إعلانات المنتدى


الى محبي اللغه العربيه

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

الانباري

عضو كالشعلة
6 يوليو 2007
426
5
0
الجنس
ذكر
علم البلد
الى محبي اللغه العربيه والتي هي لغة القرآن الكريم ****بقلم حامد الفهداوي
من يستطيع ان يعرب قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم
والشمُس تجري لمستقرٍِِ لها ذَلك تقديُر العزيز العليم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والقمَر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. اعرب ما تحته خط
2. لماذا قال سبحانه والشمسُ بالرفع وقال في الايه الثانيه والقمرَ بالنصب

تحياتي للجميع بلموفقيه
 

الداعية

مراقبة قديرة سابقة وعضو شرف
عضو شرف
11 نوفمبر 2005
19,977
75
48
الجنس
أنثى
رد: الى محبي اللغه العربيه

لي عودة للموضوع اخي الانباري ان شاء الله بعد البحث وان كان الموضوع يجب انقله الى ركن الادب
 

عبيد الجزائري

مزمار ألماسي
13 مارس 2007
1,867
1
38
الجنس
ذكر
رد: الى محبي اللغه العربيه

بارك الله فيك يا أخي .....رايح أحاول الاعراب ....بس محاولة
الشمس مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة
تجري فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء والفاعل ضمير مستتر تقديره هي والجملة في محل خبر الشمس
لمستقر جار ومجرور متعلق بتجري

القمر مفعول به لفعل محذوف يفسره الذي بعده ...وهذا من باب الاشتغال
قدرناه فعل ماض مبني على الفتح و نا ضمير متصل في محل رفع فاعل و الهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول
منازل مفعول به ثان
والله أعلم
أفيدونا أفادكم الله
 

محمد الجنابي

عضو شرف
عضو شرف
9 فبراير 2007
15,361
18
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: الى محبي اللغه العربيه

اخي عبيد
اين الواو
 

عمر 7

مزمار داوُدي
9 مارس 2007
3,701
6
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: الى محبي اللغه العربيه

جزاكم الله الخير على العمل الطيب

اظن الواو أستئنافية
 

واصل علال

مزمار جديد
11 أغسطس 2007
8
0
0
الجنس
ذكر
رد: الى محبي اللغه العربيه

السلام عليكم
شكرا اخي على موضوعك وشكرا للاخوان على ردودهم
اسمحوا بالمشاركة اخواني لقد وجدت في احدى المصاحف =والقمر=مرفوعةوهو مصحف بالرسم العثماني على رواية ورش واقر صحته مجمع البحوث الاسلامية بالازهر بالقرار رقم 102/في 15/10/1966
الاية التي قبل هده =واية لهم الليل نسلخ منه النهار..=تتحدث عن ظاهرة تعاقب الليل والنهار وهي ظاهرة كونية عامة باعتبارها شاملة بالنظر الى مسالة النور والظلام المتناقضين الدين لابد منهما ومن تناقضهما
اما الاية الاخرى فهي تتحدث عن ظاهرة جزئية تتعلق بعنصرين من بين مجموعة من العناصر الكثيرة الموجودة بالكون
لدلك فالاية الاولى مقطوعة عن الثانيةمعنى واعرابا
اما الايتان 36/37 فهما مرتبطتان بارتباط القمر بالشمس الي هو تابع لها
فلكيا
لدلك اعتقد والله اعلم ان الواو في الاولى حالية و الجملة من المبتدا والخبرحال في محل نصب
والواو الثانية عاطفة والجملة ايضا تتضمن حالا
والله اعلم
 

عبيد الجزائري

مزمار ألماسي
13 مارس 2007
1,867
1
38
الجنس
ذكر
رد: الى محبي اللغه العربيه

أخي واصل والله ما فهمت اجابتك فلو تكرمت ووضحت اكثر......جزاك الله خيرا
 

واصل علال

مزمار جديد
11 أغسطس 2007
8
0
0
الجنس
ذكر
رد: الى محبي اللغه العربيه

السلام عليكم
الواو=للحال
الشمس =مبتداا مرفوع
تجري= فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة عاى الياء
والفاعل ضمير مستتر تقديره هي عائد على الشمس
لمستقر=جار ومجرور
لها = جار ومجرور
والجملة الفعلية من الفعل والفاعل في محل رفع خبر للمبتدا
والجملة الاسمية من المبتدا والخبر في محل نصب حال
الواو=اداة عطف على الشمس
القمر=بالرفع مبتدا مرفوع
قدرنا=فعل ماضي مبني على السكون
ونا =الدالة على الفاعل في محل رفع فاعل
الهاء=مفعول به في محل نصب
منازل=مفعول به ثاني لقدرنا
والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدا
والجملة الاسمية من المبتدا وخبره حال في محل نصب
حتى=ظرف زمان وفي الجملتين حديث عن حال الشمس والقمر
 

واصل علال

مزمار جديد
11 أغسطس 2007
8
0
0
الجنس
ذكر
رد: الى محبي اللغه العربيه

اعربتها بالرفع
المصحف الدي اخدت منه هده المسالة هو مصحف برواية الامام ورش
مطبوع بالرسم العثماني بالخط المغربي والجزائري والتونسي والافريقي الموحد
اقرت صحتهلجنة مراقبة المصاحف بمجمع البحوث الاسلامية بالجامع الازهر بالقرار رقم=102في 15/10/1966
 

الداعي للخير

عضو موقوف
1 يناير 2007
8,231
10
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد رفعت
رد: الى محبي اللغه العربيه

بارك الله فيك
 

عبيد الجزائري

مزمار ألماسي
13 مارس 2007
1,867
1
38
الجنس
ذكر
رد: الى محبي اللغه العربيه

السلام عليكم
الواو=للحال
الشمس =مبتداا مرفوع
تجري= فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة عاى الياء
والفاعل ضمير مستتر تقديره هي عائد على الشمس
لمستقر=جار ومجرور
لها = جار ومجرور
والجملة الفعلية من الفعل والفاعل في محل رفع خبر للمبتدا
والجملة الاسمية من المبتدا والخبر في محل نصب حال
الواو=اداة عطف على الشمس
القمر=بالرفع مبتدا مرفوع
قدرنا=فعل ماضي مبني على السكون
ونا =الدالة على الفاعل في محل رفع فاعل
الهاء=مفعول به في محل نصب
منازل=مفعول به ثاني لقدرنا
والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدا
والجملة الاسمية من المبتدا وخبره حال في محل نصب
حتى=ظرف زمان وفي الجملتين حديث عن حال الشمس والقمر

بارك الله فيك على التوضيح أخي واصل.......ولا تحرمنا من مشاركاتك
 

واصل علال

مزمار جديد
11 أغسطس 2007
8
0
0
الجنس
ذكر
رد: الى محبي اللغه العربيه

الكشاف
الجزء الرابع
( 86 من 116 )

السابق الآيات القرآنية الفهرس التالي




الجزء الرابع


سورة يس

مكية وآياتها 83

بسم الله الرحمن الرحيم

‏{‏يس والقرآن الحكَيم إِنَكَ لَمِنَ اَلمُرسَلِينَ عَلى صِرَاط مستقيم تَنزيلَ اَلعزيزِ اَلرحَيم لِتنذِرَ قومَاً ما أُنذرَ آباؤُهُم فَهُمْ غافِلوُنَ لَقَد حَقَ اَلقَول عَلى أَكثرهم فَهُم لا يؤمِنونَ‏}‏ قرىء‏:‏ ‏"‏ يس ‏"‏ بالفتح كأين وكيف‏.‏

أو بالنصب على‏:‏ اتل يس وبالكسر على الأصل كجير وبالرفع على هذه يس أو بالضم كحيث‏.‏

وفخمت الألف وأميلت‏.‏

وعن ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ معناه يا إنسان في لغة طيىء والله أعلم بصحته وإن صح فوجهه أن يكون أصله يا أنيسين فكثر النداء به على ألسنتهم حتى اقتصروا على شطره كما قالوا في القسم‏:‏ م اللّه في أيمن اللّه ‏"‏ اَلحكَيمِ ‏"‏ ذي الحكمة‏.‏

أو لأنه دليل ناطق بالحكمة كالحي‏.‏

أو لأنه كلام حكيم فوصف بصفة المتكلم به ‏"‏ على صراط مستقيم ‏"‏ خبر بعد خبر أو صلة للمرسلين‏.‏

فإن قلت‏:‏ أي حاجة إليه خبراً كان أو صلة وقد علم المرسلين لا يكونون إلا على صراط مستقيم قلت‏:‏ ليس الغرض بذكره ما ذهبت إليه من تمييز من أرسل على صراط مستقيم عن غيره ممن ليس على صفته وإنما الغرض وصفه ووصف ما جاء به من الشريعة فجمع بين الوصفين في نظام واحد كأنه قال‏:‏ إنك لمن المرسلين الثابتين على طريق ثابت وأيضاً فإن التنكير فيه دل على أنه أرسل من بين الصرط المستقيمة لا يكتنه وصفه وقرىء‏:‏ ‏"‏ تنزيلُ العزيز الرحيم ‏"‏ بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف وبالنصب على أعني وبالجر على البدل من القرآن ‏"‏ قوماً ما أنذر آباؤهم ‏"‏ قوماً غير منذر آباؤهم على الوصف ونحوه قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ لتنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك ‏"‏ القصص‏:‏ 46 ‏"‏ وما أرسلنا إليهم قبلك من نذير ‏"‏ سبأ‏:‏ 44 وقد فسر ‏"‏ مَآ أُنذرَ أباؤهم ‏"‏ على إثبات الإنذار‏.‏

ووجه ذلك أن تجعل ما مصدرية لتنذر قوماً إنذار آبائهم أو موصولة منصوبة على المفعول الثاني لتنذر قوماً ما أنذره آباؤهم من العذاب كقوله تعالى‏:‏ ‏"‏ إنا أنذرناكم عذاباَ قريباً ‏"‏ النبأ‏:‏‏.‏

4 فإن قلت‏:‏ أي فرق بين تعلقي قوله‏:‏ ‏"‏ فَهُم غَفِلوُنَ ‏"‏ على التفسيرين قلت‏:‏ هو على الأول متعلق بالنفي أي‏:‏ لم ينفروا فهم غافلون على أن عدم إنذارهم هو سبب غفلتهم على الثاني بقوله‏:‏ ‏"‏ إِنَكَ لَمِنَ اَلمُرسَلِينَ ‏"‏ لتنذر كما تقول‏:‏ أرسلتك إلى فلان لتنذره فإنه غافل‏.‏

أو فهو غافل‏.‏

فإن قلت‏:‏ كيف يكونون منذرين غير منذرين لمناقضة هذا ما في الآي الأخر قلت‏:‏ لا مناقضة‏:‏ لأن الآي في نفي إنذارهم لا في نفي إنذار آبائهم وآباؤهم القدماء من ولد إسماعيل وكانت النذارة فيهم‏.‏

فإن قلت‏:‏ في أحد التفسيرين أن آباءهم لم ينذروا وهو الظاهر فما تصنع به‏.‏

قلت‏:‏ أريد آباؤهم الأدنون دون الأباعد ‏"‏ لقد حق القول على أكثرهم فهم لا يؤمنون ‏"‏ ‏"‏ الَقول ‏"‏ ُ قوله تعالى ‏"‏ لأملئن جهنم من الجنة والناس أجمعين ‏"‏ السجدة‏:‏ 13 يعني تعلق بهم هذا القول وثبت عليهم ووجب لأنهم ممن علم أنهم يموتون على الكفر‏.‏

إنا جعلنا في أعناقهم أغلالاً فهي إلى الأذقان فهم مقمحون وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سداً فأغشيناهم فهم لا يبصرون ‏"‏ ثم مثل تصميمهم على الكفر وأنه لا سبيل إلى ارعوائهم بأن جعلهم كالمغلولين المقمحين‏:‏ في أنهم لا يلتفتون إلى الحق ولا يعطفون أعناقهم نحوه ولا يطأطئون رؤوسهم له وكالحاصلين بين سدين لا يبصرون ما قدامهم ولا ما خلفهم في أن لا تأمل لهم ولا تبصر وأنهم متعامون عن النظر في آيات الله‏.‏

فإن قلت‏:‏ ما معنى قوله‏:‏ ‏"‏ فَهِىَ إلَى اَلأذَقًانِ ‏"‏ قلت‏:‏ معناه‏:‏ فالأغلال واصلة إلى الأذقان ملزوزة إليها وذلك أن طوق الغل الذي في عنق المغلول يكون ملتقى طرفيه تحت الذقن حلقة فيها رأس العمود نادراً من الحلقة إلى الذقن‏.‏

فلا تخليه يطأطىء رأسه ويوطىء قذاله فلا يزال مقمحاَ‏.‏

والمقمح‏:‏ الذي يرفع رأسه ويغض بصره‏.‏

يقال‏:‏ قمح البعير فهو قامح‏:‏ إذا روي فرفع رأسه ومنه شهراَ قماح لأن الإبل ترفع رؤوسها عن الماء لبرده فيهما وهما الكانونان‏.‏

ومنه‏:‏ اقتمحت السويق‏.‏

فإن قلت‏:‏ فما قولك فيمن جعل الضمير للأيدي وزعم أن الغل لما كان جامعاً لليد والعنق - وبذلك يسمى جامعة - كان ذكر الأعناق دالاً على ذكر الأيدي قلت‏:‏ الوجه ما ذكرت لك والدليل عليه قوله‏:‏ ‏"‏ فَهُم مقمحَونَ ‏"‏ ألا ترى كيف جعل الإقماح نتيجة قوله‏:‏ ‏"‏ فَهِىَ إِلَى الأذقانِ ‏"‏ ولو كان الضمير للأيدي لم يكن معنى التسبب في الإقماح ظاهراً على أن هذا الإضمار فيه ضرب من التعسف وترك الظاهر الذي يدعوه المعنى إلى نفسه إلى الباطن الذي يجفو عنه ترك للحق الأبلج إلى الباطل اللجلج‏.‏

فإن قلت‏:‏ فقد قرأ ابن عباس رضي الله عنهما‏:‏ ‏"‏ في أيديهم ‏"‏ وابن مسعود‏:‏ ‏"‏ في أيمانهم ‏"‏ فهل تجوز على هاتين القراءتين أن يجعل الضمير للأيدي أو للأيمان قلت‏:‏ يأبى ذلك وإن ذهب الإضمار المتعسف ظهور كون الضمير للأغلال وسداد المعنى عليه كما ذكرت‏.‏

وقرىء‏:‏ ‏"‏ سداً ‏"‏ بالفتح والضم‏.‏

وقيل‏:‏ ما كان من عمل الناس فبالفتح وما كان من خلق اللّه فالبضم ‏"‏ فأغ ‏)‏شيناهم ‏"‏ فأغشينا أبصارهم أي‏:‏ غطيناها وجعلنا عليها غشاوة عن أن تطمح إلى مرئي وعن مجاهد‏:‏ فأغشيناهم‏:‏ فألبسنا أبصارهم غشاوة‏.‏

وقرىء‏:‏ بالعين من العشا‏.‏

وقيل‏:‏ نزلت في بني مخزوم وذلك‏:‏ أْن أبا جهل حلف لئن رأى محمداً يصلي ليرضخن رأسه فأتاه وهو يصلي ومعه حجر ليدمغه به فلما رفع يده أثبتت إلى عنقه ولزق الحجر بيده حتى فكوه عنها بجهد فرجع إلى قومه فأخبرهم فقال مخزومي اَخر‏:‏ أنا أقتله بهذا الحجر فذهب فأعمى اللّه عينيه‏.‏

وسواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لايؤمنون غنما تنذر من اتبع الذكر وخشى الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم ‏"‏ فإن قلت‏:‏ قد ذكر ما دل على انتفاء إيمانهم مع ثبوت الإنذار ثم قفاه بقوله‏:‏ ‏"‏ إنما تُنذِرُ ‏"‏ وإنما كانت تصح هذه التقفية لو كان الإنذار منفياً‏.‏

قلت‏:‏ هو كما قلت ولكن لما كان ذلك نفياً للإيمان مع وجود الإنذار وكان معناه أن البغية المرومة بالإنذار غير حاصلة وهي الإيمان قفي بقوله‏:‏ ‏"‏ إنَمَا تُنذر ‏"‏ على معنى‏:‏ إنما تحصل البغية بإنذارك من غير هؤلاء المنذرين وهم المتبعون للذكر‏:‏ وهو القرآن أو الوعظ الخاشون ربهم‏.‏

‏"‏ إن نحن نحى الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في أمام مبين ‏"‏ ‏"‏ نحيي الموتى ‏"‏ نبعثهم بعد مماتهم‏.‏

وعن الحسن‏:‏ إحياؤهم‏:‏ أن يخرجهم من الشرك إلى الإيمان ‏"‏ ونكتب ما ‏"‏ أسلفوا من الأعمال الصالحة وغيرها وما هلكوا عنه من أثر حسن كعلم علموه أو كتاب صنفوه أو حبيس حبسوه أو بناء بنوه أو مسجد أو رباط أو قنطرة أو نحو ذلك‏.‏

أو سيئ كوظيفة وظفها بعض الظلام على المسلمين وسكة أحدث فيها تخسيرهم وشيء أحدث

فيه صد عن ذكر الله‏:‏ من ألحان وملاه وكذلك كل سنة حسنة أو سيئة يستن بها‏.‏

ونحوه قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ ينبأ الإنسان يومئذ بما قدم وأخر ‏"‏ القيامة‏:‏ 13 أي‏:‏ قدم من أعماله وأخر من آثاره‏.‏

وقيل‏:‏ هي آثار المشائين إلى المساجد‏.‏

وعن جابر‏:‏ أردنا النقلة إلى المسجد والبقاع حوله خالية فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتانا في ديارنا وقال‏:‏ يا بني سلمة بلغني أنكم تريدون النقلة إلى المسجد فقلنا‏:‏ نعم بعد علينا المسجد والبقاع حوله خالية فقال‏:‏ عليكم دياركم‏.‏

فإنما تكتب آثاركم‏.‏

قال فما وددنا حضرة المسجد لما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏

وعن عمر بن عبد العزيز‏:‏ لو كان الله مغفلاً شيئاً لأغفل هذه الآثار التي تعفيها الرياح‏.‏

والإمام‏:‏ اللوح‏.‏

وقرىء‏:‏ ‏"‏ ويُكتَبُ ما قدموا وآثارهم ‏"‏ على البناء للمفعول ‏"‏ وكل شيء ‏"‏ بالرفع‏.‏

‏"‏ واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون إذ أرسلنا إليهم اثنين فكذبوهما فعززنا بثالث فقالوا إنا إليكم مرسلون قالوا ما أنتم إلا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون ‏"‏ ‏"‏ وَاضرِب لهم مثلاً ‏"‏ ومثل لهم مثلاً من قولهم‏:‏ عندي من هذا الضرب كذا أي‏:‏ من هذا المثال وهذه الأشياء على ضرب واحد أي على مثال واحد‏.‏

والمعنى‏:‏ واضرب لهم مثلاً مثل أصحاب القرية أي‏:‏ اذكر لهم قصة عجيبة قصة أصحاب القرية‏.‏

والمثل الثاني بيان للأول‏.‏

وانتصاب إذ بأنه بدل من أصحاب القرية‏.‏

والقرية أنطاكية‏.‏

و ‏"‏ اَلمُرسَلُونَ ‏"‏ رسل عيسى عليه السلام إلى أهلها بعثهم دعاة إلى الحق وكانوا عبدة أوثان‏.‏

أرسل إليهم اثنين فلما قربا من المدينة رأيا شيخاً يرعى غنيمات له وهو حبيب النجار صاحب يس فسألهما فأخبراه فقال‏:‏ أمعكما آية فقالا‏:‏ نشفي المريض ونبرىء الأكمه والأبرص وكان له ولد مريض من سنتين فمسحاه فقام فآمن حبيب وفشا الخبر فشفي على أيديهما خلق كثير ورقى حديثهما إلى الملك وقال لهما‏:‏ ألنا إله سوى آلهتنا‏.‏

قالا‏:‏ نعم من أوجدك وآلهتك فقال‏:‏ حتى انظر في أمركما فتبعهما الناس وضربوهما‏.‏

وقيل‏:‏ حبسا‏.‏

ثم بعث عيسى عليه السلام شمعون فدخل متنكراً وعاشر حاشية الملك حتى استأنسوا به ورفعوا خبره إلى الملك فأنس به فقال له ذات يوم‏:‏ بلغني أنك حبست رجلين فهل سمعت ما يقولانه فقال‏:‏ لا حال الغضب بيني وبين ذلك فدعاهما فقال شمعون‏:‏ من اْرسلكما قالا‏:‏ اللّه الذي خلق كل شيء وليس له شريك فقال‏:‏ صفاه وأوجزا‏.‏

قالا‏:‏ يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد‏.‏

قال‏:‏ وما آيتكما قالا‏:‏ ما يتمنى الملك فدعا بغلام مطموس العينين فدعوا الله حتى انشق له بصر وأخذا بندقتين فوضعاهما في حدقتيه فكانتا مقلتين ينظر بهما فقال له شمعون‏:‏ أرأيت لو سألت إلهك حتى يضع مثل هذا فيكون لك وله الشرف‏.‏

قال‏:‏ ليس لي عنك سر إن إلهنا لا يبصر ولا يسمع ولا يضر ولا ينفع وكان شمعون يدخل معهم على الصنم يصلي ويتضرع ويحسبون أنه منهم ثم قال‏:‏ إن قدر إلهكما على إحياء ميت آمنا به فدعوا بغلام مات من سبعة أيام فقام وقال‏:‏ إني أدخلت في سبعة أودية من النار وأنا أحذركم ما أنتم فيه فآمنوا وقال‏:‏ فتحت أبواب السماء فرأيت شاباً حسن الوجه يشفع لهؤلاء الثلاثة قال الملك‏:‏ ومن هم قال شمعون‏:‏ وهذان فتعجب الملك‏.‏

فلما رأي شمعون أن قوله قد أثر فيه نصحه فآمن وآمن معه قوم ومن لن يؤمن صاح عليهم جبريل عليه السلام صيحة فهلكوا ‏"‏ فَعززنَا ‏"‏ فقوينا‏.‏

يقال‏:‏ المطر يعزز الأرض إذا لبدها وشدها وتعزز لحم الناقة‏.‏

وقرىء‏:‏ بالتخفيف من عزه يعزه‏:‏ إذا غلبه أي‏:‏ فغلبنا وقهرنا ‏"‏ بثالث ‏"‏ وهو شمعون‏.‏

فإن قلت‏:‏ لم ترك ذكر المفعول به قلت‏:‏ لأن الغرض ذكر المعزز به وهو شمعون وما لطف فيه من التدبير حتى عز الحق وذل الباطل وإذا كان الكلام منصباً إلى غرض من الأغراض جعل سياقه له وتوجهه إليه كأن ما سواه مرفوض مطرح‏.‏

ونظيره قولك‏:‏ حكم السلطان اليوم بالحق الغرض المسوق إليه‏:‏ قولك بالحق فلذلك رفضت ذكر المحكوم له والمحكوم عليه ‏"‏ ما أنتم إلا بشر مثلنا ‏"‏ إنما رفع بشر هنا ونصب في قوله‏:‏ ‏"‏ ما هذا بشراً ‏"‏ يوسف‏:‏ 31 لأن إلا تنقض النفي فلا يبقى لما المشبهة بليس شبه فلا يبقى له عمل‏.‏

فإن قلت‏:‏ لم قيل‏:‏ ‏"‏ إنا إليكم مرسلون ‏"‏ أولاً وإنَا إليكمُ لَمرسلوُنَ ‏"‏ آخراً قلت‏:‏ لأن الأول ابتداء إخبار والثاني جواب عن إنكار‏.‏

‏"‏ قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون وما علينا إلا البلاغ المبين ‏"‏ وقوله‏:‏ ‏"‏ ربنا يعلم ‏"‏ جار مجرى القسم في التوكيد وكذلك قولهم‏:‏ شهد اللّه وعلم الله‏.‏

وإنما حسن منهم هذا الجواب الوارد على طريق التوكيد والتحقيق مع قولهم‏:‏ ‏"‏ وما علينا إلا البلاغ المبين ‏"‏ أي الظاهر المكشوف بالآيات الشاهدة لصحته وإلا فلو قال المدعي‏:‏ والله إني لصادق فيما أدعي ولم يحضر البينة كان قبيحاً‏.‏

‏"‏ قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم قالوا طائركم معكم أئن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون ‏"‏ ‏"‏ تطيرنا بكم ‏"‏ تشاءمنا بكم وذلك أنهم كرهوا دينهم ونفرت منهم نفوسهمِ وعادة الجهال أن يتيمنوا بكل شيء مالوا إليه واشتهوه وآثروه وقبلته طباعهم ويتشاءموا بما نفروا عنه وكرهوه فإن أصابهم نعمة أو بلاء قالوا ببركة هذا وبشؤم هذا كما حكى الله عن القبط‏:‏ ‏"‏ وإن تصبهم سيئة يطيروا بموسى ومن معه ‏"‏ الأعراف‏:‏ 131‏.‏

وعن مشركي مكة‏:‏ ‏"‏ وإن تصبهم سيئة يقولوا هذه من عندك ‏"‏ النساء‏:‏ 78‏.‏

وقيل‏:‏ حبس عنهم القطر فقالوا ذلك‏.‏

وعن قتادة‏:‏ إن أصابنا شيء كان من أجلكم ‏"‏ وطائركم معكم ‏"‏ وقرىء‏:‏ ‏"‏ طيركم ‏"‏ أي‏:‏ سبب شؤمكم معكم وهو كفرهم أو أسباب شؤمكم معكم وهي كفرهَم ومعاصيهم‏.‏

وقرأ الحسن ‏"‏ أطيركم ‏"‏ أي تطيركم‏.‏

وقرىء‏:‏ ‏"‏ أئن ذكرتم ‏"‏ بهمزة الاستفهام وحرف الشرط‏.‏

و ‏"‏ ءائن ‏"‏ بألف بينهما بمعنى‏:‏ أتطيرون إن ذكرتم وقرىء‏:‏ ‏"‏ أأن ذكرتم ‏"‏ بهمزة الاستفهام وأن الناصبة يعني‏:‏ أتطيرتم لأن ذكرتم وقرىء‏:‏ أن وإن بغير استفهام لمعنى الإخبار أي تطيرتم لأن ذكرتم أو إن ذكرتم تطيرتم‏.‏

وقرىء‏:‏ ‏"‏ أين ذكرتم ‏"‏‏:‏ على التخفيف أي شؤمكم معكم حيث جرى ذكركم وإذا شئم المكان بذكرهم كان بحلولهم فيه أشأم ‏"‏ بَل أَنتم قوم مسرِفوُنَ ‏"‏ في العصيان ومن ثم أتاكم الشؤم لا من قبل رسل اللّه وتذكيرهم أو بل أنتم قوم مسرفون في ضلالكم متمادون في غيكم حيث تتشاءمون بمن يجب التبرك به من رسل اللّه‏.‏

‏"‏ وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسئلكم أجراً وهم مهتدون وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون ءأتخذ من دونه إلهة إن يردن الرحمن بضر لا تغن عنى شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون إنى إذاً لفي ضلال مبين إنى ءامنت بربكم فاسمعون ‏"‏ ‏"‏ رجل يسعى ‏"‏ هو حبيب بن إسرائيل النجار وكان ينحت الأصنام وهو ممن آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وبينهما ستمائة سنة كما آمن به تبع الأكبر وورقة بن نوفل وغيرهما ولم يؤمن من بنبي أحدَ إلا بعد ظهوره‏.‏

وقيل‏:‏ كان في غار يعبد الله فلما بلغه خبر الرسل أتاهم وأظهر دينه وقاول الكفرةَ فقالوا‏:‏ أو أنت تخالف ديننا فوثبوا عليه فقتلوه‏.‏

وقيل‏:‏ توطئوه بأرجلهم حتى خرج قصبه من دبره‏.‏

وقيل‏:‏ رجموه وهو يقول‏:‏ اللهم اهد قومي وقبره في سوق أنطاكية فلما قتل غضب اللّه عليهم فأهلكوا بصيحة جبريل عليه السلام‏.‏

وعن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ سُباق الأمم ثلاثة‏:‏ ‏"‏ لم يكفروا بالله طرفة عين‏:‏ علي بن أبي طالب وصاحب يس ومؤمن آل فرعون ‏"‏ ‏"‏ مَن لا يسئلكم أجراً وهم مهتدون ‏"‏ كلمة جامعة في الترغيب فيهم أي‏:‏ لا تخسرون معهم شيئاً من ديناكم وتربحون صحة دينكم فينتظم لكم خير الدنيا وخير الآخرة ثم أبرز الكلام في معرض المناصحة لنفسه وهو يريد مناصحتهم ليتلطف بهم ويداريهم ولأنه أدخل في إمحاض النصح حيث لا يريد لهم إلا ما يريد لروحه ولقد وضع قوله‏:‏ ‏"‏ وَمَا لِىَ لا أعَبُدُ الذي فَطَرَني ‏"‏ مكان قوله‏:‏ وما لكم لا تعبدون الذي فطركم‏.‏

ألا ترى إلى قوله‏:‏ ‏"‏ وإليه ترجعون ‏"‏ ولولا أنه قصد ذلك لقال‏:‏ الذي فطرني وإليه أرجع وقد ساقه ذلك المساق إلى أن قال‏:‏ ‏"‏ ءَامَنتُ بِرَبكمُ فاسمَعُونِ ‏"‏ يريد فاسمعوا قولي وأطيعوني فقد نبهتكم على الصحيح الذي لا معدل عنه‏:‏ أن العبادة لا تصح إلا لمن منه مبتدؤكم وإليه مرجعكم وما أدفع العقول وأنكرها لأن تستحبوا على عبادته عبادة أشياء إن أرادكم هو بضر وشفع لكم هؤلاء لم تنفع شفاعتهم ولم يمكنوا من أن يكونوا شفعاء عنده ولم يقدروا على إنقاذكم منه بوجه من الوجوه إنكم في هذا الاستحباب لواقعون في ضلال ظاهر بين لا يخفى على ذي عقل وتمييز‏.‏

وقيل‏:‏ لما نصح قومه أخذوا يرجمونه فأسرع نحو الرسل قبل أن يقتل فقال لهم‏:‏ ‏"‏ إِني ءَامَنتُ بِرَبكمُ فاسمَعُون ‏"‏ أي اسمعوا إيماني تشهدوا لي به‏.‏

وقرىء‏:‏ ‏"‏ إن يردني الرحمن بضر ‏"‏ بمعنى‏:‏ إن يوردني ضراً أي يجعلني مورداً للضر‏.‏

‏"‏ قِيلَ اَدخل الَجَنةَ قَالَ ياليتَ قَوميِ يَعلَمُون بِمَا غَفَرَ لِي رَبِي وجَعَلَنِي مِنَ اَلمُكرَمِينَ ‏"‏ أي لما قتل ِ ‏"‏ قيلَ ‏"‏ له ‏"‏ أدخُلِ الجَنة ‏"‏ وعن قتادة‏:‏ أدخله الله الجنة وهو فيها حي يرزق أراد قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين ‏"‏ آل عمران‏:‏ 169 وقيل‏:‏ معناه البشرى بدخول الجنة وأنه من أهلها‏.‏

فإن قلت‏:‏ كيف مخرج هذا القول في علم البيان قلت‏:‏ مخرجه مخرج الاستئناف لأن هذا من مظان المسألة عن حاله عند لقاء ربه كأن قائلأ قال‏:‏ كيف كان لقاء ربه بعد ذلك التصلب في نصرة دينه والتسخي لوجهه بروحه فقيل‏:‏ قيل ادخل الجنة ولم يقل قيل له لاَنصباب الغرض إلى المقول وعظمه لا إلى المقول له مع كونه معلوماً وكذلك ‏"‏ قَالَ ياليتَ قَومىِ يَعلَمُون ‏"‏

مرتب على تقدير سؤال سائل عما وجد من قوله عند ذلك الفوز العظيم وإنما تمنى علم قومه بحاله بكون علمهم بها سبباً لاكتساب مثلها لأنفسهم بالتوبة عن الكفر والدخول في الإيمان والعمل الصالح المفضيين بأهلهما إلى الجنة‏.‏

وفي حديث مرفوع‏:‏ ‏"‏ نصح قومه حياً وميتاً ‏"‏ وفيه تنبيه عظيم على وجوب كظم الغيظ والحلم عن أهل الجهل والترؤف على من أدخل نفسه في غمار الأشرار وأهل البغي والتشمر في تخليصه والتلطف في افتدائه والاشتغال بذلك عن الشماتة به والدعاء عليه‏.‏

ألا ترى كيف تمنى الخير لقتلته والباغين له الغوائل وهم كفرة عبدة أصنام‏.‏

ويجوز أن يتمنى ذلك ليعلموا أنهم كانوا على خطأ عظيم في أمره وأنه كان على صواب ونصيحة وشفقة وأن عداوتهم لم تكسبه إلا فوزاً ولم تعقبه إلا سعادة لأن في ذلك زيادة غبطة له وتضاعف لذة وسرور‏.‏

والأول أوجه‏.‏

وقرىء‏:‏ ‏"‏ المكرمين ‏"‏ فإن قلت‏:‏ ‏"‏ ما ‏"‏ في قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ بِمَا غفَرَ لِى رَبِّ ‏"‏ أي الماآت هي قلت‏:‏ المصدرية أو الموصولة أي‏:‏ بالذي غفره لي من الذنوب‏.‏

ويحتمل أن تكون استفهامية يعني بأي شيء غفر لي ربي يريد به ما كان منه معهم من المصابرة لإعزاز الدين حتى قتل إلا أن قولك‏:‏ ‏"‏ بم غفر لي ‏"‏ بطرح الألف أجود وإن كان إثباتها جائزاً يقال‏:‏ قد علمت بما صنعت هذا أي‏:‏ بأي شيء صنعت وبم صنعت‏.‏

‏"‏ وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين إن كانت إلا صيحة واحدة المعنى‏:‏ أن اللّه كفى أمرهم بصيحة ملك ولم ينزل لإهلاكهم جنداً من جنود السماء كما فعل يوم بدر والخندق فإن قلت‏:‏ وما معنى قوله‏:‏ ‏"‏ وَمَا كُناَ مُنزِلِينَ ‏"‏ قلت‏:‏ معناه‏:‏ وما كان يصح في حكمتنا أن ننزل في إهلاك قوم حبيب جنداً من السماء وذلك لأن اللّه تعالى أجرى هلاك كل قوم على بعض الوجوه دون البعض وما ذلك إلا بناء على ما اقتضته الحكمة وأوجبته المصلحة‏.‏

ألا ترى إلى قوله تعالى‏:‏ ‏"‏ فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا ‏"‏ العنكبوت‏.‏

فإن قلت‏:‏ فلم أنزل الجنود من السماء يوم بدر والخندق‏.‏

قال تعالى‏:‏ ‏"‏ فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها ‏"‏ الأحزاب‏:‏ 9 ‏"‏ بألف من الملائكة مردفين ‏"‏ الأنفال‏:‏ 9 ‏"‏ بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين ‏"‏ آل عمران‏:‏ 124 ‏"‏ بخمسة آلاف من الملائكة مسومين ‏"‏ آل عمران‏:‏ 125 قلت‏:‏ إنما كان يكفي ملك واحد فقد أهلكت مدائن قوم لوط بريشة من جناح جبريل وبلاد ثمود وقوم صالح بصيحة منه ولكن اللّه فضل محمداً صلى الله عليه وسلم بكل شيء على كبار الأنبياء وأولي العزم من الرسل فضلاً عن حبيب النجار وأولاهُ من أسباب الكرامة والإعزاز ما لم يوله أحداً فمن ذلك أنه أنزل له جنوداً من السماء وكأنه أشار بقوله‏:‏ ‏"‏ وَمَا أَنزلنا ‏"‏ ‏"‏ وَمَا كُنأَ مُنزلِينَ ‏"‏ إلى أن إنزال الجنود من عظائم الأمور التي لا يؤهل لها إلا مثلك وما كنا نفعله بغيرك ‏"‏ إن كانت إلا صيحة واحدة ‏"‏ إن كانت الأخذة أو العقوبة إلاّ صيحة واحدة‏.‏

وقرأ أبو جعفر المدني بالرفع على كان التامة أي‏:‏ ما وقعت إلا صيحة والقياس والاستعمال على تذكير الفعل لأن المعنى‏:‏ ما وقع شيء إلا صيحة ولكنه نظر إلى ظاهر اللفظ وأن الصيحة في حكم فاعل الفعل ومثلها قراءة الحسن‏:‏ ‏"‏ فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم ‏"‏ وبيت ذي الرمة‏:‏ وَمَا بَقِيَتْ إِلا الضلُوعُ الْجَرَاشِعُ وقرأ ابن مسعود ‏"‏ إلازقية واحدة ‏"‏ من زقا الطائر يزقو ويزقي إذا صاح‏.‏

ومنه المثل‏:‏ أثقل من الزواقي ‏"‏ خمِدُونَ ‏"‏ خمدوا كما تخمد النار فتعود رماداً كما قال لبيد‏:‏ وَمَا المرءُ إِلا كَالشهَاب وَضَوئِه يَحُورُ رَمَاداً بَعدَ إِذ هُوَ سَاطِعُ ‏"‏ ياحسرةً عَلَى اَلعِبَاد مَا يَأتيهم مِّن رَّسُولٍ إِلا كانوُا به يستهزءون ‏"‏ ‏"‏ ياحسرةً عَلَى اَلعِبَاد ‏"‏ نداء للحسرة عليهم كأنما قيل لها‏:‏ تعالي يا حسرة فهذه من أحوالك التي حقك أن تحضري فيها وهي حال استهزائهم بالرسل‏.‏

والمعنى أنهم أحقاء بأن يتحسر عليهم المتحسرون ويتلهف على حالهم المتلهفون‏.‏

أو هم متحسر عليهم من جهة الملائكة والمؤمنين من الثقلين‏.‏

ويجوز أن يكون من الله تعالى على سبيل الاستعارة في معنى تعظيم ما جنوه على أنفسهم ومحنوها به وفرط إنكاره له وتعجيبه منه وقراءة من قرأ‏:‏ ‏"‏ يا حسرتاه ‏"‏ تعضد هذا

الوجه لأن المعنى‏:‏ يا حسرتي‏.‏

وقرىء‏:‏ ‏"‏ يا حسرة العباد ‏"‏ على الإضافة إليهم لاختصاصها بهم من حيث أنها موجهة إليهم‏.‏

ويا حسرة على العباد‏:‏ على إجراء الوصل مجرى الوقف‏.‏

‏"‏ ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون وإن كل لما جميع لدينا محضرون ‏"‏ ‏"‏ أَلم يَروا ‏"‏ ألم يعلموا وهو معلق عن العمل في ‏"‏ كم ‏"‏ لأن كم لا يعمل فيها عامل قبلها كانت للاستفهام أو للخبر لأن أصلها الاستفهام إلا أن معناه نافذ فيِ الجملة كما نفذ في قولك‏:‏ ألم يروا إن زيداً لمنطلق وإن لم يعمل في لفظه‏.‏

و ‏"‏ أنْهُم إِليهم لا يَرجعُونَ ‏"‏ بدل من ‏"‏ كم أَهلَكنَا ‏"‏ على المعنى لا على اللفظ تقديره‏:‏ ألم يروا كثرة إهلاكنا القرون من قبلهم كونهم غير راجعين إليهم‏.‏

وعن الحسن كسر إن على الاستئناف‏.‏

وفي قراءة ابن مسعود‏:‏ ‏"‏ ألم يروا من أهلكنا ‏"‏ والبدل على هذه القراءة بدل اشتمال وهذا مما يرد قول أهل الرجعة‏.‏

ويحكى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قيل له‏:‏ إن قوماً يزعمون أن علياً مبعوث قبل يوم القيامة فقال‏:‏ بئس القوم نحن إذن‏:‏ نكحنا نساءه وقسمنا ميراثه‏.‏

‏"‏لما ‏"‏ قرىء‏:‏ ‏"‏ لما ‏"‏ بالتخفيف على أن ما صلة للتأكيد ‏"‏ وإن ‏"‏ مخففة من الثقيلة وهي متلقاة باللام لا محالة‏.‏

و ‏"‏ لما ‏"‏ بالتشديد بمعنى‏:‏ إلا كالتي في مسألة الكتاب‏.‏

نشدتك باللّه لما فعلت وإن نافية والتنوين في ‏"‏ كل ‏"‏ هو الذي يقع عوضاً من المضاف إليه كقولك‏:‏ مررت بكل قائماً‏.‏

والمعنى أن كلهم محشورون مجموعون محضرون للحساب يوم القيامة‏.‏

وقيل‏:‏ محضرون معذبون‏.‏

فإن قلت‏:‏ كيف أخبر عن كل بجميع ومعناهما واحد قلت‏:‏ ليس بواحد لأن كلاً يفيد معنى الإحاطة وأن لا ينفلت منهم أحد والجميع‏:‏ معناه الاجتماع وأن المحشر يجمعهم‏.‏

والجميع‏:‏ فعيل بمعنى مفعول يقال حي جميع وجاؤا جميعاً‏.‏

‏"‏ وآيَة لهَمٌ اَلأَرض الميتَةُ أحييناها وَأَخرَجنا منهَا حباً فَمِنهُ يأكُلوُنَ وَجَعلنَا فِيهَا جَنات من نخيل وأعناب وفجرنا فيها من العيون ليأكلوا من ثمره وما عملته أيديهم أفلا يشكرون سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لايعلمون ‏"‏ القراءة الميتة على الخفة أشيع لسلسها على اللسان‏.‏

و ‏"‏ أحييناها ‏"‏ استئناف بيان لكون الأرض الميتة آية وكذلك نسلخ ويجوز أن توصف الأرض والليل بالفعل لأنه أريد بهما الجنسان مطلقين لا أرض وليل بأعيانهما فعوملا معاملة النكرات في وصفهما با لأفعال ونحوه‏:‏ وَلَقَد أَمُر عَلَى اللئِيمِ يَسُبني وقوله‏:‏ فَمنهُ يَأكُلوُنَ ‏"‏ بتقديم الظرف للدلالة على أن الحب هو الشيء الذي يتعلق به معظم العيش ويقوم بالارتزاق منه صلاح الإنس وإذا قل جاء القحط ووقع الضر وإذا فقد جاء الهلاك ونزل البلاء‏.‏

قرىء‏:‏ ‏"‏ وفجرنا ‏"‏ بالتخفيف والتثقيل والفجر والتفجير كالفتح والتفتيح لفظاً ومعنى‏.‏

وقرىء‏:‏ ‏"‏ ثمره ‏"‏ بفتحتين وضمتين وضمة وسكون والضمير للّه تعالى والمعنى‏:‏

ليأكلوا مما خلقه اللّه من الثمر ‏"‏ و ‏"‏ مَن ‏"‏ ما عملتهُ أَيدِيهِم ‏"‏ من الغرس والسقي والآبار وغير ذلك من الأعمال إلى أن بلغ الثمر منتهاه وإبان أكله يعني أن الثمر في نفسه فعل الله وخلقه وفيه آثار من كد بني اَدم وأصله من ثَمرنا كما قال‏:‏ وجعلنا وفجرنا فنقل الكلام من التكلم إلى الغيبة على طريقة الالتفات‏.‏

ويجوز أن يرجع إلى النخيل وتترك الأعناب غير مرجوع إليها لأنه علم أنها في حكم النخيل فيما علق به من أكل ثمره‏.‏

ويجوز أن يراد من ثمر المذكور وهو الجنات كما قال رؤبة‏:‏ فِيهَا خُطُوطٌ من بَيَاض وَبَلَقْ كَأَنًهُ فِي الجِلدِ تولِيع الْبَهَق فقيل له فقال‏:‏ أردت كأن ذاك ولك أن تجعل ‏"‏ ما ‏"‏ نافية على أن الثمر خلق الله ولم تعمله أيدي الناس ولا يقدرون عليه‏.‏

وقرىء على الوجه الأول وما عملت من غير راجع وهي في مصاحف أهل الكوفة كذلك وفي مصاحف أهل الحرمين والبصرة والشام مع الضمير ‏"‏ اَلأزوج ‏"‏ الأجناس والأصناف ‏"‏ وَمما لا يعلَمُونَ ومن أزواج لم يطلعهم الله عليها ولا توصلوا إلى معرفتها بطريق من طرق العلم ولا يبعد أن يخلق اللّه تعالى من الخلائق الحيوان والجماد ما لم يجعل للبشر طريقاً إلى العلم به لأنه لا حاجة بهم في دينهم ودنياهم إلى ذلك العلم ولو كانت بهم إليه حاجة لأعلمهم بما لا يعلمون كما أعلمهم بوجود ما لا يعلمون‏.‏

وعن ابن عباس رضي اللّه عنهما‏:‏ لم ‏"‏ ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر بله ما أطلعتهم عليه ‏"‏ فأعلمنا بوجوده وإعداده ولم يعلمنا به ما هو ونحوه‏:‏ ‏"‏ فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين ‏"‏ السجدة‏:‏ 17 وفي الإعلام بكثرة ما خلق مما علموه ومما جهلوه ما دل على عظم قدرته واتساع ملكه‏.‏

‏"‏ وإيَة لهُمُ الليلُ نسلَخُ منِهُ اَلنَهَارَ فإذَا هُم مظلمُونَ ‏"‏ سلخ جلد الشاة‏:‏ إذا كشطه عنها وأزاله‏.‏

ومنه‏:‏ سلخ الحية لخرشائها فاستعير لإزالة الضوء أو كشفه عن مكان الليل وملقى ظله ‏"‏ مظُلِمُون ‏"‏ داخلون في الظلام يقال‏:‏ أظلمنا كما تقول‏:‏ أعتمنا وأدجينا‏.‏

‏"‏ والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ‏"‏ ‏"‏ لِمستَقَر لَّهَا ‏"‏ لحد لها مؤقت مقدر تنتهي إليه من فلكها في آخر السنة شبه بمستقر المسافر إذا قطع مسيره أو لمنتهى لها من المشارق والمغارب لأنها تتقصاها مشرقاً مشرقاً ومغرباً مغرباً حتى تبلغ أقصاها ثم ترجع فذلك حدها ومستقرها لأنها لاتعدوه أو لحد لها من مسيرها كل يوم في مرأى عيوننا وهو المغرب‏.‏

وقيل‏:‏ مستقرها أجلها الذي أقر الله عليه أمرها في جريها وقرىء‏:‏ ‏"‏ تجري إلى مستقر لها ‏"‏ وقرأ ابن مسعود‏:‏ ‏"‏ لا مستقر لها ‏"‏ أي‏:‏ لا تزال تجري لا تستقر‏.‏

وقرىء‏:‏ ‏"‏ لا مستقر لها ‏"‏ على أن لا بمعنى ليس ‏"‏ ذَلِكَ ‏"‏ الجري على ذلك التقدير والحساب الدقيق الذي تكل الفطن عن استخراجه وتتحير الأفهام في استنباطه ما هو إلا تقدير الغالب بقدرته على كل مقدور المحيط علَماً بكل معلوم قرىء‏:‏ ‏"‏ والقمرُ ‏"‏ رفع على الابتداء أو عطفاً على الليل يريد‏:‏ وَمن آياته القمر ونصباً بفعل يفسره قدرناه ولا بد في ‏"‏ قَدرنَاهُ مَنَازِلَ ‏"‏ من تقدير مضاف لأنه لا معنى لتقديم نفس القمر منازل والمعنى‏:‏ قدرنا مسيره منازل وهي ثمانية وعشرون منزلاً ينزل القمر كل ليلة في واحد منها لا يتخطاه ولا يتقاصر عنه على تقدير مستوٍ لا يتفاوت يسير فيها كل ليلة من المستهل إلى الثامنة والعشرين ثم يستتر ليلتين أو ليلة إذا نقص الشهر وهذه المنازل هي مواقع النجوم التي نسبت إليها العرب الأنواء المستمطرة وهي‏:‏ السرطان البطين الثريا الدبران الهقعة الهنعة الفراع النثرة الطرف الجبهة الزبرة الصرفة العوا السماك الغفر الزبا ني الإكليل القلب الشولة النعائم البلدة سعد الذابح سعد بلع سعد السعود سعد الأخبية فرغ الدلو المقدم
 

آل البيت

مزمار داوُدي
19 يونيو 2007
4,562
13
38
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
سعد سعيد الغامدي
علم البلد
رد: الى محبي اللغه العربيه

جزاكم الله خيرالجزاء .
 

الفهداوي

مزمار نشيط
6 يوليو 2007
34
0
0
الجنس
ذكر
رد: الى محبي اللغه العربيه

الحمد لله والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين الاخ الفاضل السلفي المحترم
ان جوابكم هو الصحيح والشافي وان اصل الشطر الثاني من الآيه هو في اللغه اصلها قدرنا القمر منازل حزاكم الله خيرآ وحفظكم من كل مكروه
اخوكم حامد الفهداوي ابو انس
 

ابوعمرالشهري

مزمار داوُدي
4 أبريل 2007
6,384
9
0
الجنس
ذكر
رد: الى محبي اللغه العربيه

[align=center]بارك الله فيكم جميعآ







1179311290uv7.gif



63510940ic6.jpg

من تصميم اخي ايمن غفرالله له

[/align]
 

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع