- 28 مايو 2007
- 5,869
- 35
- 0
- الجنس
- ذكر
* عددها :-
قال الزركشي – رحمه الله – (قال أبو عمرو الداني في المقنع : أكثر العلماء على أن عثمان لما كتب المصاحف جعله على أربع نسخ وبعث إلى كل ناحية واحداً ، الكوفة والبصرة والشام وترك واحداً عنده ، وقد قيل : أنه جعله سبع نسخ وزاد إلى مكة وإلى اليمن وإلى البحرين ، قال : والأول أصح وعليه الأئمة). (13)
ويقول الإمام السيوطي – رحمه الله – أُختُلف في عدة المصاحف التي أَرسلَ بها عثمان إلى الآفاق ، المشهور أنها خمسة وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات قال : أرسلَ عثمان أربعة مصاحف ، قال ابو داود : وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول : كتب سبعة مصاحف فأرسل إلى مكة ، والشام ، وإلى اليمن ، وإلى البحرين ، وإلى البصرة ، وإلى الكوفة ، وحبس بالمدنية واحداً . (14)
وكانت كلها مكتوبة على الورق (الكاغد) إلا المصحف الذي خص به نفسه فقد قيل : إنه على رق الغزال . (15)
والمصاحف المدنية والمكية تسمي بالمصاحف الحجازية عند أهل الرسم ، والكوفي والبصري هما المرادان بالمصاحف العراقية عند أهل الرسم أيضاً والسادس هو المصحف الشامي. (16)
وإذا كان هو أصلََُ لكل هذه المصاحف – أي الإمام – فيجب القول بأنه لا اختلاف بينها لأنه الحكم وأنها صورة لنسخة واحدة ، ويكون "الإمام" هو المرجع الأول في الدولة ، ترجع إليه كل المصاحف وهو الحاكم عليها. (17)
* كيفية انتشارها :-
ولم يكتف سيدنا عثمان – رضي الله عنه- بإرسال المصاحف إلى الأمصار ، وإنما بعث مع كل مصحف واحداً من الصحابة يقرئ من أرسل إليهم المصحف ،وغالباً ما كانت قراءة هذا الصحابي توافق ما كتب به المصحف ، فأمر زيد بن ثابت أن يقرئ بالمدني ، وبعث عبد الله بن السائب مع المكي ، والمغيرة بن شهاب مع الشامي ، وأبا عبد الرحمن السلمي مع الكوفي ، وعامر بن عبد القيس مع البصري وهذا يرجح الرواية التي تنص على أن النسخ كانت خمسة لا سبعة . (18)
وبهذا يُعرف كيفية إنتشار هذه المصاحف لإن الإعتماد في نقل القرآن على التلقي من صدور الرجال ثقةً عن ثقةٍ وإماماً عن إمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لذلك اختار عثمان حفاظاً يثق بهم وانفذهم إلى الأقطار الإسلامية واعتبر هذه المصاحف أصولاً ثواني - ثانوي- مبالغة في الأمر ، وتوثيقاً للقرآن ولجمع كلمة المسلمين فكان يرسل إلى كل إقليم مصحفه مع من يوافق قراءته في الأكثر الأغلب . (19)
(13) البرهان في علوم القرآن بدرالدين محمد بن عبد الله الزركشي ت 794هـ ،1/334(دار المعرفة،بيروت،ط3-1415هـ)
(14) الإتقان جلال الدين السيوطي ت 911هـ (1/132)(الكتب العلمية – بيروت ط 1415.3هـ)
(15) سمير الطالبين على محمد الضباع ص 16
(16) جامع البيان في معرفة رسم القرآن على إسماعيل السيد هنداوي ص21(دار الفرقان –الرياض ، 1410هـ)
(17) المعجزة الكبرى محمد أبوزهرة ص30
(18) رسم المصحف وضبطه الدكتور شعبان محمد إسماعيل ص19(دار الثقافة – قطر ، ط 1412.1هـ)
(19) مناهل العرفان للزرقاني(1/ 330 )
عوض احمد الناشري الشهري
المعيد بكلية الشريعة وأصول الدين - جامعة الملك خالد بأبها
___________
قال الزركشي – رحمه الله – (قال أبو عمرو الداني في المقنع : أكثر العلماء على أن عثمان لما كتب المصاحف جعله على أربع نسخ وبعث إلى كل ناحية واحداً ، الكوفة والبصرة والشام وترك واحداً عنده ، وقد قيل : أنه جعله سبع نسخ وزاد إلى مكة وإلى اليمن وإلى البحرين ، قال : والأول أصح وعليه الأئمة). (13)
ويقول الإمام السيوطي – رحمه الله – أُختُلف في عدة المصاحف التي أَرسلَ بها عثمان إلى الآفاق ، المشهور أنها خمسة وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات قال : أرسلَ عثمان أربعة مصاحف ، قال ابو داود : وسمعت أبا حاتم السجستاني يقول : كتب سبعة مصاحف فأرسل إلى مكة ، والشام ، وإلى اليمن ، وإلى البحرين ، وإلى البصرة ، وإلى الكوفة ، وحبس بالمدنية واحداً . (14)
وكانت كلها مكتوبة على الورق (الكاغد) إلا المصحف الذي خص به نفسه فقد قيل : إنه على رق الغزال . (15)
والمصاحف المدنية والمكية تسمي بالمصاحف الحجازية عند أهل الرسم ، والكوفي والبصري هما المرادان بالمصاحف العراقية عند أهل الرسم أيضاً والسادس هو المصحف الشامي. (16)
وإذا كان هو أصلََُ لكل هذه المصاحف – أي الإمام – فيجب القول بأنه لا اختلاف بينها لأنه الحكم وأنها صورة لنسخة واحدة ، ويكون "الإمام" هو المرجع الأول في الدولة ، ترجع إليه كل المصاحف وهو الحاكم عليها. (17)
* كيفية انتشارها :-
ولم يكتف سيدنا عثمان – رضي الله عنه- بإرسال المصاحف إلى الأمصار ، وإنما بعث مع كل مصحف واحداً من الصحابة يقرئ من أرسل إليهم المصحف ،وغالباً ما كانت قراءة هذا الصحابي توافق ما كتب به المصحف ، فأمر زيد بن ثابت أن يقرئ بالمدني ، وبعث عبد الله بن السائب مع المكي ، والمغيرة بن شهاب مع الشامي ، وأبا عبد الرحمن السلمي مع الكوفي ، وعامر بن عبد القيس مع البصري وهذا يرجح الرواية التي تنص على أن النسخ كانت خمسة لا سبعة . (18)
وبهذا يُعرف كيفية إنتشار هذه المصاحف لإن الإعتماد في نقل القرآن على التلقي من صدور الرجال ثقةً عن ثقةٍ وإماماً عن إمام إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، لذلك اختار عثمان حفاظاً يثق بهم وانفذهم إلى الأقطار الإسلامية واعتبر هذه المصاحف أصولاً ثواني - ثانوي- مبالغة في الأمر ، وتوثيقاً للقرآن ولجمع كلمة المسلمين فكان يرسل إلى كل إقليم مصحفه مع من يوافق قراءته في الأكثر الأغلب . (19)
(13) البرهان في علوم القرآن بدرالدين محمد بن عبد الله الزركشي ت 794هـ ،1/334(دار المعرفة،بيروت،ط3-1415هـ)
(14) الإتقان جلال الدين السيوطي ت 911هـ (1/132)(الكتب العلمية – بيروت ط 1415.3هـ)
(15) سمير الطالبين على محمد الضباع ص 16
(16) جامع البيان في معرفة رسم القرآن على إسماعيل السيد هنداوي ص21(دار الفرقان –الرياض ، 1410هـ)
(17) المعجزة الكبرى محمد أبوزهرة ص30
(18) رسم المصحف وضبطه الدكتور شعبان محمد إسماعيل ص19(دار الثقافة – قطر ، ط 1412.1هـ)
(19) مناهل العرفان للزرقاني(1/ 330 )
عوض احمد الناشري الشهري
المعيد بكلية الشريعة وأصول الدين - جامعة الملك خالد بأبها
___________