- 3 ديسمبر 2020
- 355
- 154
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
سورة التكاثر
تبدأ بقوله تعالى : {ألهاكم التكاثر} أي شغلكم وأنساكم التباهي والتباري بالأمور الفانية عن عبادة الله، والقيام بطاعته، حتى لهوتم عن طلب الآخرة وابتغائها، وعمَّا ينجي من سخط الله وعقابه.
ومن التكاثر التباهي بكثرة المال والولد ، ومن التكاثر: التفاخر بالقبائل والعشائر والجاه؛ أو التشاغل بالمعاش والتجارة، وحب الدنيا ونعيمها وزهرتها, وكل ما هو صالح للتكاثر به؛ من بناءٍ وغراس؛
وهذا لا يعني أن جمع المال أو التجارة أمرٌ مذموم؛ وإنما المذموم الانشغال بذلك عن ذكر الله، لذلك امتدح الله عز وجل أهل طاعته وذكره، الذين لا تشغلهم الدنيا والتجارة عن الطاعة والذكر، قال تعالى: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} (النور: 37).
إنما اللوم والتوبيخ والذم حينما يكون المال والجاه والدنيا مَدْعَاة للعبد أن يلهو عن ذكر الله تعالى، وعن الواجبات والمندوبات، كما بين الله ذلك بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (المنافقون: 9).
الغفلة حتى يأتي الموت
{ حتى زرتم المقابر} واستمر لهوكم وغفلتكم وتشاغلكم حتى أدرككم الموت على تلك الحالة، وقد ضاعت الأعمار فيما لا يجدي، فمُتُّم ولحقتم بالقبور زُوَّارًا، ترجعون منها إلى منازلكم؛ من الجنة أو النار؛ فإن الزائر لابد أن يرجع إلى وطنه، والقبور ليست بدار إقامة.
والإنسان مجبول على التكاثر إلى أن يموت؛ كلما ازداد به الكِبر ازداد به الأمل، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَتَشِبُّ مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ عَلَى الْمَالِ، وَالْحِرْصُ عَلَى الْعُمُرِ"[7].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "يَقُولُ الْعَبْدُ: مَالِي، مَالِي، إِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ: مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى، أَوْ أَعْطَى فَاقْتَنَى، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ، وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ"[8].
ردع وزجر
{كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} (كَلَّا) ردعٌ وزجرٌ عن التَّلهِّي والتَّكاثر، ومعنى {سوف تعلمون} أي: سوف تعلمون عاقبة التكاثر الذي ألهاكم
{ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} تكرار للزجر والوعيد
{كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} والمعنى: حقًّا لو تعلمون الأمر الذي أنتم صائرون إليه علما يقينيا لعرفتم أنكم في ضلال وخطأ عظيم، ولفعلتم الخير ، وتركتم ما لا ينفعكم مما أنتم فيه من الغفلة والتكاثر في هذه الدنيا
{ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} وهذه رؤيةً بصريةً وسوف تشاهدون النار وهي نار كبيرة عظيمة, وتعاينون العذاب والمآل يقينًا,
وهذا لا يعني أن جمع المال أو التجارة أمرٌ مذموم؛ وإنما المذموم الانشغال بذلك عن ذكر الله، لذلك امتدح الله عز وجل أهل طاعته وذكره، الذين لا تشغلهم الدنيا والتجارة عن الطاعة والذكر، قال تعالى: {رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ} (النور: 37).
إنما اللوم والتوبيخ والذم حينما يكون المال والجاه والدنيا مَدْعَاة للعبد أن يلهو عن ذكر الله تعالى، وعن الواجبات والمندوبات، كما بين الله ذلك بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (المنافقون: 9).
الغفلة حتى يأتي الموت
{ حتى زرتم المقابر} واستمر لهوكم وغفلتكم وتشاغلكم حتى أدرككم الموت على تلك الحالة، وقد ضاعت الأعمار فيما لا يجدي، فمُتُّم ولحقتم بالقبور زُوَّارًا، ترجعون منها إلى منازلكم؛ من الجنة أو النار؛ فإن الزائر لابد أن يرجع إلى وطنه، والقبور ليست بدار إقامة.
والإنسان مجبول على التكاثر إلى أن يموت؛ كلما ازداد به الكِبر ازداد به الأمل، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَتَشِبُّ مِنْهُ اثْنَتَانِ: الْحِرْصُ عَلَى الْمَالِ، وَالْحِرْصُ عَلَى الْعُمُرِ"[7].
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "يَقُولُ الْعَبْدُ: مَالِي، مَالِي، إِنَّمَا لَهُ مِنْ مَالِهِ ثَلَاثٌ: مَا أَكَلَ فَأَفْنَى، أَوْ لَبِسَ فَأَبْلَى، أَوْ أَعْطَى فَاقْتَنَى، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ ذَاهِبٌ، وَتَارِكُهُ لِلنَّاسِ"[8].
ردع وزجر
{كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} (كَلَّا) ردعٌ وزجرٌ عن التَّلهِّي والتَّكاثر، ومعنى {سوف تعلمون} أي: سوف تعلمون عاقبة التكاثر الذي ألهاكم
{ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} تكرار للزجر والوعيد
{كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} والمعنى: حقًّا لو تعلمون الأمر الذي أنتم صائرون إليه علما يقينيا لعرفتم أنكم في ضلال وخطأ عظيم، ولفعلتم الخير ، وتركتم ما لا ينفعكم مما أنتم فيه من الغفلة والتكاثر في هذه الدنيا
{ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ} وهذه رؤيةً بصريةً وسوف تشاهدون النار وهي نار كبيرة عظيمة, وتعاينون العذاب والمآل يقينًا,
{ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} وتكرار القسم زيادةً في تأكيد الرؤية, أي: ثم لتبصرونها دون ريب. والمراد بعين اليقين: نفسه؛ لأن عين الشيء ذاته.
ومراتب اليقين ثلاثة: أولها: علم اليقين؛ وهو العلم المستفاد من الخبر ثم عين اليقين؛ وهو العلم المدرك بحاسة البصر، ثم حق اليقين؛ وهو العلم المدرك بحاسة الذوق والمباشرة؛ كقوله تعالى: {وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (93) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ} (الواقعة: 92 – 95
{ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}
قال ابْنِ عَبَّاسٍ: النَّعِيمُ: صِحَّةُ الْأَبْدَانِ وَالْأَسْمَاعِ وَالْأَبْصَارِ، قَالَ: يَسْأَلُ اللَّهُ الْعِبَادَ فِيمَ اسْتَعْمَلُوهَا، وَهُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنْهُمْ، وَهُوَ قَوْلُهُ: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}"[10](الإسراء: 36).
والمراد: ثم لتسألن يوم القيامة عن كل أنواع النعيم الذي تنعمتم به في دار الدنيا؛ هل قمتم بشكره، وأديتم حق الله فيه، ولم تستعينوا به على معاصيه؟ فينعمكم نعيمًا أعلى منه وأفضل. أم اغتررتم به، ولم تقوموا بشكره؟ بل ربما استمتعتم به على معاصي الله فكنتم بذلك عُرْضَةً للجزاء والعقاب،
اللهم اجعلنا من عبادك الشاكرين ولا تجعلنا من الغافلين .... اللهم آمين
منقول بتصرّف