- 3 ديسمبر 2020
- 355
- 154
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
تـأمــلات في سـورة البينــة
يقول الله في مطلع السورة ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب منفكين حتى تأتيهم البينة )
قوله ( من أهل الكتاب) من لبيان الجنس وليست تبعيضية والمعنى : لم يكن الذين كفروا سواء كانوا من أهل الكتاب أو من المشركين .. قوله: ( مُنفَكِّينَ ) مأخوذة من الانفكاك وهو فصل الشيء عن الآخر وهذه الكلمة تدل على شدة تماسكهم بباطلهم ، أي : لم يكونوا مزايلين و مباينين وتاركين ما هم عليه من الكفر ( حتى تأتيهم البينة) والبينة هي: كل ما أقيم لإظهار الحق ، وهو الرسول كما بينته الآية التي بعدها .
*( رسول من الله ) وأضاف الرسول هنا إليه – عز وجل – لشرفه ، أما صفات هذا الرسول ، فقال: ( يتلو صحفاً مطهرة ) . * قوله : ( صحفا ) هو القرآن وسمي بذلك لأنه مكتوب في الملأ الأعلى في صحف
( مطهرة ) أي: مطهرة من الشك والريبة والباطل والنقص والخلل، ومطهرة من أن تتضارب وتتناقض، ومطهرة من الشرك والكفر.
قوله تعالى: ) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ([البينة:3]. ومعنى قيمة أي في غاية الاستقامة والعدل .
*قال الله تعالى : ) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ( [البينة:4].
لقد تفرق أهل الكتاب واختلفوا، وتفرق المشركون أيضاً، فمرة يقولون: ساحر، ومرة : كاهن ، ومرة : مجنون ، ومرة : شاعر ، ومرة : يكتب أساطير الأولين ، و مرة : إنما يعلمه بشر.
وقد كان عندهم كتبً ، وقد ذكر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم باسمه ، وصفته ، ومولده ، ومهاجره .
فكان الواجب عليهم ألا يختلفوا ، لكنهم عياذاً بالله ما تفرقوا جهلاً ، وإنما عمداً .
ليدل ذلك على أن كفرهم سببه الكبر والعناد وليس عدم ظهور البيّنة والحجة عندهم بأن دعوة الرسول هي الحق
* ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) أي: عبادة لا يخالطها شرك ، ولا رياء ، حنفاء مائلين عن الشرك إلى التوحيد، وعن الضلال إلى الهدى. وفي ذلك حضّ على الإخلاص لله في العبادة ، وأنه سبب لاجتماع الكلمة والصف المسلم لأنه ذكر بعد ذم الفرقة والاختلاف
قوله : ( حُنَفَاءَ ) أي: حنفاء لا يعبدون أحباراً ولا رهباناً. والحنيفية : هي دين إبراهيم عليه السلام، أساسها التوحيد: لا إله إلا الله، أي: لا معبود بحق إلا الله.
قوله : ) وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ([ البينة:5] . ، فالصلاة والزكاة أساس في جميع الشرائع والأديان
فالصلاة تنظم العلاقة بين الفرد وربّه والزكاة تنظم العلاقة بين الفرد والناس ،
وقوله : ) وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ( [البينة:5] أي: هذا هو الدين المستقيم الذي لا عوج فيه ولا ميل ولا انحراف.
* قال الله تعالى : ) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ([البينة:6]. فالكفار هم شر الناس ومصيرهم إلى النار ولا أمل لهم في الخروج، روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي أو نصراي ثم لا يؤمن بي إلا أكبه الله على وجهه في النار).
* وأما المؤمنون فهم خير الناس : ) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريّة (
قال تعالى : ) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ([البينة:8].
قوله : ) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ ( وعدن أي جنات إقامة أبدية لا يخرجون منها ، ولا ينامون ولا يموتون ولا يسقمون ولا يهرمون .
* ) وَرَضُوا عَنْهُ ([البينة:8] ، أي: لما دخلوا الجنة واستقروا فيها رضوا عن الله سبحانه كرضاهم عن الله في الدنيا كما قال أبو قلابة رحمه الله : رضاك عن الله أن تتلقى أوامره من غير ضجر .
* ) ذلك لمن خشي ربه ( ذلك الجزاء يناله من خشى ربه والخشية أكمل من الخوف . لأن الخشية مقترنة بالعلم ، فالخشية خوف معه تعظيم ، يعني يُعَظِمون الله عز وجل لأنهم عرفوا قدره سبحانه وتعالى .
هذا والله أعلم
منقول بتصرّف
يقول الله في مطلع السورة ( لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب منفكين حتى تأتيهم البينة )
قوله ( من أهل الكتاب) من لبيان الجنس وليست تبعيضية والمعنى : لم يكن الذين كفروا سواء كانوا من أهل الكتاب أو من المشركين .. قوله: ( مُنفَكِّينَ ) مأخوذة من الانفكاك وهو فصل الشيء عن الآخر وهذه الكلمة تدل على شدة تماسكهم بباطلهم ، أي : لم يكونوا مزايلين و مباينين وتاركين ما هم عليه من الكفر ( حتى تأتيهم البينة) والبينة هي: كل ما أقيم لإظهار الحق ، وهو الرسول كما بينته الآية التي بعدها .
*( رسول من الله ) وأضاف الرسول هنا إليه – عز وجل – لشرفه ، أما صفات هذا الرسول ، فقال: ( يتلو صحفاً مطهرة ) . * قوله : ( صحفا ) هو القرآن وسمي بذلك لأنه مكتوب في الملأ الأعلى في صحف
( مطهرة ) أي: مطهرة من الشك والريبة والباطل والنقص والخلل، ومطهرة من أن تتضارب وتتناقض، ومطهرة من الشرك والكفر.
قوله تعالى: ) فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ([البينة:3]. ومعنى قيمة أي في غاية الاستقامة والعدل .
*قال الله تعالى : ) وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ ( [البينة:4].
لقد تفرق أهل الكتاب واختلفوا، وتفرق المشركون أيضاً، فمرة يقولون: ساحر، ومرة : كاهن ، ومرة : مجنون ، ومرة : شاعر ، ومرة : يكتب أساطير الأولين ، و مرة : إنما يعلمه بشر.
وقد كان عندهم كتبً ، وقد ذكر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم باسمه ، وصفته ، ومولده ، ومهاجره .
فكان الواجب عليهم ألا يختلفوا ، لكنهم عياذاً بالله ما تفرقوا جهلاً ، وإنما عمداً .
ليدل ذلك على أن كفرهم سببه الكبر والعناد وليس عدم ظهور البيّنة والحجة عندهم بأن دعوة الرسول هي الحق
* ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) أي: عبادة لا يخالطها شرك ، ولا رياء ، حنفاء مائلين عن الشرك إلى التوحيد، وعن الضلال إلى الهدى. وفي ذلك حضّ على الإخلاص لله في العبادة ، وأنه سبب لاجتماع الكلمة والصف المسلم لأنه ذكر بعد ذم الفرقة والاختلاف
قوله : ( حُنَفَاءَ ) أي: حنفاء لا يعبدون أحباراً ولا رهباناً. والحنيفية : هي دين إبراهيم عليه السلام، أساسها التوحيد: لا إله إلا الله، أي: لا معبود بحق إلا الله.
قوله : ) وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ([ البينة:5] . ، فالصلاة والزكاة أساس في جميع الشرائع والأديان
فالصلاة تنظم العلاقة بين الفرد وربّه والزكاة تنظم العلاقة بين الفرد والناس ،
وقوله : ) وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ( [البينة:5] أي: هذا هو الدين المستقيم الذي لا عوج فيه ولا ميل ولا انحراف.
* قال الله تعالى : ) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ([البينة:6]. فالكفار هم شر الناس ومصيرهم إلى النار ولا أمل لهم في الخروج، روى مسلم في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي أو نصراي ثم لا يؤمن بي إلا أكبه الله على وجهه في النار).
* وأما المؤمنون فهم خير الناس : ) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريّة (
قال تعالى : ) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ([البينة:8].
قوله : ) جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ ( وعدن أي جنات إقامة أبدية لا يخرجون منها ، ولا ينامون ولا يموتون ولا يسقمون ولا يهرمون .
* ) وَرَضُوا عَنْهُ ([البينة:8] ، أي: لما دخلوا الجنة واستقروا فيها رضوا عن الله سبحانه كرضاهم عن الله في الدنيا كما قال أبو قلابة رحمه الله : رضاك عن الله أن تتلقى أوامره من غير ضجر .
* ) ذلك لمن خشي ربه ( ذلك الجزاء يناله من خشى ربه والخشية أكمل من الخوف . لأن الخشية مقترنة بالعلم ، فالخشية خوف معه تعظيم ، يعني يُعَظِمون الله عز وجل لأنهم عرفوا قدره سبحانه وتعالى .
هذا والله أعلم
منقول بتصرّف