُ إلى تعلُّمِها وتذكُّرِها دوماً. ولذلك شُرِعتْ قراءتُها في الركعةِ الثانيةِ من صلاةِ الجمعةِ والعيدِ والاستسقاء.

هذا والله أعلم
منقول بتصرف
 
  • أعجبني
التفاعلات: سعــــــود

سعــــــود

مشرف ركن مزامير جزيرة العرب والحرمين الشريفين
المشرفون
2 يونيو 2008
6,977
1,574
113
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
جزاك الله خيرًا وبارك فيك
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع