إعلانات المنتدى


نغمة الأغاني في عشرة الاخوان

الأعضاء الذين قرؤوا الموضوع ( 0 عضواً )

يوسـف

مزمار كرواني
1 أغسطس 2007
2,830
25
48
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد
تعديــــــــل: نغمة الأغاني في عشرة الاخوان

(بسم الل)
(ص)
:x18:

إلى من صعب عليهم قراءة الرابط ،سأضعه من جديد هنا، كما ستجدونه مرفقا على شكل صورة، ألا دعوتم الله لي:
http://www.sendspace.com/file/4di0rf

مقدمة المنظومة



يقول راجي الصمد بن علي أحمد

حمداً لمن هداني بالنطق والبيان

وأشرف الصلاة من واهب الصِلاة

على النبي الهادي وآله الأمجاد

وبعد فالكلام لحسنه أقسام

والقول ذو فنون في الجد والمجون

وروضة الأريضي السجع في القريض

والشعر ديوان العرب وكم أنال من أرب

فانسل اذا رمت الأدب اليه من كل حدب

رواية الأشعار تكسو الأديب العاري

وترفع الوضيعا وتكرم الشفيعا

وتنجح المآرب وتصلح المعائب

وتطرب الإخوانا وتذهب الأحزانا

وتنعش العشاقا وتؤنس المشتاقا

وتنسخ الأحقادا وتثبت الودادا

وتقدم الجبانا وتعطف الغضبانا

فقم له مهتما واحفظه حفطاًَ جمّا

وخيره ما أطربا مستمعاً وأعجبا

وهذه الأرجوزة في فنها وجيزة

بديعة الألفاظ تسهل للحفاظ

تطرب كل سامع بحسن لفظ جامع

أبياتها قصوروا وما بها قصوروا

ضمنتها معاني في عشرة الإخوان

تشرح للألباب محاسن الآداب

فان خير العشرة ما حاز قوم عشرة

وأكثر الإخوان في الوصل والأوان

صحبتهم نفاق ما شانها وفاق

يلقى الخليل خله إذا أتى محله

بظاهر مموه وباطن مشوه

يظهر من صداقه ما هو فوق الطاقه

والقلب منه خالي كفارغ المخالي

حتى اذا ما انصرفا اعرض عن ذاك الصفا

وإن يكن ثم حسد انشب انشاب الاسد

في عرضه مخالبه مستقصياً مثالبه

مجتهداً في غيبته لم يرع حق غيبته

فهذه صحبة من تراه في هذا الزمن

فلا تكن معتمدا على صديق أبداً

وان عصيت الا تصحب منهم خلا

فإنك الموفق بل السعيد المطلق

وان قصدت الصحبة فخذ لها في الأهبة

واحرص على آدابها تعدّ من اربابها

واستنب من شروطها توق من سقوطها

فان أردت علمها وحدها ورسمها

فاستمله من رجزي هذا البديع الموجز

فإنه كفيل بشرحه حفيل

فصلته فصولا تقرّب الوصولا

لمنهج الآداب في صحبة الاصحاب

تهدي جميع الصحب الى طريق رحب

سميتها إذ طربا بنظمنه واغربا

بنغمة الأغاني في عشرة الاخوان

والله ربي اسأل وهو الكريم المفضل

الهادي للسداد ومانح الإمداد




فصلٌ في تعريف الصديق والصداقة


قالوا الصديق من صدق

في وده وما مذق

وقيل من لا يطعنا

في قوله أنت أنا

وقيل لفظ لا يرى

معناه في هذا الورى

وفسروا الصداقة

الحب حسب الطاقة

وقال من قد أطلقا

هي الوداد مطلقا

والاآخرون نصوا

بأنها أخص

وهو الصحيح الراجح

والحق فيه واضح

علامة الصديق

عند أولي التحقيق

محبة بلا غرض

والصدق فيها مفترض

وحدها المعقول

عندي ما أقول

فهي بلا اشتباه

محبة في الله



فصلٌ فيمن يصادق ويصافى




أخو صلاح وأدب ذو حسب وذو نسب

ربّ صلاح وتقى ينهاك عما يتقا

من حيلة وغدر وبدعة ومكر

مهذب الأخلاق يطرب للتلاقي

يحفظ مافي عيبتك يصون ما في غيبتك

يزينه ما زانكا يشينه ما شانكا

يظهر منك الحسنا ويذكر المستحسنا

ويكتم المعيبا ويحفظ المغيبا

يسره ما سركا ولا يذيع سركا

إن قال قولا صدقك أو قلت قولاً صدقك

وإن شكوت عسراً أفدت منه يسراً

يلقاك بالأمان في حادث الزمان

يهدي لك النصيحة بنية صحيحة

خلته مدانية في السر والعلانية

صحبته لا لغرض فذاك لللقلب مرض

لا يتغير إن ولي عن الوداد الأول

يرعى عهود الصحبة لا سيما في النكبة

لا يسلم الصديقا إن نال يوما ضيقا

يعين إن أمر عنا ولا يفوه بالخنا

يولي ولا يعتذر عما عليه يقدر

هذا هو الأخ الثقة المستحق للمقة

إن ظفرت يداكا فكد به عداكا

فإنه السلاح والكهف والمناح

وقد روى الرواة السادة الثقاة

عن الإمام المرتضى سيف الآله المنتضى

في الصحب والإخوان أنهما صنفان

إخوان صدق وثقة وأنفس متفقة

هم الجناح واليد والكهف والمستند

والأهل والأقارب أدنتهم التجارب

فافدهم بالروح في القرب والنزوح

واسلك بحيث سلكوا وابذل لهم ما تملك

فلا يروك مالكا من دونهم لمالكا

وصاف من صافاهم وناف من نافاهم

واحفظهم وصنهم وانف الظنون عنهم

فهم أعز في الورى إن عنّ خطب او عرى

من أحمر الياقوت بل من حلال القوت

وإخوة للأنس ونيل حظ النفس

هم عصبة المجاملة للصدق في المعاملة

منهم تصيب لذتك إذ الهموم بذّتك

فضلهم ما وصلوا وابذل لهم ما بذلوا

من ظاهر الصداقة بالبشر والطلاقة

ولا تسل إن أظهروا للود عما اضمروا

واطوهم مد الحقب طي السجل للكتب

وقال بشر الحافي بل عدة الأصناف

ثلاثة فالأول للدين و هو الافضل

وآخر للدنيا يهديك نجد العليا

وثالث للأنس لكونه من جنس

فأعط كلا ما يحب وعن سواهم فاجتنب



فصلٌ في شروط الصداقة




صداقة الإخوان الخلص العوان

لها شروط عدة على الرخاء والشدة

والرفق والتلطف والود والتعطف

وكثرة التعهد لها بكل معهد

البر بالأصحاب من أحكم الأسباب

والنصح للإخوان من أعظم الإحسان

والصدق والتصافي من أحسن الإنصاف

دع خدع المودة وأوجهاً مسودة

فالمحض في الإخلاص كالذهب الخلاص

حفظ العهود والوفا حق لإخوان الصفا

عاملهم بالصدق واصحب بحسن الخلق

والعدل والإنصاف وقلة الخلاف

ولاقهم بالبشر وحيهم بالشكر

صفهم بما يستحسن واخف ما يستهجن

وإن رأيت هفوة فانصحهم في خلوة

بالرمز والإشارة وألطف العبارة

إياك والتعنيفا والعذل والعنيفا

وإن ترد عتابهم فلا تسيء خطابهم

وأحسن العتاب ما كان في كتاب

والعتب بالمشافهة ضرب من المسافهة

وعن إمام نجل فاتك كل فحل

عاتب أخاك الجاني بالبر و الإحسان

حافظ على الصديق في الوسع والمضيق

فهم نسيم الروح ومرهم الجروح

وفي الحديث الناطق عن الإمام الصادق

من كان ذا حميم ينجي من الجحيم

لقول أهل النار وعصبة الكفار

فما لنا من شافع ولا حميم نافع

فالقرب في الخلائق أمن من البوائق

فقارب الأخوانا وكن لهم معوانا

لا تسمع المقالا فيهم وإن توالا

فمن أطاع الواشي سار بليل عاش

وضيع الصديقا وكذب الصدّيقا

واإن سمعت قيلا يحتمل التأويلا

فاحمله خير محمل فعل الرجال الكُمّل

وإن رأيت وهنا فلا تسمهم طعنا

فالطعن بالكلام عند أولي الأحلام

أنفذ في الجنان من طعنة السنان

فعدِّ من زلاتهم وسد من خلاتهم

سل عنهم إن غابوا وزرهم إن آبوا

واستنب عن أحوالهم وعف عن أموالهم

أطعهم إن أمروا وصلهم إن هجروا

فقاطع الوصالا كقاطع الأوصالي

إن نصحوك فاقبل وإن دعوك أقبل

واصدقهم في الوعد فالخلف خلف الوغد

واقبل إذا ما اعتذروا إليك مما ينكر

وارع صلاح حالهم واشفق على محالهم

وكن له غياثا اذ الزمان عاثا



فصلٌ في الحث على إعانة الإخوان




حقيقة الصديق تعرف عند الضيق

وتخبر الإخوان إذا جفى الزمان

لا خير في إخاء يكون في الرخاء

وإنما الصداقة في العسر والإضاقة

لا تدخر المودة إلا ليوم الشدة

ولا تعدّ الخلة إلا لسد الخلة

أعن اخاك واعضد وكن له كالعضد

لا سيما إن قعدا به زمانٌ أو عدا

بئس الخليل من نكل عن خله إذا اتكل

لا تجف في حال أخا ضنّ الزمان أو سخا

وإن شكى من خطبه فرم من اللطف به


وكن له كالنور في ظلمة الديجور

ولا تدع ولا تذر ما تستطيع من نظر

حتى يزول الهم ويكشف الملم

إن الصديق الصادقا من فرّج المضائقا

وأكرم الإخوانا إذا شكوا هوانا

وأسعف الحميما وحمل العظيما

وأنجد الأصحابا إن ريب دهر رابا

أعانهم بماله ونفسه وآله

ولا يرى مقصرا في بذل مال أو قرا

فعل أبي امامة في خله الحمامة

فإن اردت فاسمع لكي تعي


حكاية الفأر والحمامة



حكى أريب عاقل لكل فضل ناقل

عن سرب طير سارب

من الحمام الراعبي

بكر يوماً سحرا وسار حتى أصحرا

في طلب المعاش وهو ربيط الجاش

فأبصروا على الثرا حباً منقاً نُثرا

فأحمدوا الصباحا واستيقنوا النجاحا

فأسرعوا إليه وأقبلوا عليه

حتى إذا ما اصطفوا حِذاءه أسفوا

فصاح منهم حازم لنصحهم ملازم

مهلا فكم من عجلة أدنت لحي أجله

تمهلوا لا تقعوا وأنصتوا لي واسمعوا

آليتكم بالرب ما نثر هذا الحب ؟

في هذه الفلات إلا لخطب عاتي

إني أرى حبالاً قد ضمنت وبالا

وهذه الشباك في ضمنها هلاك

فكابدوا المجاعة وأنتظروني ساعة

حتى أرى واختبر و الفوز حق المصطبر

فأعرضوا عن قوله واستضحكوا من حوله

قالوا وقد خط القدر للسمع منهم والبصر

ليس على الحق مرا حب معدٌ للقرا

ألقي في التراب للأجر والثواب

ما فيه من محذور لجائع مضرور

أغدوا على الغذاء فالجوع شر داء

فسقطوا جميعا للقطه سريعا

وما دروا أن الردى أكمن في ذاك الغدا

فوقعوا في الشبكة وأيقنوا بالهلكة

وندموا وما الندم مجد وقد زلّ القدم

فأخذوا في الخبط لحل ذاك الربط

فالتوت الشباك والتفت الأشراك

فصاح ذاك الناصح ما كل سعي ناجح

هذا جزاء من عصى نصيحه وانتقصا

للحرص طعم مر وشره شمِّر

وكم غدت أمّنية جالبة منية

فقالت الجماعة دع الملام الساعة

إن أقبل القناص فما لنا مناص

والفكر في الفكاك من ورطة الهلاك

أولى من الملام وكثرة الكلام

وما يفيد اللاحي في القدر المتاح

فاحتل على الخلاص كحيلة إبن العاص

فقام ذاك الحازم طوع النصوح لازم

فإن أطعتم نصحي ظفرتم بالنجح

وإن عصيتم أمري خاطرتم بالعمر

فقال كل هات فكرك بالنجاة

جميعنا مطيع وكلنا سميع

وليس كل وقت يزول عقل الثبت

فقال لا تحركوا فتستمر الشبكوا

واتفقوا في الهمة لهذه الملمة

حتى تطيروا بالشبك وتأمنوا من الدرك

ثم الخلاص بعد لكم علي وعد

فقبلوا مقاله وامتثلوا ما قاله

واجتمعوا في الحركة وارتفعوا بالشبكة

فقال سيروا عجلا سيراً يفوت الأجلا

ولا تملوا فالملل يعوق فالخطب جلل

فأمهم وراحوا كأنهم رياح واقبل الحبّال

في مشيه يختال يحسب أن البّركة

قد وقعت في الشبكة

فأبصر الحماما قد حلقت أمامه

وقلّت الحبالة وأوقعت خباله

فعض غيضاً كفه على ذهاب الكفه

فراح يعدو خلفها يرجو اللحاق سفها

حتى إذا ما أيسا عاد وهو مبتئسا

وأقبل الحمام كأنه غمام

على فلاة قفر من الأنام صفر

فقالت الحمامة بشراكم السلامة

هذا مقام الأمن من كل خوف يعني

فإن أردتم فقعوا لا يعتريكم فزع

فهذه المومات لنا بها النجات

ولي بها خليل إحسانه جميل

ينعم بالفكاك من ربقة الشباك

فلجأوا اليها ووقعوا عليها

فنادت الحمامة أقبل أبا أمامة

فأقبلت فويرة كأنها نويرة

تقول: من ينادي أبي بهذا الوادي

قال لها المطوق أنا الخليل الشيق

قولي له فليخرج وآذنيه بالمجي

فرجعت وأقبلا فأرٌ يهد الجبلا

فأبصر المطوقا فضمه واعتنقا

وقال أهلا بالفتى ومرحباً بمن أتى

قدمت خير مقدم على الصديق الأقدم

فادخل بيمن داري وشرفن مقداري

وانزل برحب ودعة وجفنة مدعدعة

فقال كيف أنعم أم كيف يهني المنعم ؟

وأسرتي في الأسر يشكون كل عسر

فقال مرني ائتمر عداك نحس مستمر

قال أقرض الحبالا قرضا بلا ملاله

وحل قيد أسرهم وفكهم من أسرهم

قال أمرت طائعا وخادماً مطاوعا

فقرض الشباكا وقطع الأشراكا

وخلص الحماما وقد رأى الحّماما

فأعلنوا بحمده واعترفوا بمجده

فقال قروا عينا ولا شكوتم أينا

وقدم الحبوبا للأكل والمشروبا

وقام بالضيافة بالبشر واللطافة

أضافهم ثلاثا من بعد ما اغاثا

فقال ذاك الخل: الخير لا يمل

فقت أبا أمامه جوداً على ابن مامة

وجئت بالصداقة بالصدق فوق الطاقة

ألبستنا نطاقه وزدتنا أطواقا

من فعلك الجميل و فضلك الجزيل

مثلك من يدخر لريب دهر يحذر

وترتجيه الصحب إن عمّ يوماً خطب

فأذن بالإنصراف لنا بلا تجافي

دام لك الإنعام ما غرد الحمام

ودمت مشكور النعم ماراً شاد بنغم

فقال ذاك الفأر جفا الصديق عار

ولست أرضى بعدكم لا ذقت يوماً فقدكم

ولا أرى خلافكم إن رمتم انصرافكم

عمتكم السلامة في الظعن والإقامة

فودعوا وانصرفوا والدمع منهم يذرف

فاعجب لهذا المثل المغرب المؤثل

أوردته ليحتذى إذا عرى الخل أذى


فصلٌ في اتحاد الصديقين




الصدق في الوداد يقضي بالاتحاد

في النعت والصفات والحال والهيئات

ويكسب المشوقا ما يكسب المعشوقا

حتى يظن أنه من الحبيب كنهه

لشدة العلاقة والصدق في الصداقة

وهذه القضية في حكمها مرضية

أثبتها البيان النقل و العيان

كذاك قال الأول الحق لا يأوّل

نحن من المساعدة نحيا بروح واحدة

ومثلوا بالجسد والروح ذي التجرد

فالروح إن أمر عنا تقول للجسم أنا

وقال جلُّ الناظم مستند الأعاظم

من العلوم قد نشر منصور أستاذ البشر

وأمر هذا الحكم لم يقترن بعلم

وأنه قد ظهرا مشاهداً بلا مِرى

فمنه ما جرى لي في غابر الليالي

أصابني يوم ألم من غير أنذار ألمّ

فاحترت منه عجبا لمّا فقدت السببا

واستغرقتني الفكر حتى أتاني الخبر

أن حبيباً لي عرض بجسمه هذا المرض

فازداد عند علمي تصديق هذا الحكم

فالصدق في المحبة يوجب هذه النسبة

فكن صديقاً صادقا ولا تكن مماذقا

حتى تقول معلنا أني ومن اهوى أنا


فصلٌ في تزاور الإخوان




تزاور الإخوان من خالص الإيمان

إن التآخي شجرة لها التلاقي ثمرة

لا تترك الزيارة فتركها حقارة

كل أخ زوّار وإن تناءا الدار

وقد روو آراء واختلفوا مراءا

في الحد للزيارة والمدة المختارة

فقيل كل يوم كالشمس بين القوم

وقيل كل شهر مثل طلوع البدر

وقيل ما نص الأثر عليه نصاً واشتهر

زر من تحب غِبّا تزدد إليه حبا

واختلفوا في الغب عن أي معنى ينبي

فقيل عن أيام خوفا من الإبرام

وقيل عن أسبوع وقفا على المسموع

وقيل بل معناه زر يوماً ويوماً لا تزر

فاعمل بما تراه في وصل من تهواه

وزر أخاك عارفا بحقه ملاطفا

وإن حللت منزله فاجعل صنيع الفضل له

واقبل إذا ما راما منه لك الإكراما

فمن أبى الكرامة حلت به الملامة

وإن أتاك زائرا فانهض إليه شاكرا

وقل مقال من شكر فضل الصديق وذكر

إن زارني بفضله أو زرته لفضله

فالفضل في الحالين له

ووصل من تهوى صله

والضم والمصافحة من سنة المصالحة

أو كان يوم عيد أو جاء من بعيد

هذا هو المشهور يصفه الجمهور

وقد أتى في الأثر عن النبي المنذر

تصافح الاخوان يُسن كل آن

ما افترقا واجتمعا يغشاهما الخير معا



فصلٌ في محادثة الإخوان




إن رمت أن تحدثا بما مضى أو حدثا

لتؤنس الأصحابا فأحسن الخطابا

واختصر العبارة ولا تكن مهذارا

واختر من الكلام ما لاق بالمقام

من فائق العلوم ورائق المنظوم

واذكر من المنقول ما صح في المعقول

واجتنب الغرائبا كيلا تُظن كاذبا

والزم له السكاتا واحسن له الإنصاتا

ولا تكن ملتفتا عنه إلى أن يسكتا

وإن أتى بنقل سمعته من قبل

فلا تقل هذا الخبر علمته فيما غبر

ولا تُكّذب ما روى ودع سبيل من غوى



فصلٌ في ممازحة الإخوان




المزح والدعابة من شيم الصحابة

فإنه في الخلق عنوان حسن الخُلق

تولي به السرورا خليلك المصدورا

فامزح مزاح من قسط وكن على حد وسط

واجتنب الإيحاشا ولا تكن فحّاشا

فالفحش في المزاح ضرب من التلاح

يجر للسخيمة والظنة الوخيمة

وجانب الإكثارا وحاذر العثارا

فكثرة الدعابة تذهب بالمهابة

وعثرة اللسان توقع بالإنسان

واحمل مزاح الإخوة وخل عنك النخوة

فالبسط في المصاحبة يفضي إلى المداعبة

وإن سمعت نادرة فلا تفه ببادرة

لا تغضبن فالغضب في المزح من سوء الأدب

وانظر إلى المقام وقائل المقام

فإن يكن وليا وصاحبا صفيا

فقوله وإن نبا فهو الولاء المجتبى

وإن يكن عدوا مكاشحاً مجفوا

فقوله وإن حلى هو البلاء المجتلا

ألا ترى للعرب تقول عند العجب

قاتله الله ولا تقول ذاك عن قلا




فصلٌ في ضيافة الإخوان


إذا الصديق طرقا من غير وعد سبقا

فقدّمن ما حضر فليس في البر خطر

ولا ترم تكلفا خير الطعام ما كفى

واعلم بأن الألفة مسقطة للكلفة

وإن دعوت فاحتفل ولا تكن كمن بخل

وقم بحق الضيف في شتوة أو صيف

وأسأل له ما يشتهي من طرف التفكه

وأت بما يقترح فاللطف لا يستملح

واعمل بقول الأول الضيف رب المنزل

وأظهر الإناسا ولا تكن عباسا

فالبشر واللطافة خير من الضيافة

وخدمة الأضياف سجية الأشراف

إحرص على سرورهم بالبسط في حضورهم

لا تشك دهراً عندهم ولا تكدر ودهم

واحلم عن الخدام والعبد والغلام

وإن أساؤ الأدبا كيلا يروك مغضباً

وقدم الخوانا وأكرم الإخوانا

عن إنتظار من يجي فذاك فعل الهمج

وقد رووا فيما ورد أعظم ما يضني الجسد

مائدة تنتظر بأكلها من يحضر

آنسهم في الأكل فعل الكريم الجزل

وأطل الحديثا ولا تكن حثيثا

فاللبث في الطعام من شيم الكرام

وشيع الأضيافا إن طلبوا انصرافا

وإن دعاك من تحب إلى طعام فأجب

إجابة الصدّيق فرض على التحقيق

فإن أجبت دعوته فلا تهيج جفوته

ولا تزرين بصاحب أو أحد الأقارب

واجلس بحيث اجلسك وأنس به ما آنسك

لا تأب من كرامته وكف عن غرامته

إياك والتثقيلا ولا تكن ثقيلا

لا تحتقر ما أحضرا ولا تعب ما حضرا

فالذم للطعام من عادة الطغام

لا تحتشم من أكل كفعل أهل الجهل

ما جيء بالطعام إلا للإلتقام





فصلٌ في عيادة الإخوان



عيادة العليل فرض على الخليل

فعد أخاك إن مرض واعمل بحكم ما فرض

وسله عن أحواله باللطف في سؤاله

وضع عليه يدك واعطف عليه جهدك

وسائلاً عن مابه واسأل عن إكتسابه

وادع له بالعافية والصحة الموافية

واحذر من التطويل وضجّر العليل

فمكث ذي الصداقة قدر احتلاب الناقة

إلا إذا ما التمسا من نفسه أن تجلسا

والعود للعيادة بعد ثلاث عادة

هذا لمن أحبا وإن يشأ فغبا

وسنة المعتل إيذان كل خل

ليقصدوا وفادته ويغنموا عيادته

وليترك الشكاية ويكتم النكاية

عن عائد وزائر فعل الكريم الصابر

وليحمد الله على بلائه بما ابتلى

ليحزر الثوابا والاجر والصوابا


فصلٌ في مكاتبة الإخوان




تواصل الأحباب في البعد بالكتاب

فكاتب الإخوانا ولا تكن خوّانا

فتركك المكاتبة ضرب من المجانبة

والبدؤ للمسافر فى الكتب لا للحاضر

والرد للجواب فضل بلا ارتياب


فصلٌ في التحذير من صحبة الأحمق




لا تصحبن الأحمقا المائق الشمقمقا

عدو سوء عاقل ولا صديق جاهل

إن اصطحاب المائق من أعظم البوائق

فإنه لحمقه وخبطه في عمقه

يحب جهلاً فعله وأن تكون مثله

يستحسن القبيحا ويبغض النصيحه

بيانه فهاهة وحلمه سفاهة

وربما تمطى فكشف المغطى

لا يحفظ الأسرارا ولا يخاف عارا

يعجب من غير عجب يغضب من غير غضب

كثيره وجيز ليس له تمييز

وربما إذا نظر أراد نفعا فأضر

كفعل ذاك الدب بخله المحب

حكاية الدب




روى أولوا الأخبار عن رجل سيار

أبصر في صحراء فسيحة الأرجاء

دباً عظيما موثقا في سرحة معلقا

يعوي عواء الكلب من شدة وكرب

فأدركته الشفقة عليه حتى أطلقه

وحله من قيده لأمنه من كيده

ونام تحت الشجرة منام من قد أضجره

طول الطريق والسفر فنام من فرط الضجر

فجاء ذاك الدب عن وجهه يدب

فقال هذا الخل جفاه لا يحل

أنقذني من أسري وفك قيد عسري

فحقه أن أرصده من كل سوء قصده

فأقبلت ذبابة ترن كالربابة

فوقعت لحينه على شِفار عينه

فجاش غيظ الدب وقال لا وربي

لا أدع الذبابا يسيمه عذابا

فأسرع الدبيبا لصخرة قريبه

فقلها وأقبلا يسعى إليه عجلا

حتى إذا حاذاه صك بها محذاه

ليقتل الذبابة قتلاً بلا إرابه

فرض منه الرأسا وفرق الأضراسا

وأهلك الخليلا بفعله الجميلا

فهذه الرواية تنهى عن الغواية

في طلب الصداقة عند أولي الحماقة

إذ كان فعل الدب هذا لفرط الحب

وجاء في الصحيح نقلاً عن المسيح

عالجت كل أكمه وأبرص مشوه

لكنني لم أطق قط علاج الأحمق



فصلٌ في صحبة الكذاب



صحابة الكذاب كلامع السراب

يخلق ما يقول معلومه مجهول

يقرب البعيدا ويُأمن الوعيدا

ويبعد القريبا ويأمن المريبا

يحلف ثم يخلف فلا يمين كلف

يمين في اليمين وليس بالأمين

وفي كلام الأدباء العلماء النجباء

لم ير في القبائح وجملة الفضائح

كالكذب أوهى سببا ولا أضل مذهبا

ولا أعز طالبا ولا أذل صاحبا

يسلم من يعتصم به ومن يلتزم

طلوعه أفول وفضله فضول

غليله لا ينقع وخرقه لا يرقع

صاحبه مكذب وفي غد معذب

فجانب الكذابا وأوله اجتنابا

واسمع حديثاً عجبا في

في رفض من قد كذبا





حكاية الفتى البغدادي مع الأمير المهلبي



روى أولو الأخبار وناقلو الآثار

عن حدث ذي أدب وخلق مهذب

يسكن في بغداد في نعمه تلادي

فارق يوماً والده وطرفه وتالده

وحل أرض البصرة بلوعة وحسرة

فظل فيها حائرا يكابد المرائرا

ولم يزل ذا فحص يسأل كل شخص

عمن بها من نازل وفاضل مشاكل

فوصفوا نديما ذا أدب كريما

ينادم المهلب وهو أمير العرب

فأمه وقصده وحين حل معهده

عرّفه بأمره وحلوه ومره

فقال أنت تصلح بل خير من يستملح

لصحبة الأمير السيد الخطير

إن كنت ممن يصبر لخصلة تستكثر

فقال أي خصلة فيه تنافي وصله

فقال هذا رجل لا يعتريه الملل

من إفتراء الكذب في حزن وطرب

فإن أردت طوله فصدقن قوله

في كل ما يختلق ويفتري وينطق

حتى تنال نائله ولا ترى غوائله

قال الفتى سأفعل ذاك ولست أجهل

فذهب النديم وهو به زعيم

فعّرف الأميرا بفضله كثرا

حتى دعاه فحضر وسره عند النظر

فراشه في الحال بكسوة ومال

فلزم الملازمة للأنس والمنادمة

ولم يزل يصدقه في كل إفك يخلقه

فقال يوماً وافترى بهتاً وكذبا منكرا

لي عادة مستحسنة أفعلها كل سنة

أطبخ للحجاج من لحم الدجاج

في فرد قدر نزلا يكفي الجميع مأكلا

فحار ذلك الفتى من قوله وبهتا

وقال ليت شعري ما قدر هذا القدر

هل هي بئر زمزم أو هي بحر القلزم

أم هي في الفضاء بادية دهناء

فغضب الأمير وغاضه النكير

وقال ردوا صلته منه وقدوا خلعته

وأخرجوه الآنا عنا فلا يرانا

فندم الأديب وساءه التكذيب

وعاود النديما لعذره مقيما

وقال منذ دهري لم اشتعل بسكر

فغالني الشراب وحاق بي العذاب

وقلت ما لا أعقل والهفو قد يحتمل

فسل لي الإغضاء والعفو والرضاء

قال النديم إني أُرضيه بالتأني

بشرط أن تنيبا وتترك التكذيبا

فراجع الأميرا واستوهب التقصيرا

واستأنف الإنعاما عليه والإكراما

فعاد للمنادمة باللطف والملائمة

فكان كلما كذب وقال افكا وانتدب

صدقه وأقسما بكونه مسلما

حتى جرى في خبر ذكر كلاب عبقر

ووصفها بالصغر وخلقها المحتقر

قال الأمير وابتكر ليس العيان كالخبر

قد كان منذ مدة لدي منها عدة

أضعها في مكحلة للهزل والخزعبلة

وكان عندي مسخرة أكحل منها بصره

فكانت الكلاب في عينه تناب

وهي على مجونه تنبح في جفونه

فقام ذلك الفتى يقول لا عشتُ متى

صدقت هذا الكذبا شاء الأمير أم أبى

ورد ما كساه به وما حباه

وراح يعدو عاريا من البلاد ناجيا


فصلٌ في التحذير من صحبة الأشرار




وصحبة الأشرار أعظم في الإضرار

من خدعة الأعداء ومن عضال الداء

يقبحون الحسنا ودأبهم قول الخنا

شأنهم النميمة والشيم الذميمة

إذا أردت تصنع خيراً بشخص منعوا

الغل فيهم والحسد والشر حبل من مسد

إن منعوا ما طلبوا تنمروا وكلبوا

وأعرضوا إعراضا ومزقوا الأعراضا

ليس لهم صلاح حرامهم مباح

لا يتقون قبحا ولا يعون نصحا

يغدون بالقبيح والضر و التبريح

كلامهم فحاش وأنسهم إيحاش

الخير منهم وان والشرّ منهم دان

شيطانهم مطاع ودينهم مضاع

لا يرقبون إلاّ ولا يرون خِلاّ

إخلاصهم مداهنة وودهم مشاحنة

صلاحهم فساد رواجهم كساد

عزيزهم ذليل صحيحهم عليل

ضياؤهم ظلام وعذرهم ملام

تقريبهم بعيد ووعدهم وعيد

إذا سألت ضنوا أو منحوك منوا

وإن عدلت مالوا وإن سألت قالوا

ربحهم خسران وشكرهم كفران

وودهم خداع وسرهم مذاع

إذعانهم لجاج معينهم أُجاج

وليس فيهم عار من إدراع العار

البعد عنهم خير والقرب منهم ضير

فاحذرهم كل الحذر لحاك لاح أو عذر

واسمع مقال الناصح سمع اللبيب الراجح

وقال أرباب الحكم العالمون بالأمم

إن شئت أن تصاحبا من الأنام صاحبا

فابدأ بالمشاوره في حالة المحاورة

من حالة تريدها او حاجة تفيدها

فإن أشار ناصحا بالخير كان صالحا

فأوله الصداقة ولا تخف شقاقه

فالخير فيه طبع واصله والفرع

وإن اشار مغريا بالشر كان مغويا

فاجتنب إصطحابه واوظب اجتنابه

والشيم الردية أضحت له سجية

هذا وقد تم الرجز بعون ربي ونجز

وهاكها أحكاما أحكمتها أحكاما

كدرر البحور عى نحور الحور

والختم بالصلاة على زكي الذات

وبالسلام السرمدي على النبي أحمد

والآل والأصحاب مع جملة الأحباب

ما غردة حمامة إلى يوم القيامة

يا :x20: لا ثنسوا تحميل المادة الصوتية من الرابط التالي:


http://www.sendspace.com/file/4di0rf





t7 يــــــــوسف المسكين
 

المرفقات

  • الرابط على شكل صورة.jpg
    الرابط على شكل صورة.jpg
    17.2 KB · المشاهدات: 18
التعديل الأخير:

محمد الجنابي

عضو شرف
عضو شرف
9 فبراير 2007
15,361
18
0
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
رد: نغمة الأغاني في عشرة الاخوان

بارك الله فيك اخي الفاضل
اناشيد رائعه
 

بنت ابيها

مزمار داوُدي
6 فبراير 2007
6,560
11
0
الجنس
أنثى
رد: نغمة الأغاني في عشرة الاخوان

الرااابط عندي محجوب لو ترفعه على رااابط ثاني لاني ابغى هذي الانشوده منذ مده وانا ابحث عنها

جزااااااك ربي جنته اخي الكريم
 

يوسـف

مزمار كرواني
1 أغسطس 2007
2,830
25
48
الجنس
ذكر
القارئ المفضل
محمد صدّيق المنشاوي
علم البلد

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع