إعلانات المنتدى


العلاقة بين الإنسان والقرآن

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 1 عضواً )

عمر محمود أبو أنس

عضو كالشعلة
3 ديسمبر 2020
319
145
43
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
عبد الباسط عبد الصمد
علم البلد
لقد جمع القرآن بين الانسان والقرآن في أول سورة الرحمن : قال تعالى :" الرحمن * علم القرآن * خلق الإنسان * علّمه البيان )

فتأمل كيف قدّمت الآيات تعليم القرآن على خلق الإنسان ، لتؤكد لنا أن حياة الإنسان بغير تعلّم القرآن والعمل به لا قيمة لها

ويوجه القرآن الإنسان إلى فهم ذاته ، والمهمة التي خُلق من أجلها ، وتبيان المصير الذي سيؤول إليه في قوله تعالى :" أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ "

أنما خلقناكم : إشارة إلى أن الإنسان مخلوق ، ولا بد له من خالق يعبده ويوجهه ويرشده

عبثا : إشارة إلى الهدف والغاية من الخلق وهي عبادة الله وليس اللهو والعبث في هذه الدنيا

وأنكم إلينا لا تنصرون : إشارة إلى المصير وعندها يكون البعث بعد الموت ثم إلى جنة او نار

ثم أوضح القرآن رسالته إلى الإنسان في قوله تعالى :" كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ "

أنزلناه " إشارة إلى علوية مصدر هذا القرآن فهو من الله

" إليك " أي أنت المقصود أيها الإنسان بحمل وأداء رسالة هذا القرآن

مبارك : صفة لهذا القرآن فهو كثير البركة والخير بما فيه من التوجيهات والارشادات التي فيها صلاح الدنيا والأخرة

ليدبروا آياته : بيان للعلاقة بين الإنسان والقرآن القائمة على الفهم والتدبر

ثم بعد تدبر القرآن وفهمه تأتي وظيفة بلاغه للناس ودعوتهم إليه في قوله تعالى في أول سورة إبراهيم :" الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ "

لقد بيّنت هذه الآية المهمة الموكلة إلى هذا الإنسان وهو هداية الناس وإخراجهم من الظلمات الى النور

وتأمل قوله تعالى " بإذن ربهم " لتبين أن مهمتك أيها الإنسان هي بذل الجهد المستطاع في البلاغ والدعوة وأن النتائج ليست منك فالهداية من الله .

من هنا صار واضحا أن هداية الناس إلى الحق والخير هي رسالة القرآن التي ينبغي ان يقوم بها الإنسان ، ولا عجب أن يكون دعاؤنا كل يوم في صلاتنا " اهدنا الصراط المستقيم " التي هي آية في الفاتحة لتأتي بعدها مفتتح سورة البقرة " ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين "

وكأن المعني أن من أراد الهداية إلى الصراط المستقيم فعليه بالقرآن .

وتأتي ألفاظ صناعة الإنسان في القرآن في آيتين من سورة طه

الأولى :" ولتصنع على عيني " والثانية " واصطنعتك لنفسي "

أي ان تكون صناعة النفس على منهج الله ، و في سبيل الله ،

ثم تأتي الآية بعد ذلك أيضا في سورة طه " وعجلت إليك ربي لترضى " أي بعد هذه الصناعة الربانية تتحقق ثمرة هذه الصناعة بإيجاد إنسان رباني يعجل في السير إلى الله وطلب مرضاته .

هذا والله أعلم
منقول بتصرف
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع