- 3 ديسمبر 2020
- 355
- 154
- 43
- الجنس
- ذكر
- القارئ المفضل
- عبد الباسط عبد الصمد
- علم البلد
يقول تعالى في أول السورة :
﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾ والزلزلة: الحركة الشديدة السريعة ، ولم يقل إذا زلزلت الأرض زلزالاً، بل (زلزالها) أي: الزلزال اللائق بجرم الأرض وحجمها كلها والمخصوص بها، فالإضافة للتفخيم والاختصاص؛ فهو ليس كزلزال الدنيا؛ ولم يكن مثله قط، إنه الزلزال العظيم
والزلازل من آيات الله العظام والتي تكثر في آخر الزمان، فإنه عند قرب الساعة تكثر في جميع الأرض الزلازل قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلاَزِلُ، ...»
وذلك الزلزال؛ هو إيذان بفناء النشأة الأولى، وظهور نشأة أخرى.
﴿وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾ ومن شدة الزلزلة، فإن الأرض تَشَقَّق عن ظهرها؛ لتقذف ما في باطنها من كنوز ودفائن وأموات وغير ذلك، وذلك عند النفخة الثانية,
﴿وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا﴾ سؤال استيضاح وذهول من هول ما يشاهد الناس
﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا﴾ يُنطقها الله لتشهد على العاملين بما عملوا على ظهرها من خير وشر؛ فإن الأرض من جملة الشهود الذين يشهدون على العباد بأعمالهم، وحينئذ لا يستطيع أحد أن يبقى على إنكاره بل يقر ويعترف بما فعل ، ويندم، إلا أنه لا ينفع الندم في ذلك الوقت.
﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾ سبب تحديث الأرض؛ أن الله عز وجل أمرها وأذن لها أن تخبر بما عُمل عليها، فلا تعصي أمره.
﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا﴾ يوم تزلزل الأرض زلزالها يرجع الناس عن موقف الحساب بعد العرض فِرقًا وأنواعًا وأصنافًا ما بين شقي وسعيد، كل إلى جهة مأواه، بحسب أعمالهم وما عُيِّن لهم من منازلهم, فأهل النار يساقون إليها، وأهل الجنة يساقون إليها
﴿لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ﴾ يصدرون من الموقف أشتاتًا؛ ليريهم الله ويجازيهم بما عملوا في الدنيا؛ إن خيرًا فخير، وإن شّرًا فشرّ
﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ وقوله تبارك وتعالى: ﴿مثقال ذرة﴾ يفيد أن الأعمال توزن يوم القيامة؛
ومن عمل في الدنيا وزن ذرة من شر، فإنه سوف يرى ذلك الشر يوم القيامة في كتابه ويرى الجزاء والعقوبة عليه. قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا﴾ (آل عمران: 30)، لكن لما كانت الذرة مَضرِبَ المثل في القلة ذكرها سبحانه، ومثله قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا﴾ (النساء: 40).
وهذه الآية فيها غاية الترغيب في فعل الخير ولو قليلا، كما قال رسول الله عليه وسلم: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»([15]).
وفي الآية أيضًا: غاية التحذير والترهيب من فعل الشر ولو كان حقيرًا، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ»
هذا والله أعلم
منقول بتصرّف
﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا﴾ والزلزلة: الحركة الشديدة السريعة ، ولم يقل إذا زلزلت الأرض زلزالاً، بل (زلزالها) أي: الزلزال اللائق بجرم الأرض وحجمها كلها والمخصوص بها، فالإضافة للتفخيم والاختصاص؛ فهو ليس كزلزال الدنيا؛ ولم يكن مثله قط، إنه الزلزال العظيم
والزلازل من آيات الله العظام والتي تكثر في آخر الزمان، فإنه عند قرب الساعة تكثر في جميع الأرض الزلازل قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلاَزِلُ، ...»
وذلك الزلزال؛ هو إيذان بفناء النشأة الأولى، وظهور نشأة أخرى.
﴿وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا﴾ ومن شدة الزلزلة، فإن الأرض تَشَقَّق عن ظهرها؛ لتقذف ما في باطنها من كنوز ودفائن وأموات وغير ذلك، وذلك عند النفخة الثانية,
﴿وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا﴾ سؤال استيضاح وذهول من هول ما يشاهد الناس
﴿يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا﴾ يُنطقها الله لتشهد على العاملين بما عملوا على ظهرها من خير وشر؛ فإن الأرض من جملة الشهود الذين يشهدون على العباد بأعمالهم، وحينئذ لا يستطيع أحد أن يبقى على إنكاره بل يقر ويعترف بما فعل ، ويندم، إلا أنه لا ينفع الندم في ذلك الوقت.
﴿بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا﴾ سبب تحديث الأرض؛ أن الله عز وجل أمرها وأذن لها أن تخبر بما عُمل عليها، فلا تعصي أمره.
﴿يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا﴾ يوم تزلزل الأرض زلزالها يرجع الناس عن موقف الحساب بعد العرض فِرقًا وأنواعًا وأصنافًا ما بين شقي وسعيد، كل إلى جهة مأواه، بحسب أعمالهم وما عُيِّن لهم من منازلهم, فأهل النار يساقون إليها، وأهل الجنة يساقون إليها
﴿لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ﴾ يصدرون من الموقف أشتاتًا؛ ليريهم الله ويجازيهم بما عملوا في الدنيا؛ إن خيرًا فخير، وإن شّرًا فشرّ
﴿وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾ وقوله تبارك وتعالى: ﴿مثقال ذرة﴾ يفيد أن الأعمال توزن يوم القيامة؛
ومن عمل في الدنيا وزن ذرة من شر، فإنه سوف يرى ذلك الشر يوم القيامة في كتابه ويرى الجزاء والعقوبة عليه. قال تعالى: ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا﴾ (آل عمران: 30)، لكن لما كانت الذرة مَضرِبَ المثل في القلة ذكرها سبحانه، ومثله قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا﴾ (النساء: 40).
وهذه الآية فيها غاية الترغيب في فعل الخير ولو قليلا، كما قال رسول الله عليه وسلم: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ»([15]).
وفي الآية أيضًا: غاية التحذير والترهيب من فعل الشر ولو كان حقيرًا، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِيَّاكُمْ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّهُنَّ يَجْتَمِعْنَ عَلَى الرَّجُلِ حَتَّى يُهْلِكْنَهُ»
هذا والله أعلم
منقول بتصرّف